انفجار غامض بمطار بغداد يثير تساؤلات قبل وصول الرئيس الإيراني
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
سبتمبر 11, 2024آخر تحديث: سبتمبر 11, 2024
المستقلة/- في توقيت غير متوقع، هز انفجارٌ أروقة مطار بغداد مساء الثلاثاء، قبيل ساعات قليلة من وصول الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العاصمة العراقية في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. الانفجار أثار تساؤلات واسعة حول طبيعته وأهدافه، في وقت تصاعدت فيه حدة التوترات الإقليمية.
تفاصيل الانفجار وتضارب المعلومات
الانفجار وقع بالقرب من قاعدة فكتوريا، التي تضم قوات أمريكية، مما أثار القلق بين الأوساط الأمنية والسياسية. وكشفت التقارير الأولية عن وقوع صاروخين قرب القاعدة، إلا أن المصادر الأمنية لاحقاً أشارت إلى أن الانفجار قد يكون ناجماً عن طائرة مسيرة. في حين ذكرت خلية الإعلام الأمني أن الانفجار لم يتسبب في أضرار، ولم يتم تحديد نوعه أو أسباب حدوثه، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
ردود الفعل والتساؤلات حول التوقيت
توقيت الانفجار، الذي تزامن مع استعدادات المطار لاستقبال الرئيس الإيراني، أثار العديد من التساؤلات. مصادر أمنية أكدت سماع “صوت ضربتين قويتين” استهدفتا على ما يبدو موقع دعم لوجستي للتحالف الدولي. وقد أثارت الحادثة استغراباً كبيراً، خاصة وأن أبرز فصائل المقاومة الإسلامية، مثل كتائب حزب الله، تبرأت من الهجوم واعتبرته “مشبوهًا”. المتحدث باسم الكتائب وصف الهجوم بأنه محاولة لتعطيل زيارة بزشكيان، مما يفتح المجال أمام احتمالات متعددة.
التحليلات والاحتمالات
تتباين التحليلات حول الجهات التي قد تكون وراء الهجوم. في حين تُعزى بعض التكهنات إلى الفصائل المسلحة التي تمتلك قدرات على تنفيذ هجمات مماثلة، قد يكون هناك أيضاً وجود لعوامل أخرى تلعب دوراً في هذا الهجوم. بعض المراقبين يرون أن التباين في المصالح بين الفصائل قد يكون سبباً في تنفيذ هجمات غير مبررة ضد أهداف معينة، خاصةً في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
الزيارة الإيرانية والتوترات الإقليمية
تأتي زيارة بزشكيان إلى بغداد في وقت حساس، حيث ينتظر الكثيرون الرد الإيراني المحتمل على الأحداث الأخيرة التي تشمل عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والتي طالتها اتهامات بإصبع أمريكي. في هذا السياق، تتعزز أهمية هذه الزيارة كحدث سياسي بالغ الأهمية، وقد يكون لها تأثيرات كبيرة على المشهد الإقليمي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: قد یکون
إقرأ أيضاً:
ما دلالات زيارة أمير قطر إلى طهران في ظل التطورات الإقليمية؟
طهران- في ظل التوترات الإقليمية المتفاقمة، قام أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة رسمية إلى طهران، حيث التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وخلال المباحثات، أكد الأمير تميم أن "الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات"، مشددا على أهمية تخفيف التصعيد في المنطقة، خاصة في قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين. وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع إيران، مؤكدا أن العلاقات بين الدوحة وطهران تستند إلى "الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
من جانبه، أشاد المرشد الأعلى الإيراني بالدور القطري في المنطقة، معتبرا أن "قطر تلعب دورا مهما في تعزيز الاستقرار الإقليمي". وأكد الرئيس بزشكيان أن "العلاقات القطرية-الإيرانية تشهد تطورا مستمرا في مختلف المجالات"، مشيرا إلى أن إيران تعتبر قطر "شريكا إستراتيجيا" في قضايا المنطقة. كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والنقل، بما يخدم مصلحة البلدين.
وكانت القضية الفلسطينية في صلب المحادثات، حيث تناولت المباحثات بشكل مكثف التطورات في قطاع غزة، وأكد الأمير تميم أن "المجتمع الدولي مطالب بوقف العدوان وحماية المدنيين"، مشددا على ضرورة إيجاد حل مستدام يضمن حقوق الفلسطينيين.
إعلانوبدوره، أكد خامنئي أن “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم لا يمكن السكوت عنها”، داعيًا إلى “تعزيز الجهود الإقليمية لدعم القضية الفلسطينية”.
أبعاد إستراتيجية
أكد خبير القضايا الدولية أشكان ممبيني أن زيارة أمير قطر إلى طهران تحمل أبعادا إستراتيجية خاصة، لا سيما في ظل التطورات المتسارعة في غزة ولبنان وسوريا. واعتبر أن هذا التحرك يعكس الأهمية المتزايدة للعلاقات الثنائية بين إيران وقطر، فضلا عن التحديات الإقليمية التي تستوجب تنسيقا أعمق بين الطرفين.
وأوضح ممبيني، للجزيرة نت، أن التطورات الأخيرة في غزة، وتصاعد المواجهات بين حركة حماس والكيان الصهيوني، تجعل من قطر طرفا فاعلا في إدارة الأزمة، نظرا لدورها البارز في دعم حقوق الفلسطينيين والتوسط في محادثات وقف إطلاق النار.
في المقابل، أشار الخبير ذاته إلى أن إيران لطالما دعمت فصائل المقاومة الفلسطينية، مما يجعل زيارة أمير قطر إلى طهران فرصة لتعزيز التنسيق بين الطرفين فيما يتعلق بمستقبل غزة والتحديات الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالملف اللبناني، يرى ممبيني أن الأزمة المتفاقمة، خاصة مع تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، تجعل من التقارب القطري-الإيراني عاملا مؤثرا في المشهد السياسي. وأضاف أن قطر وإيران تؤثران بطريقتين مختلفتين في لبنان، مما يجعل هذه الزيارة فرصة لتعزيز التنسيق وتجنب مزيد من التصعيد.
اجتمعت اليوم في طهران مع الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان، في إطار سعينا المشترك إلى تشجيع المزيد من التعاون المثمر وتوسيع الشراكات القائمة بيننا في مختلف المجالات لما فيه خير ومصلحة بلدينا وشعبينا. ناقشنا أيضاً مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، ونتطلع معاً إلى تكثيف الجهود… pic.twitter.com/d0lWl0yOf4
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) February 19, 2025
إعلانوبشأن الوضع في سوريا، أشار ممبيني إلى أن إيران تُعد فاعلا رئيسيا في المعادلة الجيوسياسية للمنطقة، مما يمنحها دورا رئيسيا في مستقبل التسويات الإقليمية. وأكد أن زيارة أمير قطر يمكن أن توفر منصة لتباحث التعاون الثنائي في مختلف القضايا الأمنية والإستراتيجية.
على الصعيد الاقتصادي، يرى ممبيني أن تعزيز التعاون بين الدوحة وطهران، خاصة في قطاع الطاقة، قد يعزز من نفوذ البلدين في الأسواق العالمية. وقال إن إيران وقطر تمتلكان أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم من خلال حقل الغاز المشترك فارس الجنوبي (حقل غاز الشمال) وأي زيادة في مستوى التعاون بينهما قد تؤثر على توازنات سوق الطاقة الدولية.
كما أشار إلى أن العقوبات الغربية على إيران دفعتها إلى البحث عن مسارات جديدة لتعزيز تجارتها الإقليمية، وهو ما يمكن أن تلعب قطر دورا مهما فيه.
أما في الشأن الأمني، فقد لفت ممبيني إلى أن منطقة الخليج تمر بمرحلة حساسة، حيث تسعى إيران وقطر إلى الحد من التوترات عبر تعزيز التعاون الأمني. وأضاف أن رغم استضافة قطر للقواعد العسكرية الأميركية، فإنها حافظت على علاقات إيجابية مع إيران، مما قد يساعد في تقليل احتمالات التصعيد العسكري في الخليج ووضع آليات جديدة لإدارة الأزمات الأمنية.
وفي الختام أكد ممبيني أن زيارة أمير قطر تتجاوز تعزيز العلاقات الثنائية، إذ تحمل تداعيات مهمة على موازين القوى في المنطقة. وقال إن قطر لعبت دورا محوريا كقناة دبلوماسية في العديد من القضايا الإقليمية، وهذه الزيارة قد تعكس سعيها للحفاظ على هذا الدور، وربما تمهّد الطريق لجولات جديدة من المفاوضات، سواء بشأن الملف النووي الإيراني أو قضايا أخرى ذات أبعاد إستراتيجية.
وفي السياق ذاته، رأى خبير الشؤون الإقليمية محمد رضا مرادي أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة، إذ إنها “تنسجم مع السياسة القطرية المتوازنة على الساحة الدولية، حيث تسعى الدوحة إلى لعب دور الوسيط الفاعل في حل الأزمات الإقليمية والدولية”.
إعلانوحول ارتباط الزيارة بملف غزة، أشار مرادي، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي لعبت قطر دورا رئيسيا في تحقيقه، تقترب من نهايتها، مما يثير مخاوف من احتمال عرقلة إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية. ورأى أن زيارة أمير قطر إلى طهران قد تكون جزءا من مشاورات دبلوماسية تهدف إلى ضمان استمرار الاتفاق وتخفيف التوترات المحتملة في المرحلة المقبلة.
وأضاف مرادي أن الخطة، التي يُقال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يروج لها، والتي تتعلق بتهجير سكان غزة قسرا، أثارت قلقا واسعا في الدول العربية والإسلامية، رغم أنها على الأرجح لن تُنفذ بالكامل. ومع ذلك، فإنه يرى أن أي تصعيد في هذا الاتجاه قد يؤدي إلى زيادة معاناة الفلسطينيين، ومن هنا تأتي أهمية الجهود القطرية للتخفيف من تداعيات هذه القضية.
أمير قطر يتباحث مع الرئيس الإيراني ويؤكد أهمية الحوار لحل نزاعات المنطقة
للمزيد: https://t.co/8aTbO3xpAD pic.twitter.com/y58VGUSl1w
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) February 19, 2025
وفي الجانب الاقتصادي، أوضح مرادي أن العلاقات التجارية بين إيران وقطر شهدت نموا ملحوظا خلال العام الأخير، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 نحو 265 مليون دولار، مسجلا ارتفاعا بنسبة 53% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ورأى أن هذه الأرقام تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي، كما أن زيارة أمير قطر قد تأتي في إطار الرد على زيارة رئيس البرلمان الإيراني مسعود بزشكیان إلى الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن الدوحة أعلنت دعمها الصريح للحكومة السورية الجديدة، بينما تبنت طهران موقفا معارضا لها، وهو ما قد يشكل تحديا آخر تسعى قطر للوساطة فيه، في إطار جهودها لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
إعلانوفي ختام حديثه، أكد مرادي أن قطر تُمثل شريكا إقليميا مهما لإيران، فعلى الرغم من أن طهران شهدت توترات حادة في علاقاتها مع بعض دول الخليج في السنوات الأخيرة، فإن علاقتها مع الدوحة ظلت مستقرة وإيجابية.
ورأى أن البلدين، رغم اختلاف وجهات نظرهما بشأن بعض الملفات الإقليمية، تمكنا من إدارة هذه التباينات بوعي، مع الإبقاء على مسار التعاون والتفاهم المشترك.
وختم بالقول إنه يبدو أن قطر وإيران تنظران إلى بعضهما البعض كشريكين إقليميين يسعيان إلى تحقيق نوع من التوازن الإستراتيجي، وهو ما يحمل دلالات مهمة في المشهد السياسي الإقليمي، خاصة في ظل مساعي الدوحة لتعزيز حضورها وتوسيع تحالفاتها.