تراجع فرصة الوصول الى اتفاق في غزة أوحت باحتماله الإدارة الأميركية أكثر من مرة من دون أن تنجح في الحصول على الاتفاق ويرجح أنه بات صعباً أكثر مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية والرهانات الكبيرة عليها، ويُعتقد أنه سيضع الجنوب اللبناني في مأزق الاستمرار ما بين ستة أشهر وسنة على أقل تقدير في حرب الاستنزاف من دون أفق حتى الآن

وكتبت روزانا بو منصف في "النهار": التقديرات باستمرار الأزمة الى السنة المقبلة على الأقل يثير تساؤلات عما إن كانت تعكس الأمر الواقع بناءً على المعطيات الآنفة أم هي تخويفية أيضاً، ومن يستفيد منها؟
يعتقد البعض أن "حزب الله" قادر على الاستمرار على هذه الوتيرة من الحرب على رغم كلفتها الباهظة جداً على مستويات عدة ستكبر مع الوقت، انطلاقاً من الاقتناع بأن كون الحياة طبيعية في سائر أنحاء لبنان من دون المنطقة الحدودية، يخفف وطأة الضغوط الداخلية على الحزب فيما يستطيع إقناع بيئته واسترضاءها، فيما يُنقل عن الرئيس نبيه بري تمنياته لو لم تكن هذه الحرب.

ولكن المحاذير هي في احتمال تنفيذ إسرائيل تهديداتها في الشمال ما دامت الحرب مفتوحة ومن أجل عدم الاضطرار الى فتحها بعد بضع سنوات، وهو احتمال مطروح على الطاولة على رغم أن الولايات المتحدة أدّت وتؤدّي دوراً حاسماً في منع الحرب الإسرائيلية على لبنان خشية أن يؤدي عدم استقراره الى هز الاستقرار في المنطقة وتدفق اللاجئين منه الى الدول الأوروبية أو الى دول أخرى.


وهو جهد أسهمت دول عدة في المنطقة في تشجيع الولايات المتحدة عليه لهذه الأسباب انطلاقاً من أن استقرار حلفاء أميركا في المنطقة يستند الى استمرار استقرار لبنان. ما يمكن أن يغيّر من هذه الدينامية هو احتمال ولو ضئيلاً جداً، بأن تنجز إيران اتفاقاً مع الإدارة الأميركية الحالية على ضوء حساباتها للمرحلة الأميركية المقبلة ومصالحها، فيما لا يبدو حتى الآن أن إيران في وارد التخلي عن استخدامها الدول العربية التي اخترقتها مذهبياً عبر انتهاك سيادتها من أجل حماية نظامها وأمنه على رغم التغيير الشكلي في رئاستها إنقاذاً لوضعها الداخلي.

هذا البعض يقرأ في موقف الحكومة من تكرار الاستعداد لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل وأنها "تريد وقف النار ووقف الحرب" رغبة في حشر إسرائيل من أجل منع اعتداءاتها إزاء رغبة لبنان السلمية وتجنباً لاستنزاف قد يطول لأشهر كثيرة مقبلة بالاضافة الى الإبقاء على فرصة التفاوض قائمة لئلا تتحوّل الجبهة الجنوبية روتيناً مقبولاً الى حدّ ما إذا استمرت مفاعيلها محدودة. ولكن هذا البعض نفسه يعتقد أنه سيكون صعباً في رأي هؤلاء بقاء جبهة الجنوب عالقة من دون وساطة أميركية مع تراجع تأثيرها الكبير على إسرائيل لإنجاز أي اتفاق وتكليف وسيط آخر غير آموس هوكشتاين، بالاضافة الى تعطيل الانتخابات الرئاسية على رغم استمرار رمي الكرة في ملعب الآخرين، إذ إن خطاب بري في ذكرى الإمام موسى الصدر الذي حمل "تنازلاً" طفيفاً لم يتنبّه له أحد حتى من ضمن كتلته واضطره الى لفت الانتباه إليه هو بالذات بعد أسبوع على إطلاقه، في ما بدا دوراناً في الفراغ وتعبئةً له جنباً الى جنب مع السعي الى تبرئة ذمة ما يدفع إليه البلد، وذلك عبر اللعب على العبارات مبقياً على الأساس الإشكالي نفسه.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على رغم من دون

إقرأ أيضاً:

عسيران: إعادة الثقة الى اللبنانيين مهمة اساسية للحكومة المقبلة

توجه عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي عسيران بالشكر الى المملكة العربية السعودية "لمبادرتها في نجدة لبنان ومساعدة أبنائه".

 وقال في تصريح ان:"المملكة العربية السعودية تستضيف حالياً ما يزيد عن ثلاثمائة ألف لبناني يعملون في ربوعها وفي مجالات عديدة ومتخصصة. ولا بدّ من العودة الى العام 1956، عندما قام الراحل الملك سعود بن عبد العزيز بزيارة لبنان وحلّ ضيفا عند والدي الرئيس الراحل عادل عسيران في صيدا وفي الجنوب، حيث كانت زيارة دعم ومودّة".

اضاف:" نتلمّس اليوم، كيف أن الدول العربية والأجنبية تحث لبنان على الوحدة والإجتماع"،  مشيرا الى ان" ما هو أكثر إلحاحاً اليوم هو المهمة الأساسية للحكومة المقبلة، لإعادة الثقة الى لبنان، ثقة المواطن بدولته وثقة الدولة بكيانها، كما وثقة الدول بلبنان الذي لطالما عرفوه بالماضي البعيد منارة للشرق والغرب. والأهم من كل هذا أن أبناء الشعب اللبناني يحملون جعبة رجاء وأمل من هذا العهد وبحكومة تشبه الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام"، معوّلاً على" عودة الحياة في لبنان الى طبيعتها وبريقها، ليتمكّن الشباب اللبناني من العودة الى ديارهم بدل  الاغتراب طلباً العيش الكريم". (الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: أولويات المرحلة المقبلة إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد
  • الخارجية الأميركية: دعم إسرائيل أولوية لدى ترامب
  • مفوض الدفاع الأوروبي: يجب الاستعداد للحرب خلال خمس سنوات
  • عسيران: إعادة الثقة الى اللبنانيين مهمة اساسية للحكومة المقبلة
  • الاستقالات تضرب جيش إسرائيل بعد «7 أكتوبر».. رئيس الشاباك على وشك المغادرة      
  • هل هناك تفاهمات سرية؟
  • السودانيون يترقبون جهود الإدارة الأميركية الجديدة لوقف الحرب
  • تحذيرات من انجماد أرضي في العراق خلال الأيام المقبلة
  • رئيس إسرائيل: هناك فرصة لنجاح المرحلة المقبلة من المفاوضات
  • هاليفي يدعو إلى الاستعداد لـعمليات كبيرة بالضفة في الأيام المقبلة