إعداد: عهود النقبي
القائد الحكيم لا يتهاون في نقل حكمته وخبرته لشعبه، إلى الأمة والعالم، وكان، ولا يزال ذلك نهجَ من عهدنا فطنته في بناء الإنسان، وتشكيل هُويته النافعة، وتسطير سيرته الخالدة، فالإنسان للإنسان، والرابط لم يكُن يوماً بين قيادة وشعب، بل تجاوز ليصبح عملية إنسانية تكاملية ملؤها الخبرة، هدفها الأول والأخير بناء الأمم.


ولم يشهد العالم قيادة كقيادته، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاهُ الله، الذي وجّه عين العالم على دبي، بإرادته وفكره، الذي علّم، ولا يزال يعلّم، ولا يزال وسط شعبه، يوجّه ويقرأ رسالته على مسامع كل من آمن برؤية الإمارات، برؤية دبي الطموحة، ليخرج «برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة»، الذي يحتفل اليوم بمرور 20 عاماً على تأسيسه محققاً الطموح والريادة في مجاله، وليكون ملاذ من آمن بتلك الرؤية، التي تتحقق بها رؤية الإنسان، ليضع يدهُ في يد مَن آمن بأن الأمم لن تُبنى إلا بفكرة.
فكرة قائد
لم تكُن فكرة قيام هذا البرنامج الذي أنشئ عام 2003 بهدف «إعداد قادة الغد» إلّا بيئة شهدت على تخريج عدد كبير من القيادات الإماراتية التنفيذية والعليا في الإمارة، والدولة، حيث سعى «مركز محمد بن راشد لإعداد القادة»، إلى تحديد القيادات الإماراتية وبنائها وتطويرها على كل المستويات، لتمكينها من تحقيق رؤية دبي الطموحة. وعلى مدى السنوات الماضية خرّج المركز 600 قائد يقودون الآن مشاريع تسهم في مكانة دبي مدينة ريادية عالمي.
مناصب حكومية
ولن يغيب عن مركب القيادة الوزاري الذي خرّجهُ المركز، عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الذي انضمّ إلى التشكيل الوزاري لحكومة الإمارات في يوليو/ تموز 2020.
بناء الإنسان القيادي
وما كان لبرنامجٍ يستهدف العقول لتتحول إلى طاقة بنّاءة إلا أن يُخرّج قامات بشرية يضع كل منها علمه وخبرته، ليصنف العالم القيادة في الإمارات بأنها سلوك، ونهج، ومبدأ، فترك البرنامج أثره في أسماء طُرّزت بالعمل الوزاري في حكومة دولة الإمارات، فكان لحصة بوحميد، التي تشغل الآن منصب المديرة العامة لهيئة تنمية المجتمع بدبي، نصيب من البرنامج الذي أهّلها وقوّم خبرتها، وعلمها.
قيادة المستقبل
عبدالله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي الذي يحمل الماجستير في إدارة الجودة الشاملة من جامعة «ولونغونغ» الأسترالية. والبكالوريوس في برمجة أنظمة المعلومات من جامعة دبي. كما أنه خريج برنامج الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة.
يتولى مساندة المجلس في اتخاذ وتنفيذ القرارات وصياغة التوجهات المستقبلية للإمارة، بتنفيذ السياسة العامة للمجلس في مختلف المجالات، وقيادة جهود تطوير منظومة العمل الحكومي، وتحديث خطة دبي الاستراتيجية. وكذلك الإشراف على تنفيذ تلك السياسة وإدارة البرامج التي تهدف إلى تحقيق التميز والريادة في الخدمات الحكومية، ومتابعة الأداء، بتنفيذ القوانين والأنظمة والقرارات، وكل ما يضمن استدامة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، في الإمارة.
ويتولى منصب الأمين العام للمجلس التنفيذي، منذ 18 أكتوبر 2017، حيث يؤدي دوره في دعم اتخاذ وتنفيذ القرارات الاستراتيجية في حكومة دبي، وصياغة التوجهات المستقبلية للإمارة.
نموذج نسائي قيادي
تمتلك الدكتورة عائشة بن بشر، 25 عاماً من الخبرة في المعلومات والاتصالات وتطوير التكنولوجيا، ما جعلها القائدة الأجدر لقيادة التحول الرقمي لمدينة دبي، وإنشاء مؤشر المدينة الذكية، وهي المديرة العامة لمكتب مدينة دبي الذكية، الجهة الحكومية التي تقود التحول الرقمي لمدينة دبي في القطاعين، العام والخاص.
وتُعد الدكتورة عائشة، من أبرز النماذج النسائية الرائدة والقيادية في الإمارات، وقد عرفت بحرصها الدائم على إطلاق الكثير من المبادرات النوعية، وقدمت عناية واهتماماً خاصاً بالمرأة. كما عملت على تعزيز دورها قيادية لخدمة أفراد مجتمعها.
الدكتورة عائشة خريجة برنامج «إدارة الأداء الناجح» من المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا. كما أنها خريجة برنامج «إعداد القادة الشباب» من تنظيم مركز الشيخ محمد بن راشد لإعداد القادة، الذي أهّلها لتعيينها في منصب المديرة العامة لدائرة دبي الذكية بداية من عام 2015، وكان من أهم نقاط التحول في مسيرتها المهنية والعملية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مركز محمد بن راشد لإعداد القادة دبي الإمارات محمد بن راشد لإعداد القادة

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد يشهد اتفاقية تعاون بين مركز الفضاء و'تاليس' الإيطالية

دبي: 'الخليج'
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التوقيع على اتفاقية تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة تاليس ألينيا سبيس، بصفتها الشريك الاستراتيجي في مشروع محطة الفضاء القمرية، من خلال تطوير وحدة معادلة الضغط ضمن المحطة القمرية، وذلك في قصر الوطن بأبوظبي.
جاء ذلك بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: 'سعدنا اليوم بحضور اتفاقية التعاون مع شركة الفضاء الإيطالية تاليس ألينيا وبحضور رئيس وكالة الفضاء الإيطالية لتكون الشريك الاستراتيجي في مساهمة الإمارات في بناء المشروع الدولي العلمي الجديد (محطة الفضاء القمرية)'.
وأضاف سموه: 'محطة الفضاء القمرية تمثل حدوداً جديدة للتقدم البشري في مجال الفضاء وسنرسل أول رائد فضاء إماراتي عربي لمدار القمر بعد اكتمال المحطة'.
كما قال سموه: 'مركز محمد بن راشد للفضاء يقود اليوم مشاركة الدولة في هذا المشروع الجديد للبشرية والذي يمثل خطوة متقدمة لتواجد بشري على سطح القمر تعقبه رحلات كونية لكواكب أخرى.. طموح جديد للبشر تفخر الإمارات بالمشاركة فيه مع دول أخرى مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي. وقادمنا العلمي أفضل وأعظم بإذن الله'.
وقع الاتفاقية كل من سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، وجيامبيرو دي باولو، نائب الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس الأول للمراقبة والاستكشاف والملاحة في شركة تاليس ألينيا سبيس، وذلك بحضور حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، ولورينزو فانارا، السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات، والبروفيسور روبيرتو باتيستون رئيس وكالة الفضاء الإيطالية.


مهام غير مسبوقة


قال طلال حميد بالهول الفلاسي، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: 'يعكس هذا النجاح الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لقطاع الفضاء الوطني، بتوفير بيئة محفزة تحوّل الطموحات لإنجازات ملموسة، حيث يرسخ استمرار الإمارات في الإسهام في مهام فضائية عالمية غير مسبوقة مكانتها كمحرك رئيسي لاستكشاف الفضاء، مما يعزز ريادتها العلمية والتكنولوجية على الصعيد العالمي'.
فيما قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: 'تطوير دولة الإمارات لوحدة معادلة الضغط على متن محطة الفضاء القمرية، يضمن استدامة مشاركتنا في أهم المشاريع الفضائية العالمية، التي ستمكن الأجيال القادمة من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في هذا القطاع الحيوي، كما يمثل فرصة لإبراز المهارات التقنية التي تتمتع بها الكوادر الوطنية في الدولة في مجال استكشاف الفضاء، ويؤهلها للعمل على تطوير مهام تمثل إسهاماً في تعزيز الجهود التنموية الشاملة لصالح خير وازدهار كافة المجتمعات'.


شراكات استراتيجية


قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: 'تُشكّل محطة الفضاء القمرية ركيزة أساسية في تطوير البنية التحتية الداعمة للمهام المستقبلية إلى القمر وما بعده، ما يضمن جاهزية رواد الفضاء لتنفيذ أبحاث علمية متقدمة على سطح القمر'.
وأضاف: 'تعزز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الرائدة عالمياً في قطاع الفضاء، مثل شركة تاليس، من قدرات المركز على تطوير حلول وتقنيات متقدمة تدعم مستقبل استكشاف الفضاء. ومن خلال مشروعات طموحة تجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة، يواصل المركز ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمساهم رئيس في مسيرة الاستكشاف الفضائي والتطور التكنولوجي العالمي'.
فيما قال هيرفي ديري، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس ألينيا سبيس: 'أتقدّم بخالص الشكر والتقدير لمركز محمد بن راشد للفضاء على ثقته بشركتنا، حيث تشكل وحدة معادلة الضغط جزءاً جوهرياً من محطة الفضاء القمرية، وستُصمَّم خصيصًا لتمكين رواد الفضاء من تنفيذ أنشطة في الفضاء. ونحن فخورون بمواكبة رؤية دولة الإمارات الطموحة في استكشاف الفضاء ودعم التزام مركز محمد بن راشد للفضاء بشراكاته الدولية'.
وستتولى الإمارات مهمة تطوير وتشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة لمدة قد تصل إلى 15 عاماً قابلة للتمديد، ويبلغ وزن وحدة معادلة الضغط 10 أطنان وطولها 10 أمتار وعرضها 4 أمتار، بينما تبلغ أبعاد المحطة كاملة (42 × 20 × 19 متراً).
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.


5 مراحل تطويرية


ستشهد عملية تطوير وحدة معالجة الضغط 5 مراحل مختلفة، أولها مرحلة التخطيط، ويتم خلالها تحديد الأهداف والاستراتيجيات، واختيار شركاء المشروع لإنشاء نموذج لوحدة معادلة الضغط، ثم يتبعها مرحلة التصميم بوضع التصاميم والمواصفات التفصيلية لمكونات وحدة معادلة الضغط المراد تجميعها، فيما تشمل المرحلة الثالثة عملية التأهيل، وتتضمن اختيار وتأهيل مكونات وحدة معادلة الضغط، لضمان موثوقيتها وسلامتها، أما المرحلة الرابعة فهي الإطلاق وتشمل تجهيز وإطلاق المكونات الفضائية، ودمجها بمحطة الفضاء القمرية، ثم مرحلة التشغيل والتي سيتولى خلالها فريق مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية عمليات التشغيل الخاصة بوحدة معادلة الضغط، لمتابعة والتأكد من سلامة وظائفها كجزء هام من محطة الفضاء القمرية.
وتشكل محطة الفضاء القمرية أحد أهم العناصر في برنامج 'أرتميس' التابع لوكالة 'ناسا' الأمريكية، خاصة وأنها ستكون أول محطة فضاء تدور حول القمر، وستوفر المحطة التي سيتم بناؤها بالتعاون مع شركاء دوليين وتجاريين، وظائف أساسية لدعم رواد الفضاء وتمكينهم من أداء وتنفيذ المهام الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما ستسمح باستضافة رواد الفضاء لفترات طويلة، وتعزيز عمليات مهمات استكشاف سطح القمر، وتسهيل الدراسات حول الإشعاع الشمسي والكوني، وانطلاقاً من المحاور السابقة تعد المحطة المحور الأهم ضمن برنامج أرتميس لاستكشاف القمر والبعثات المستقبلية إلى المريخ.
وأعلنت دولة الإمارات في يناير 2024 عن انضمامها لمشروع تطوير محطة الفضاء القمرية إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.

مقالات مشابهة

  • مركز محمد بن راشد للفضاء.. إنجازات تتجاوز حدود الأرض
  • مركز محمد بن راشد للفضاء.. 19 عاماً من الإنجازات في استكشاف الفضاء
  • الإمارات تحقق أرقام تاريخية «غير مسبوقة» في تجارتها الخارجية
  • محمد بن راشد: الاقتصاد لدى الإمارات قبل السياسة
  • محمد بن راشد: 3 تريليونات درهم تجارة الإمارات الخارجية بنهاية 2024
  • محمد بن راشد يشهد جانباً من منافسات تحدي الإمارات للفرق التكتيكية
  • حمدان بن محمد يشهد اتفاقية لبناء «محطة الفضاء القمرية»
  • محمد بن راشد يشهد اتفاقية تعاون بين مركز الفضاء و'تاليس' الإيطالية
  • محمد بن راشد: الإمارات.. يد تبني ويد تحمي
  • محمد بن راشد: الإمارات يد تبني ويد تحمي