المشهد اليمني:
2025-02-03@07:08:26 GMT

جبل الرَّب السامعي! (الحلقة2)

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

جبل الرَّب السامعي! (الحلقة2)

يقول بعض الأكاديميين، وعلى رأسهم أستاذي المرحوم الدكتور طه أبو زيد، المتخصص في أدب وتاريخ الدولة الرسولية، والمرحوم القيل مطهر الإرياني، والأكوعان، وغيرهم: إن هذا الكتاب كان من تأليف الملك الأشرف إسماعيل ملك الدولة الرسولية، صاحب المدرسة الأشرفية الكبرى، لكن من خلال قراءتي المتعددة له لا أظن أنه عائد إليه لعدة أسباب على رأسها أنه ذكر بعد الدولة الرسولية شذرات من بدايات الدولة الطاهرية، التي أتت بعده بحوالي ستين عاماً.

المهم، أن هذا الكتاب حيّر عقلي، وأتمنى إيجاده ولو بعشرة أضعاف سعره للقراءة المتفحصة مجدداً فيه ومعرفة مصادره، ويمكننا التعرف على مؤلفه، والاحتفاظ به كنسخة نادرة ومرجعية خاصة بنا نحن أبناء سامع وصبر والأشعوب تحديداً.

بعد ذلك الكتاب كانت المفاجأة الأكبر بالنسبة لي، ومن خلال دراستنا للغة اليمنية القديمة، عرفت حينها أن تسمية "سامع" بمعنى (شاهِد)، وأنه اسم إلهٍ من الآلهات اليمنية القديمة، وحديثاً تعرفنا على نقش يؤكد هذه التسمية والمعلومة أنه إله قديم، عبر مكيال حبوب مصنوع من البرونز من قراءة الباحث المتخصص في دراسة المسند اليمني علي ناصر صوال.

تقول قراءة النص للمسند في المكيال/الصواع:

اقرأ أيضاً طارق صالح يضع حجر أساس مشروع مياه في باب المندب عصابة مسلحة تقتل مواطنًا وسط سوق في تعز بدم بارد درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الخميس بموافقة العاهل السعودي.. علماء من 85 دولة يبحثون في مكة المكرمة تعزيز الوسطية ومكافحة الغلو والانحلال الأمطار تطفئ حرارة الأجواء في 16 محافظة خلال الساعات القادمة مقتل مواطن على يد جاره رميًا بالرصاص في تعز بعد وصول تعزيزات أمريكية للبحر الأحمر: جماعة ”الموت لأمريكا” تتعهد لواشنطن بـ”مكافحة الإرهاب” وتقصف مأرب بصاروخ باليستي محلل سياسي سعودي يفجر مفاجأة: التعزيزات العسكرية الأمريكية في الخليج موجهة إلى الحلفاء أكثر منها لردع إيران الجيش اليمني ينفذ عملية استباقية ضد المليشيا ويسيطر على مواقع مهمة في محافظتين هروب جماعي للنساء من قاعة أفراح خلال حفل زفاف بتعز .. وإصابات عقب اندلاع حريق هائل درجات الحرارة في اليمن الشرعية تدين ”بأشد العبارات” جريمة قنص الحوثيين لفتاة عشرينية كانت تجمع الحطب في تعز

و د د ت/ ذ ت/ ق ي ن ن/ أ ق ن ي ت/ س م ع م

ع د ي/ ر أ س ن/ذ..../ل و ف ي/ أ ث م ر ه م و/

(ودادة القينانية أهدت الإله سامع هذا المكيال لكي يمنحها الثمار الوافرة).

عدم معرفة مكان لقى هذا المكيال/ الصواع بالضبط يفتح المجال لتأويلات كثيرة ودراسات متعددة أيضاً.

كانت التسمية لمنطقة "سَرَّ بيت" بالنسبة لي ملفتة للانتباه، تخبئ في ثناياها الكثير من المعلومات، وكان أول سؤال تساءلته: نعرف أن الاسم مركب من كلمتين في اللغة اليمنية القديمة (سِرْ) وهو الوادي، والوادي معلوم وموجود، ولكن (البيت) مجهول؛ فأي بيت يقصد؟

كذلك نعلم أن (البيت) اسم معبد في اللغة اليمنية القديمة، ولكن أي بيت هو؟ أهو بيت الله الحرام بمكة؟ أم بيت آخر؟ فقد حُفِر في الذاكرة الشعبية المحلية وكرستها الصوفية أن الوادي وقفٌ على بيت الله الحرام بمكة، ولذلك ينسبون الوادي إليها!

بدأت البحث مجدداً حول الأمر، بالإضافة إلى المعلومات السابقة التي ربطنا بعضها ببعض، وعدنا إلى ترجمة النقش الخاص بنعيم/ة في منطقة "سربيت" أعلى، فوجدنا أنها تذكر البيت في أعلى قمة الجبل، والوادي الذي نعرفه تابع لها، فكانت معلومات بالنسبة لنا كباحثين لا تساويها أموال الدنيا.

وأخيراً عرفنا أن البيت المقصود هو ذلك الذي يسميه الناس في ذاكرتهم الشعبية ومصادرهم التاريخية بحصن عبادي، وأن الأساس الباقي فيه هو أساس البيت؛ ذلك البيت الذي يمثل معبد الرب/الإله في قمة الجبل.

هناك قراءة لنقش نعيم في "سربيت"، الذي صار من الصعب قراءته بدقة، للباحث في نقوش سامع وقدس الدكتور بشير القدسي يقول النقش، بحسب الدكتور بشير:

بعون وتوجيه [.....] [أنـ]عم بنت قشعة من "بني عرق" التي تنتمي إلى ذي معافر[ن] قصره يافع وأربيان حفرت وسوّت وبنت واستصلحت شق ورصف وإنجاز [....] النقيل المسمى "ونب" من أسفله وحتى أعلاه وذلك من باب [محفد] ذي العشة بوادي القصر [الأصل هنا البيت وليس القصر] وامتد النقيل حتى فناء [قصره] [بيته] [....] وذلك بعون سيدهم [إله] المطر الكائن في منطقة النعرة بجبل ونب [.أ.ب رم] جزءاً من بيته بني عرق و[ع.] حفر الآبار مع مداخلها (أبواب) لوقت الجفاف [م.بم/وهر.ت]. جنوب [....] كل أحرمم وهعجزم الذي بقرب (وأضاف) ونقب وحفر مقبرة [..نم] بجبل أيون (جبل العنب)، ستفزنت [...] بيته بني عرق، وبرعاية ومساعدة سيدهم كليب بن يشمر يهحمد ذو معافر، ونفذ كتابة هذه السطور إل شرح أشوع.

مع أن بعض الكلمات تحتاج إلى شيء من التدقيق والمراجعة لمعرفة أصولها واتساقها مع التسميات واللهجات المحلية، وعدم التدقيق فيها عائد إلى ضآلة وتلف النقش نفسه.

أكاد أجزم أن فاضل الربيعي لو تَعرَّف على هذه المعلومات لطار بها فرحاً ربما أكثر منا، ولوظفها ذلك التوظيف التوراتي لديه.

فاضل الربيعي ألمح في إحدى مقابلاته المتلفزة إلى منطقة حوراء في سامع أنها المعبر الذي عبر منه إبراهيم الخليل من منطقة الضالع إلى منطقة القدس (قدس)، وأنها هي (حوران) بحسب مخيلته، وما يذهب إليه من آراء لم تقنع أياً من الباحثين الآثاريين، وهو في كثيرٍ منها يخبط خبطَ عشواء كهذه الجزئية مثلاً، فكيف لو عرف بمعلومة جبل الرب هذا؟!

.... يتبع

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

دراسة مصرية ترصد تجليات العبادة الشعبية في طيبة القديمة

القاهرة "د.ب.ا": تعددت الآلهة لدى قدماء المصريين الذين عرفوا مئات الربات والأرباب، وكان هناك "ملك الآلهة "وسيدة الآلهة"... وفى المسافة ما بين العاصمة الشمالية منف، وحتى أسوان، مرورا بطيبة مقر آمون "رب الأرباب" كانت الآلهة المصرية القديمة، تتجسد في صورة حيوانات متعددة مثل التماسيح والكباش والأبقار واللبؤات والكلاب والعجول والقردة والثيران والطيور... وذلك بحسب كتب علماء المصريات.

وبالطبع فقد فرَق الآثاريون بين الآلهة الكونية التي هي موضوعا للكثير من الأساطير، وهي التي قلما تظهر في المعتقدات الشعبية اليومية، وآلهة الأسرة الخاصة الشعبية، التي لا تذكرها الأساطير... ويقول الآثاريون وعلماء المصريات، أن كل مقاطعة ومدينة كان لها معبودها الخاص، فيما كانت بعض الآلهة مثل حورس وخنوم وتحوت، يُعبدون في الكثير من المدن بجميع أرجاء الدولة.

وقد جذب تعدد الآلهة والربات في مصر القديمة، اهتمام الكثير من الباحثين، الذين يواصلون البحث لكشف ما يحيط بالحضارة المصرية من سحر وغموض.

وفي دراسة أكاديمية، كشف الباحث المصري، الدكتور محمد إمام، أن الإنسان في مصر القديمة، اعتقد أن هناك عناصر كونية كثيرة تتحكم في حياته ومصائره بطريق مباشر أو غير مباشر، وهي تتكفل بها قدرة ربانية تستوجب التقرب لها وعبادتها، منها الفيضان الذي لعب دورا رئيسيا في حياة المصريين القدماء، فهو المتدفق من أوزير الذي يُنبِت الزرع لكي يحيا المعبودات والناس، ولهذا الارتباط أُطْلِقَ عليه سيد الغذاء، وأقيمت له مقصورة في الطريق إلى معبد بتاح في معابد الكرنك بمدينة الأقصر التاريخية جنوبي البلاد.

وبحسب الدراسة التي حملت عنوان "العبادة الشعبية بطيبة في العصر المتأخر"، فإنه مع أن المصري القديم لم ير هذه القوى، إلا أنه آمن بها وأعطاها أسماء وأشكالا حسبما تخيلها، جاعلا من بعضها أخيارا يساعدونه، ومن البعض الآخر أشرارا أعداء له. وبخطواته نحو التحضر أراد أن يجعل له معبودا، كلما فكر فيه سما بنفسه فوق ما ينتابه من اضطرابات ليكون في عونه.

ويقول الباحث محمد امام، في دراسته، ان المصري القديم عبَر في نصوصه الدينية والأدبية عن فكرة علاقته بالمعبود، التي تدرجت من الارتباط الوقتي نتيجة حدوث حدث معين له من الأمور المتعلقة بالحياة اليومية إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث العلاقة التي يأمل أن تكون دائمة وأبدية، فقد سيطرت العقيدة على حياته الدينية كما لم تسيطر قوة أخرى، وكان الوضع الديني إما عن رغبة أو رهبة صادرة عن تصوراته، ولم تتأثر الحياة بالدين فحسب بل امتزجت بمجموعة من الانطباعات الخارجية أدت الى ظهور مِزاج إنساني عَبَّر عن القوة الكامنة فيه، وخرج من ذلك كله بفكر تطور مع القوى الكامنة بداخله كان التعبد فيه بمثابة الرباط الذي يجمع بين الفرد العادي ومعبوده.

وتناول الفصل الأول من الدراسة العبادة الرسمية التي مارس طقوسها الملك والكهنة في المعبد، وتميزت بالصرامة الشديدة، ولم يشترك فيها أحد من العامة، فالمعبد يمثل النظام الكوني واشتراك غير المعنيين بحفظه قد يؤدى إلى تأثر العملية الكونية واختلالها.

وتعرضت هذه العبادة إلى صدمتين كبيرتين أثرتا على شكل ممارسه طقوس الدين آنذاك، الأولى الثورة الاجتماعية التي أسقطت فكرة التأليه المطلق للملك، وجعلت نصوص الأهرام مشاعا للجميع والتي تحولت إلى متون التوابيت...وجاءت الصدمة الثانية بحركة اخناتون الدينية، وبعد سقوطها أصبحت حرية ممارسة العبادة كبيرة إلى حد بعيد، فانتشرت ظاهرة العبادة الشعبية.

ورصد الفصل الثاني من الدراسة، بعض مظاهر العبادة الشعبية من خلال النصوص والقرابين النذرية التي تركها أصحابها من مختلف طبقات وفئات المجتمع في المعابد أو المنازل، ومع هذا – وبحسب الدراسة فإنه لا يمكن تلمس طقوسه بشكل واضح ودقيق مثل العبادة الرسمية، فالأول تميز بالحرية الشديدة ومارسه عامة الناس ما دون الملك، وحتى الكهنة على الرغم من ارتباطهم بالعبادة الرسمية، فنجد في بعض نصوصهم نغمة تشبه ما تقرب به العامة للمعبودات، فالعبادة الشعبية تعبر عن اعتقاد العامة في معبوداتهم.

وكان من مظاهر العبادة الشعبية استخدام العامة ساحات المعابد الخارجية أماكن للصلاة، ليتضرعون إلى المعبودات، ويتجمعون أمام بوابات المعبد في مواكب الأعياد ليستشيرون الوحي الإلهي الذي لعب دورا كبيرا في حياتهم خاصة في العصر المتأخر، فيكونون قريبين من المعبودات ليحصلوا على إجابات شكواهم وطلباتهم التي قدموها بالابتهالات والدعاء عن طريق كهنة الوحي الوسطاء بينهم وبين المعبودات.

وتشير الدراسة إلى أن العبادة الشعبية اتسمت بالمرونة، فتمنى الناس أن يتحولوا فى العالم الآخر إلى بعض الصفات الإلهية، فمنهم من تمنى أن يتحول إلى زهرة لوتس أو إلى أسد أو إوزة، ليس بمعنى التحول من إنسان إلى هيئة أخرى، بل الاتحاد مع معبودات أصحاب هذه الصفات مثل رع وأمون.

ورصد الفصل الثالث من الدراسة، تعبد العامة لعدة معبودات خلعوا عليها من الصفات والقدرات ما يلبى احتياجاتهم ورغباتهم، فتعبدوا إلى ثالوث طيبة فرادى ومجتمعين، فـ " آمون " المعبود الساهر القوى الذي ينقذ الفقراء وهو قاضيهم، الذي يلجأون إليه فى الشدائد، فهو يراهم وهو السامع لمن يدعوه... وتعبدوا إلى "موت" سيدة الصراخ التي تحيا به وفى نفس الوقت الرحيمة، والتي تداخلت عبادتها مع معبودات أخرى مثل موت وسخمت علاوة على ارتباطها بحتحور فقدم العامة قرابينهم النذرية لمعبودات الخصوبة فى نطاق معبدها بالكرنك.

وبحسب دراسة الباحث الدكتور محمد امام، فقد حظي خنسو بعبادة شعبية فهو حامى العوام، فبعد أن فرغوا من حجهم صعدوا على سطح معبده بالكرنك ونقشوا طبعات أقدامهم هناك طالبين منه إلحاق الأذى بمن يطمس هذه الطبعة.

وتناول الفصل الرابع انتشار عبادة أوزير الشعبية خارج النطاق الجنائزي، فأقيمت له المقاصير وقدم له العامة القرابين النذرية، وحاولوا الارتباط به فى الدنيا قبل الآخرة، فتسمى بعض العامة باسمه ليكونون فى معيته، فهو بحسب عقديتهم – آنذاك - واهب الحياة.

أما المعبود " بس " فقد انتشرت عبادته بشكل كبير فى العصر المتأخر، وهو "حامى السيدات عند ولادتهن وشافيهن".. كما ارتبط أيضا بالخصوبة.

وتعبد العامة إلى بتاح رب الصناعة والفنون ولم تنتشر عبادته بشكل كبير فى فترة العصر المتأخر.

فيما جاء فى الفصل الخامس، أن العصر المتأخر تميز بعبادة السلف ففي نطاق مدينة طيبة بجل العامة إيمحتب، وكذلك أمنحتب بن حابو الذي بدأت عبادته فى الظهور فى عصر الرعامسة واستمرت رفقة إيمحتب حتى نهاية العصرين اليوناني والروماني.

مقالات مشابهة

  • تحديث ضخم من سامسونج لهواتف Galaxy القديمة.. شوف تليفونك بينهم
  • كيت ميدلتون تكشف مصير ملابس أبنائها القديمة.. هذا ما تفعله
  • أغاني رمضان MP3 القديمة تنزيل وتحميل
  • اخر تطورات واقعة العثور علي جثة مكبلة داخل شقة بمصر القديمة
  • مواعيد فصل التيار الكهربائي عن محطة محولات ميت غمر القديمة
  • علي الحبسي يُظهر حبه للهلال ويحتفظ بحقيبته القديمة.. فيديو
  • خطأ الفهم للفلسفة القديمة وأثر هذا في التشظي
  • معاينة حريق مصر القديمة: غرفة داخل شقة والسبب ماس كهربائي
  • دراسة مصرية ترصد تجليات العبادة الشعبية في طيبة القديمة
  • بدأت كهواية.. حكاية ستيني مع الكاميرات القديمة في قلب بغداد (صور)