على الرغم من المحاولات القانونية لوقفه، عرض الفيلم الوثائقي المثير للجدل "ملفات بيبي" (The Bibi Files)، الذي يظهر لقطات مسربة لاستجواب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في مهرجان تورنتو السينمائي، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان"، الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إن الجمهور اطلع على مقاطع فيديو مسربة لاستجواب نتانياهو من قبل الشرطة لأول مرة في العرض الأول العالمي للفيلم، رغم محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي منع عرضه.

ورفضت محاكم إسرائيلية طلب نتانياهو قبل عرض الفيلم - الذي يظهر فيه وهو ينفي بشدة مزاعم الرشوة والفساد - أمام جمهور متوتر وصاخب، وكان العديد منهم يحملون لافتات كتب عليها "أعيدوهم إلى ديارهم" و"صفقوا الآن"، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين في غزة.

الفيلم، الذي أخرجته، أليكسيس بلوم، وأنتجه، أليكس جيبني، يعرض قضية حساسة ومدانة، ويطرح حجة ربما يكون المراقبون عن كثب على دراية بها بالفعل، وهي أن نتانياهو يطيل أمد الحرب المدمرة في غزة، والتي أدت إلى أكثر من 40 ألف قتيل، لتجنب السجن المحتمل الناجم عن اتهامات الفساد، وبمعنى آخر فإن الأزمة الإنسانية التي تنتهك القانون الدولي تحوم حول الحفاظ على الذات، وفقا للصحيفة.

ووفقا للفيلم الوثائقي - الذي بدأت بلوم العمل عليه قبل 7 أكتوبر، عندما قدم مصدر لجيبني مقاطع الفيديو المسربة - تقدم محامي نتانياهو بطلب لتأجيل المحاكمة المقررة حاليا في ديسمبر المقبل. ويستشهد المحامي بالحرب الجارية في غزة كسبب للتأجيل.

"فساد أخلاقي"

وقال جيبني للجمهور بعد العرض: "لم أر قط عمق الفساد الأخلاقي كما رأيت في هذا الرجل". وقام أحد أفراد الجمهور الذي بدا أنه مؤيد لإسرائيل إلى حد كبير بمقاطعة جيبني لتوضيح أن نتانياهو لم تتم إدانته بعد. ولم ينته الجدل عند هذا الحد.

وتم تسجيل مقاطع فيديو الاستجواب المعروضة في الفيلم من قبل الشرطة بين عامي 2016 و2018 قبل أن تقدم رسميا تهم الفساد ضد نتانياهو. تتضمن اللقطات رئيس الوزراء وهو يتطرق إلى مزاعم مفادها أنه وزوجته قبلا الشمبانيا باهظة الثمن والسيجار الكوبي والمجوهرات من المنتج الهوليوودي، أرنون ميلشان. ويُسمع نتانياهو وهو يقلل من شأن الشمبانيا والسيجار باعتبارهما مجرد هدايا من صديق، بينما ينكر معرفته بالمجوهرات.

شهود

كما يظهر العديد من الشهود الذين عملوا مع ميلشان ونتانياهو وهم يتحدثون إلى الشرطة بشأن هدايا منتظمة لنتانياهو وزوجته سارة في مقابل الحصول على خدمات. ومن بين هذه الخدمات تمديد الإعفاء الضريبي الذي استفاد منه ميلشان. ويزعم نتانياهو أن تدخله غير المعتاد فيما يتعلق بالإعفاء الضريبي كان لصالح الدولة، وليس ميلشان.

كما شوهد نتانياهو وهو ينفي بشدة مزاعم توقيعه على أنظمة لصالح قطب الإعلام الإسرائيلي، شاؤول إلوفيتش. ووصف رئيس الوزراء مرارا وتكرارا أحد كبار مساعديه، نير هيفيتز، بأنه كاذب لقوله ذلك. ويزعم شهود آخرون أن إلوفيتش رد الكرم المزعوم بالسماح لنتانياهو بتغطية مكثفة لعائلته على موقع والا الشهير.

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم بالفعل تسريب معلومات من مقاطع فيديو الاستجواب ونشرها في وسائل إعلام إسرائيلية. لكن مقاطع الفيديو لن تُعرض أبدا على الجمهور (على الأقل قانونيا) في إسرائيل. ووفقا لجيبني، يمنح القانون الإسرائيلي الخصوصية للأشخاص الذين تم تصويرهم في إجراءات رسمية، مما يجعل نشر اللقطات غير قانوني. وقال "إنه قانون خاص بالنسبة لإسرائيل ولكن [لا] يؤثر على بقية العالم".

وأوضح أنه تم عرض فيلم ملفات بيبي في تورنتو، باعتباره "عمل قيد التنفيذ"، لأنه كان من الضروري مشاهدته بشكل عاجل بينما يستمر عدد القتلى في غزة في الارتفاع، وأيضا لأنهم يبحثون عن شركاء توزيع في سوق المهرجان، على أمل إصدار الفيلم في أسرع وقت ممكن ليراه العالم.

وأعربت بلوم عن خيبة أملها بعد العرض لأن الكثير من الأشخاص لم يتحدثوا علنا (رفضوا التسجيل). وقالت إنها أجرت مقابلات مع رؤساء أركان سابقين ورؤساء شين بيت وآخرين في مناصب عليا تحت قيادة نتانياهو والذين تحدثوا معها لساعات عن أكاذيبه وفساده.

محاكمة مقبلة

وفي يوليو الماضي، قالت صحيفة "هآرتس"، إن القضاء الإسرائيلي حدد تاريخ الثاني من ديسمبر المقبل، موعدا لإدلاء نتانياهو بشهادته في قضايا فساد ورشوة.

رغم محاولات التأجيل.. تحديد موعد إدلاء نتانياهو بشهادته في محاكمة الفساد قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن القضاء الإسرائيلي قد حدد تاريخ الثاني من ديسمبر المقبل موعدا لإدلاء رئيس الوزراء =، بنيامين نتانياهو، بشهادته في قضايا فساد ورشوة.

ووفقا للصحيفة، فإن ذلك الموعد "خيّب آمال فريق دفاع نتانياهو"، الذي كان يفضل أن يكون في مارس المقبل بسبب "ظروف الحرب" في قطاع غزة، ولفحص وتقديم الأدلة اللازمة.

وطلب المحامون عقد جلسة قبل بدء مرافعة الدفاع، بشأن "طلب الحماية" الذي سيقدمونه، والذي من المتوقع أن يطالبوا فيه بـ"إسقاط لائحة الاتهام، بسبب إخفاقات ومخالفات في عملية التحقيق وإنفاذ انتقائي للقانون" من قبل الشرطة وأجهزة التحقيق في ملفات الفساد، المتعلقة بالقضايا التي يواجهها نتانياهو.

وبموجب القانون، يجب أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي شاهد الدفاع الأول، لأنه المتهم الرئيسي، ولذلك سيبدأ في الإدلاء بشهادته بعد أكثر من 4 سنوات من بدء المحاكمة في مايو 2020.

ويرى رئيس الوزراء وحلفاؤه أن الاتهامات الموجهة له هي "ذات دوافع سياسية"، واقترحوا إصلاحا قضائيا من شأنه الحد من سلطات المحاكم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رئیس الوزراء فی غزة

إقرأ أيضاً:

سنضم غزة لأمريكا.. تصريحات مثيرة للجدل لمستشار ترامب عن التهجير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

كشف جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل ملف القضية الفلسطينية بنظر الرئيس الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية خاصةً مصر والأردن.

وقال الدكتور جابريل صوما، خلال مداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى اليلد»: "إن غزة مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن سكانها مليون و700 ألف شخص، ولا يمكن العيش فيها في الفترة الحالية، لأنها تفتقر إلى المياه والمنازل والطعام والشراب وكافة مقومات الحياة"


وأضاف صوما: "أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى غزة بأنها أجمل مناطق العالم، ويمكن أن تكون منطقة عالمية، ولكن لن يحدث ذلك الآن في حالة عدم الاستقرار، لذلك طلب الرئيس الأمريكي من الدول العربية أن يستقبلوا أهل غزة خاصةً مصر والأردن".

وتابع : "بما أن غزة مدمرة فإن الرئيس ترامب يريد أن يخرج سكانها حتى تهدأ الأوضاع وبعد ذلك يعودوا إليها، والأمر متروك لأهل غزة، وعلى الدول العربية أن تساهم في إعادة إعمار غزة، وأعتقد أن الدول العربية يجب أن تبدأ في المشاورات بإعادة الإعمار".

وأشار إلى ان غزة كانت مُدججة بالسلاح وكان بها 30 ألف مسلح متواجد فيها لذلك واجهت إسرائيل هذا الآمر، معلقًا: "ترامب يعتبر غزة من أجمل مدن العالم ويريد ضمها للولايات المتحدة، ولا يمكن إعمار غزة في الوقت الحالي لأن سكان غزة الحاليين يريدون أن يعودوا إلى منازلهم".

وواصل قائلًا: "أنا كنت متواجد سنة 2019 وكنت من العاملين على صفقة القرن، وكان هناك اهتمام شديد من قبل الرئيس ترامب، واعتقد أنه ينوي بناء غزة، ولكن أهل غزة موجودين يجب حل مشاكلهم من مياه وكهرباء ومنازل وغيره، وهذا الأمر ليس بمنتهى السهولة".

وذكر: "مسألة حل الدولتين غير متوفرة في الوقت الحالي، وترامب يدرس هذا جيدًا وهو مهتم جدًا بإعمار غزة من أي وقت آخر، ونريد من سكان غزة أن يتجهوا إلى الدول العربية وخاصةً مصر والأردن، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يريد ضم غزة إلى الولايات المتحدة، معتقدًا أنه إذا تطلب الأمر سيستعمل قوى عسكرية لذلك".

وتابع مستشار الرئيس الأمريكي: "عندما كان ترامب مرشحًا قبل 8 سنوات كان دائمًا بيتكلم عن غزة بأنها أجمل دول العالم ومنذ 8 سنوات كان يتطلع إلى ذلك ومازال يقول ذلك، إذا استطاع ضم غزة سيفعل ذلك".

وصرح: "ترامب يريد حل لمشلكة سكان غزة إنهم مليون و700 ألف شخص وبناء خيم في المنطقة لا يحل الأمر ومن الضروري على مصر والأردن استقبال سكانها لإعادة إعمارها والرئيس الأمريكي يريد ضمها للولايات المتحدة".

واختتم: "ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي يستعمل قوى عسكرية وقتل مليون و700 ألف شخص، وأعتقد أن الرئيس السيسي يمكنه التفاوض مع الرئيس ترامب بشأن هذا وكذلك ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، والرئيس ترامب كان لا يريد ضمها، ولكن ما غير وجهة نظره بسبب الجماعات المسلحة التي قتلت الإسرائيليين، ومن ثم يرى أن غزة مدمرة بالكامل ولا يمكن العيش فيها، ويريد أن يجعل الدول العربية تستقبل سكان غزة والبقية يذهبون إلى دول أخرى".
 

مقالات مشابهة

  • ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـمخاطر الطيران
  • تفاصيل خطة نتنياهو لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • بيبي: رونالدو عرض عليا التنازل عن راتبه مقابل بقائي في ريال مدريد .. فيديو
  • كيف منع بايدن نتانياهو من توجيه ضربة قاضية لحزب الله؟
  • سنضم غزة لأمريكا.. تصريحات مثيرة للجدل لمستشار ترامب عن التهجير
  • مبعوث مالطي مثير للجدل في ليبيا.. تفاصيل دور “أليكس دالي” في ملف الهجرة والأمن
  • نتانياهو يهدي ترامب "بيجر".. وترامب يرد: كانت عملية عظيمة
  • شاهد / وثائقي كيف تشن الغارات على اليمن من شاشة في غرفة بالرياض
  • مصدر مقرب من ترامب: الرئيس لا يحب “بيبي” ولا يثق به
  • رئيس الوزراء يُتابع مع وزيرة البيئة عدداً من ملفات العمل