من الطاقة إلى الأمن.. زيارة بزشكيان ترسم خريطة جديدة للتعاون العراقي الإيراني
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
10 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العاصمة العراقية بغداد في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه بعد وفاة سلفه إبراهيم رئيسي.
وتأتي الزيارة في وقت حساس لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات حيوية تشمل الأمن والاقتصاد والسياسة.
ومن أبرز الملفات المطروحة للنقاش ملف الغاز والكهرباء الذي يشكل أحد أهم الروابط الاقتصادية بين العراق وإيران حيث يعتمد العراق بشكل كبير على الطاقة المستوردة من إيران، ما يجعل هذه القضية أولوية قصوى خلال المباحثات الجارية
إضافة إلى ملف الطاقة تسعى الحكومتان لتعزيز التعاون في مجالات المنافذ الحدودية والتبادل التجاري حيث يشكل ذلك دعامة أساسية للاقتصاد العراقي والإيراني.
والعراق يطمح إلى استخدام موقعه الجغرافي لتطوير التجارة عبر إيران إلى دول أخرى.
ويبرز أيضاً ملف مكافحة المخدرات كواحد من أهم التحديات الأمنية التي تواجه البلدين خاصة في ظل انتشار شبكات تهريب المخدرات على طول الحدود المشتركة
كما ان التبادل الثقافي والتعليمي سيكون جزءاً من أجندة الزيارة حيث يمتلك البلدان تاريخاً طويلاً من التعاون الثقافي والعلمي وتعد زيادة المنح الدراسية للطلاب العراقيين في الجامعات الإيرانية وتعزيز البحث العلمي من بين الأولويات التي يسعى الطرفان لتحقيقها
وتعكس الزيارة حرص الطرفين على تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التهديدات المشتركة في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
ويبدو أن العراق يمثل بالنسبة لإيران شريكاً استراتيجياً حيث تتلاقى مصالح البلدين في ملفات إقليمية عدة.
ومع ذلك، تواجه العلاقات الثنائية بين العراق وإيران تحديات كبيرة أبرزها الضغوط الدولية التي تمارس على العراق نتيجة علاقاته الوثيقة مع إيران خاصة من جانب الولايات المتحدة وبعض دول الخليج التي ترى في هذه العلاقات تهديداً لمصالحها الإقليمية.
و رغم تلك التحديات فإن العراق يسعى للحفاظ على دوره كجسر للتواصل بين إيران وبعض الدول العربية التي تربطه بها علاقات قوية مثل السعودية والإمارات وهو ما يجعله في موقع حساس يتطلب إدارة دقيقة لهذه العلاقات المتشابكة
وكان السفير الإيراني لدى العراق محمد كاظم آل صادق، قد صرح بأن بزشكیان سيوقَّع مذكرات تفاهم كان من المقرر أن يوقِّعها رئيسا البلدين خلال زيارة رئيس الجمهوریة السابق إبراهيم رئيسي إلى العراق.
و رجح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد مهدي شهرياري، بأن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات مع دول الجوار، ودعم النمو الاقتصادي، وحل بعض الخلافات.
وألمح شهرياري إلى أن زيارة بزشكيان ستعالج بعض الخلافات والتحديات، وإزالة الهواجس لتعزيز العلاقات الثنائية أكثر من أي وقت مضى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إيران.. بزشكيان أمام تحديات اقتصادية صعبة يفاقمها الصراع الإقليمي
الاقتصاد نيوز - متابعة
تتزايد معدلات التضخم في إيران بشكل مضطرد، كلما تصاعدت وتيرة الأزمة العسكرية مع حلفائها وفيها.
وشهد الريال الإيراني انخفاضاً حاداً، منذ أغسطس الماضي، ما ساهم في خلق أزمة تهدد حياة الإيرانيين اليومية.
ويواجه الرئيس المنتخب حديثاً، مسعود بزشكيان، تحديات هائلة لتحقيق الاستقرار في اقتصاد يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية صعبة.
وكرر الرئيس مسعود بزشكيان غير مرة أثناء حملته الانتخابية، وعوداً في الإصلاح الاقتصادي وتعزيز الحريات الاجتماعية وإعادة الانخراط مع المجتمع الدولي.
العملة الإيرانية تنهار؟تراجعت العملة الإيرانية إلى أدنى مستوياتها التاريخية، ووصلت إلى حوالي 705,000 ريال للدولار الأميركي، ما عكس عمق الأزمة الاقتصادية في البلاد.
هذا الانخفاض الحاد أدّى إلى زيادات كبيرة في أسعار السلع الأساسية، وفاقم معدل التضخم الذي ارتفع إلى ما يقرب من 50٪ في السنوات الأخيرة.
ويشعر الإيرانيون بتأثيرات هذا الانهيار بشدة، حيث يعانون من صعوبة توفير احتياجاتهم الأساسية في ظل ثبات الأجور وارتفاع الأسعار.
ويعكس تراجع الريال نقص ثقة المستثمرين في فرص استقرار السوق، وهو ناجم عن سنوات مما اعتبره الرئيس الإيراني الجديد أثناء حملته الانتخابية “سوء الإدارة الاقتصادية”، هذا فضلاً عن التوترات الجيوسياسية المتعاقبة.
وكذا تأثير العقوبات الأميركية القاسية، فقد تأثرت القطاعات الحيوية مثل النفط والبتروكيماويات، وحُرمت إيران من الإيرادات الأجنبية الأساسية، مما زاد من تعمق الأزمة الاقتصادية.
العقوبات والضغوط السياسيةتعود جذور الأزمة الاقتصادية في إيران إلى التحديات الناجمة عن العقوبات المرتبطة بالجدل حول البرنامج النووي والسياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية.
فالعقوبات المفروضة منذ سنوات طويلة تركت البلاد عاجزة عن الانخراط في الأسواق العالمية بفعالية، ما قلل من قدرتها على تحقيق عائدات من صادرات النفط وغيرها.
ومع استمرار الوضع الراهن، شهد الاقتصاد الإيراني تدهوراً حاداً، اضطر الحكومة للاعتماد على الاحتياطيات المحدودة واتخاذ تدابير مؤقتة لتحقيق الاستقرار في العملة.
هذه الصعوبات الاقتصادية دفعت إلى موجات من الاحتجاجات الشعبية، إذ شهدت البلاد اضطرابات واسعة النطاق نتيجة خفض الدعم للمواد الأساسية مثل الغذاء والوقود.
تزامناً مع ذلك، يتصاعد التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة على نحو لم تشهده إيران والمنطقة منذ ثورة الخميني، التي أطاحت بحكم الشاه عام 1979.
وقد ساهمت التوترات العسكرية والسياسية بين البلدين في إحداث حالة من القلق لدى المستثمرين، ما زاد من تقلبات الأسواق الإيرانية.
وعود بزشكيان وواقع الحكموسط هذا الوضع المتأزم، جاء انتخاب مسعود بزشكيان رئيساً للبلاد في يوليو 2024، بفضل انتخابات حصل فيها على 16 مليون صوت من أصل 61 مليون صاحب حق اقتراع، ما عزز الضوء الأحمر لدى طهرن، بخصوص رفض جمهور واسع للوضع الاقتصادي ومسبباته.
تابع آخر أخبار انتخابات الرئاسة في إيران، إذ فاز مسعود بزشكيان، الذي تعهد بانفتاح بلاده على العالم، على منافسه المحافظ المتشدد سعيد جليلي.
فيما كان النظام يطمح إلى أن يمنح انتخاب الإيرانيين لمسعود بزشكيان بصيصاً من الأمل في التغيير.
ويُعد الرئيس الجديد على فريق الإصلاحيين وشغل سابقاً منصب وزير الصحة، وركز في حملته الانتخابية على برنامج للإصلاح الاقتصادي، واعداً بإعادة هيكلة الاقتصاد، ومكافحة الفساد، وتحسين مستوى المعيشة.
كما تعهد بإعادة الانخراط مع المجتمع الدولي، ووعد بإعادة إحياء المحادثات حول الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، في خطوة تهدف إلى رفع العقوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.
كما استقطب بزشكيان الفئات الشابة الأكثر ليبرالية بوعود بإصلاحات اجتماعية، مثل تخفيف القيود على زي المرأة، وحل شرطة الأخلاق، محاولاً معالجة القضايا الاجتماعية المتفاقمة وتعزيز الحريات الشخصية.
لكن سرعان ما دخلت إيران في مستوى جديد غير مسبوق من التصعيد في المواجهة مع الغرب، فور تسلمه الحكم، إذ جاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، يوم تنصيب مسعود بزشكيان، جرس إنذار على ما يبدو لطهران، أنها قد لا تستطيع السير في مصافحة الغرب بيد وتدعم محور حلفائها بيد ثانية.
استياء شعبي ومستقبل غامضقامت إدارة بزشكيان بمحاولات عاجلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، بما في ذلك ضخ عملات أجنبية في السوق لمحاولة استقرار الريال، لكن هذه التدابير المؤقتة لم تنجح إلّا بشكل محدود، حيث لم تعالج جذور المشاكل الهيكلية التي تعاني منها إيران.
وتأتي هذه التدابير وسط توقعات بعجز في الميزانية يبلغ حوالي 11 مليار دولار، مما يبرز حجم الصعوبات المالية التي تواجهها البلاد.
بالنسبة للكثير من الإيرانيين، فإن التحديات الاقتصادية أصبحت مسألة حياتية مباشرة. إذ تدهور مستوى الحياة، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر. وفي ظل هذا الوضع، الذي يُنذر بمزيد من التراجع مع استمرار التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب.
وفي الوقت الحالي، يُترك الإيرانيون لمواجهة الأوضاع الصعبة، والتشبث بالأمل، وتحمّل الصعوبات الاقتصادية التي أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية في الجمهورية الإسلامية.