أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم تبعث رسالة صادمة إلى الغرب
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
اقرأ في هذا المقال
أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم تحذّر من أزمة إمدادات وشيكة في الغرب يتزايد التقارب بين قازاخستان من ناحية وبين روسيا والصين من ناحية أخرى يلامس إنتاج قازاخستان من اليورانيوم ما يزيد على 40% من اليورانيوم العالمي صادرات أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم من اليورانيوم إلى آسيا تبلغ 49% سعت كازاتومبروم إلى تأسيس طريق بديل لشحن اليورانيومدقّت أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم ناقوس الخطر من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي تُنذِر بنشوب أزمة نقص إمدادات هذا المعدن الإستراتيجي في الغرب.
ويأتي تحذير الشركة القازاخستانية في وقت يتزايد فيه التقارب بينها وبين روسيا والصين اللتين لا تضيّعان وقتًا للهيمنة على إمدادات اليوارنيوم العالمية، وسط اندفاع دولي لتأمين الوقود النووي؛ ما يهدد أمن الطاقة في الغرب.
وتتنافس الصين ودول أوروبا الغربية والولايات المتحدة على اقتناص نصيب الأسد من إمدادات اليورانيوم الآتية من البلد الواقع في آسيا الوسطى، الذي كان يخضع لسيطرة الاتحاد السوفياتي السابق، ولطالما نُظِر إليه على أنه حديقة خلفية لروسيا.
ووفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يلامس إنتاج قازاخستان من اليورانيوم ما يزيد على 40% من اليورانيوم العالمي، كما تملك احتياطيات ضخمة من معادن استراتيجية أخرى.
تزايد العراقيلحذّرت كازاتومبروم (Kazatomprom) -أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم- من أن الحرب الروسية الأوكرانية تزيد من الصعوبات التي تواجهها في تزويد الغرب بهذا المعدن الإستراتيجي، بينما يتنامى فيه التقارب مع موسكو وبكين، وفق ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وقال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم ميرجان يوسوبوف، إن العقوبات الناجمة عن الحرب قد وضعت العديد من العراقيل أمام تزويد محطات الطاقة النووية الغربية باليورانيوم.
وأضاف يوسوبوف: “من الأسهل بكثير بالنسبة لنا أن نبيع معظم -إن لم يكن كل- إنتاجنا إلى الشركاء الآسيويين –لن أذكر دولة بعينها- الذين بمقدورهم أن يلتهموا كل إنتاجنا، أو حتى نبيع إنتاجنا إلى شركائنا في الشمال”، بتصريحات أدلى بها إلى فايننشال تايمز.
وأوضح: “ومع ذلك، فإنه من الأسهل بكثير بالنسبة لنا أن نبيع إنتاجنا إلى هؤلاء، لكننا لا نرغب في وضع كل البيض في سلة واحدة”.
وترغب أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم، التي تمتلك فيها الحكومة القازاخستانية 75% من الأسهم، في الإبقاء على التنوع الذي تتّسم به قاعدة عملائها التي تضم منشآت نووية أوروبية وأميركية، حتى على الرغم من أن شحن اليورانيوم في المسار التقليدي الأرخص عبر سانت بطرسبرغ لم يَعُدْ خيارًا بسبب مخاطر العقوبات.
ولطالما سعت كازاتومبروم، المُدرجة في أستانا ولندن، إلى تأسيس طريق بديل لشحن اليورانيوم عبر بحر قزوين وأذربيجان وجورجيا والبحر الأسود، بتكلفة مرتفعة.
يلامس إنتاج قازاخستان 43% من إجمالي اليورانيوم العالمي؛ ما يعادل الحصة السوقية التي تُنتجها الدول الأعضاء في منظمة أوبك في سوق النفط العالمية.
غير أن التأثير المحتمل الذي تمارسه روسيا على جارتها قازاخستان يمثّل صداعًا في رأس الغرب، والشركاء في تلك الصناعة الإستراتيجية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيكس جين إنرجي (NexGen Energy) العاملة –حاليًا- على تطوير مشروع ضخم لتعدين اليورانيوم في كندا لي كوريير: “سوف تشهدون بعض التغييرات”.
وأضاف كوريير: “ربما سيزيد إنتاجُهم لخدمة روسيا والصين، وإذا كان الحال كذلك، فمصانع الغرب ستتطلع إلى مزوّدين عالميين غربيين… وفي تقديري أننا نلحظ علامات على ذلك”، بتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتمتلك عملاقة الطاقة النووية الروسية روساتوم (Rosatom) حصةً من الأسهم في 5 من مناجم اليورانيوم الـ14 التابعة لأكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم.
وبناءً عليه، تحصل روساتوم على ما نسبته 20% من إنتاج قازاخستان من اليورانيوم، وفق ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة كازاتومبروم ميرجان يوسوبوف.
تحديات إضافيةما يضيف إلى التحديات التي يواجهها الغرب في سوق اليورانيوم العالمية هو أن روسيا والصين تقودان بناء محطات طاقة نووية جديدة عالميًا.
وفي عام 2022، كشفت روساتوم في تقريرها السنوي أن ملكية الشركة التي تستحوذ على حصة تُقدَّر بـ 49% في منجم بودينوفسكوي (Budenovskoye) العملاق الذي تطوره كازاتومبروم، قد نُقِلت إلى كيانات، من بينها شركة يورانيوم وان (Uranium One) التابعة لروساتوم.
وغادر عشرات من كبار المسؤولين التنفيذيين في كازاتومبروم الشركة على مدار العامين الماضيين، في حين نفت أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم أن يكون رحيلهم ذا صلة بأيّ حال ببيع الحصة المذكورة.
وفي معرض تعقيبه على توغّل شركة روساتوم استثماريًا بأكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم، قال الرئيس التنفيذي لشركة كازاتومبروم ميرجان يوسوبوف: “لا يُعدّ هذا مصدر قلق كبيرًا”، مشيرًا إلى تراجع مستويات الاعتماد المتبادل بين روسيا وقازاخستان في هذا الخصوص، مقارنةً بقطاع النفط والغاز.
واستدرك يوسوبوف: “لكن، هناك بالطبع، قلق، ونحن لا ننكر ذلك”، بتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي تصريحات يوسوبوف بعدما خفضت الشركة في شهر أغسطس/آب (2024) توقعات إنتاجها لعام 2025 بنسبة 17%، مبررةً ذلك بنفص حمض الكبريتيك اللازم لاستخراج اليورانيوم، وتأخيرات البناء الخاصة بالمنشآت والبنية التحتية السطحية.
لامست صادرات أكبر شركة لتعدين اليورانيوم في العالم من هذا المعدن إلى آسيا 49%، بينما بلغت صادراتها إلى أوروبا 32%، و 19% إلى السوق الأميركية، في العام الماضي (2023)، وفق أحدث تقاريرها السنوية.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي لشركة كازاتومبروم ميرجان يوسوبوف: “نحن في منتهى الجدّية بشأن تنويع المناطق الجغرافية لمبيعاتنا”.
من جهتها، قالت الشريكة في شركة بريزم بوليتيكال ريسك مانجمنت (Prism Political Risk Management) كاتي مالينسون، إن قازاخستان تقع تحت وطأة ضغوط متنامية من روسيا والصين لتقييد علاقاتها مع البلدان الغربية، لا سيما منذ أن غادرت القوات الأميركية أفغانستان في عام 2021.
وأضافت مالينسون: “هذا ينطبق خصوصًا على اليورانيوم، التي تؤدي فيه قازاخستان دورًا محوريًا بسلاسل الإمدادات العالمية”، بتصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابعت: “عززت روسيا حصتها في إنتاج اليورانيوم في قازاخستان، وتخصص الأخيرة حصصًا أكبر من إمداداتها إلى السوق الصينية؛ ما يترك علامات استفهام خطيرة على المدى البعيد بشأن كمية اليوارنيوم التي ستكون متاحة في الأسواق الغربية”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: من الیورانیوم روسیا والصین التی ت
إقرأ أيضاً:
رمضان في مختبرات الغرب.. كيف يحل الباحثون العرب معادلة الصيام والإنجاز؟
بالنسبة للباحثين العرب في مختبرات الغرب يمثل شهر رمضان الكريم اختبارا يوميا لقوة الإرادة وقدرة التحمل في مواجهة تحديات العمل العلمي المكثف، فهؤلاء الباحثون، الذين يواصلون أبحاثهم المتقدمة في جامعات ومختبرات عالمية، يجدون أنفسهم أمام تحديات مزدوجة، وهي مواصلة الصيام لساعات طويلة مع الحفاظ على التركيز والإبداع في بيئات أكاديمية صارمة.
وفي هذه المادة، نغوص في قصص هؤلاء الباحثين العرب، ونستكشف كيف يواجهون تحديات الصيام والعمل العلمي، وكيف ينجحون في حل معادلة الصيام والإنجاز خلال شهر رمضان.
البداية كانت مع د. عبد الله شرف، باحث ما بعد الدكتوراه بمركز الأحياء في التشيك، الذي استهل الحديث عن تجربته بموقف جمعه مع مشرفه في رسالة الدكتوراه خلال أول شهر رمضان يقضيه في التشيك.
يقول ضاحكا في حديثه لـ"الجزيرة نت": "لم أعهده يتردد كثيرا على المختبر أثناء عملي، لكن في أول أيام الشهر كان يتردد بمناسبة وبدون مناسبة، ليصارحني لاحقا بأنه كان يخشى أن أتعرض للإغماء بسبب صيام رمضان، الذي تزامن حينها مع فصل الصيف".
ويضيف: "ينظر الغرب إلينا كباحثين عرب حريصين على الصيام خلال شهر رمضان على أننا أناس خارقون، إذ كيف نستطيع الامتناع عن الطعام والشراب طيلة فترة النهار، خصوصا في فصل الصيف".
ورغم شيوع نمط "الصيام المتقطع"، القائم على الامتناع عن الطعام لفترة من الوقت تقترب من فترة صيام يوم في شهر رمضان، فإن الامتناع عن المشروبات خلال تلك الفترة لا يزال يمثل بالنسبة للغرب أمرا غريبا، كما يوضح شرف.
إعلانويقول: "ينتظر أقراننا في المختبرات رؤية كيف سيكون أداؤنا خلال هذا الشهر، لذلك فإن أكثر ما يحزنني أن بعض العرب يتخذون رمضان فترة للراحة، ويصدرون رسالة بأنه موسم كسل بالنسبة لنا".
وعن كيفية تنظيم يومه كي لا يؤثر الصيام على أدائه البحثي، يوضح أنه منذ عمله في مركز الأحياء في التشيك، يحرص على ألا تؤثر عباداته مثل الصيام وصلاة الجمعة على عمله، فتكون صلاته في الأيام العادية خلال استراحة الغداء، ويكون يوم صيامه يوما عاديا يذهب فيه إلى العمل في نفس الموعد الذي تعود عليه.
ولتحقيق ذلك، يقوم شرف بتبكير وجبة السحور إذ لا تتعدى منتصف الليل، حتى يستطيع الاستيقاظ مبكرا، ويحقق العهد الذي قطعه على نفسه بعدم تأثر إنتاجه البحثي بفترة الصيام.
ويقول: "أفتقد بذلك الكثير من أجواء الشهر، ولكن عزائي أن لدي رسالة مهمة أحرص على إيصالها، وهي أن عبادة الصيام لا تؤثر على إنتاجي البحثي، بل كثيرا ما أفاجئهم بمعدل إنجاز يفوق الأيام العادية في أحيان كثيرة".
الصيام وسط شعب محب للطعامالنظرة الغربية نفسها تجاه الشخص الصائم التي أشار إليها شرف، عاشها أيضا د. محمد فريشح، باحث ما بعد الدكتوراه بكلية الجيوديسيا والجيوماتكس بجامعة ووهان في الصين. يقول لـ"الجزيرة نت": "الشعب الصيني محب للطعام ويستمتع بتناوله في أوقات محددة، لذا ينظرون إلينا كأشخاص قادرين على الامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة وكأننا خارقون".
ويلمس فريشح تقديرا كبيرا تجاه الشخص الصائم، وهو ما لاحظه في عدة مواقف لا تفارق ذاكرته، ومن أبرز تلك المواقف، عندما كان في رحلة مع زملائه بالجامعة إلى مدينة أخرى داخل الصين خلال شهر رمضان.
يقول: "وصلنا قبل الإفطار بساعتين، وعندما علم عميد الكلية التي زرناها أنني مسلم، أقام لنا وليمة في مطعم إسلامي، وعند تقديم الطعام، اعتذرت عن مشاركتهم لأنني كنت صائما، وفي البداية، رفضوا الأكل مراعاة لي، ولكن بعد أن أوضحت لهم أنني لا أنزعج من رؤيتهم يأكلون، وأصررت عليهم أن يتناولوا الطعام، وافقوا، وعند وصولنا إلى الفندق، اكتشفت أن عميد الكلية طلب لي وجبة إفطار من المطعم الحلال وأعطاها لمساعده ليحضرها لي عند وقت الإفطار".
إعلانولا يشعر فريشح أن الصيام يؤثر على إنتاجيته، ويضيف: "يمكن ببعض المرونة في تنظيم أوقات العمل ضبط الإيقاع خلال رمضان لتحقيق التوازن المطلوب، فيمكن مثلا العمل بعد الإفطار حتى السحور، أو خلال أوقات معينة من النهار، لأن طبيعة العمل البحثي لا تتطلب الحضور والانصراف في أوقات محددة".
ويحرص فريشح وأقرانه من الباحثين العرب في جامعة ووهان على خلق أجواء رمضانية عبر التجمع لأداء صلاة التراويح في منزل أحد الأصدقاء وتنظيم سحور جماعي، كما يقيمون إفطارا جماعيا في أول أيام رمضان بالجامعة. ومع ذلك، فإن هذه الأجواء لا تعوض الأجواء الرمضانية في مصر، ولكن من الأمور الإيجابية التي يشير إليها فريشح أن الوجود في الخارج يمثل فرصة للتدريب على البساطة في الإفطار والسحور، بعيدا عن إعداد أصناف كثيرة من الطعام.
مثل فريشح، تمكن د.أحمد سليمان، الباحث في معهد "كالتك" بالولايات المتحدة ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وأقرانه العرب، من خلق أجواء رمضانية عربية في أميركا، ويستخدم الطريقة نفسها التي تعتمد على تعديل مواعيد العمل بما يسمح بعدم تأثير الصيام على الإنتاجية.
ويرتبط شهر رمضان لدى سليمان بإنجازات مهمة، وأبرزها العام الماضي كان المشاركة في إتمام تطوير كاميرا تلسكوب "نانسي غريس رومان"، التي تفوق دقتها دقة كاميرا تلسكوب جيمس ويب بألف مرة، وهذه الكاميرا القادرة على تحييد ضوء الشمس، قد تسهم في اكتشاف حضارات فضائية لم نتمكن من رؤيتها.
وأثناء عمله على هذا المشروع المهم خلال شهر رمضان، كان سليمان يحضر بعض الحلوى الرمضانية لأقرانه في المختبر، حتى إنهم باتوا يسألون عن موعد حلول الشهر ليستمتعوا بالحلوى التي يجلبها. ويقول لـ"الجزيرة نت": "نجحت في خلق هذه الروح الإيجابية من خلال مشاركتهم فرحتهم بأعيادهم، فأصبحوا يشاركونني أيضا في الاحتفال بالأعياد الإسلامية".
إعلانولا ينسى سليمان أمنيته المفقودة، وهي صيام رمضان في القطب الجنوبي، وكان قريبا من تحقيق هذه الأمنية خلال إحدى المهام البحثية هناك، ولكن انتهت المهمة قبل حلول الشهر.
وأثناء تلك المهمة البحثية في القطب الجنوبي، خاض تجربة الإقامة لمدة يومين داخل خيمة تحاكي تلك التي استخدمها النرويجي روال أموندسن، ثاني مستكشفي القطب الجنوبي، الذي رفع علم النرويج فوق الخيمة الشهيرة.
ويقول: "قضيت معظم وقتي في الصلاة وقراءة القرآن، وكنت أتأمل في الآية الكريمة (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا)، حيث إن الشمس لا تغيب في القطب الجنوبي، وتمنيت أن يكتب لي الله الصيام في هذا المكان، ولكن المهمة انتهت قبل حلول رمضان".
وعن كيفية الصيام في مكان لا تغيب فيه الشمس، يضيف: "كنت سأعتمد على التوقيت النيوزيلندي لأنه الأقرب للقطب الجنوبي، تماما كما فعلت مع مواقيت الصلاة خلال المهمة التي استمرت 4 أشهر".
ويرتبط شهر رمضان أيضا لدى د.محمد شعبان، الباحث في البيولوجيا البنيوية بجامعة إمبريال كوليدج لندن ومعهد فرانسيس كريك في المملكة المتحدة، بتحقيق إنجازات بحثية، كان أبرزها العام الماضي، كتابة دراسة مهمة نُشرت في دورية "موليكولار سيل"، كشفت أسرار عملية تخلص خلايا الإنسان من البروتينات التالفة.
ويقول شعبان لـ"الجزيرة نت": "بذلت جهدا كبيرا خلال الشهر بين عملي في المختبر وكتابة الدراسة، لكن الصيام لم يؤثر على حماسي، فشهر رمضان بالنسبة لي هو شهر الإنجاز".
ويضيف: "نصيحتي لمن سيصوم لأول مرة في الغرب هي ألا يؤثر الصيام على إنتاجك".
ويتذكر شعبان أثناء دراسته للماجستير في جامعة ستوني بروك بأميركا قبل انتقاله إلى لندن، أن زميلا أميركيا كان ينتظر شهر رمضان ليختبر نشاطه اليومي بالحضور مبكرا والمغادرة متأخرا، ولكنه لاحظ أن نشاطه لم يتأثر، فقال مازحا: "كنت أعتقد أن سر نشاطك هو نوع القهوة التي تحتسيها، لكن يبدو أن هناك سرا آخر".
إعلانويقول شعبان: "لا يوجد رسالة أفضل من أن نظهر للعالم أن الصيام ليس عائقا، بل محفز للنشاط والإنتاج".
وحرصت د.أمل أمين، أستاذة تكنولوجيا النانو بالمركز القومي للبحوث بمصر، والرئيسة المؤسسة لمبادرة "النساء في مجال العلوم بلا حدود"، خلال رحلتها البحثية بين ألمانيا وأميركا، على تصدير هذه الرسالة الإيجابية التي أشار إليها د. محمد شعبان.
وتقول لـ"الجزيرة نت": "أثناء دراسات ما بعد الدكتوراه في أميركا، كان الصيام يمتد حتى التاسعة مساء، وكان زملائي في المختبر يحثونني على الانصراف مبكرا، لكنني كنت حريصة على الانصراف في السابعة، وهذا كان يثير تساؤلات بعض الزملاء الأجانب حول كيفية القدرة على الصيام طيلة تلك الفترة، فكانت فرصة جيدة لشرح بعض معاني الصيام الحقيقية وتصحيح الصورة المغلوطة عنه بأنه يعوق العمل".
وترى أمين، من خلال تجربتها، أن الباحثين العرب بإمكانهم تنظيم وقتهم لقضاء الشهر الكريم بصورة متوازنة وغير مرهقة، خاصة أن أغلب العمل البحثي لا يرتبط بدوام ثابت، بل يرتبط بتجارب يمكن تنفيذها في أي وقت.
وتضيف: "على سبيل المثال، تخصصي في الكيمياء لا يعتمد على ساعات عمل محددة، بل يرتبط بتجارب أقوم بتنفيذها، وينتهي عملي بانتهاء تلك التجارب".
وتحذر أمين من استخدام بعض الباحثين العرب للصيام كمبرر للكسل أثناء عملهم في الغرب، مشيرة إلى أن ذلك يترك انطباعا سلبيا قد يؤثر على مسيرتهم البحثية وفرصهم في الاستمرار هناك.
تعاطف لا يضر بالعملويشارك د.هيثم شعبان، أستاذ الفيزياء الحيوية ومدير أحد المشروعات البحثية بمركز أجورا لأبحاث السرطان بجنيف، د.أمل أمين في إطلاق التحذير نفسه.
إعلانويقول لـ"الجزيرة نت": "ستجد في الغرب تعاطفا من المشرفين وزملائك الباحثين أثناء الصيام، لا سيما إذا حل الشهر في فصل الصيف، إذ يكون الطقس حارا واليوم طويلا، لكن هذا التعاطف يقتصر على إبداء مرونة في تعديل مواعيد العمل، دون أن يؤثر ذلك على جودته، فما يهمهم هو الإنتاج".
ورغم هذه المرونة، يؤكد د.شعبان أنه تعود طوال رحلته البحثية الممتدة بين أميركا وأكثر من دولة أوروبية على عدم الاستفادة من هذه المرونة، وتكييف يومه بما لا يؤثر على أدائه خلال الصيام، حتى لو كان ذلك على حساب أداء الطقوس الدينية الخاصة بالشهر.
ويضيف: "ينتهي يومي مثل أي يوم عادي بصلاة العشاء، ولا أتناول وجبة السحور حتى لا أضطر للاستيقاظ قبل الفجر، والعودة للنوم مجددا، مما قد يعوق قدرتي على الذهاب إلى العمل مبكرا".