سافر عبر الزمن وتجوّل بين معالم القاهرة القبطية الساحرة في مصر
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "العديد من المصورين لا يدركون الكنز الذي تحتضنه القاهرة القبطية بين أزقّتها وشوارعها"، هذا ما قاله المصور الفوتوغرافي، إيفان سيبورن، وهو يقيم حاليًا بالولايات المتحدة، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
صورة ممر ضيّق بجوار كنيسة القدّيس جورج في القاهرة القبطية.Credit: Ivan Sebbornتشتهر القاهرة القبطية، وهي جزء من القاهرة القديمة، بكنائسها وعمارتها القبطية ومواقعها الدينية العديدة والمهمة في تاريخ مصر.
وكان سيبورن محظوظًا برصدها بعدسة كاميرته، أثناء زيارته التي استمرّت عدّة أشهر في مصر.
وتتواجد المنطقة، وهي مُخصّصة للمشاة فقط، داخل مُجمّع مغلق، حيث يمكن الوصول إلى الكنائس والقلاع عبر الأزقّة الضيّقة المرّصوفة بالحصى، والتي تُشعر المرء وكأنه "سافر عبر الزمن".
ما أبرز معالمها؟حصن بابليونأوضحت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر أن الحصن يمتاز بموقع استراتيجي مهم ومميز، حيث يقع بمدينة القاهرة القديمة في حي الفسطاط، بجانب المتحف القبطي.
واختير المكان نظراً لمناعته الحربية وسيطرته على طريق الصحراء من جهة الشرق، كما أنه قريبٌ من النيل، ويُسيطر على طريقه المؤدي إلى الوجه القبلي والوجه البحري، واعتُبر درعاً للحماية ضد أي احتجاجٍ أو ثورة.
وتقول بعض الروايات إن اسم الحصن مستوحى من العاصمة البابلية. وتعود قصة العاصمة إلى الوقت الذي هزم فيه الفرعون سنوسرت البابليين، ليأتي بالسجناء إلى مصر حتى يستعبدوهم، ولكنهم تمردوا وبنوا حصناً للدفاع عن أنفسهم. ومنذ ذلك الوقت، سُميّ ببابل.
صورة تعكس مدخلًا مزخرفًا في الكنيسة المعلقة.Credit: Ivan Sebborn الكنيسة المُعلّقةتُعدّ أحد أشهر وأقدم الآثار القبطية في مصر، وفقًا للموقع الإلكتروني لـ "الهيئة العامة للاستعلامات في مصر".
وتمتاز بالطراز المعماري النادر الذي يجعلها واحدة من أجمل الكنائس في الشرق الأوسط، كما تمثل أول مقر للبطاركة في القاهرة.
ويعود سبب تسميتها بـ"الكنيسة المُعلّقة" إلى تشييدها على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني المعروف "بحصن بابليون".
الكنيسة المعلقة في القاهرة القبطية.Credit: Ivan Sebborn المتحف القبطيأوضحت وزارة السياحة والآثار المصرية أن المتحف القبطي يُعتبر أكبر متحف للآثار القبطية بالعالم، حيث يعرض مجموعات متنوعة ونادرة من الفن القبطي ومدى تأثره بفنون الثقافات الأخرى.
ويتألف المتحف من جناحين يضمّان أكبر مجموعة في العالم من المقتنيات الأثرية، التي تعكس تاريخ المسيحية في مصر منذ بداياتها الأولى، وتشمل مجموعة من المخطوطات المزخرفة، والأيقونات، والمنحوتات الخشبية، والجداريات المزخرفة بالمناظر الدينية المأخوذة من الأديرة والكنائس القديمة.
كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في القاهرة القبطية.Credit: Ivan Sebborn كنيسة أبي سرجةبنيت كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس، والمعروفة باسم كنيسة "أبي سرجة"، فوق أطلال قلعة رومانية قديمة.
ويُعدّ تاريخ بناء الكنيسة موضع شك، حيث يعتقد بعض العلماء بأنها تعود لأواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس بعد الميلاد، بينما يرى البعض الآخر أنها تعود للقرن السابع عشر الميلادي.
ومثل بقية الكنائس المبكرة، صُممت الكنيسة ومغارتها الواقعة تحت الأرض على النمط البازيلكي.
صورة المكتبة المفتوحة بالقرب من الكنيسة المعلقة.Credit: Ivan Sebbornوتطول قائمة المعالم التي رصدها سيبورن في القاهرة القبطية، لتشمل أيضًا ما يلي:
كنيسة السيدة العذراء في بابليون الدرجكنيسة العذراء المغيثة بحارة الرومكنيسة أبو سيفينكنيسة القدّيسة بربارةكنيسة القدّيس جورج صورة تعكس الأزقة الضيقة في القاهرة القبطية.Credit: Ivan Sebbornوحازت أعمال سيبورن، وهو صاحب شركة "igsphotography LLC" الفوتوغرافية، على إعجاب العديد من متابعيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تفاجأ كثيرون بجودة الصور العالية.
ورغم محاولته تغطية المنطقة بأكملها، إلّا أن سيبورن لم يكتشف سوى القليل منها فقط.
لذلك، يأمل بالعودة إلى مصر في المستقبل، من أجل استكشاف هذا "البلد الساحر"، مقتبسًا مقولة: "من يشرب من مياه النيل يعود إليه مرة أخرى".
مصرالقاهرةصورنشر الأربعاء، 11 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: القاهرة صور فی مصر
إقرأ أيضاً:
ميلاد عام جديد ورحيل آخر !
بعد أيام معدودة، سنجد أنفسنا ندخل عاما ميلاديا جديدا، رقم آخر يضاف إلى مسيرة حياتنا على الأرض، وميلاد عام هو بالنسبة للكثيرين من الناس عبارة عن حلم آخر يأتي إلى الحياة بصرخات الوجع والاشتياق، ورغم ذلك سيضاف إلى ما تبقى من أمنيات سابقة لم تتحقق حتى هذه اللحظة.
يسير بنا قطار الحياة متجاوزا كل المشاهد والأحداث التي لا نفيق أو نتعلم من مرورها، بل نحن كجمهور يحضر عرضا مسرحيا يضحك ويتأثر قليلا ثم يكمل حياته، كذلك هو قطار العمر لا يتوقف إلا عندما يحين موعد النزول وهنا نستشهد بمقولة رافقتنا دهرا وجب علينا ذكرها فهي تقول: «كنا نعتقد أن الغد أجمل، حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال الحقيقي كان بالأمس وليس في الغد».
بالأمس كان معنا الونيس والجليس، أما اليوم، فنحن نكمل مشوارنا وقد فقدنا الكثير من رفقاء الرحلة والمزيد من القوة على مواصلة الحياة بكل ما فيها من مظاهر استحدثها البشر بمسميات مختلفة ليطمسوا قليلا من وجه الشقاء الإنساني والتعب الذي ينهك أجساد البشر.
واقعنا الحالي يشدنا نحو عباءة الفرح الذي يستمد قوته من الاعتقاد بأننا سنترك عاما قديما قد مضت أيامه وشهوره، لذا علينا كغيرنا من الحالمين بوهج السرور أن نبتهج بقدوم عام جديد، فعليا قد نجهل ماذا يخبئ في جعبته من أحداث لكنه عام ربما أفضل من الذي سيسقط قريبا في خانة الذكريات، نشعر بأن هناك أملا بحجم السماء والأرض سيخرج إلى الوجود، واعتقاد أن ما قد مضى من أوجاع شعر بها العالم ستسقط هي الأخرى في «مزبلة التاريخ أو مقبرة الزمن»، في هذه الأيام القليلة نشعر بأننا بحاجة إلى معانقة أرواحنا المتعبة ولملمة أوراق الخريف المتطايرة، نحس أن هناك شوقا خفيا جديدا يشق طريقه في صدورنا، قد يكون مبعثه ومنبعه يأتي من ذلك الحلم الذي راودنا طويلا وانتظرناه أكثر مما ينبغي وهو العيش بسلام دون ألم أو فقد أو حزن على ما مضى من الزمن.
ستنجلي ظلمة الليل ويأتي صباح يتنفس كعادته من رئة صحية، يخرج إلينا في صورة بهجة تملأ القلب سرورا وتجعل من شرايين القلوب تتدفق دماء نظيفة، ومشاعر طفولية هي الأخرى ستولد قريبا في إحدى حجرات القلوب المعبأة بنبض كان منخفضا في لحظات البؤس والانتظار، أما مراكب الأيام فستبدأ هي الأخرى تشق عباب الزمن وما تبقى من أعمارنا فيها ونحن لا نزال في قطار الحياة.
اعتدنا منذ أن أبصرنا ضوء الشمس أننا نسير في طريقنا دون أن نعلم شيئا عن الغيب؛ لأنه بيد الله تعالى، لكن ما نعرفه تماما هو أن الأيام ستنقضي سريعا كطيف عبر دون أن نحس به، أو عبارة أخرى هو حلم تجلى ثم تبخر مع صرخة ألم من قلب مفجوع برحيل مفاجئ أو متوقع لقلب عانى كثيرا من الصدمات والمرض.
تقول الروائية والقاصة السعودية ليلى الجهني، في كتابها «في معنى أن أكبر»: «إنني أكبر وأنفق جل وقتي كي أفهم الزمن، فلا أفهمه، لذا أشعر أنه عدوي الخفي الذي يضرب دون أن يكون باستطاعتي درء ضرباته عني. لا أعرف كيف يمضي؟ ولِمَ يمضي؟ وكيف أننا نحيا فيه ونعجز أن ندركه كما ينبغي له؟ أهو شيء يمرُنا ونمرُه، أم حال تعترينا؟ وإذا مضى فإلى أين يمضي؟ أين تذهب كل أعوامنا التي تغادرنا؟ ولِمَ لا يمكن أن نحتفظ بها في مكان ما كثيابنا وأشيائنا العتيقة»؟.
أبعد ذلك نسأل: هل علينا أن نقفز فرحا كلما تقدمنا في العمر سنة كاملة؟!، هذا يذكرني تماما كلما احتفلنا بعيد ميلادنا السنوي، نفرح لأنه يوم مولدنا، لكننا نجهل أننا نفقد عاما كاملا من حياتنا في الحياة !.
إذن هل علينا أن نحتفل كغيرنا من شعوب الأرض بعام جديد رغم أن جراح العام الذي لم تنته ساعاته بعد لا تزال ندية مخضبة بدماء الأبرياء وبكاء الثكالى ويتم الأطفال في مدن الموت والألم؟ ينقسم العالم بين محتفل بقدوم عام جديد، وقسم ينظر إلى الآمال المعلقة أن تتحقق ليشعر بالسلام والأمان غيره من شعوب الأرض المعذبة بنزاعات وحروب ودمار لا تتوقف! لدينا شعور مكتمل النمو بأن الشمس ستشرق يوما، وسيكشف ضوء النهار عن جراح نزفت على أرض التقمت أجساد الأبرياء، سنفرح يوما عندما نشعر أن الحرية هي جزء من فرح لا يعكره محتل أو غاصب أو حاقد، ستشرق قريبا شمس هدنة تضع الحرب أوزارها، ويعيد الأبرياء ترقيع قلوبهم التي مزقتها الحروب.