بِذرة الكرامة .. حصاد الحرية (٣)
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
بِذرة الكرامة .. حصاد الحرية (٣)
ملحمة انقاذ الهوية
رشان اوشي
من الواضح أن هناك عقولاً سودانية ، تجتهد مؤخراً، في محاولة تقديم شكل آخر من الأداء المهني والإداري في سبيل مشروع الدولة السودانية ما بعد ١٥/ابريل والمثير أن الأمر ينسحب على عدد من الملفات الهامة على حد سواء.
قراءة مهمة للغاية تدور حول حتمية إعادة الدولة السودانية التفكير في سياقاتها ومساراتها الداخلية و الخارجية، لتصبح مواكبة لأنماط الحياة والخدمات في العالم أو على الأقل في الإقليم ، وتعترف صراحة بضرورة تجاوز التجارب السابقة التقليدية وترفع من طموحاتها بشكل كبير.
هل السودان أمام مطالبات جدية بخطوط عريضة لنظرة عالمية مغايرة عما درج عليه الحال منذ سقوط نظام “البشير” ، الإجابة “نعم” هو ما تسعى إليه القيادة السياسية والتنفيذية للبلاد .
من الواضح أن اقتنع السودانيون مؤخراً، وبعد صدمة الحرب التي تهدف لحرمانهم من بلادهم ، سيادتهم واستقلاليتهم بأن على الدولة أن تسعى للوصول إلى مرحلة ” التفوق الاستراتيجي” .
كما ذكرنا في الحلقات السابقة من سلسلة مقالاتنا هذه، أن القيادة السودانية لا تقاتل على الميدان العسكري فحسب ، بل تقاتل بضراوة في ميدان التنمية المواكبة للعولمة ، وتعتبر أن الدمار الذي لحق ببلادنا جراء الحرب ،يجب أن يعمر وفق استراتيجيات جديدة وحديثة .
فقد السودان في الأسابيع الأولى لمعركة الكرامة كل شئ، حتى سجلات السودانيين المتعلقة بالهوية والأراضي و…الخ ، ولكن بفضل الله ، و تضحيات ابطال سودانيين تمكنت الدولة من استعادة سجلاتها عبر التقنية والعمليات العسكرية النوعية، حيث استعاد الابطال (١٥) تيرا بايت من البيانات .
في خضم الأزمة ، استخرجت إدارات الجوازات بوزارة الداخلية (1.300.000) جواز سفر ، عبر اتيام محدودة ومصنع واحد ببورتسودان، بمعدل (٧) الف جواز في اليوم.
عند تحرير ام درمان ، انقذ ابطال معركة الكرامة ، (١٠) الف جواز من مجمع السجل المدني ام درمان ، بينما نجح ابطال “ود مدني” في إنقاذ (١٣١) الف جواز مطبوع قبل سقوط المدينة على أيدي المليشيات .
أنا حفيٌّة بكل عمل يُصنع عن الابطال العِظام في معركة الكرامة ، اولئك الذين اشترعوا طريقاً جديداً، وألانوا الصخر وأذابوا زبر الحديدِ، ليسلك من بعدهم الجواد وهي ممهدة سالكة.
محبتي واحتراميإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، واحدة من أبرز وجوه الحركة الأدبية في القرن التاسع عشر. عُرفت لازاروس بأعمالها الأدبية والشعرية التي جمعت بين الرومانسية والدعوة للعدالة الاجتماعية، لكن قصيدتها الشهيرة “التمثال الجديد” هي التي خلدت اسمها وربطته بأحد أعظم رموز الحرية في العالم: تمثال الحرية.
كتبت إيما لازاروس قصيدة “التمثال الجديد” عام 1883 في إطار جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية، الذي يرمز إلى امرأة متحررة من قيود الاستبداد، تحمل في يدها اليمنى مشعلًا يرمز للحرية، وفي يدها اليسرى كتابًا نقش عليه تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي “4 يوليو 1776”.
تُجسد كلمات القصيدة رؤية إيما لازاروس للولايات المتحدة كأرض جديدة ترحب بالمهاجرين الذين تركوا خلفهم الظلم والاضطهاد في أوطانهم، لتمنحهم فرصة لبدء حياة جديدة. وفي عام 1903، أي بعد 20 عامًا من كتابة القصيدة و16 عامًا من وفاتها، تم حفر كلماتها على لوحة برونزية ووضعت عند مدخل قاعدة التمثال، لتظل رسالة ترحيب للأجيال الجديدة من المهاجرين.
لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟ قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مسيرة أدبية مميزةتميزت أعمال إيما لازاروس بطابعها الرومانسي، حيث آمنت بمبدأ “الفن من أجل الفن”، لكنها لم تتجاهل القضايا الاجتماعية. كانت كتاباتها تعكس إيمانها بالعدالة الاجتماعية، وقد سعت من خلال أشعارها ومقالاتها إلى تسليط الضوء على معاناة المهمشين.
إلى جانب إبداعها الأدبي الخاص، عملت لازاروس على تبسيط وترجمة العديد من الأعمال الشعرية الألمانية والإيطالية، وخاصة أشعار الشاعرين يوهان غوته وهاينرش هاينه، مما أظهر شغفها بالثقافات العالمية.
رغم إسهاماتها الأدبية العظيمة، فقد انتهت حياة إيما لازاروس بشكل مأساوي في عمر 38 عامًا فقط، ويرجح أن وفاتها كانت بسبب إصابتها بالسرطان. لكن أعمالها، وخاصة قصيدتها المرتبطة بتمثال الحرية، جعلتها رمزًا للأمل والمثابرة.
تظل كلماتها محفورة في مدخل التمثال، شاهدة على رؤيتها الإنسانية، حيث تمثل دعوة مفتوحة لكل من يسعى إلى الحرية والحياة الكريمة.