موقع 24:
2024-09-17@13:41:55 GMT

إهانة إسرائيلية للمجتمع الدولي

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

إهانة إسرائيلية للمجتمع الدولي

لم تجد إسرائيل ما ترد به على الدعوات الدولية المتوالية إلى وقف العدوان على غزة، والكف عن اختلاق الذرائع والعراقيل لتقويض جهود مفاوضات الهدنة، إلا بإزهاق أرواح المزيد من الأبرياء، وأضافت، من دون سابق إنذار إلى سجلها، مجزرة جديدة في مخيم المواصي للنازحين في «منطقة إنسانية» مزعومة بجنوب قطاع غزة.
ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها إسرائيل مذبحة في غزة وفي مخيمات النازحين بالذات، فقد كشفت الصور والمشاهدات والشهادات عن وضع مروع اختلطت فيه دماء الأبرياء بأنسجة الخيام، كما اختفت عائلات كاملة بين الرمال بعد تعرضها للقصف بثلاث قنابل أمريكية الصنع من نوع «إم كي 84»، وهي نفس القنابل التي ارتكبت على مدى 11 شهراً، مذابح في النصيرات ومستشفى المعمداني ومجمع مدارس للأونروا في غزة.


ورغم ادعاء واشنطن أنها لا تسمح باستخدام مثل هذه الأسلحة ضد المدنيين، فإن إسرائيل تستخدمها لتثبت للجميع أن لا أحد قادر على منعها من مواصلة حرب الإبادة والتهجير، ومثل هذه المجزرة تمثل إهانة للمجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة نفسها، التي تقول إنها تتوسط لإنهاء الحرب، وإمعاناً في الإهانة تشن إسرائيل الآن حملة على محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية لوقف ملاحقتها في جرائم الحرب التي ارتكبتها، وإبطال مذكرات التوقيف بحق بعض قادتها، مثل بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت.
الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال، يؤكد مجدداً أن إسرائيل ماضية في حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين أينما كانوا سواء في غزة أو الضفة الغربية، وتصمم على عدم الاكتراث بالقانون الدولي والاستخفاف بحرمة التشريعات الأممية التي تجرم استهداف المدنيين، وخصوصاً اللاجئين منهم في زمن الحرب.
ويشهد العالم كله أن الهجمات الإسرائيلية تجاوزت كل الأعراف والنواميس القانونية، وتسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع ذلك لا يواجهها المجتمع الدولي بما يلزم من مواقف حازمة وتفعيل لآليات المحاسبة المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات، فعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، يشجعها على ارتكاب مزيد من هذه الجرائم التي تجاوزت الأراضي الفلسطينية لتمتد إلى لبنان وسوريا وربما أبعد في قادم الأيام.
في القاهرة، حيث يفترض إتمام مفاوضات الهدنة التي لم تتحقق، انعقدت الدورة ال 162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وكان العدوان على غزة والأوضاع في الأراضي الفلسطينية في صدارة جدول الأعمال، ولخص الأمين العام للجامعة الوضع بأنه أصبح فوق الاحتمال، وأن وقف إطلاق النار في غزة لم يعد مطلباً عربياً بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود. وقبل يومين أطلقت الاجتماعات الوزارية بين مجلس التعاون الخليجي وكل من روسيا والهند والبرازيل نداء لوقف الحرب في غزة، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية والحيلولة دون اتساع الصراع وانتشار الفوضى.
مسؤولية إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة ملقاة على عاتق المجتمع الدولي برمته، ولن يتم ذلك بالبيانات المنددة والتعبير عن مشاعر الصدمة والذهول من جرائم القتل، بل بالتحرك العاجل لتطبيق القانون الدولي وحماية المنطقة والعالم من التهور الإسرائيلي الذي تطاول وبلغ حد الجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان

تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان

تاج السر عثمان بابو

1

تدخل الحرب اللعينة في السودان شهرها الثامن عشر مع المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، وتزايد المطالب الجماهيرية لوقفها، والمزيد من التقصي لجرائم الحرب والتوثيق لها، وبعد أن رفعت لجنة تقصي الحقائق تقريرها، الذي رصد السمات الأساسية لجرائم الحرب مثل: حالات الاغتصاب والاستبعاد الجنسي والإبادة الجماعية وتدمير البنية التحتية والسجلات الحكومية، والحرب العرقية كما للمساليت في غرب دارفور، وحملات الاعتقالات والتعذيب حتى الموت في سجون طرفي الحرب، وحمل التقرير الجيش والدعم السريع المسؤولية عن الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان التي ترقى لجرائم الحرب. وأوصت البعثة بالآتي:

حظر الأسلحة وإرسال قوة لحفظ السلام من أجل حماية المدنيين.

توصية بنشر قوة محايدة لحماية المدنيين في السودان.

دعوة الأطراف المتحاربة للالتزام بالقانون الإنساني.

دعوة الأطراف للسماح بوصول المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد.

توقف تدفق الأسلحة سوف يمنع توسع القتال، وعلى الدول التي تدعم الطرفين الالتزام بذلك.

توسيع حظر السلاح الخاص بدارفور (قرار مجلس الأمن رقم 1556 للعام 2004 والقرارات اللاحقة) ليشمل البلاد كلها، وتوقف عملية إمداد أي من الأطراف بالأسلحة والذخيرة.

2

لكن من المهم تنفيذ تلك التوصيات حتى لا تصبح حبراً على ورق كما حدث في قرارات دارفور السابقة التي لم يتم فيها القبض على مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وتقديمهم للمحاكمة كما في حالات البشير ومن معه. كما أنه من المهم تحديد الدول التي تدعم طرفي الحرب ومحاسبتها في حالة الخرق لتسليح الطرفين.

كما لا بد من التأكيد أن العامل الخارجي مساعد في وقف الحرب، لكن العامل الحاسم هو التصعيد الداخلي الجماهيري لوقف الحرب ومحاسبة مجرمي الحرب، ومنع مخطط تقسيم البلاد من المحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب والتي تهدف لتقسيم البلاد ونهب ثرواتها.

3

أوضحنا سابقاً ضرورة المزيد من التوثيق لجرائم الحرب، كما في المطالبات العديدة من المنظمات الحقوقية بمد فترة اللجنة، لأن الظروف التي عملت فيها اللجنة لم تكن مواتية، فقد عملت في نطاق ضيق، في ظل رفض طرفي الحرب لها، ولم تتمكن من تغطية أجزاء واسعة من السودان، اضافة لاستمرار الانتهاكات بعد اشتداد اوار الحرب بعد رفض البرهان لحضور مؤتمر جنيف، كما يحدث الآن في الخرطوم الفاشر. الخ، علما أن جرائم الحرب هي امتداد للجرائم السابقة منذ انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019، ومجزرة فض اعتصام القيادة العامة والولايات، والانتهاكات والابادة الجماعية في دارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق، اضافة لجرائم نظام الانقاذ كما في الابادة الجماعية التي حدثت في دارفور 2003، التي تطلبت تقديم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم، ولابد من عدم الافلات من العقاب وان طال السفر.

4

أدت الحرب إلى دمار وجرائم وخراب غير مسبوق في الوضع الإنساني والبنى التحتية، تحتاج للمزيد من التوثيق لها بتفصيل، مع تحديد حجم الخسائر لتعويض المتضررين، وضمان عودتهم لمدنهم وقراهم ومنازلهم، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، كما في الآتي:

– نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، وتجاوز عدد القتلى 27 ألف شخص واصابة وفقدان الآلاف.

– تدمير المنشآت والبنى التحتية مثل: مصفاة الجيلي وكبري شمبات. الخ، والمنازل جراء قصف الجيش، واحتلال المنازل من الدعم السريع، ونهب عربات وممتلكات المواطنين، وحالات التطهير العرقي في غرب دارفور، اضافة لحالات الاغتصاب والعنف الجنسي والاعتقالات والتعذيب للمعتقلين في معتقلات الجنجويد والجيش. إضافة لقطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والانترنت.

إضافة لجرائم الحرب كما حدث في الخرطوم ودارفور وكردفان، وفي ولاية الجزيرة بعد الهجوم على الجزيرة الذي أدي لنزوح أكثر من 500 ألف شخص نازح وغيرهم، مع نهب المتاجر والمنازل والأسواق والقرى وادوات إنتاج المزارعين. الخ.

– جلبت الحرب معها كل أشكال المعاناة والأمراض مثل: الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وملتحمة العين، وتدهور صحة البيئة فضلاً عن كوارث السيول والامطار التي أدت للمزيد من التدهور، وشملت اغلب ولايات السودان، وبعد فشل خدمات الصيانة مما أدى لانهيار سد اربعات في ولاية البحر الأحمر، وعدد كبير من الكباري والمنشآت في الشمالية وغيرها. الخ، وفي ظل غياب الرعاية الصحية وخروج أكثر من 70% من المستشفيات من الخدمة والنقص في الدواء وتدهور صحة البيئة جراء الجثث المتراكمة في الطرقات، وعدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثة لمناطق النزوح والحرب. الخ، كما يحاصر الجوع أكثر من 25 مليون من سكان البلاد حسب بيانات الأمم المتحدة.

فضلا عن خسائر الحرب التي تجاوزت أكثر من 100 مليار دولار.. وتدمير الإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي، وتدهور القوة الشرائية للمواطنين والانخفاض الكبير للجنيه السوداني مع الارتفاع المستمر للأسعار، فضلا عن فقدان أكثر من 5 ملايين وظيفة، بعد تدمير القطاع الزراعي والصناعي والخدمي. الخ.

إضافة لأثر الحرب على المواقع الأثرية والثقافية والتراثية وتدمير بعضها.

أدت الحرب إلى تدهور الإنتاج الزراعي بخروج أكثر من 70% من مناطق الإنتاج الزراعي بسبب الحرب وتوقف المزارعين عن الإنتاج، ومشاكل الري وزيادة الضرائب ونقص التمويل اللازم وشح الوقود وارتفاع أسعاره، وتقلص المساحات المزروعة، مما يزيد من مخاطر المجاعة والنقص في الغذاء.

– فاقمت الحرب الأوضاع المعيشية وأدت لارتفاع الأسعار وقيمة النقل والخدمات وخروج 90% من المصانع عن العمل حسب وزارة الصناعة بسبب تدمير ونهب المصانع، إضافة لنهب الأسواق والبنوك، وعدم صرف العاملين لمرتباتهم لأكثر من 10 شهور، وفقدانهم لمقومات معيشتهم بعد إخلاء منازلهم وأصبحوا نازحين..

– عطلت الحرب الدراسة في المدارس والجامعات لأكثر من عام والتي يتطلب فتحها وقف الحرب وتوفير الأمن وخروج الجيش والدعم السريع منها والإصلاح العاجل لما دمرته الحرب.

هذا فضلا عن عدم فتح المسارات الآمنة لوصول الإغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل، وجرائم الجنجويد في الابادة الجماعية التي زادت في مدن دارفور بعد احتلال الدعم السريع لأربع من عواصم ولاياتها الخمس.

إضافة لتمدد الحرب لبقية الأقاليم بعد احتلال الدعم السريع لمدني ومدن ولاية الجزيرة، وخطر اتخاذ الحرب طابعا عرقيا واثنيا، مما يهدد وحدة البلاد.

5

– جاءت امتداداً لخراب نظام الإنقاذ، ولانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019 ومجزرة فض الاعتصام، وانقلاب 25 أكتوبر 2021 بعد الصراع الذي دار في الاتفاق الإطاري حول دمج الدعم السريع في الجيش.

مما يتطلب بعد مرور سبعة عشر شهراً على الحرب مواصلة وتقوية الجبهة الجماهيرية القاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

– إعمار ما دمرته الحرب، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات، وعدم تكرار الإفلات من العقاب، وعدم إعادة الشراكة مع الدعم السريع والجيش، والاتفاق الإطاري الذي يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى، كما ورد في  إعلان أديس أبابا، واتفاق “المنامة” الذي يعيد إنتاج الشراكة مع الدعم السريع والأزمة والحرب.

– خروج الدعم السريع والجيش من السياسة والاقتصاد، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات الفلول وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي.

– التصدي بحزم لمخططات “الفلول” والدعم السريع لتصفية الثورة، وتمزيق وحدة البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، ونهب ثروات البلاد وتقسيمها من المحاور الإقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

الوسومالإنقاذ التصفية العرقية الثورة الجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الفلول انقلاب اللجنة الأمنية تاج السر عثمان بابو دارفور فض الاعتصام

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل أصدرت 55 أمر إخلاء لسكان غزة منذ بداية الحرب
  • المـؤتمر الوطني والحسـابات الخاطئة والخاسـرة
  • قسطنطين كرياك الشخصية الدولية المكرمة بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي
  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي
  • غادة والي تدعو المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • مطالبة فلسطينية للمجتمع الدولي لإنقاذ النازحين من تداعيات فصل الشتاء المقبل
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ترتكب 3 جرائم جديدة ضد العائلات في غزة
  • مناقشات “إسرائيلية – أمريكية” في واشنطن: “إسرائيل” لا يمكنها البقاء في حرب لا نهاية لها
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب