لبنان ٢٤:
2025-03-04@20:44:37 GMT

مشهد يتكرّر... هل بقطع طرقات السرايا تُنال المطالب؟

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

مشهد يتكرّر... هل بقطع طرقات السرايا تُنال المطالب؟

لا يلتقي اثنان في لبنان، سواء أكانا يعملان في القطاعين العام والخاص، إلاّ وتطالهما الأزمة المعيشية الناتجة عن تراكمات سنوات متواصلة. فما يمرّ به لبنان من مشاكل مالية واقتصادية غير مسبوقة لم يمرّ على بلد آخر. وعلى رغم هذا فإن وضع اللبنانيين قد يكون نسبيًا أفضل من غيرهم بسبب هذه الدينامية التي تميّزهم عن غيرهم، من دون أن ننسى أن لبنان منذ استقلاله حتى اليوم لم يهنأ لفترات طويلة، وإن عاش في زمن الكبار حقبات مجيدة ما زلنا نطلق عليها تسمية "الزمن الجميل".


قد يكون العسكريون المتقاعدون من بين الفئات الأكثر معاناة، ولكن وضعهم المأسوي ليس أسوأ من العسكريين، الذين لا يزالون في الخدمة، وليس بالتأكيد أسوأ من موظفي القطاع العام، الذين لا تكفيهم رواتبهم للوصول إلى منتصف الشهر في أفضل الأحوال.
لا أحد يشك في أن ما يطالب به العسكريون المتقاعدون هو حقّ مشروع، وهو أيضًا حقّ لجميع موظفي القطاع العام، الذين تأثرّوا أكثر من غيرهم من فقدان العملة الوطنية لقدرتها التنافسية والشرائية. ولكن عندما تتحّول هذه المطالبة إلى نوع من الفوضى غير المبرّرة، وقد تكرّرت أمس، وقد تتكرّر غدًا، وفي كل مرّة تحاول فيها الحكومة التفتيش بـ "السراج والفتيلة" عن أفضل السبل لمنع وصول لبنان واللبنانيين إلى الانهيار التام، وذلك عبر المتاح والممكن من الوسائل المتوافرة بهدف التقليل من الأضرار في انتظار معرفة مصير البلد وهو الواقف على فوهة بركان لا يعرف أحد متى سينفجر.

وعلى رغم هذه المحاولات، التي يقرّ القائمون بها بأنها متواضعة "وعلى قدّ الحال" لا يزال هؤلاء العسكريون المتقاعدون مصرّين على تحويل قضيتهم المحقّة إلى "مسرحية هزلية" لا تخلو من قطع الطرقات المؤدية إلى السرايا ومنع الوزراء من الوصول إلى جلسة كان من المقرر أن تدرس أسباب الأزمات المعيشية لجميع اللبنانيين، بمن فيهم العسكريون المتقاعدون وغيرهم من المتقاعدين من موظفي القطاع العام. ولم تخلُ حركة قطع طرقات السرايا من تجاوز لأبسط قواعد احترام الذات قبل احترام الآخرين. وهذا الأمر من شأنه أن يضيّع قضيتهم المحقّة في زواريب السياسات الضيقة، إذ لا يُستبعد أن يكون بعض رموز هؤلاء العسكريين، وهم كانوا ضباطًا كبارًا ومشهودة لهم بطولاتهم وتضحياتهم في كل ساحات الوغى، مرتبطين ببعض الجهات المتضررة من وقوف الدولة على أرجلها من جديد، وينساقون من حيث يدرون أو لا يدرون في خطّط تخريب المؤسسات التي لا تزال قائمة وصامدة. وتأتي المؤسسة التي حضنت هؤلاء العسكريين من جنود ورتباء وضباط سنوات طويلة في طليعة المؤسسات الصامدة والواقفة في وجه الصعاب والتحدّيات الأمنية والمعيشية.
جميع المسؤولين يتفهمون غضب هؤلاء العسكريين المتقاعدين، الذين لم يعد يكفيهم ما يتقاضونه من معاش تقاعدي ومستحقات لسدّ حاجاتهم اليومية الضرورية، ولكن لسان حالهم هو "أن العين بصيرة ولكن اليد قصيرة"، وذلك انطلاقًا من نظرة واقعية إلى خزينة الدولة ووضعية البلاد الاقتصادية، إذ لا همّ لرئيس الحكومة وأعضائها سوى العمل لتقليل أضرار الأزمة المالية التي تجتاح البلاد، ولتوفير ما يكفي من مداخيل لتأمين الحدّ الأدنى من استمرارية مطلوبة للمؤسسات العامة، التي تعاني شأنها شأن جميع اللبنانيين المتضررين من سياسات خاطئة ومتراكمة أدّت إلى ما أدّت إليه من انهيار للعملة الوطنية.
فلجميع الوزراء الحاليين أقارب ينتمون إلى الأسلاك العسكرية، وبالتالي فإن التعاطي مع قضيتهم هو تعاطٍ عاطفي قبل أن يكون تعاطفًا وطنيًا، ولكن بين الرغبات والتمنيات والواقع فرقًا شاسعًا. فليس أسهل على الحكومة من أن تتخذ قرارات شعبوية غير قابلة للتطبيق، وليس أسهل على أعضائها من أن يزايدوا على المزايدين. وهذا ما يميّز من يرى الأمور بعين العقل ومن يجرّ البلاد إلى المزيد من المهالك.
فالوقوف الطبيعي إلى جانب العسكريين المتقاعدين وغيرهم من موظفي الإدارات العامة يكون بتحقيق ما هو ممكن وميسّر ومعقول والابتعاد عن المواقف الشعبوية والمزايدات الرخيصة، وفصل الارتباط المصلحي بين بعض المستفيدين الظرفيين ومشغّليهم لغايات لم تعد خافية على أحد.
ليس بهذه الطريقة يمكن تحقيق المطالب، وليس بالسباب والشتائم وقلّة الأخلاق تُعالج الأمور، وليس بـ "البهورة" والصراخ والتهديد والوعيد يمكن الوصول إلى النتائج المرجوة. 
فالمعالجة يُفترض أن تكون علمية ووفق دراسات دقيقة وواضحة عن حركة المداخيل والمصاريف، وذلك لكي لا تقع الوزارات المعنية في لعبة الأرقام الوهمية وغير الحسابية.
فقطع الطرقات ومنع الوزراء من الوصول إلى السرايا لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيدًا، في وقت يحتاج فيها المسؤولون كما جميع المواطنين إلى معالجات هادئة ومنطقية وعملية، وإلى الكثير من الحكمة في طريقة المعالجات توصلًا إلى حلول، ولو مؤقتة، لا يموت فيها ذئب الاقتصاد المنهار، ولا يفنى فيها أيضًا غنم الرواتب المتآكلة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العسکریون المتقاعدون

إقرأ أيضاً:

جابر استقبل سفراء وبحث مع وفد IFC في سبل مساعدة لبنان

 شدد وزير المالية ياسين جابر على "أهمية إنشاء مناطق صناعية في مناطق مختلفة في لبنان، بما يدفع بالقطاع الإنتاجي قدماً نحو ارتفاع مستوى الدخل القومي وتوفير بيئة استثمارية تنمي القطاع الاقتصادي وتفتح أسواق عمل تصب في خدمة تطوير الجانب الإنمائي والاجتماعي".

كلام الوزير جابر جاء في خلال استقباله وفداً من مؤسسة التمويل الدولية IFC  برئاسة Khawaja Aftab Ahmed ، مشددا أيضاَ على "ضرورة خلق فرص ومجالات تجذب استثمارات خارجية وتشجع المغتربين اللبنانيين تحديدا للاستثمار في لبنان خصوصاً وإننا في خضم ورشة وضعتها الحكومة الحالية عنوانها الإنقاذ والاستقرار بكل ما يعني الاستقرار من جوانب اقتصادية ومالية، إضافة إلى الاستقرارين الأساسيين السياسي والأمني".

رئيس الوفد السيد Ahmed عرض بدوره للوسائل التي يمكن لمؤسسة التمويل الدولية مساعدة لبنان من خلالها وأبرزها مشاريع لبنى تحتية تعزز الشراكة بين القطاعين العام والخاص وذلك بغية تحسين أداء الخدمات العامة دون ترتيب أعباء باهظة على خزينة الدولة، لافتاً الى "أن ما يسهّل ذلك أن مجلس النواب اللبناني كان قد أقرّ في العام ٢٠١٧ قانوناً بهذا الخصوص، هو قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كا عرض لنماذج عمل المؤسسة في بلدان مشابهة للبنان.

وكان توافق بين وفد المؤسسة والوزير ياسين على "أهمية تفعيل أجهزة الرقابة والهيئات الناظمة، الأمر الذي من شأنه أن يُعيد الثقة للمستثمرين لناحية الاطمئنان إلى نواحي المساءلة والشفافية، خصوصاً وأن لبنان على مفترق تحوّل في عملية إعادة بناء وتفعيل مؤسساته، و بالإمكان اليوم العمل بثقة أعلى لتوفير استثمارات للمشاريع الإنمائية المطلوبة".

كما استقبل الوزير جابر المدير العام لــ Citi Bank غسان سالم مع وفد من البنك بحث في مجالات متصلة بسبل تفعيل التعاون، لجهة جدولة سندات اليوروبوندز، نظراً للخبرة التي يمتلكونها في هذا المجال.

وكان للوزير جابر سلسلة لقاءات دبلوماسية، حيث استقبل السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف Alexander Rudakov وجرى بحث في أوضاع الجالية اللبنانية.

كما استقبل السفير المصري علاء موسى ثم السفير الهندي Muhammad Noor Rahman   وتركز البحث في سبل تحسين العلاقات التجارية بين لبنان والهند وتشجيع الشركات الاستثمارية، وكذلك في مجال التعاون التكنولوجي والتدريجي بين البلدين ومشاركة عدد من موظفي الوزارة في المجال التدريبي.

مقالات مشابهة

  • 62.7% حصة آسيا من الشركات متعددة الجنسيات التي استقطبتها غرفة دبي العالمية في 2024
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • أضواء وزينة رمضان تضيء طرقات العاصمة الرياض
  • الحكومة لم تُقصِّر.. ولكن!
  • جابر استقبل سفراء وبحث مع وفد IFC في سبل مساعدة لبنان
  • سلسلة لقاءات لسلام في السرايا
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • 9 حالات يجوز فيها غلق المحلات طبقا للقانون.. تعرف عليها
  • احذروا.. طرقات جبلية مقطوعة بسبب الثلوج
  • أمريكا تعزز حدودها مع المكسيك بآلاف العسكريين لمكافحة الهجرة والمخدرات