غزة بلا تعليم .. ودوام جزئي بالضفة
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
رام الله - صفا
على رؤوس الطلاب وذويهم والنازحين هدمت المدارس في قطاع غزة طوال عام كامل، ودمر الاحتلال العشرات منها.
فبدل أن تعج المدارس بأصوات الطلاب ومدرسيهم في مثل هذا الوقت، مع افتتاح العام الدارسي، أصبحت ساحات المدارس مقابر لعشرات الشهداء.
وللعام الدراسي الثاني على التوالي يحرم الاحتلال أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من التعليم في محافظات قطاع غزة، بعد أن حرم قرابة 40 ألف طالب من امتحانات الثانوية العامة.
وعن ذلك، يقول المختص في الشأن التربوي مخلص سمارة لـ"صفا" إن العدوان على غزة وحرمان مئات آلاف الطلاب من التعليم في جميع المراحل، ترتب عليه آثار نفسية وتربوية وسلوكية كبيرة.
ويضيف سمارة أن تعطل العملية التعليمية بشكل كامل في مدارس القطاع، تسبب بفاقد تعليمي كبير في المراحل المدرسية والجامعية، وهو ما انعكس على العلم والثقافة والتربية لدى جميع الطلاب.
ويلفت سمارة إلى أن العملية التعليمية شهدت انتكاسات متكررة في الأعوام الخمسة الماضية، ابتداءا بأزمة كورونا والحروب التي شنها الاحتلال على غزة والإضرابات التي شهدتها الضفة.
ويبين المختص أن الآثار المترتبة على غياب التعليم في قطاع غزة هو بالفاقد التعليمي خلال العام الدراسي الماضي والشروع بعام دراسي جديد، إضافة لأضرار ستكون كبيرة على الأطفال في السن الصغيرة في المراحل التأسيسية والابتدائية، والتي بحاجة إلى مرحلة بناء في الإمكانيات والقدرات والمهارات وكل ما يتعلق بها.
ويتطرق إلى أن الفاقد الكبير سوف يلقي بظلاله على طبيعة الجيل الناشيء في المرحلة القادمة، إلا في حال وضع خطط طوارئ بعد انتهاء الحرب، وترميم ما حصل خلال العام الفائت وإدارك المشكلة مع الجيل الذي لم ينل حقه في التعليم.
ويقول سمارة إن "الطلاب بشكل عام لم يتلقوا مهارات ولا أيا من العلوم خلال العام الفائت، ما يؤثر على العلم التراكمي خلال الفترة المقبلة، لأن مناهجنا تراكمية تبني على ما قبلها، وهذا يدفعنا مرة أخرى إلى إيجاد خطط بديلة في حال استئناف الدوام، حتى يتم الربط ما بين المناهج بشكل يسهل على الطلاب الفهم القادم بناء على الفهم السابق".
وبحسب سمارة، فإن الفاقد ليس فقط فاقدا علميا فقط، فإلى جانب الفاقد العلمي هناك فاقدا تربويا وقيميا وبنائيا لم يناله الطلاب خلال الفترة السابقة، كالتعاون والانضباط وتنظيم الوقت والكثير من الدلالات التربوية فقدها الطلاب ويتمنى عودتها الآن قبل الغد، بمعنى أن انعدام الدوام المرسي يفقد هذا الجيل بعض المهارات التربوية.
وفيما يخص طلاب المرحلة الثانوية، يلفت سمارة إلى أن عدم انتظام العملية التعليمية على الجيل القادم ولا سيما طلبة الثانوية العامة ومرحلة ما قبل الثانوية، كونه لم يعقد امتحانات أو لم تعطى المادة بالشكل الصحيح الحقيقي، يدفع إلى ضرورة تبني خطط طارئة للتعاون مع ما حصل من نكبات في العملية التعليمية، بحيث لا يحرم الطلاب من العلم التراكمي البنائي، وأن لا يهمل الجانب النفسي التربوي الذي يحتاج إلى ترميم ومعالجة قبل الشروع بالمنماهج الدراسية.
وفيما يخص انطلاق العملية التعليمية في محافظات الضفة، وجه الاتحاد العام للمعلمين، معلمي المدارس والإداريين والعاملين في مكاتب التربية والتعليم إلى انتظام العملية التعليمية في الأيام العشرة الأولى من الفصل الدراسي لضمان إنهاء الإجراءات المتعلقة بافتتاح العام الدراسي.
ودعا الاتحاد المعلمين إلى الدوام بواقع أربعة أيام وجاهية ويوم مهمات، على أن يبقى الاتحاد في حالة انعقاد دائم وإصداربيان شهري بطبيعة الدوام، نظرا للأزمة المالية وعدم صرف رواتب كاملة للمعلمين.
من جانبه، أعلن حراك المعلمين بالضفة عن "ميثاق شرف" دعا فيه المعلمين إلى الالتزام ببنوده من أجل المطالبة بالحقوق المالية، معتبرا دوام الأسبوع الأول في المدارس مجرد مهلة لمختلف الجهات قبيل بدء الفعاليات.
وإلى جانب الإضرابات النقابية، شهدت بعض محافظات الضفة تعطيلا للدوام المدرسي، بسبب اقتحامات قوات الاحتلال، حيث شهدت الكثير من المدارس في القرى والبلدات خارج المدن انعدام الدراسة فيها خلال العام الماضي.
وتتواصل وقف العملية التعليمية في بعض محافظات شمال الضفة، نظرا للاقتحامات المستمرة لقوات الاحتلال وإغلاق المدن والبلدات، إذ أعلنت مديريات طوباس وطولكرم تعليق الدوام في جميع المدارس، نظرا للعدوان المستمر.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن افتتاح العام الدراسي في الضفة وسط تزايد انعدام الأمن.
وشارك القائم بأعمال مدير عمليات الأونروا في الضفة، رولاند فريدرك، بافتتاح العام الدراسي في مدرسة ذكور جنين، قائلًا: "ها هم طلاب مدارس الأونروا في الضفة الغربية يعودون إلى مقاعد الدراسة اليوم، في جنين وطولكرم وغيرها من المخيمات في شمال الضفة الغربية، يأتي ذلك بعد حوالي عشرة أيام من العنف والدمار، ويعد أطفال اللاجئين الفلسطينيين من بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث يتعرضون لفترات طويلة من العنف والخوف وعدم اليقين".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: العملیة التعلیمیة العام الدراسی خلال العام
إقرأ أيضاً:
قائد لواء إسرائيلي يتحدث عن قدرات المقاومة في جنين بعد أسبوع من العملية
قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع العملية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، إلى مخيم نور الشمس في مدينة طولكرم، وكما حصل في بداية العملية اختار الجيش الاستهداف من الجو من خلال القصف، زاعما أن قيادة حماس كانت من بين الأهداف.
وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي إن "مخيم اللاجئين في جنين خالٍ من السكان، وقبل العملية كان يقطنه حوالي عشرة آلاف شخص، إلا أن الهجمات الأخيرة للجيش أجبرت سكان المخيم على مغادرته، ومع بدء العملية الأسبوع الماضي، غادر معظم سكان المخيم".
وأضاف أشكنازي أن "الجيش الإسرائيلي يعمل حاليا بقوات كبيرة تشمل كتيبتين من لواء كفير، ومقاتلي ناحال ووحدة ساهرون وحرس الحدود".
ونقل أشكنازي عن قائد لواء منشية قوله: "لقد استولينا على مخيم اللاجئين ونحن الآن في مرحلة التفتيش.. نحن ننتقل من باب إلى باب، ومخيم اللاجئين في جنين يُعتبر رمزًا للإرهاب في جميع أنحاء الضفة الغربية"، على حد وصفه.
واعتبر أن هذا هو المكان الذي تم الحسم فيه أخيرا في عملية "حارس الأسوار" (تصاعد العدوان على غزة عام 2021)، وهذا هو المخيم الذي يستقطب الكثير من الأموال لتمويل الإرهاب من إيران ومن مصادر أخرى، في السنوات الأخيرة، يفر المسلحون الذين ينفذون هجمات في مناطق A (في الضفة الغربية) بحثًا عن ملاذ في مخيم اللاجئين في جنين، الذي مساحته صغيرة تقدر بـ 800 متر مربع".
وزعم أم "المقاتلين (جيش الاحتلال) تفاجأوا من حجم وسائل القتال والمختبرات الإرهابية داخل المخيم، وفي عدة شقق تم العثور على غرف عمليات قتالية، وفي شقق أخرى تم العثور على مختبرات لصنع عبوات ناسفة بأنواع مختلفة، في أحد المباني، عندما دخل مقاتلو وحدة ساهرون لتفتيش المنزل، وصلوا إلى غرفة الأطفال، وعلى الجدران كانت توجد رسومات لـ "سبونج بوب"، نجم برامج الأطفال، وعندما فتحوا خزانة الملابس في الغرفة، اندهشوا، فقد كانت الخزانة وأبوابها تخفي المدخل إلى مكان مخفي، مساحة ضخمة على شكل نفق بين مبنيين".
وأضاف أنه "في الشارع المجاور، عثر المقاتلون على سيارة مركونة، وعندما فتحوا صندوقها الخلفي، وجدوا عشرات من عبوات الأنابيب الصنع، هذه العبوات كانت مُعدة، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، للاستخدام ضد القوات المتنقلة، ولكن أيضًا للهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين على الطرق في الضفة الغربية".
ونقل أشكنازي أيضا عن القائد في جيش الاحتلال قوله: "هناك فرق جوهري بين هذه العملية والعمليات الأخرى، هناك عنصر الوقت، وعلى الرغم من أننا قمنا بتسلسل كبير جدًا من العمليات، إلا أنه في كل مرة نخرج فيها، يقومون بإعادة تنظيم أنفسهم.. المخيم محصن وعندما لا نكون هنا، يصعب منعهم ووقفهم، كان هناك مقاومة هنا وهرب بعض النشطاء، وبعضهم قاوم، لكن هذا ليس شيئًا لم نره من قبل".
وأكد "هناك أمران رئيسيان: مخيم اللاجئين في جنين يستقطب العديد من الاستثمارات الخارجية، والسردية المتعلقة بجنين قوية"، وبهذا يقول قائد اللواء يقول العقيد: "تقريبًا كل مسلح ينفذ هجومًا في الضفة الغربية يُعتبر مسلحًا ناجحًا، هم يتلقون هنا التوجيه والوسائل".