ما هي أبرز محركات "البداية الجديدة" بين مصر وتركيا؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
يبدو أن مصر وتركيا مستعدتان لإنهاء نزاع استمر لعقد من الزمان، حيث وجد الخصمان السابقان قواسم مشتركة في الضغوط الاقتصادية وأزمة العملة والمشهد الإقليمي المتدهور بسرعة.
التطبيع بين البلدين يعود إلى تغير في السياسة الخارجية التركية
وتقدم الزيارات التاريخية التي قام بها الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبدالفتاح السيسي، لبعضهما بعضاً خلال الأشهر القليلة الماضية تفسيراً لذلك؛ فالتنمية الاقتصادية لا تتماشى مع الصراع السياسي، حسب ما أفاد هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت.
وشهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات كبيرة خلال العقد الماضي، ما أوجد تحديات مشتركة يجب على تركيا ومصر ودول أخرى معالجتها، ومن بينها: أزمة ليبيا والحرب الأهلية في السودان والصراع الإثيوبي الصومالي، والتوترات في البحر الأحمر والطاقة في شرق البحر المتوسط.
إن التقدم الذي أحرزته اليونان وجمهورية قبرص في عزل تركيا، وتدخل تركيا المباشر في الصراع الليبي، دفع أنقرة للسعي إلى تطبيع علاقاتها مع جميع الدول التي كانت قد تباعدت معها.
ولفت الكاتب النظر إلى أن التطبيع بين البلدين يعود إلى تغير في السياسة الخارجية التركية، حيث تحاول الحكومة إصلاح العلاقات المتوترة مع الدول الأخرى.
The president of Egypt visited Ankara this week, signalling the end to years of animosity with his Turkish counterpart. The two leaders committed themselves to a new era of cooperation – but some observers question how long it will last.https://t.co/TU4eGUibqB via @RFI_En
— RFI English (@RFI_En) September 7, 2024
ساهمت عوامل أخرى أيضاً في تقارب الدولتين. فقد شهدت التجارة الثنائية زيادة بنسبة 44% في عام 2021، مما ساعد على تعزيز التعاون بين البلدين رغم تداعيات جائحة كوفيد-19. وساهم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مصالحة البلدين عندما صافح أردوغان السيسي في حفل الاستقبال الذي أقيم في الدوحة خلال افتتاح كأس العالم 2022، حيث تعهد الطرفان بتطوير العلاقات الثنائية وتبادل الزيارات الرسمية. وقدم الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير (شباط) 2023 فرصة لمصر لإرسال مساعدات إنسانية، وسافر وزير الخارجية المصري إلى المنطقة المتضررة للتنسيق بشأن الدعم.
وأوضح الكاتب في تحليله بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي أن الجانب الاقتصادي هو الأهم من بين العوامل التي ساهمت في تطبيع العلاقات بين الدولتين. ويعد التعاون التجاري والاستثماري نقطة انطلاق لتعزيز التقارب السياسي والدبلوماسي. وجاءت زيارة السيسي إلى أنقرة في الوقت الذي تسعى فيه مصر لتعزيز موقفها الاقتصادي دولياً من خلال عضويتها في مجموعة "بريكس" التي تمثل فرصة لمصر لتوسيع شبكتها الاقتصادية والتجارية مع الاقتصادات القوية، مثل الصين والهند وروسيا.
My latest @The_NewArab article is about #Egypt-#Turkey relations in the aftermath of President Sisi's recent visit to #Anakra. This piece quotes @BryzaMatthew, @ereligokhan, @MagedMandour, and @MiddleEastInst's Mirette Mabrouk. https://t.co/vSggUqbJBB
— Giorgio Cafiero (@GiorgioCafiero) September 10, 2024
في الوقت نفسه، تمتلك تركيا اقتصاداً كبيراً وموقعاً استراتيجياً بين أوروبا وآسيا، مما يمكّنها من إضافة قيمة كبيرة لمجموعة "بريكس". ومن شأن رغبة مصر وتركيا المشتركة في تحسين اقتصادهما من خلال إطار "بريكس" أن تساعد في تجاوز العديد من التناقضات السياسية بينهما.
في زيارته الأخيرة لأنقرة، ترأس السيسي وفداً شمل وزراء وضباطاً كباراً ورجال أعمال لتوقيع اتفاقيات في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة. تهدف الدولتان إلى زيادة حجم التجارة من 6.1 مليار دولار إلى 15 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. وتضمن جدول أعمال الزيارة أيضاً محادثات حول تنفيذ مشاريع دفاعية مشتركة والتعاون في مجالات الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة.
كما تضمن النقاش توسيع اتفاقية التجارة الحرة وإعادة تشغيل خدمات النقل البحري بين موانئ مرسين والإسكندرية وإمكانية إجراء المعاملات التجارية بالعملات المحلية لتعزيز التعاون الاقتصادي، ولكن نظراً لصغر حجم التبادل الاقتصادي بينهما، فمن غير المرجح أن يحل استخدام العملات المحلية الحاجة إلى العملات القابلة للتحويل التي لا تتعرض لخطر التراجع بمرور الوقت.
ورغم الرغبة المشتركة في تطبيع العلاقات، يقول الكاتب، تبدو تركيا أكثر حماسة للوصول إلى تطبيع كامل. ويعد التطبيع مع مصر ضرورياً لتركيا لتخفيف آثار الاتفاقية البحرية بين مصر واليونان في عام 2020، والتي كانت لصالح أثينا والقبارصة اليونانيين.
وأدت هذه الاتفاقية إلى إلغاء فعلي للاتفاق البحري بين أنقرة وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس. ومع ذلك، مصر على استعداد لمساعدة تركيا في هذا الشأن. ولا تمثل قضية الغاز في البحر المتوسط أي مشكلة بالنسبة لمصر، بل هي أزمة بين اليونان وتركيا.
ويمكن لمصر أن تستفيد من خبرة تركيا في قطاع الطاقة، خاصة فيما يتعلق بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. ويُعد التعاون في مجال صناعة الدفاع بين البلدين أيضاً أمراً محورياً، خاصة مع اقتراب مصر من الحصول على طائرات تركية متقدمة دون طيار. وينبغي أن يسهم التعاون العسكري المستمر في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وهناك أيضاً بعض المزايا الأخرى من تعاون الدولتين، حيث تسعى تركيا إلى الاستفادة من السوق المصري كبوابة إلى إفريقيا، كما ترغب في الحصول على تعاون القاهرة في التعامل مع أنشطة حركة فتح الله غولن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل رفح بین البلدین
إقرأ أيضاً:
تركيا تعلن قطع العلاقات مع إسرائيل نهائية
شمسان بوست / متابعات:
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وصرح أردوغان: “نحن، كدولة وحكومة في الجمهورية التركية، قررنا قطع العلاقات مع إسرائيل، والآن ليس لدينا أي علاقات معها”.
وأضاف أردوغان أن أنقرة لن تتخذ أي خطوات أو إجراءات لتطوير التعاون أو إعادة العلاقات مع إسرائيل في المستقبل نهائية.
ومنذ بداية عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أكتوبر 2023، أدانت تركيا أفعال وتصرفات تل أبيب واتهمتها بارتكاب مذابح بحق المدنيين الفلسطينيين، كما دعت مرارا وتكرارا إلى وقف إطلاق النار ومارست ضغطا كبيرا على تل أبيب.
وأعلنت وزارة التجارة التركية، في أوائل مايو، عن قطع علاقاتها التجارية مع إسرائيل بشكل كامل. وقبل ذلك، قيدت أنقرة تصدير 54 مجموعة فرعية من البضائع، لكن ذلك لم يردع إسرائيل، وواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على غزة.
كما تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقادات شخصية أكثر من مرة، حيث أن خطابه في الكونجرس الأمريكي في يوليو من العام الجاري لم يتسبب في احتجاجات مناهضة للحرب في مبنى الكابيتول فحسب، بل أدى أيضا إلى رد فعل جريئة وعنيفة من طرف السياسيين الأتراك، بما في ذلك أردوغان، الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه “جزار، ويداه ملطخة بدماء 150 ألف من سكان غزة”، كما الرئيس التركي نتنياهو أيضا بـ “الفوهرر الحديث”، مشددا على أن الغرب يتغاضى عن جرائمه.