اكتشاف بروتين مسؤول عن تطور المرحلة المبكرة من سرطان البروستاتا
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
اكتشف باحثو مركز Rogel للسرطان، التابع لجامعة ميشيغان، البروتين المسؤول عن تطور المرحلة المبكرة من سرطان البروستات.
ووجد الباحثون أن البروتين NSD2 "يغيّر وظيفة مستقبل الأندروجين، وهو منظم مهم لتطور البروستات الطبيعي".
وأوضحت الدراسة أن ارتباط مستقبل الأندروجين بـ NSD2 يتسبب في انقسام الخلايا السريع والنمو، ما يؤدي إلى سرطان البروستات، الأمر الذي قد يمهد الطريق لأسلوب علاجي جديد في استهداف سرطان البروستات.
وتسلط نتائج الدراسة "الضوء على ظاهرة لم تكن مفهومة سابقا، وهي الوظيفة الطبيعية لمستقبل الأندروجين في تحديد تطور البروستات"، حيث يحفز توقف نمو الخلايا والحفاظ على البروستات الطبيعية.
ولكن في السرطان، يقوم مستقبل الأندروجين بعملية عكسية، أي تحفيز الخلايا على مواصلة النمو ودفع تطور السرطان.
وفي الدراسة، بدأ الباحثون بالبحث عن العوامل المساعدة التي تشارك في مستقبل الأندروجين وعلاقته بسرطان البروستات. وقاموا بفحص Enhanceosome (جسيم تعزيز)، وهو مجموعة من البروتينات (بما في ذلك عوامل النسخ والعوامل الوراثية الأخرى) تتجمع في منطقة معززة على الحمض النووي وتساعد في تنظيم التعبير الجيني.
وقارنوا هذا بما يسمى neo-enhanceosome، وهي آلية مماثلة، لكن عوامل النسخ المسببة للسرطان تجد طريقها إلى الداخل، وتعيد تنظيم التجميع الدقيق ودفع التعبير عن المحفزات المسببة للسرطان.
ويقع مستقبل الأندروجين عادة على طول خط محدد من المواقع داخل الحمض النووي. وعندما يكون NSD2 موجودا فإنه يعيد ترتيب المكان الذي يقع فيه مستقبل الأندروجين "enhanceosome" على الحمض النووي، ما يجعله بجوار المواقع التي تشغلها الجينات والعوامل المسببة للسرطان المعروفة.
وقال المعد المشارك الرئيسي للدراسة، الدكتور أرول إم. تشينايان، مدير مركز ميشيغان لعلم الأمراض الانتقالي: "هذه هي الآلية المحيطة بالجينات التي نعلم أنها تشارك في تطور سرطان البروستات، بما في ذلك مستقبلات الأندروجين، ERG وFOXA1. وتستخدم جميعها هذه الآلية لتنظيم التعبير الجيني. نحن نعمل الآن على استهداف الجينات بشكل غير مباشر من خلال التأثير على هذه المكونات الجينية مثل NSD2".
وجد الباحثون أنه يتم التعبير عن NSD2 في خلايا سرطان البروستات، ولكن ليس في خلايا البروستات الطبيعية. وعرف الباحثون سابقا أن NSD2 يشارك في سرطان البروستات النقيلي، ولكن هذه أول دراسة تظهر أنه أساسي للمرحلة الأولى من تطور سرطان البروستات.
واستخدم فريق البحث طرقا متعددة لإيقاف التعبير عن NSD2 في خلايا سرطان البروستات، ووجد أن القيام بذلك يعيد الخلايا إلى حالة أكثر طبيعية، ما يؤدي إلى إبطاء نمو وانتشار الخلايا السرطانية، ولكن لا يقضي على السرطان.
كما وجد الباحثون أن بروتينا مرتبطا يسمى NSD1، يعمل إلى جانب NSD2. وتوصلوا إلى مركب "يحد من NSD1 وNSD2" نجح في تدمير سلالات خلايا سرطان البروستات، حيث استهدف الخلايا السرطانية على وجه التحديد دون التأثير على الخلايا الطبيعية.
وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لتطوير المركب بحيث يمكن تطبيقه على النماذج الحيوانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة ميشيغان سرطان البروستات الأندروجين البروستات سرطان البروستات
إقرأ أيضاً:
مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ينجح في إجراء أول علاج في الشرق الأوسط لمرض الذئبة المناعي باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في إجراء علاج ذكي ومبتكَر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً (CAR-T) لمريضة تعاني من مرض الذئبة، ما يُعَدُّ تقدُّماً في العلاجات المبتكَرة للأمراض المناعية.
ويُعَدُّ هذا الإجراء الطبي الجديد نقطة تحوُّل مهمة في مجال العلاجات الخلوية في منطقة الشرق الأوسط، ما يمنح أملاً للمرضى المصابين بالذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن وطويل الأمد يتسبَّب في مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة، وينتج عنه حدوث الالتهاب والألم، ويؤثِّر في الجلد والمفاصل والأعضاء الرئيسية في الجسم، مثل الرئتين والقلب والكلى والجلد، إضافةً إلى اضطرابات في تعداد خلايا الدم وألم المفاصل، وصعوبة التنفُّس، ويؤثِّر بشكل سلبي في نوعية حياة المرضى، ويبلغ معدل انتشاره العالمي 43.7 لكلِّ 100,000 شخص، ويُعَدُّ شائعاً بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط.
واستغرق علاج المريضة خمسة أسابيع في مستشفى ياس كلينك، التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وهو مركز التميُّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي والمركز الوحيد المعتمَد عالمياً من مؤسَّسة اعتماد العلاجات الخلوية – فاكت (FACT) عن برنامجه الشامل للعلاجات الخلوية، وهو ما يمثِّل إنجازاً في علاج الاضطرابات المناعية الذاتية. وأظهرت التجارب السريرية أنَّ المرضى الذين يعانون من الذئبة المقاومة للعلاجات التقليدية حقَّقوا تعافياً كاملاً، ولم تظهر عليهم أيُّ أعراض لأعوام ولم يحتاجوا إلى أدوية إضافية. وبعد ثلاثة أشهر من علاج المريضة باستخدام CAR-T، أصبحت مستويات الصفائح الدموية والهيموغلوبين لديها مستقرة، وتراجعت أعراض مرضها بشكل كبير.
وقال البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية والباحث الرئيسي في المشروع البحثي للخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في المركز: «منذ عام 2023، قاد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ريادة العلاج المبتكر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في الشرق الأوسط، ليشمل الآن استخدامها لأمراض المناعة الذاتية المعقَّدة، مثل الذئبة بعد أن كانت مقتصرة على سرطانات الدم. يُمثِّل نجاحنا في علاج مرض الذئبة هنا في أبوظبي إنجازاً كبيراً تحقَّق بفضل التزامنا بالأبحاث الطبية والتجارب السريرية ونقلها إلى رعاية المرضى. وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، نعمل على تطوير علاجات السرطان والأمراض المناعية الذاتية المبتكرة، ومنها استخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً، ما يوفِّر رعاية غير مسبوقة للحالات المعقَّدة والمزمنة التي تُغيِّر من حياة المرضى، وتحدُّ من الحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج، وتمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء المنطقة».
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «يقدِّم هذا الإنجاز النوعي في العلاج باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً أملاً متجدِّداً لمرضى الذئبة. لقد كان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية دائماً في طليعة كلِّ ما هو جديد ومتقدِّم في المجال الطبي والطب التجديدي، ويؤكِّد التزامنا بتطوير الطب الشخصي الدقيق من خلال علاجات تحويلية تُحسِّن صحة المرضى وعافيتهم. إنَّ إطلاق هذه التكنولوجيا المتقدِّمة يعزِّز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في ريادة الابتكار الطبي والبحث العلمي، ويعكس الجهود الدؤوبة والخبرة العالية لفريقنا من أطباء الروماتيزم وخبراء زراعة نخاع العظم والعلماء المتخصِّصين في العلاجات الخلوية. ونحن فخورون جداً بعودة المريضة إلى حياتها الطبيعية من جديد وتوقُّفها عن تناول الأدوية المثبّطة للمناعة».
وعلى الرغم من التقدُّم في مجال الأدوية، ما زال 10% من مرضى الذئبة يعانون من نوبات نشِطة تؤدِّي إلى أضرار شديدة في الأعضاء ومضاعفات تهدِّد الحياة. وأظهرت العديد من التجارب السريرية التي استخدمت علاج CAR-T لمرضى الذئبة تحسُّناً كبيراً في النتائج السريرية والمخبرية، مع انخفاض مستويات الأجسام المضادة، وعدم حدوث نوبات أو الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة بعد العلاج. ويشير ذلك إلى تحقيق الشفاء دون الحاجة إلى الأدوية وتحسُّن جودة الحياة.