بالأنشطة والحكايات.. حيل المعلمين لنشر اللطفبين الطلاب
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
كثيرا ما يعاني المعلمون من سلوكيات سلبية عديدة بين الطلاب، على رأسها التنمر والمشاحنات والشكاوى المتواصلة، والتي يمكن تقليصها بدرجة كبيرة -بحسب مختصين- عبر نشر ثقافة "اللطف" بين الطلاب، عبر طرق عديدة، وحيل من شأنها التركيز على أهمية شعور الطلبة ببعضهم البعض، ومحاولات إسداء المعروف والمساندة بدلا من المشاحنة والسخرية، فما تلك الحيل، وكيف تدعمها الأبحاث العلمية؟
فوائد غير متوقعة لـ"اللطف"وقعت مشادة حادة بين الطفلين يوسف وحمزة في إحدى المدارس القومية بالقاهرة، بعد أن كسر حمزة "المسطرة" الخاصة بيوسف بغير قصد، مما تطور إلى اشتباك بالأيدي.
لكن اليوم التالي شهد مفاجأة حين جاء الثاني بواحدة جديدة، مما أثار ذهول يوسف ووالدته، التي اكتشفت أن زميله لم يكتف بجلب الأداة الجديدة وحسب، ولكنه أيضا قام بجلب "فيشار" على سبيل الاعتذار، تحكي صفاء الإتربي، والدة يوسف للجزيرة نت: "قبل يوم واحد من هذا الاعتذار كان ابني يحكي عن كراهيته للمدرسة وللفصل ولزميله وللتعليم عموما، لكنني فوجئت بموقف والدة الطفل التي يبدو أنها لم تسمع القصة من ابنها وحسب، ولكنها دفعته إلى واحد من ألطف التصرفات التي غيرت من حالة ابني 180 درجة حتى إنهما صارا أصدقاء مقربين لاحقا، تصرف واحد غير نفسية ابني من النقيض إلى النقيض".
يعرف "اللطف" بأنه اختيار القيام بشيء لأنفسنا أو للآخرين بدافع من مشاعر حقيقية ودافئة، وهي عادة لا تكون أمورا عظيمة، فيمكن لأمور صغيرة وبسيطة جدا أن تصنع فارقا، ورغم المعروف الكبير الذي يسديه اللطف إلى الآخرين، فإنه يساعد الشخص اللطيف نفسه، حيث يدعم صحته العقلية والنفسية، ويزيد من ثقته بنفسه، ليس هذا فحسب، فالتعامل اللطيف من شأنه أن:
يقلل التوتر. يحسن المزاج. يمنح شعورا بالسعادة. يمنح شعورا بالإشباع. يمنح شعورا بالانتماء. يقلل الشعور بالوحدة. يحفز الآخرين ليكونوا كذلك. لهذا يكف الطلاب عن التعامل بـ"لطف"يصادف أن الكاتبة ورسامة قصص الأطفال آلاء عرفة، تعمل كمعلمة للتربية الفنية أيضا بإحدى المدارس الابتدائية، مما جعلها شاهدة على ما يفعله اللطف في المسار التعليمي والتربوي للأطفال داخل المدرسة، تقول للجزيرة نت: "الأطفال الأصغر سنا عادة ما يكونون أكثر لطفا من الطلاب في الأعمار الكبيرة، لاحظت أنه مع الوقت ينظر الطلبة الأكبر عمرا للتصرفات اللطيفة باعتبارها تصرفات أطفال، حتى تتحول التعاملات العادية إلى ساحة معارك، يتعامل خلالها الطالب كمتصارع يسعى للانتصار، بهدف إثبات النفس".
وتابعت "كما أنه مع الوقت يتم النظر إلى الطالب اللطيف الذي يتعامل بالحسنى على أنه ضعيف، هكذا يتخطى زملاؤه دوره، ويستغلونه بقوة، والتفاصيل ذاتها تنطبق على المعلم اللطيف، حيث يختبره الطلاب بمزيد من الشغب في حصصه مقارنة ببقية المعلمين".
تتجلى مظاهر اللطف بين الطلاب بحسب آلاء في مجموعة من التصرفات العفوية بين الطلاب، تعددها بقولها: "يظهر اللطف داخل المدرسة في كلمات الشكر والامتنان، مشاركة الزملاء بود في الأنشطة، والمساعدة، وأيضا في يظهر اللطف في خطابات الشكر والتقدير والتعبير عن الحب التي يتم توجيهها إلى المدرسين، وتضيف: "عادة ما تكون البنات أكثر لطفا من الذكور، وإن كان هناك أولاد يتميزون باللطف أيضا".
تحاول آلاء، صاحبة عشرات القصص المنشورة، أن تسهم عبر حصة التربية الفنية في نشر سلوكيات إيجابية، ودعم الطلاب الذين يتميزون باللطف على طريقتها، تقول: "يمكن دعم الطالب الذي يتصرف بلطف وتعزيز سلوكه بالثناء عليه مع التأكيد على أنه إنسان جميل ويجب أن نتصرف على طريقته، وبما أنني أدرس الأطفال مادة تعبير فني، فإني أحرص على أن تعكس أفكارهم ومشاعرهم، مع اقتراح موضوعات حول التعاون مع الآخر وتعزيز الصداقة، وغير ذلك من الموضوعات، فضلا عن حكي القصص كما هو الحال مع قصتي "ميما"، والتي تدور حول فتاة رقيقة تعيش حياة مختلفة مع سماعة أذن، ويتقبلها الأطفال بشكل طبيعي، ويتبادلون التصرفات اللطيفة، مثل تلك القصص تنشر مشاعر اللطف بين الأطفال بشكل محبب من دون وعظ مباشر".
دليل المعلم لنشر اللطف بين الطلابيمتد تأثير التصرفات اللطيفة إلى آفاق غير متوقعة، فبحسب دراسة بعنوان: "الفوائد الصحية العقلية للمدارس الموجهة نحو اللطف" خلص باحثون عام 2022 إلى ارتباط اللطف المدرسي بأبعاد الرفاهية مثل المشاعر الإيجابية وتحسين الأعراض الاكتئابية وتحسين نتائج التعلم الأكاديمي والاجتماعي والعاطفي للطلاب، ربما لهذا طورت مؤسسة الصحة العقلية في المملكة المتحدة عام 2015 برنامجا بعنوان "مشروع تعليم الأقران" (PEP) والذي تضمن دليلا لمساعدة المعلمين على القيام بدور فعال في نشر اللطف، عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات، أبرزها:
تشجيع الطلاب على الاحتفاء بالزملاء المختلفين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الديانات والجنسيات المختلفة، أو من يعانون صعوبات عبر مساعدتهم ومنحهم الاهتمام والترحيب بهم.
منح جوائز ومكافآت للطلبة الذين نجحوا في إنجاز تصرفات لطيفة والثناء عليهم أمام زملائهم كشكل من أشكال التحفيز الإيجابي.
تنظيم فعاليات خيرية داخل الفصل، أو بالتعاون بين طلاب المدرسة، ووضع تحديات لممارسة الأفعال اللطيفة بين الطلاب بعضهم وبعض مثل ترك رسائل لطيفة على مقاعد الزملاء، تعريف الطلبة بفكرة التطوع وممارسة بصحبتهم ليوم وليكن في يوم التطوع العالمي.
تشجيعهم على الابتسام، واعتياد قول أهلا للناس الذين يمرون بهم كل يوم على الطريق، وكذلك لزملائهم والعاملين بالمدرسة.
تشجيعهم على منح مقعدهم في وسائل المواصلات لمن يحتاجه أكثر منهم، والتخلي عن فكرة الجلوس في مقدمة الفصل لصالح الأطفال الأقصر قامة، أو من يعانون ضعفا في النظر.
تشجيعهم على المساهمة في أعمال النظافة عموما، سواء بالمساعدة في تنظيف المنزل أو أعمال البستنة الخاصة بالبيت، أو المساعدة في جمع القمامة في ساحة المدرسة.
التواصل مع صديق لم يتواصلوا معه منذ فترة، وتشجيعهم على الاتصال بزملائهم الذي يتغيبون فجأة أو لفترة عن الدراسة.
حثهم على التبرع بملابسهم وألعابهم غير المستخدمة لدور الأيتام.
منحهم فكرة لمساعدة صديق أو قريب في أداء واجبه المنزلي أو فهم جزئية غير واضحة.
التطوع في أحد الأنشطة الخيرية القريبة لمساعدة كبار السن أو المشردين أو الأيتام.
التأكيد على أن الاعتذار عن الخطأ من شيم الفرسان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بین الطلاب على أن
إقرأ أيضاً:
مياه القناة: حملات توعوية مكثفة بالمدارس لنشر ثقافة ترشيد الاستهلاك
أعلن اللواء عبد الحميد عصمت، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظات القناة، اليوم الأربعاء، علي استمرار حملات التوعية بمدارس محافظات إقليم القناة، " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، وذلك بهدف تعزيز توعية الطلاب من الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ علي ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من الهدر والتلوث وضرورة الاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي.
وأكد اللواء عبد الحميد عصمت، علي أهمية نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه، وترسيخ الصورة الذهنية للترشيد لدى طلاب المدارس، بمحافظات القناة " السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، خاصة أنهم قادرون على استيعاب الأفكار التوعوية، مؤكدًا أنها مسؤولية كبيرة لتأسيس جيل جديد لديه ثقافة واسعة عن قضايا المياه، بالإضافة إلى تربية النشء على السلوكيات الصحيحة في التعامل مع مياه الشرب وترشيد الاستهلاك، وكذلك الاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحي.
بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد حملات توعوية لمياه القناة بالمدارس لنشر ثقافة ترشيد استهلاك المياهوقال رئيس المياه والصرف الصحي بمحافظات القناة، ان فريق التوعية بالشركة اجري عدداً من الانشطة التوعوية بالمدارس، وشملت مدرسة محمد فريد، ومدرسة خليفة بن زايد، ومدرسة احمد زويل الابتدائيه المشتركه، ومدرسة صلاح الدين الابتدائيه المشتركة، وتنفيذ ورش سباكة خفيفة بالاضافة الى تنفيذ عدد من الانشطة الفنية ومسابقات الرسم، وتوزيع مطبوعات تحمل العديد من رسائل التوعية بأهمية الحفاظ على المياه، وورش رسم وتلوين عن ترشيد الاستهلاك بما يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة.
وأضاف اللواء عبد الحميد عصمت، أن الهدف من تلك الندوات هو ترسيخ المفاهيم التوعوية والسلوكيات الإيجابية لدى طلاب المدارس، وتقديم شرح مبسط حول مراحل تنقية مياه الشرب، بالإضافة إلى تحريم إهدار المياه في جميع الأديان السماوية، كما تم تدريب الطالبات عمليا على إصلاح السباكة في دورات المياه للحد من إهدار المياه خلال استخدامها، كما شملت الندوات توعية الطلاب بأهمية المحافظة على المياه وترشيد استخدامها، والتخلص الآمن من مخلفات الصرف الصحي.
وأشار اللواء عبد الحميد عصمت، علي ستمرار حملات التوعية بمدارس محافظات القناة بترشيد استهلاك مياه الشرب والتى تستهدف التواصل مع كافة فئات وشرائح المجتمع بنطاق محافظات القناة.
وذلك فى اطار توجيهات القيادة السياسية برفع الوعى بأهمية ترشيد استهلاك المياه باعتبارها من اهم أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأشار، أن تلك الحملات تستهدف تأسيس جيل جديد لديه ثقافة واسعة عن قضايا المياه، بالإضافة إلى تربية النشء على السلوكيات الصحيحة فى التعامل مع مياه الشرب وترشيد الاستخدام، والاستخدام الأمثل لشبكات الصرف الصحى.