لبنان ٢٤:
2024-11-23@01:36:48 GMT

لا توقظوا شياطين الفتنة... لا توقظوا أعداء لبنان

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

لا توقظوا شياطين الفتنة... لا توقظوا أعداء لبنان

قبل حادثة بشري، التي سقط فيها قتيلان من آل طوق، وقبل أحداث مخيم "عين الحلوة"، وقبل مقتل الياس الحصروني من بلدة عين ابل الحدودية، وقبل وقوع شاحنة محمّلة ذخيرة تابعة لـ "حزب الله" على كوع الكحالة، وسقوط قتيلين على أثر اشكال لا تزال ظروفه غامضة، كان يعتقد اللبنانيون أن "صيفيتهم" ستكون من أجمل الصيفيات، وذلك بعدما قصد الربوع اللبنانية مئات الآلاف من اللبنانيين المغتربين لتمضية فصل الصيف فيها، معتقدين أن وطنهم الأم قد أصبح فعلًا وطنًا كامل الأوصاف الذين يتمنون أن يكون لكل واحد منهم  فيه "مرقد عنزة".

     أن تسقط شاحنة على كوع الكحالة، أيًّا يكن نوعها، وأيًّا كانت حمولتها، ليس خبرًا جديدًا. فهذا الحادث ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، وذلك نظرًا إلى طبيعة هذا الكوع "القاسي". 
وأن يكون في هذه الشاحنة، التي انقلبت على ظهرها، ذخيرة تابعة لـ "حزب الله"، وهي من ضمن مجموعة شاحنات، ليس خبرًا جديدًا. فالجميع يعلم أن قوافل "الحزب" تسلك هذا الطريق وغيره من الطرقات لتمرير ما يأتيه من ذخيرة من خارج الحدود. هو يعلن ذلك جهارة، إذ ليس في الأمر ما يشكّل له إحراجًا. 
ولكن أن ينتج عن هذه الحادثة إطلاق للنار وردّ عليه، وأن يسقط بنتيجته شاب من أهالي الكحالة هو فادي بجاني، وآخر من "حزب الله" هو علي قصاص، مع ما يلفّ عملية تبادل إطلاق النار من غموض والتباس، ليس خبرًا عاديًا، وهو كان الحدث بحدّ ذاته بما كشفه من خلفيات ومن عصبيات اعتقد البعض، عن حسن نية، أنها قد أصبحت من الماضي، وأن صفحة الحروب والفتن قد طويت إلى غير رجعة.    ما حصل في الكحالة ليس حدثًا عادّيًا، ويجب الا يكون بهذه الصفة، لأن تداعياته لن تنتهي عند مراسم الدفن، التي ستقام اليوم في الكحالة، والتي أقيمت بالأمس في الغبيري، ما لم تحزم الدولة بكل أجهزتها أمرها، وتقرّر أن تكون دولة بكل ما لهذه الدولة من مقومات وجودية، وتقرّر ألا تكون غائبة عندما تُستباح أرضها، باعتبار أن أرض "عين الحلوة" لا تزال أرضًا لبنانية، وعندما تقرّر أن ترى الحقيقة في كل ما يجري بدءا ببشري، ومرورًا بـ "عين الحلوة" وعين ابل، وصولًا إلى الكحالة. وفي ذلك تذكير بما حصل على أثر حادثة "بوسطة" عين الرمانة" وما تلاها من تفكّك لأواصر الدولة والوطن، بفعل غياب هذه الدولة، التي لم تكن يومًا من الأيام دولة، وذلك باعتراف الرئيس الراحل فؤاد شهاب، الذي خلص إلى نتيجة واحدة بعد طول جهاد، وهي أنه فشل في إرساء أسس راسخة لدولة ولوطن يسود فيهما القانون والعدالة.  
لن أجاري الكثيرين الذين يذكرّون ما يحصل اليوم بما حصل قبل سنوات. ليس تهرّبًا من مقاربة ما في هذا التشبيه من حقائق ووقائع، ولكن خوفًا من أن ترد في ذهني أهوال ما حصل بالأمس، وما نتج عنه من كوارث لم توصل سوى إلى نتيجة واحدة، وهي أن خسارة ما كان يتمتع به لبنان من سمعة طيبة، وخسارة شباب كانوا الأمل، وخسارة وطن قد يذهب فرق عملة ونتيجة تسويات أو صفقات أو مؤامرات أو مكائد، كانت هي الغالبة في الماضي، وستظل هكذا ما دام أبناؤه منقسمين ومختلفين في ما بينهم على أمور كثيرة، إن لم نقل إن خلافهم الأساسي هو على تحديد "جنس الملائكة"، فيما أسوار الوطن تُدّك تمهيدًا لإسقاطها. 
فلا توقظوا شياطين الفتنة. لا توقظوا من كان السبب في خراب بلد كان يُعرف بـ "سويسرا الشرق". لا توقظوا من لا يريد أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم. لا توقظوا أعداء لبنان، وهم كثر. لا توقظوا المتضررين من صيغة لبنان الفريدة. لا توقظوا الحاقدين والحسّاد. لا توقظوا كل من لا يريد أن يعود لبنان ليقف من جديد على رجليه. لا توقظوا كل هذا الشرّ المتربص باللبنانيين.    
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما حصل

إقرأ أيضاً:

أستراليا ترفض دخول شاكيد لأراضيها لأنها قد تحرض على الفتنة

رفضت الحكومة الأسترالية الخميس، منح تأشيرة دخول لوزيرة القضاء الإسرائيلية السابقة أييليت شاكيد، بسبب معارضتها إقامة دولة فلسطينية، وقالت الأخيرة عن الإجراء: "حكومة معادية لإسرائيل، وبعضها معادٍ للسامية".

وكانت شاكيد قد دعيت إلى البلاد للمشاركة في مؤتمر المنظمة اليهودية (AIJAC) التي "تجري حوارًا استراتيجيًا بين إسرائيل وأستراليا.

ونقل موقع "تاميز أوف إسرائيل" عن تقارير أسترالية أكدت أن السلطات رفضت منح تأشيرة دخول لشاكيد لأنها قد "تحرض على الفتنة"، وأن القانون المستخدم لمنع دخولها ينص على أنه "قد يتم منع الأشخاص إذا كان يُعتقد أنهم قد يشوهون شريحة من المجتمع الأسترالي".

وأضافت التقارير أن القانون أيضا يمنع من "يحرضون على الفتنة في المجتمع الأسترالي أو في شريحة من ذلك المجتمع"، من دخول الأراضي الأسترالية.


وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن هذه تعتبر سابقة برفض منح تأشيرة دخول لشخصية سياسية إسرائيلية ليست على هامش اليمين، ويكشف تحقيق أن سبب الرفض هو أن "أييليت شاكيد لا تؤيد إقامة دولة فلسطينية".

وأضافت أن الحكومة الأسترالية المحلية تعهدت مؤخرا بالعمل ضد شعار "من النهر إلى البحر"، وهي الآن تسعى إلى خلق نوع من "التوازن".

وقالت شاكيد إن "الحكومة الأسترالية الحالية هي حكومة مناهضة متطرفة لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين، وبعضها معادي للسامية، وهي لا تسمح لي لأسباب سياسية، بما أنني أعارض قيام دولة فلسطينية، بالتوصل إلى حوار استراتيجي بين إسرائيل وأستراليا".

واعتبرت أن "هذه أيام مظلمة بالنسبة للديمقراطية الأسترالية، لقد اختارت هذه الحكومة الجانب الخطأ من التاريخ".

وفي الشهر الماضي فقط، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونج، مواطني البلاد إلى مغادرة "إسرائيل"، قائلا: "إننا نخشى أن يتدهور الوضع الأمني في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بسرعة - ونحن ندعو المواطنين الأستراليين إلى المغادرة الآن".

وكانت الحكومة الأسترالية قد أعلنت في وقت سابق عن إجراءات مختلفة ضد "إسرائيل"، وفي آب/ أغسطس 2023، أعلنوا عن نيتهم العودة لاستخدام مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، في إشارة إلى أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت وونغ في ذلك الوقت ردا على أسئلة المشرعين الأستراليين إن الحكومة الأسترالية "تريد تعزيز معارضتها للمستوطنات التي تتعارض مع القانون الدولي وتضر بعملية السلام". 
وفي تشرين الأول/ أكتوبر من ذلك العام، ألغت أستراليا اعترافها بغرب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.


وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، انسحبت حكومة حزب العمال في أستراليا، بقيادة أنتوني ألبانزا، من الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لـ"إسرائيل"، وتم اتخاذ قرار الاعتراف خلال الحكومة السابقة، بقيادة سكوت موريسون من الحزب الليبرالي، عام 2018. 

وقالت وزيرة الخارجية بيني وونغ حينها عن القرار إن "القضية يجب أن تحل كجزء من مفاوضات السلام بين إسرائيل الشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن السفارة الأسترالية في "إسرائيل" كانت وستبقى دائمًا في تل أبيب.

مقالات مشابهة

  • المجلس العام الماروني: الإستقلالُ يكونُ بتحمُّل المسؤولية دفاعاً عن الوطن
  • هل قطع لبنان دابر الفتنة؟
  • تقارير: أستراليا تمنع دخول وزيرة إسرائيلية سابقة
  • أستراليا تمنع الوزيرة الإسرائيلية السابقة "شاكيد" من دخول أراضيها
  • أستراليا تمنع دخول وزيرة إسرائيلية سابقة
  • أستراليا ترفض دخول أييليت شاكيد أراضيها لأنها قد تحرض على الفتنة
  • أستراليا ترفض دخول شاكيد لأراضيها لأنها قد تحرض على الفتنة
  • البطريرك ميناسيان: ندعو القوى السياسية إلى اختيار رئيس يكون رمزًا للوحدة
  • الهيئة النسائية في همدان بمحافظة صنعاء تنفذ وقفات بالذكرى السنوية للشهيد
  • الصلابي: أضفت 250 صفحة جديدة لكتبي للتصدي لافتراءات أعداء الإسلام