خبراء عسكريون وسياسيون: إسقاط طائرة MQ-9 صفعة كبيرة للقدرات الأمريكية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية صدمة كبيرة إزاء تهاوي أحدث تقنياتها العسكرية في معركتها الحالية ضد اليمن.
فبعد الهزيمة المدوية التي مُنيت بها أمريكا وحلفائها في معركتها البحرية على يد القوات المسلحة اليمنية ها هي اليوم تواجه المصير ذاته في معركتها الجوية، إذ أن أحدث تقنية سلاح الجو الأمريكي المعروف بطائرات أم كيو9 المسيرة ذات المهام المتعددة تتهاوى وبشكل متسارع في الأجواء اليمنية.
وبحسب بيان القوات المسلحة اليمنية، فقد أسقطت الدفاعات الجوية الطائرة التاسعة من طراز “ام كيو”9وذلك بعد مرور 72 ساعة فقط من إسقاط الطائرة الثامنة من الطراز ذاته.
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على طائرات “Hم كيو “9بشكل أساسي ورئيس في مجال الاستطلاع الجوي لجمع المعلومات عن المواقع، والأهداف العسكرية بهدف استهدافها.
ومع الإسقاط المتواصل لتلك الطائرات تواجه أمريكا صعوبة بالغة في معركتها ضد اليمن، وهو ما يبدو جلياً وواضحاً في قصفها المتكرر بشكل متخبط وأعمى للأهداف والمواقع المتعددة في مختلف المحافظات اليمنية.
ويرى مراقبون أن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” أثبتت تنامي القدرات القتالية للقوات المسلحة اليمنية، وتفوقها الكبير على التحالف الأمريكي على المستوى البحري والجوي.
وتعليقاً على إعلان القوات المسلحة اليمنية إسقاط الطائرة التاسعة لطائرة “ام كيو “9يصف الخبير في الشؤون العسكرية العميد اللبناني عمر معربوني إسقاط تسع طائرات من هذا النوع بالإنجاز النوعي والرقم القياسي.
ويوضح في حديث “للمسيرة” أن طائرات “ام كيو”9 تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية في جمع المعلومات أثناء المواجهة العسكرية في الحروب.
ويبين معربوني أن الاستطلاع الجوي ضرورة ملحة، وجزء لا يتجزأ عن المعركة الحديثة، مؤكداً أن الدفاعات الجوية اليمنية نجحت في تحييد الاستطلاع الجوي لأمريكا، واخراجه عن الميدان، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتخبط في معركتها الحالية ضد اليمن.
ويوضح أن أمريكا تتلقى ضربات موجعة في اليمن على المستوى البحري والجوي، وأن الفشل الأمريكي الذريع في معركته البحرية، والتي عجز كلياً في التصدي للعلميات اليمنية التي تستهدف السفن التجارية والبارجات الحربية لإسرائيل وحلفائها الرئيسيين أمريكا وبريطانيا.
أداة أمريكا في سياسية الحرب القذرة
وعلى صعيد متصل يقول رئيس مركز المعلومات بدائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية زكريا الشرعبي إن الأمريكيين يعتبرون طائرات “ام كيو “9 عنصر التفوق التكنولوجي لديهم لقدرتها الفائقة على جمع أكبر قدر من المعلومات و الأهداف والتي تستطيع اخراج الأهداف الهامة كأنها إبرة في كومة قش”.
ويضيف:” بحسب القوات الجوية الأمريكية فإن هذا النوع من الطائرات يمتلك قدرة فريدة على تنفيذ الضربات والتنسيق والاستطلاع ضد أهداف عالية القيمة، وعابرة وحساسة للوقت، كما توفر الدعم الجوي القريب، وتمتلك قدرات مؤهلة بشكل فريد لإجراء عمليات حرب غير نظامية، لدعم أهداف القائد المقاتل”.
وعلى مدى أكثر من عقدين اعتبر هذا النوع من السلاح أداة لسياسة الحرب القذرة الأمريكية، من قبل وحدة العمليات الخاصة ومجمع الاستخبارات والقوات الجوية بحسب ما يوضحه الشرعبي ، مبيناً أن أمريكا سجلت نحو 400 هجوم على اليمن قبل المعركة الأخيرة معظمها بطائرات بدون طيار.
ويذكر أن الأنظمة الحاكمة قبل ثورة 21سبتمبر المجيدة كانت تبيح لطائرات “إم كيو ناين” التحليق في سماء اليمن واستهداف من أرادت بكل حرية، مواصلاً القول: “تلك الأنظمة لم تخجل من المجاهرة بإباحة الأجواء اليمنية فحين سُئل علي عبدالله صالح عن اغتيال طائرة بدون طيار أمريكية للمواطن الأمريكي من أصول يمنية أنور العولقي، نظر صالح إلى الأعلى، وقال: “جت من الجو شو نعملها”.
نهاية عصر إم كيو 9 في اليمن
ويرى الشرعبي أنه “بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر المجيدة والتي عقبها مباشرة عدوان دولي غاشم بقيادة السعودية وتعاون مباشر من أمريكا على اليمن استطاعت القوات المسلحة اليمنية النهوض بوزارة الدفاع والعمل على تطوير أسلحتها الإستراتيجية بشكل متصاعد من عام إلى آخر، حيث برزت ثمارها جلية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” بمجابهة أمريكا وهزيمة أحدث تقنياتها العسكرية البحرية والجوية.
ويلفت الشرعبي إلى أن القوات الأمريكية لم تتعرض في كل تاريخها القتالي لهذا النوع من الخسائر في غضون فترة وجيزة، مؤكداً أن جميع حوادث الإسقاط التي تم تسجيلها لطائرات MQ9 لا تتجاوز 16 حادثة من بينها 12 حادثة في اليمن، وحادثتين في ليبيا، وحادثة في العراق، وحادثة في البحر الأسود، تم اتهام روسيا بالوقوف خلفها من خلال الاصطدام بطائرة سوخوي.
ويتساءل الشرعبي: من سيشتري إم كيو ناين بعد اليوم؟
ويرى أن واشنطن ستحتاج إلى حملات واسعة من العلاقات العامة لإخفاء آثار أفعال اليمن، وادعاء وجود ترقيات إلى هذا النوع من أنظمة الطيران، وربما ستشترط أن تكون الصفقات الأخرى مصحوبة بصفقة إم كيو ناين، على غرار العروض التجارية للمواد التي اقتربت نهاية صلاحيتها”.
وكانت وسائل الإعلام العبرية قد علقت في وقت سابق على سقوط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز “MQ-9 Reaper” فوق الأراضي اليمنية، معتبرة إياها ضربة كبيرة للقدرات الأمريكية.
واعتبرت قناة 12 العبرية، إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن ضربة كبيرة لِقدرات الجيش الأمريكي في المنطقة، مؤكدة أن اليمنيين يسجلون إنجازًا جديدًا بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار أخرى متقدمة في اليمن.
ووفق الإعلام الأمريكي فإن تكلفة انتشار الجيش الأمريكي لمواجهة الهجمات من اليمن تصل إلى مليارات الدولارات”.
وذكر الإعلام الأمريكي أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، تزايدت الانتقادات في الولايات المتحدة بشكل خاص، وفي الغرب بشكل عام نتيجة ما وصف بعدم قدرة إدارة بايدن على الدفاع عن نفسها ضد هجمات اليمنيين.
و بحسب تقارير وسائل الإعلام الأمريكية، يبلغ سعر الطائرة بدون طيار من طراز (ام كيو -9) حوالي 32 مليون دولار.
ولهذا السبب يمكن القول إن خسارة الولايات المتحدة في اليمن جراء سقوط14الطائرة من طراز “ام كيو ناين” تقدر بربع مليار دولار.
—————————————————————————————————————-
– المسيرة نت: محمد ناصر حتروش
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة هذا النوع من فی معرکتها بدون طیار فی الیمن من طراز إم کیو ام کیو
إقرأ أيضاً:
«الدولي للاستمطار» يناقش دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتعزيز هطول الأمطار
ناقش الملتقى الدولي للاستمطار دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتعزيز هطول الأمطار في ختام أعمال يومه الثاني الذي تضمن عروضاً مرئية لعدد من الطلاب والعلماء المبتدئين المشاركين في مشاريع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار أو يقومون بتنفيذ أبحاث علمية لتقديم أعمالهم البحثية في مجال تعزيز هطول الأمطار.
شارك في الملتقى عدد من مراكز البحوث المحلية والدولية ومؤسسات التعليم العالي والمبادرات البحثية حيث وفرت المنصة للباحثين والمبتكرين الجدد فرصة لمناقشة أحدث التطورات والمستجدات في مجال الاستمطار ويأتي ذلك من منطلق التزام برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بدعم وتمكين الجيل القادم من المبتكرين والعلماء لتمكينهم من المشاركة بفاعلية في تشكيل مستقبل أبحاث علوم الاستمطار. وفي تصريح لوكالة أنباء الامارات «وام» تطرق عمر اليزيدي نائب المدير العام في المركز الوطني للأرصاد إلى برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ودور دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم هذه البحوث والمبادرات التي تهدف إلى زيادة كميات الأمطار في الدولة.
وأكد أن الأمن المائي من الأولويات الحيوية على مستوى العالم.. وفي هذا السياق يأتي دور دولة الإمارات الرائد في مجال بحوث الاستمطار حيث تبذل جهوداً كبيرة من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار الذي أصبح بمثابة «أيقونة» في مجال الأبحاث العلمية على مستوى العالم وفي المشاريع ال 14 التي كانت من مخرجات هذا البرنامج. وقال إن المخرجات التي حققها البرنامج إضافة مهمة في مجال البحث العلمي ونحن في المركز الوطني للأرصاد نؤكد على أهمية هذه المبادرة التي تسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن المائي والاستدامة البيئية في الدولة. من جهته أكد الدكتور محمد محمود المؤسس والمدير التنفيذي لبرنامج المناخ والمياه ومقره واشنطن في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام» أن هناك حاجة كبيرة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتبسيط وتعزيز فعالية تقنيات تعزيز المطر والمدينة السحابية.
وقال: «نحن معتادون على استخدام الآليات التقليدية مثل الطائرات العادية في عمليات الاستمطار ولكن استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة سيسهم بشكل كبير في تقليل التكلفة وتقليل الحاجة إلى المزيد من العمالة».
وأضاف «تتطلب تقنيات الاستمطار التقليدية عددًا كبيرًا من الأفراد لتشغيل وصيانة الطائرات بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمه أخصائيو الأرصاد الجوية ولكن إذا استطعنا تنفيذ هذه العمليات عن بُعد من خلال إطلاق الطائرات بدون طيار مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي فإن ذلك سيقلل من عبء العمل بشكل كبير كما سيمكننا من مراقبة الغيوم وتعزيز هطول المطر بطريقة أكثر فعالية مما يؤدي إلى تقليل الوقت والتكاليف اللازمة بالإضافة إلى تقليل الحاجة إلى العمالة».
وأوضح محمد محمود أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار يمثل خطوة نحو تحسين كفاءة عمليات الاستمطار وتطويرها بشكل مستدام. من جهتها تشارك جامعة الإمارات العربية المتحدة في الملتقى بمشروع وبحث علمي قدمته طالبات الجامعة. وقالت الطالبة هند الحمادي من جامعة الإمارات العربية المتحدة «قسم الجغرافيا والاستدامة الحضرية» لـ «وام» قدمنا اليوم من خلال الملتقى مشروع بحث علمي «بعنوان إدارة الفيضانات لأجل التنمية الحضرية» ويهدف البحث إلى تحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات المفاجئة تحديداً في مدينة العين كونها منطقة صحراوية وجافة وبعيدة عن الساحل وذلك بسبب التغير المناخي ومن خلال استخدام تقنيات الجويوماتكس التي تجمع مابين نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد تمكنا من تحديد المناطق الأكثر خطورة والعرضة للفيضانات.
وأضافت «يتيح لنا الملتقى فرصة لتقديم البحث لصناع القرار والخبراء للمساهمة في تطوير الخطط المستقبلية لإدارة الأزمات والكوارث».