تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
الرياض – البلاد – واس
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي- حفظه الله- انطلقت أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، التي تنظمها” سدايا” حتى يوم غد الخميس، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، بمشاركة أكثر من 450 متحدثًا، وحضور نخبة من الشخصيات المحلية والإقليمية والدولية وصنّاع السياسات الاقتصادية والمختصين من 100 دولة.
حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الأمراء، والمعالي الوزراء، وكبار المسؤولين الدوليين، وقادة الفكر، ورؤساء كبرى شركات التقنية في العالم، والسفراء المعتمدين لدى المملكة، وشهد الافتتاح عروضًا مرئية حول أبعاد الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإنسان.
وعبّر معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي” سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، في مستهل كلمته الافتتاحية، عن خالص شكره وامتنانه لرعاية سمو ولي العهد– حفظه الله – لأعمال القمة، وقال:” إننا في المملكة العربية السعودية نسترشد رحلتنا في مجال الذكاء الاصطناعي برؤية المملكة 2030؛ حيث وضعت القيادة الراسخة لسموه المملكة في مصاف دول الابتكار في الذكاء الاصطناعي، كما حظيت سدايا بدعمه المستمر؛ لتقوم بدورها المناط بها للارتقاء بالمملكة إلى الريادة، ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأضاف: نرفع السقف اليوم في هذه القمة، وندفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى أعلى وأبعد من أجل خير البشرية، ونرى اليوم كيف تطور هذا المجال، وأحدث الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يعد ثورة في الإبداع والابتكار والتعاون، وتسبب صعوده في طفرة بالمعلومات، والتزييف العميق، كما شكلت المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي معضلة أخلاقية، يجب علينا التصدي لها وجهًا لوجه.
تمكين المواهب
واستعرض الدكتور الغامدي الجهود، التي بذلتها سدايا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019م، مؤكدًا التزام سدايا بالتصدي لتحديات مواهب الذكاء الاصطناعي المحلية والعالمية، وعليه نظمت أكبر أولمبياد وطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي، شارك فيه أكثر من 570 ألف طالب وطالبة في المملكة، واليوم تستضيف المملكة أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 25 دولة تتنافس الآن بمكان آخر في الرياض.
وبين معاليه أن” سدايا” واصلت مسيرتها في بناء القدرات الوطنية، وعملت على تحقيق المساواة بين الجنسين بنسبة 50% في القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في سدايا، مشددًا على أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة تحل محل القدرات البشرية، وإنما عامل تمكين قوي لتوسيع نطاقها، داعيًا إلى العمل من أجل ذكاء اصطناعي محوره الإنسان، حيث تعزز التقنية الإبداع والتعاطف الإنساني، ولا تحل محلها، كما دعا إلى الانضمام لنقاشات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي؛ لإيجاد مستقبل يمكن فيه للتقنية وللإنسانية أن ينسجما في حياتنا المعاصرة والمستقبلية وتزدهر في وئام مستمر.
انطلاقة المملكة
من جهته، تناول معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، خلال الجلسة الأولى للقمة بعنوان” تمكين المجتمع من خلال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي” نظرية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، مبينًا أنها في المملكة تكمن في كيفية الانطلاق من ذروة الطموحات والآمال لتحقيق الإنتاجية للناس، وتحقيق الازدهار من خلال المبتكرين المحليين والإقليميين والعالميين.
وقال: يمكننا القياس على الحوسبة السحابية مثلاً؛ حيث انطلق الابتكار فيها خلال عام 2006 حتى عام 2013م، ومر القطاع بالكثير من التحديات على الصعيد المادي والتقني كذلك، لكنها نجحت في الانتقال من صناعة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق واسع تتجاوز قيمته النصف تريليون دولار.
تصنيف دولي
الرياض – البلاد
أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي” سدايا”، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أمس، تصنيف المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي مركزًا من الفئة الثانية.
جاء ذلك خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، ويدعم تصنيف المركز الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في تعزيز التعاون الدولي والإقليمي، في سياسات وأخلاقيات وأبحاث الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، فضلاً عن جهودها الدولية الداعمة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: القمة العالمیة للذکاء الاصطناعی والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی مجال
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
تحدثنا فى مقال سابق عن «DeepSeek»، مطور الذكاء الاصطناعى الذى أعلنت الصين عنه ليكون على غرار ChatGPT، كما أوضحنا الفرق بين النموذجين ونقاط ضعف وقوة كل نموذج؛ لتكون أمام المستخدم خريطة متكاملة يمكن من خلالها الاختيار حسب ما يناسب احتياجاته وما يريده.
لكن ما لم يكن فى الحسبان أن يُحدث «DeepSeek» ما يشبه انقلاباً فى عالم الذكاء الاصطناعى، انقلاباً ليس له علاقة بالمستخدمين والتقنيات وما إلى ذلك، بل فيما يتعلق بالصناعة نفسها ومستقبلها ومدى تنافس الشركات العملاقة التى اشتدت بمجرد أن نزلت الصين الحلبة، ومن خلال التصريحات التى صدرت خلال الأسبوع الماضى يمكن القول إن هناك حرباً شرسة قد بدأت ولن تنتهى سريعاً.
بالطبع كان يوم 28 يناير الماضى يشبه زلزالاً هزّ بقوة عروش وادى السيلكون، ففيه تم طرح «DeepSeek» لأول مرة رسمياً، ووصل الإقبال عليه لدرجة أثرت على اتصاله بالإنترنت، أما الأخطر فإن صعود أسهم التطبيق الصينى أفقد أغنى 500 شخص فى العالم ما يقارب 108 مليارات دولار، وكان أبرز الخاسرين لارى إليسون، مالك «أوراكل» العالمية، الذى فقد 22.6 مليار دولار، كما خسر جينسن هوانج، مؤسس مشارك فى «إنفيديا»، 20% من ثروته، بينما كان نصيب مايكل ديل، صاحب «ديل»، 13 مليار دولار.
تأثير «DeepSeek»، كما أوضحت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، وصل إلى أنه حطم استراتيجية وادى السيلكون التى تنص على أن الإنفاق الضخم والتمويل الكبير للذكاء الاصطناعى هو ما يضمن الريادة الأمريكية لهذا القطاع، بينما تكلف التطبيق الصينى 5.6 مليون دولار بحسب البيانات الرسمية، واستطاع أن يصل إلى مختلف أنحاء العالم وأن يحقق أرقاماً ضخمة مقارنة بغيره من التطبيقات.
وللتوضيح أكثر، يمكن اعتبار سنة 2024 سنة محورية بالنسبة للذكاء الاصطناعى بسبب تضخم حجم الاستثمارات الذى وصل إلى 400 مليار دولار، فبعد أن نجحت «OpenAI»، من خلال ChatGPT، فى تحقيق أرباح بلغت مليون دولار يومياً، أطلقت «جوجل» نموذجها Gemini 2.0 للمنافسة، وكذلك سارت على نفس الطريق شركات «أمازون وأبل وميتا» سواء بنماذج جديدة على غرار ChatGPT أو بتمويل أبحاث للتطوير، وبحسب مجلة «ذى إيكونوميست»، فمن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعى 1.3 تريليون دولار فى 2032.
أمام تلك الاستثمارات الضخمة لم تقف شركات الذكاء الاصطناعى العملاقة مكتوفة الأيدى وهى ترى البساط ينسحب من تحت أقدامها ليذهب إلى الجانب الصينى، بل سرعان ما حاولت إنقاذ ما يُمكن إنقاذه؛ وكانت البداية من عند مارك زوكربيرج، الذى أعلن أن نموذجه «Meta AI» سيكون هو الرائد فى العالم خلال العام الجارى، بل وأطلق نموذجه مجاناً فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أيام قليلة، وبالتزامن مع ذلك أعلنت شركة «على بابا» العملاقة أنها ستطرح مطور ذكاء اصطناعى خاصاً بها خلال الفترة المقبلة لتشتعل حلبة المنافسة أكثر.
أما «OpenAI»، وهى الشركة الأبرز فى هذا المجال وتعقد شراكة منذ عام 2019 مع «مايكروسوفت»، فقررت أن تضرب «تحت الحزام» حين اتهمت «DeepSeek» بأنه قد يكون سرق بيانات من «OpenAI»، مؤكدة أنها ستحقق فى هذا الملف الشائك، وزاد من هذا التعقيد تصريح «ترامب» مؤخراً بأن أمريكا يجب أن تستعيد الريادة فى مجال الذكاء الاصطناعى، مقرّاً من ناحية أخرى بأن وادى السيلكون لم يعد فى مكانته العالمية بعد الصعود الصينى.
هكذا جاءت تداعيات «DeepSeek» خلال أيام قليلة، ثروات فُقدت، وشركات تحفزت، وأخرى استعدت للضرب «تحت الحزام»، لكن الأخطر أنه مع تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوعوده بفرض رسوم كبيرة واستئناف الحرب الاقتصادية مع الصين، ستكون المنافسة الأشرس فى مجال الذكاء الاصطناعى، وستخرج الحرب من كونها مجرد تصريحات بين شركات متنافسة إلى معارك تكسير عظام لن ينجو منها إلا الأكثر شراسة.