بغداد- احتضنت العاصمة العراقية بغداد أعمال المنتدى العربي لتعزيز الشفافية والحكم الرشيد بنسخته الثانية، بالتعاون مع منظمة الشفافية الدولية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، تحت شعار "النزاهة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، وذلك بعد نجاح النسخة الأولى للمنتدى التي عقدت في القاهرة تحت شعار "كلنا شركاء في مكافحة الفساد" في يونيو/حزيران 2023.

ويشمل المنتدى الذي تستمر أعماله 3 أيام (من 10 إلى 12 سبتمبر/أيلول الحالي) مناقشات رئيسية وجلسات حول الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالسلام والأمن وتعزيز المجتمعات العادلة والمسالمة والشاملة.

كما يتم مناقشة مواضيع فرعية تتناول قضايا مثل الشفافية، واسترداد أصول المؤسسات المسؤولة، ودور وسائل الإعلام والمجتمع المدني، والرقمنة، وتمويل الأنشطة المناخية، ونزاهة الأعمال، ومستقبل التدابير الوقائية لمكافحة الفساد.

 

رئيس هيئة النزاهة العراقي القاضي حيدر حنون يقول إن العراق امتثل لمقررات الاتفاقيات الدولية والإقليمية لمكافحة الفساد (الجزيرة) دعوات لمكافحة الفساد

وافتتح رئيس هيئة النزاهة الاتحادية حيدر حنون أعمال المنتدى بكلمة أشاد فيها بالتعاون الكبير مع منظمة الشفافية الدولية، مؤكدا أن هناك خطوات عملية لتحسين مرتبة العراق المتصدرة في تقرير "مدركات الفساد".

وقال حنون إن "النزاهة والرقابة المالية والسلطات الثلاث كانت يدا واحدة لمواجهة تحديات الفساد ومخاطره"، مؤكدا أن "جمهورية العراق امتثلت لمقررات الاتفاقيات الدولية والإقليمية لمكافحة الفساد، ونأمل منهم مزيدا من التعاون".

كما أشاد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية ناصر القحطاني، في كلمة له خلال المنتدى بإجراءات العراق الشجاعة والكبيرة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات ترتكز على النزاهة والشفافية، منوها بأن "تعزيز دور القضاء والنزاهة خطوات عملية لبناء عراق قوي"، وأضاف أن "التنمية والفساد خطان لا يجتمعان"، وأن "الفساد لا يوفر ولا يسمح بخلق اقتصاد قوي".

أما نائبة رئيس منظمة الشفافية الدولية كتاكاندريانا رافيتوسون فقالت خلال كلمتها في المنتدى "إننا نهدف إلى ترسيخ مبدأ الشفافية والإستراتيجية لحماية الأموال العامة وتحسين النزاهة والبناء في مكافحة الفساد"، مبينة أن "المستقبل ينتظر منا فرصا أكبر في مكافحة الفساد"، وأضافت أن "الفساد في الدول يمثل جرس إنذار لنا من أجل العمل على حقوق الإنسان"، وأن "الفصل بين السلطات مهم جدا ليكون النظام قوي".

وجدد سفير الاتحاد الأوروبي في العراق توماس سايلر في كلمته، التزام الاتحاد بمساعدة العراق في محاربة الفساد، في حين أشار إلى تباحثه مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني آلية المساعدة في هذا الشأن، موضحا "عملنا مع النزاهة ضمن مشروع الاتحاد الأوروبي لدعم النزاهة والرقابة المالية في العراق بميزانية بلغت 5 ملايين يورو، وهناك إستراتيجية مكملة بميزانية بلغت 5.4 ملايين يورو".

سفير الاتحاد الأوروبي في العراق توماس سايلر قال إن الاتحاد دعم النزاهة والرقابة المالية في العراق بميزانية بلغت 5 ملايين يورو (الجزيرة) الفساد في العراق

وللحديث عن أهمية المؤتمر لجهود العراق في مكافحة الفساد، أكد المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية زياد عبد الصمد، في حديثه للجزيرة نت أن "الجلسة الافتتاحية اليوم للمنتدى وضعت الإطار العام للقضايا التي تطرح فيها، والتحديات التي يواجهها القطاع الخاص من الفساد، ودور المجتمع المدني كشريك حقيقي في مواجهة هذه الآفة".

وقال عبد الصمد إن "الفساد موضوع معقد وشائك وبحاجة إلى تضافر جهود وتعاون"، مبينا أن "الهيئات الرقابية العربية والدولية والإقليمية تتعاون مع العراق في هذا المجال بمجالات مختلفة، من بينها الدعم التقني والتشريعي، ووضع آليات الرصد والمراقبة، كي تكون فاعلة بمتابعة الفساد وتعزيز الشفافية".

وأوضح خبير مكافحة الفساد سعيد ياسين موسى، أن المنتدى بشكل عام يدعو لإصلاح النظام السياسي وإدارة الحكم وفق مبادئ الحكم الرشيد، بما تتضمنه من عدالة وسيادة حكم القانون ومبدأ المشاركة والتوافق الوطني وغيرها.

وقال موسى في حديثه للجزيرة نت إن "المنتدى بشكل عام يحتاج إليه المجتمع، والأهم هو ترسيخ المشاركة للجمهور والمجتمع المدني والإعلام والقطاع الخاص، وما تبعها من جلسة حوارية لتعزيز المساءلة، ورصد القطاع الخاص لعملية أصحاب المصلحة، وآليات تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد.

جانب من ضيوف المؤتمر العربي لتعزيز الشفافية ببغداد (الجزيرة)

وأضاف أن الجلسات المقبلة سيتم فيها تبادل الآراء والأفكار والممارسات الفضلى المطبقة، وتبسيط الإجراءات بالمراجعات العامة، وأتمتة (إدخال التقنية والرقمنة) القطاعات العامة ذات العلاقة بالحياة اليومية، وحوكمة المؤسسات بشكل عام، بما يوفر الزمن والأموال والقوى البشرية، إضافة لتعزيز جوانب التنمية.

وتابع أن العراق يواجه تحديا بجانب تعزيز النزاهة، باتخاذ تدابير وقائية تمنع سرقة الأموال، كما يحتاج لتنظيم الوظيفة العامة كونها أصبحت ترتبط بالحصص السياسية، وحق الاطلاع على المعلومة، وتجريم الأفعال غير المجرمة، إضافة إلى جانب التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد، واسترداد الأموال المهربة".

ونوه إلى أن العراق بحاجة إلى "عملية جراحية" لمكافحة الفساد، لتعديل قوانين العقود وحق الاطلاع على المعلومة، وقوانين العقوبات واسترداد الأموال، وهو التزام دولي يهيئ لبنى تحتية بين البلد ودول الملاذ، لاسترداد المطلوبين وتجميد وحجز واسترداد الأموال، وبين أن الفساد نقيض التنمية ويعرقل خطواته، بالتالي فهو جريمة تنتهك فيها حقوق الإنسان.

يشار أن المنتدى يتضمن 3 محاور أساسية:

تمهيد الطريق: من أجل منطقة عربية خالية من الفساد. التدابير والعوامل المخففة: معالجة الفساد وتعزيز الشفافية في المنطقة العربية ضمن واقع سريع التغير. مستقبل خال من الفساد: تمهيد الطريق للقضاء على الفساد في المنطقة العربية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی مکافحة الفساد لمکافحة الفساد فی العراق

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنصورة يشارك في "الملتقى الثاني لمنظمة الألكسو لتوأمة الجامعات العربية"

شارك الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، اليوم الأربعاء ، في فعاليات افتتاح «الملتقى الثاني لتوأمة الجامعات العربية» الذي يقام بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، تحت شعار "ريادة الأعمال الخضراء والفرق البيئية التطوعية في الجامعات العربية – آفاق نحو التعاون المشترك"، وتستضيفه جامعة الشارقة.

بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة، والدكتور حميد النعيمي، مدير جامعة الشارقة، ولفيف من القيادات العربية ورؤساء الجامعات من الدول العربية، لتعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل الأفكار والخبرات.

يأتي عقد المؤتمر في إطار التعاون بين الجامعات العربية والمؤسسات العالمية المعنية بقطاع البحث العلمي والتنمية المستدامة، لتعزيز التعاون في دفع عجلة التنمية الشاملة اقتصاديًّا واجتماعيًّا، بمشاركة عربية وعالمية واسعة وفاعلة، متماشيًا مع التطور الذي تشهده الساحة الدولية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي وريادة الأعمال والابتكار، والاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، بما يدفع بها نحو التقدم والتميز، وبما يخلق كل الفرص للشباب الجامعي الذين نعول عليهم في بناء المستقبل.

وخلال فعاليات الافتتاح، تم تقديم عرض مرئي من جامعة يوهانس غوتينبورغ الألمانية بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي"، الذي تناول أهم التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي وكيفية الاستفادة من تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سواء على مستوى التعليم والتعلم أو البحث العلمي والخدمات المساندة للعملية التعليمية، ثم تم عرض فيلم تعريفي عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي، واختتمت فعاليات جلسة الافتتاح بالإعلان عن الفائزين في جائزة الألكسو للإبداع والابتكار للباحثين في الوطن العربي.

وشارك الدكتور شريف خاطر في الجلسة العلمية بعنوان «دور الجامعات في الريادة والابتكار»، بمحاضرة عن العمل التطوعي البيئي في جامعة المنصورة، وأكد في بدايتها على سعادته بالمشاركة في ملتقى توأمة الجامعات العربية، مشيرًا إلى أهمية تضافر الجهود لتنفيذ استراتيجية نحو خلق آليات نشطة مستدامة للتعاون بين مؤسسات الوطن العربي العاملة في ميدان البحث والتطوير والابتكار.

وأشار الدكتور شريف خاطر إلى حرص جامعة المنصورة على تطبيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية المصرية بتعزيز الشراكات مع الجامعات العربية والدولية لبناء كوادر علمية قادرة على تعزيز بيئة البحث العلمي وتبادل الخبرات العلمية والبحثية.

وأكَّد الدكتور خاطر على أن جامعة المنصورة تسعى من خلال استراتيجيتها إلى تحسين جودة الخريج وتحقيق تنافسية من خلال إعداد طلاب متميزين في مختلف المجالات لتلبية احتياجات سوق العمل على كافة المستويات المحلية والدولية، كما أن لديها العديد من البرامج التعليمية، والتخصصات العلمية المعتمدة دوليًّا، وأيضًا برامج تعليمية بالشراكة مع جامعات دولية، فضلًا عن تميز الجامعة في الجوانب التكنولوجية والتحول الرقمي، وحصولها على جوائز التميز الحكومي المصري في هذا الشأن، وكذلك حصولها على جائزة أفضل جامعة صديقة للبيئة.

واستعرض خاطر رؤية جامعة المنصورة ورسالتها، مشيرًا إلى أبرز نقاط التميز بها وحصولها على الاعتماد المؤسسي كأوَّل جامعة مصرية تعتمد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد بمصر، وحصول 10 من كلياتها على الاعتماد، كما أن لديها قطاع طبي يضم 13 مستشفى ومركزًا طبِّيًّا متخصصًا له سمعة ومكانة مرموقة محليًّا وعالميًّا، تم اعتماده من قبل المجلس العربي للاختصاصات الطبية التابع لمجلس وزراء الصحة العرب، للحصول على البورد العربي في مختلف التخصصات الإكلينيكية والطبية، كما أنها تملك مستوى أكاديمي وبحثي وتصنيفًا عالميًّا مشرفًا، الأمر الذي ينعكس على مستوى الطلاب والباحثين.

وعرض خاطر دور جامعة المنصورة في تحقيق العمل التطوعي البيئي والاستدامة، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من الوحدات ذات الطابع الخاص بالجامعة والتي تقدم خدمات استشارية ومشروعات بحثية مختلفة، كما أشار لمشاركة الجامعة في مختلف المبادرات الرئاسية مثل مبادرة 100 مليون شجرة، والمبادرات المجتمعية والبيئية التي تدعم الاستدامة والعمل البيئي كالقوافل الطبية والمتعددة التخصصات، والقوافل الغذائية والتموينية، والتوعوية، ومبادرة الدقهلية بلا أمية، ومبادرة إحياء الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتراثية، والمبادرات البيئية، والماراثونات الرياضية، والمسابقات البيئية، وتدشين فعاليات بالتزامن مع الأيام العالمية ذات الصلة. 

مقالات مشابهة

  • أمازون تواجه تحقيقا لمكافحة الاحتكار العام المقبل
  • اختتام المؤتمر العربي الثامن والثلاثين لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات
  • خبير يدعو مجلس النواب الى تشريع قوانين تضمن مكافحة الفساد
  • انطلاق أعمال المنتدى العربي للكوتشينج بنسخته الرابعة في أبوظبي
  • سلطنةُ عُمان تُشارك في اجتماع تعزيز التعاون لمكافحة المخدرات بين الدول العربية
  • بمشاركة المملكة ..انطلاق أعمال الاجتماع المشترك بين أجهزة مكافحة المخدرات وممثلي الصحة بالدول العربية
  • الجائزة الدولية للتميز في مكافحة الفساد دعوة قطرية لـمحاربة المفسدين عبر العالم
  • بورسعيد تحتضن الرياضة: انطلاق البطولة العربية للشركات وسط مشاركة عربية واسعة
  • النفط العراقي يواصل الارتفاع لليوم الثاني تواليا
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك في "الملتقى الثاني لمنظمة الألكسو لتوأمة الجامعات العربية"