قال القمص أنجيلوس جرجس شنودة إن التقويم المصرى القديم من أعظم الإنجازات البشرية على مر التاريخ لأن قبله لم يكن هناك تحديد للسنوات أو الشهور والأيام والساعات، ولا حسابات للزراعة أو الوعى بالزمن.

وأضاف «جرجس»، فى حوار لـ«الوطن»، أن من يدَّعى وجود أخطاء فى التقويم القبطى يتفضل بتقديم أبحاث تثبت صحة كلامه وأى خطأ يمكن إصلاحه.

مشيراً إلى أن «الغطاس وشم النسيم» أعياد مصرية قديمة تم دمجهما فى التراث القبطى.. وعالم مصرى اسمه «سوسيجينس» أصلح التقويم الرومانى القديم.. وإلى نص الحوار..

ما الأصل التاريخى لعيد النيروز؟ وكيف يرتبط بالتاريخ المصرى؟

- «نيروز» كلمة فارسية تعنى اليوم الجديد، وأطلقها الفرس فى القرن السادس قبل الميلاد حين احتلوا مصر ووجدوا الاحتفال الكبير بالعام المصرى القديم الذى كان يطلق عليه باللغة الديموطيقية والتى صارت اللغة القبطية فيما بعد «نى ياروؤ» أى «الأنهار» لأن هناك ارتباطاً بين بداية العام المصرى والفيضان.

والتقويم المصرى القديم هو أعظم إنجاز بشرى قديم لأن قبله لم يكن هناك تحديد للسنوات أو الشهور والأيام والساعات، ولا حسابات للزراعة أو الوعى بالزمن، ولكن العالم العظيم «توت» اكتشف بعد عدة سنوات من دراسة الفلك بأدوات لم نعرفها، ولكنها كانت متطورة حتى إنه فى عام 4241 ق.م وضع أساس حسابات الزمن فاكتشف ظهور نجم مرتبط بالفيضان الذى يصل فى هذه الفترة إلى «منف»، أى الجيزة.

وهذا النجم الذى يسمى بالمصرى القديم «سبدت» أو باليونانى «سيروس»، أو بالعربى «الشعرى اليمانية» يظهر قبل شروق شمس أول يوم فى السنة القبطية بظهور خاص فى ظاهرة فلكية تسمى «الظهور الاحتراقى» ويكون بعد اختفائه سبعين يوماً ووضع تمثال أبوالهول فى مقابل ظهور هذا النجم ليكون مقابلاً لأنفه فى أول يوم من السنة.

وقسم العالم المصرى السنة إلى 12 شهراً بعدد الأبراج الـ12 الموجودة فى منطقة البروج التى تدور فيها الكواكب السيارة وتسمى «الذودياك» (Zodiac)، ثم قسم الشهر ثلاثين يوماً، مقسمة إلى ثلاثة مواسم مرتبطة بالفيضان، ثم الزراعة، ثم الحصاد، وأضافوا خمسة أيام تسمى «النسىء» أو الشهر الصغير.

هل يعد التقويم القبطى سبب الاختلاف بين الطوائف فى مواعيد الأعياد؟

- الاختلاف بين مواعيد الأعياد جاء فى القرن الـ16 فقبله كان التقويم القبطى يسير متوازياً مع التقويم الغربى لأن الغرب كانوا يسيرون على التقويم المسمى اليوليانى نسبة إلى يوليوس قيصر الذى جاء إلى مصر عام 46 ق.م ووجد الحضارة المصرية متقدمة فى الفلك فاستحضر عالماً مصرياً اسمه «سوسيجينس» ليصلح التقويم الرومانى القديم الذى كان عشرة أشهر فقط فأصلحه بنفس صورة التقويم القبطى والخمسة أيام الأخيرة فى التقويم القبطى موزعة على الأشهر الفردية وكل أربع سنوات يضيف يوماً على شهر فبراير، ويقول العالم «بريستد»: «التقويم اليوليانى حمله يوليوس قيصر إلى روما حين جاء إلى مصر وحمل اسمه».

وفى عام 1582 م وجد بابا روما جريجوريوس الثالث عشر أن هناك أخطاء فى التقويم اليوليانى ووضع نظام التقويم المسمى باسمه «جريجورى» على النظام الشمسى، وحتى يغير التقويم اليوليانى فى عام 1582م الذى فرض فيه التقويم الجديد أضاف عشرة أيام فأصبح يوم 4 أكتوبر 14 أكتوبر فى هذا العام ومن هنا اختلت قواعد التوافق فى أيام الأعياد بين الكنائس التى اتبعت هذا التقويم وبين الكنيسة المصرية.

هل هناك أعياد مصرية أخرى دمجت فى التراث القبطى؟

- هناك عيدان آخران شهيران أولهما «عيد الغطاس» الذى تحتفل فيه الكنيسة بنزول المسيح ماء نهر الأردن، وحين دخلت المسيحية مصر كان الأقباط اعتادوا الاحتفال بالنيل احتفالاً مقدساً وله طقوس اجتماعية مفرحة، فأصبح عيد الغطاس من الطقوس المسيحية فى الكنائس ويخرج الأقباط ويحتفلون بماء النيل ويغطسون فيه ويكون هذا فى 19 يناير، يخرجون ومعهم الفوانيس التى كان المصريون القدماء يخرجون بها على شاطئ النيل ويظلون فى الغناء والاحتفال حتى فجر اليوم التالى.

ويقول مؤرخ شهير فى العصر الإخشيدى فى القرن الحادى عشر اسمه «المسعودى» فى كتابه «مروج الذهب»: «يحضر آلاف المصريين، مسلمين وأقباطاً، فى زوارق وعلى سائر الشطوط وهى أحسن ليلة فى مصر وأشملها سروراً ولا تغلق الدروب ويغطس أكثرهم فى النيل».

كيف ترد الكنيسة على الآراء التى تقول إن هناك خطأ فى التقويم القبطى؟

- عام 239ق.م أيام حكم بطليموس الثالث اكتشف العلماء المصريون القدماء بعد رصد أكثر دقة للنجوم أن هناك خطأ بسيطاً فى حسابات التقويم وأصلحوا هذا الخطأ بأن جعلوا السنة كبيسة وبسيطة، أى إضافة يوم كل أربع سنوات وهذا يعنى دقة التقويم القديم.

وهناك ظواهر فلكية تؤكد صحة التقويم القبطى مثل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى فى يومين من العام دون تغيير وثبات مواعيد الزراعة منذ وقت أجدادنا حتى الآن ومن يدعى أن هناك أخطاء فليتفضل بعمل أبحاث علمية وإذا ثبت هذا يمكن إصلاحه كما حدث فى القرن الثالث قبل الميلاد، ولكن كل ما يحدث اكتشاف مصرى قديم نجد أن أجدادنا كانوا أكثر تقدماً فى العلوم من الآن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر القديمة الأعياد المصريين القدماء الأعياد القبطية المصرى القدیم فى القرن أن هناک

إقرأ أيضاً:

الأنبا توما يترأس قداس أحد الشعانين بكنيسة مار جرجس بسوهاج

ترأس صباح اليوم، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، قداس عيد دخول الرب يسوع إلى أورشليم، وذلك بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.

قداس أحد الشعانين 

شارك في الصلاة القمص بشرى لبيب، راعي الكنيسة، والقمص مرقس عدلي، حيث استهل صاحب النيافة عظته بسؤال رائع جدًا، وهو الربط بين أحد الشعانين، وإقامة لعازر 

وقال: هو رابط لاهوتي وروحي عميق جدًا، وفيه نستطيع أن نفهم قلب الرسالة المسيحية ونربط الأحداث لنرى المعنى: إقامة لعازر كانت تمهيدًا لأحد الشعانين  إقامة لعازر حدثت قبل دخول المسيح إلى أورشليم بفترة قصيرة (يوم أو يومين). هذا الحدث العجيب أثار ضجة كبيرة، وكان سببًا لكثيرين يؤمنون بالمسيح، وآخرين من القادة يقرروا يقتلوه، بل ويقتلوا لعازر أيضاً!.

وأضاف راعي الإيبارشيّة يقول الإنجيل: فجاء جمع كثير من اليهود ليس لأجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر الذي أقامه من الأموات" (يوحنا 12:9).

إقامة لعازر كانت الإعلان العلني الأخير عن قوة يسوع الإلهية قبل آلامه، وكأنها شهادة عملية إنه هو الحياة والقيامة، والهتاف في أحد الشعانين كان مبنيًّا على معجزة لعازر، الذين كانوا يهتفوا "أوصنا لابن داود" أغلبهم رأوا أو سمعوا عن إقامة لعازر.

وتابع الأنبا توما تأمله: هذه المعجزة جعلت الجموع تستقبل المسيح كمَلك ومُنقِذ. الناس كانوا يرون فيه من يُقيم الموتى، فاعتقدوا إنه سيقيم الأمة كلها من ضعفها، لكنهم لم يفهموا أنه أتى، كي يقيمهم روحياً أولًا.

واستكمل الأب المطران عظته: لعازر كان صورة للقيامة الجديدة، التي نحتاجها قبل دخول الملك، قبل أن يدخل يسوع أورشليم كملك، أقام لعازر من القبرؤ كأنه يقول لنا: "لن تفهموا معنى الملكوت إلا لو اختبرتم القيامة أولًا".

وأوضح مطران الإيبارشيّة تأمله بعض الرموز كما يلي : أورشليم = القلب، يسوع = الملك، لعازر = النفس التي كانت ميتة بالخطيئة، كان لابد ان يدخل المسيح، ويُقيم النفس، لكي يملك على أورشليم الداخلية (قلوبنا)، إقامة لعازر تنبئ عن قيامة المسيح.

الأنبا مرقس يترأس قداس أحد الشعانين بكنيسة السيدة العذراء والبابا يوحنا بولس الثانيأحد الشعانين.. الاحتلال يمنع المسيحيين من الوصول للقدس وتعليق عاجل للكنيسة الأرثوذكسيةوسط تشديدات أمنية .. كنائس جنوب سيناء تحتفل بأحد الشعانينكنائس وأديرة أسوان تحتفل بأحد الشعانين.. شاهد

واختتم عظته قائلًا: الخُلاصة أن أحد الشعانين لا يُفهم بالكامل إلا في ضوء إقامة لعازر، لعازر = دليل على أن يسوع يملك على الموت، الشعانين = إعلان أن يسوع هو الملك، الصليب والقيامة = إعلان أن هذا الملك اختار أن يملك بالموت، لا بالسيف.

تضمن الاحتفال مباركة أغصان السعف، والزيتون. وعقب القداس الإلهي، ترأس الأب المطران صلاتي التجنيز العام، والبصخة المقدسة، حيث شارك في الصلاة الأب بشرى، والأب مرقس.

مقالات مشابهة

  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • الجيش كلامه واضح هو مع الميليشيا لحدي أم دافوق وداراندوكا
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • مار موريس عمسيح يترأس صلاة رتبة النهيرة في كاتدرائية مار جرجس بالحسكة
  • الأنبا توما يترأس قداس أحد الشعانين بكنيسة مار جرجس بسوهاج
  • البطولة: الجيش الملكي يثبت مكانته في الوصافة بانتصاره على اتحاد تواركة
  • استثمار المآسي !
  • أهم الأيام في التاريخ القبطي.. الكنيسة تحتفل بأحد السعف وسط فرحة عارمة وإقبال كبير| شاهد
  • في دمشق.. أجواء روحانية في قداس أحد الشعانين بكاتدرائية مار جرجس
  • محمد العرب: مليون دولار لمن يثبت أن عبدالملك الحوثي حياً.. فيديو