الحرب وتضخم الأسعار:
إن أحد الآثار المدمرة للحرب هو الارتفاع الفلكي في تكلفة السلع والخدمات الضرورية. ولكن من واجبنا، ومن مصلحتنا، أن نميز بين مصدرين لتضخم الأسعار:
1) ارتفاع الأسعار الناجم عن جشع التجار ومقدمي الخدمات. وهذا بشع وغير أخلاقي ويدخل في بند أكل الإنسان لحم أخيه الإنسان وهو حي. ويجب محاربته بل ومعاقبته.
2) ارتفاع الأسعار الناجم عن ارتفاع تكلفة إنتاج وتوفير السلع والخدمات. خذ على سبيل المثال مزود خدمات النقل، فقد يضطر إلى زيادة الرسوم لأن تكلفة مدخلاته ارتفعت نتيجة للحرب. وتشمل هذه المدخلات تكلفة الوقود وقطع الغيار والرسوم التي تفرضها الحكومة أو الجنجويد قطاع الطرق. أو فكر في أصحاب المحلات الذين أجبروا على رفع الأسعار لأن تاجر الجملة الذي يزودهم بالمواد رفع الأسعار لهذا تاجر القطاعي.
في حال كان ارتفاع سعر أي شيء مبررا بارتفاع تكلفة توفيره، فلا ينبغي لنا أن نكره البائعين أو نلعنهم لأنهم سيخرجون من العمل إذا لم يرفعوا أسعارهم. في الواقع، عندما يكون ارتفاع السعر بسبب إرتفاع التكلفة التي يتحملها البائع، يجب أن نشكر هؤلاء الذين يستمرون في خدمة المجتمع في ظروف صعبة للغاية لأننا ندرك أن توفر السلع بأسعار مرتفعة أفضل من اختفائها تمامًا.
تحية لكل مقدمي السلع والخدمات بمن فيهم ستات الشاي والزلابية والكسرة وأصحاب المتاجر وبائعي المواد الغذائية وسائقي الحافلات والركشات والاطباء والجزارين إذا كانوا ليسوا من الجشعين المستفيدين من الحرب حتى لو تضاعفت أسعارهم لاسباب خارج سيطرتهم.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: الحرب التجارية بين أمريكا والصين وصلت لمرحلة خطيرة
عرض الإعلامي أحمد موسى، بعض الفيديوهات المنتشرة على منصة “التيك توك” التى تكشف حقائق مثيرة عن الأسعار والتصنيع، مشيرًا إلى أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وصلت إلى مرحلة جديدة من التصعيد.
وأضاف “موسى” خلال تقديم برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدي البلد” الفضائية، أن الصين بدأت في كشف الأسعار الحقيقية للمنتجات الغربية، موضحًا: "في شنط بتتباع بنصف مليون دولار، لكن لما الصين صنعتها مكنش ده سعرها الحقيقي... الغرب استغل الصينيين في التصنيع وحقق أرباحًا ضخمة".
وأشار إلى أن شركات أمريكية كبرى حاولت إنكار استيرادها من الصين، لكن الرد الصيني جاء بالفيديو، قائلًا: "الصين نشرت مقاطع فيديو وكأنها بتقول: إحنا المصنع الحقيقي، حتى الأيفون اللي بيتباع غالي، هو في الأساس منتج صيني ومجمع من 8 دول حول العالم".
وتابع موسى: "لو أمريكا صنعت الآيفون بالكامل داخل أراضيها، كان هيتباع بـ 4 آلاف دولار على الأقل، لكن التصنيع الصيني هو اللي مخلي الأسعار في المتناول".