إن القصص التي يرويها الناجون من معتقلات مليشيا الدعم السريع الإرهابية تحمل في طياتها تفاصيل مروعة تكاد لا تُصدق. هذه المليشيا، التي عرفت بوحشيتها وعنفها، تركت أثراً بالغاً في نفوس من خرجوا من قبضتها، وكذلك في قلوب عائلات المفقودين والمختفين قسرياً. ومع ذلك، تبدو هذه القضية كما لو كانت مهمشة وغير محل اهتمام كافٍ، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي.

قصص الناجين شهادات من عمق الألم حيث يروي الناجون تجاربهم من داخل تلك المعتقلات، حيث كان التعذيب النفسي والجسدي جزءاً من الحياة اليومية. تعرض هؤلاء الأفراد لظروف غير إنسانية، تضمنت الإهانة، الضرب، والتهديد بالموت. كل هذه المعاناة تجسد الوجه الحقيقي لتلك المليشيا التي لم تعرف للرحمة طريقاً.

ورغم فظاعة هذه القصص، لم تتمكن من استقطاب الاهتمام الكافي من المجتمع المحلي والدولي. لقد تركنا الأسر تصارع آلام فقدان أبنائها، دون أن يكون هناك أي جهد سياسي جاد أو ضغوط دولية تُمارس على هذه المليشيا للإفراج عن المعتقلين أو الكشف عن مصير المفقودين.

قضية المفقودين والمختفين قسرياً جرح نازف في ضمير الأمة أن قضية المفقودين والمختفين قسرياً في السودان تشكل واحدة من أخطر الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع. ومع ذلك، فإن التعامل معها لم يرقَ إلى المستوى المطلوب. هذا الجرح النازف يتطلب منا اهتماماً أكبر ورعاية أعمق. فالأسر التي تعيش في حالة من الانتظار والترقب تستحق منا جميعاً أن نقف بجانبها، وأن نطالب بالعدالة لأبنائها الذين غُيبوا قسراً.

دعوة لتشكيل هيئة شعبية مدنيةإن مواجهة هذه المأساة تتطلب تحركاً فورياً وشاملاً. لذلك، أرى أن الوقت قد حان لتشكيل هيئة شعبية مدنية تعنى بهذه القضية. تكون هذه الهيئة مكونة من نشطاء حقوق الإنسان، ممثلين عن الأسر المتضررة، ومحامين وإعلاميين. ستعمل هذه الهيئة على تصعيد القضية دولياً، وتشكيل جبهة ضغط فعالة على المليشيا للإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين.

التصعيد الدولي خطوة نحو العدالة من الضروري أن تعمل هذه الهيئة على نقل القضية إلى المحافل الدولية، سواء من خلال الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان العالمية. يجب أن تكون هناك دعوات واضحة لفرض عقوبات على القيادات المسؤولة عن هذه الجرائم، وكذلك لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على المليشيا وحلفائها الدوليين. هذا التصعيد هو الطريق الأوحد نحو إجبار هذه المليشيا على الرضوخ للمطالب الشعبية والدولية بالإفراج عن المعتقلين وإعادة المفقودين إلى ذويهم.

ختاماً إن قضية الناجين من معتقلات مليشيا الدعم السريع الإرهابية، والمفقودين والمختفين قسرياً، تستحق منا جميعاً أن نقف بجانبها وأن نعمل على إبرازها محلياً ودولياً. إن تشكيل هيئة شعبية مدنية تعمل على تصعيد القضية وممارسة الضغوط على المليشيا هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق العدالة وشفاء الجروح النازفة في قلوب الأسر المكلومة.


???? عمر محمد عثمان
١٠ سبتمبر ٢٠٢٤م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«الأمة القومي» يتبرأ من المشاركين في حكومة «الدعم السريع»

حزب الأمة القومي، أكد أن مؤسساته ستجتمع لاتخاذ القرارت اللازمة بشأن المشاركين في مؤتمر نيروبي دون تفويض من الحزب.

الخرطوم: التغيير

أعلن حزب الأمة القومي، تبرؤه من المشاركين باسم الحزب في التوقيع على ميثاق سياسي بالعاصمة الكينية نيروبي، يمهد لتشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وأكد أنه لم يفوض الرئيس المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر أو أي عضو آخر لتمثيل الحزب في هذا الحدث.

وشارك رئيس الحزب المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر وعدد من أعضاء الأمة القومي بالعاصمة الكينية نيروبي أمس الثلاثاء في الجلسة الافتتاحية لتدشين تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الممهد لإقامة حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وقالت مؤسسة الرئاسة في حزب الأمة القومي في تصريح صحفي، إنه تلاحظ تداول اسم حزب الامة القومي في  مؤتمر عقد بنيروبي يوم الثلاثاء 18 فبراير ضم قوى سياسية وحركات مسلحة والدعم السريع بهدف التوقيع على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع.

وأضاف: “يؤكد حزب الأمة القومي أنه لم يفوض الرئيس  المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر أو أي عضو آخر لتمثيل الحزب في هذا الحدث”.

وشدد الحزب على التزامه بمرتكزاته الأساسية كحزب سياسي ديمقراطي مدني يعمل على ما يجمع السودانيين، والتوافق على وقف الحرب، ومعالجة الأزمة السودانية عبر حل سياسي قومي جامع، على اسس تحفظ وحدة وسيادة البلاد وكرامة ورفعة العباد.

وأشار البيان إلى أن مؤسسات الحزب ستجتمع لاتخاذ القرارت اللازمة بشأن المشاركين دون تفويض من الحزب.

وكان برمة ناصر خاطب حفل الافتتاح، وأعلن تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي بناءً على طلب تقدم به رئيس الحركة الشعبية- شمال عبد العزيز الحلو.

وضم التحالف الجديد قوى سياسية وحركات مسلحة ورجال إدارة أهلية وقوات الدعم السريع، ويسعى لتكوين سلطة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان.

وشارك في الترتيبات فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية، بجانب رئيس الحركة الشعبية- شمال، عبد العزيز آدم الحلو، وإبراهيم الميرغني، فضلاً عن قائد ثاني قوات الدّعم السريع عبد الرحيم دقلو.

الوسومالجبهة الثورية الحكومة الموازية السودان بورتسودان حزب الأمة القومي عبد الرحيم دقلو عبد العزيز الحلو كينيا نيروبي

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع ترقص في احتفال على الجماجم والأشلاء
  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
  • يا شيخ الأمين أنت مع الجيش ولا مع الدعم السريع؟ شاهد الفيديو
  • سيناتور كيني ينتقد  اجتماعات اعلان حكومة قوات الدعم  السريع
  • ما تأثير احتضان كينيا لمؤتمر الدعم السريع على دورها الإقليمي؟
  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • انهكوه تعذيبا وأهملوه طبيا ...وفاة أسير في سجون المليشيا التي يشرف عليها عبدالقادر المرتضى
  • الدعم السريع تستهدف بقصف مدفعى دور ايواء بامدرمان
  • «الأمة القومي» يتبرأ من المشاركين في حكومة «الدعم السريع»