هل يعيش اللبناني "تروما" نفسية، ام انّ هناك مبالغة في توصيف الواقع النفسي ربطا بالازمات التي يعيشها المواطن؟ فترى الجميع يستخدمون "الشماعة" النفسية، لتبرير سلوكيات وافعال معينة تحصل، ام انّ الصدمات الجماعية التي نمر بها تنعكس فعلا جرميا، ينم عن اضطراب نفسي سلوكي جرمي؟
اسئلة مشروعة، تقودنا الى البحث في الحالة النفسية للمواطن اللبناني اليوم، حيث بات من المؤكد انّ الواقع الاجتماعي والنفسي للتركيبة اللبنانية ربطا بالوضع الامني والاقتصادي والسياسي، ربما يحتاج اليوم الى اعادة تقييم، وخصوصا لجهة حالة اللاستقرار النفسي الذي يعيشه المواطن والذي يترجم باكثر من اسلوب بحسب الفئات العمرية والمناطقية.

وليست الحوادث الفردية التي نسمع عنها بشكل شبه يومي وتؤدي احيانا الى مقتل اشخاص لمجرد حصول انفعالات وتشجنات بين المواطنين، سوى دليل على حالة السلوك العدواني التي بات الفرد يمارسها في كل تفاصيل حياته اليومية، فترى العدوانية تنسحب من منزله والى الشارع.   المنطق النفسي
فمنطق علم النفس يقول انّ الازمات لا تولّد فقط حالة من الغضب المباشر او القلق والاكتئاب، وانما ايضا حالة من العجز النفسي، وهذا العجز يتفرع منه اكثر من ترجمة نفسية، فترتفع الافكار السلبية لدى المواطن وربما ردود الفعل السلبية، وهو ما يعكس اليوم على الارض هذه "الفورة" الغاضبة للمواطنين.
يُضاف اليها مشكلة نفسية اخرى، وهي انّ اللبناني بات احيانا غير قادر على مواكبة التغييرات السلبية التي تحصل في البلد، وبالتالي ما تمثله من تحد كبير على الصحة النفسية للمواطنين، وأكبر دليل على هذا هو ارتفاع معدل استخدام الحبوب المهدئة بشكل كبير في السنوات الاخيرة. فهل وصلنا حد "التروما النفسية"؟   الخوف العميق
 علميا، يمكن اعتبار التروما ناتجة عن تكرار الصدمات، نتيجة التعرض لضغط نفسي حاد نتيجة لحدث يهدد الحياة او موقف مؤلم، فيعاني الشخص بعدها من اضطراب ما بعد الصدمة، وقد تستمر هذه المعاناة لسنوات طويلة، ويمكن أن يؤدي ذلك الى الخوف العميق والعجز والرعب والوصول الى عدم قدرة الفرد على التحمل وفقدان التوازن النفسي، فيدخل في حالة من التشتت القادرة على أن تهز حياته بالاكمل وتغير شخصيته بشكل نفسي او عضوي. وهنا يجب التفريق بين التروما النفسية والجسدية، فالجسدية هي حالة من التضرر الفيزيائي للجسم والناجمة عن مؤثر خارجي يتعرض له الجسم كما في الحوادث والكسور. 
وإذ يعتبر خبراء واخصائيون انّه لا يمكن ربط ما يحصل مع اللبناني من صدمات متكررة بالتروما، الا انّ للبعض الاخر من المعالجين وجهة نظر اخرى، تتحدث عن صدمات وعن تغير في البنية النفسية للمواطن. فكيف يتخطى المواطن اللبناني هذه الصدمات؟   لا مبالغة
تقول الاختصاصية بالعلاج العقلاني الانفعالي السلوكي، اليزا خليفة، في حديث مع "لبنان 24" إنّ الحديث عن اضطرابات الصدمات وما بعدها في لبنان، يستحق الاهتمام نظرا للتداعيات الكبيرة لهذا الموضوع على حياة المواطنين مع استمرار الصدمات التي نعانيها في البلد. وبحسب خليفة: "تحدث هذه الاضطرابات بعد تعرض الفرد لتجربة صدمة نفسية او حادثة مروعة، وفي لبنان يتأثر المواطنون بكل النزاعات والاحداث والمشاكل في البلد منذ مرحلة انفجار الرابع من اب ولغاية اليوم، بحيث يعاني كُثر من اعراض نفسية وعاطفية مثل القلق والاكتئاب والهلع والخوف اضافة الى التوتر الزائد، وكل ذلك للاسف يؤدي الى الألم الجسدي والاضطرابات في النوم والتركيز والرهاب والخلل في العلاقات الاجتماعية".   وبالتالي فانّه لا مبالغة في توصيف سوء الحالة النفسية التي وصل اليها المواطن ومن ضمنها الخلل في العلاقات. وتقول خليفة: "المشكلة الاكبر انّ الاضطرابات تنسحب على مختلف الفئات العمرية، من الطفولة وحتى الكهولة، وتعتبر العدوانية من ابرز النتائج المباشرة التي قد تحصل مع الافراد، وخصوصا انّ بعض الاشخاص للاسف، بدأوا بالتوقف عن التفكير بعقلانية، وليست من فراغ هذه الحالة التي وصل اليها البعض".   الشفاء
فهل من الصعب ان يشفى اللبناني ويتأقلم؟ بحسب خليفة: "لا يوجد صعوبة في المطلق، ولكن المشكلة في تقبل الاشخاص لتكرار الصدمات، وكلنا نعرف انّه هناك بعض المواطنين لغاية اليوم لم يتخطوا تروما 4 اب. ولكن نقول العلاج يحتاج الى ارادة، وذلك يتوقف على كل شخص واسلوبه وتربيته وقدرته على التكيف والتأقلم، ونحن نطلب من هؤلاء الاشخاص اولا ان يتوقفوا فقط عن التفكير غير الصحي لانه سيؤدي الى انفعالات غير صحية بالتالي. يجب الاعتراف ان المشكلة وقعت ولكن لا يجب المبالغة في تعظيمها، ونبني على السيء للمستقبل، لنحاول جميعا ان نعيش اليوم فقط، ولا نرفع من سقف التوقعات للمستقبل".
وتتحدث خليفة عن مجوعة من العلاجات التي يمكن اتباعها لمساعدة الفرد في تخطي الازمات، ومنها العلاج السلوكي المعرفي، الذي يستخدم لمعالجة الافكار السلبية، والعلاج الحركي العيني الذي يستخدم لاستهداف الذكريات المؤلمة، اضافة الى العلاج النفسي الواقعي الذي يتعامل مباشرة مع سبب الصدمة، والعلاج الجماعي والعلاج الطبيعي او التحرر العاطفي.
 
وتقدم خليفة نصيحة قائلة: "لا تنظروا الى الخلف ولا تخافوا من المستقبل". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025

حذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من حالة الطقس اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025، بسبب استمرار موجة شديدة الحرارة مع ارتفاع نسبة الرطوبة في معظم أنحاء البلاد.

حالة الطقس

أوضحت الأرصاد الجوية سبب شعورنا بارتفاع الحرارة، حيث كلما ارتفعت نسب الرطوبة تقلل من عملية تبخر العرق من جسم الانسان فيحدث خلل في تبريد جسم الانسان حيث عندما يشعر جسم الانسان بارتفاع درجة الحرارة فيقوم جسم الانسان بالتعرق الذى يحمل حرارة الجسم إلى الهواء وعند زيادة رطوبة الجو فأن الهواء يكون مشبع ببخار الماء فلا يتبخر العرق الخارج من جسم الانسان ولا يستطيع الهواء المشبع ببخار الماء ان يمتصه.

فالمزيد من العرق مع ارتفاع نسب الرطوبة تعمل على رفع درجة حرارة الجسم، ومع زيادة التعرق ووجود الانسان بخارج المنازل ممكن يصل الجسم الى حالة الجفاف.

حالة الطقس اليوم

توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن يسود اليوم الثلاثاء طقس شديد الحرارة ورطب نهارًا على أغلب مناطق الجمهورية، حار رطب على السواحل الشمالية، مائل للحرارة رطب ليلا وفي الصباح الباكر.

طقس اليوم

وأشارت الهيئة إلى وجود فرص ضعيفة لهطول أمطار خفيفة متقطعة على بعض مناطق السواحل الشمالية الغربية، شمال الوجه البحري، وجنوب سيناء، منوهة على المواطنين بمتابعة النشرات الجوية أولًا بأول، خاصة مع التقلبات الجوية المحتملة في تلك المناطق.

حالة البحرين الأحمر والمتوسط اليوم

أكدت الهيئة أن البحر المتوسط سيكون خفيف إلى معتدل الموج، مع ارتفاع موج يتراوح بين 1.25 إلى 1.75 متر، والرياح شمالية شرقية إلى شمالية غربية، أما البحر الأحمر فسيكون خفيف إلى معتدل أيضًا، مع ارتفاع الموج من 1 إلى 1.5 متر، والرياح جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية.

درجات الحرارة غدا الثلاثاء 1 يوليو 2025 المدينة العظمى المحسوسة
القاهرة 37 39
العاصمة الإدارية 38 40
6 أكتوبر 38 40
بنها 37 39
دمنهور 36 38
وادي النطرون 37 39
كفر الشيخ 35 37
المنصورة 36 38
الزقازيق 37 39
شبين الكوم 36 38
طنطا 35 37
دمياط 32 35
بورسعيد 32 35
الإسماعيلية 39 42
السويس 38 41
العريش 34 37
رفح 33 36
رأس سدر 39 42
نخل 38 40
كاترين 32 34
الطور 36 39
طابا 35 37
شرم الشيخ 39 42
الإسكندرية 31 34
العلمين 30 33
مطروح 29 32
السلوم 33 36
سيوة 38 39
رأس غارب 37 40
الغردقة 37 40
سفاجا 38 41
مرسى علم 37 40
شلاتين 40 43
حلايب 36 39
أبو رماد 35 38
رأس حدربة 37 40
الفيوم 38 40
بني سويف 38 40
المنيا 39 41
أسيوط 40 41
سوهاج 41 42
قنا 42 43
الأقصر 43 44
أسوان 43 44
الوادي الجديد 42 43
أبو سمبل 41 42

اقرأ أيضاًموجة شديدة الحرارة.. «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس اليوم الأحد 29 يونيو 2025

بيان بدرجات الحرارة.. حالة الطقس غدًا الجمعة وحتى الأربعاء المقبل

«ابتعدوا عن هذه الطرق».. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 26 يونيو 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري
  • «الصحة» تقدم الدعم النفسي لـ146 فردا من أسر ضحايا ومصابي حادث المنوفية
  • الصحة: تقديم خدمة الدعم النفسي لـ 146 فردًا من أسر ضحايا المنوفية
  • هدافو «مونديال الأندية» بين «المفاجآت» و«الصدمات»!
  • حالة الطقس المتوقعة اليوم
  • مستشفى النفسية بجامعة أسيوط تنظم اليوم العلمي الرابع للتمريض
  • كهرباء العراق رهينة السياسة: الطاقة بين قبضة إيران وطموح أمريكا
  • اقتصادنا في العلالي تلك شهادة نعتز بها
  • حالة الطقس اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025
  • تعرف على حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم