نيافة الأنبا أغاثون يكتب: تذكارات مهمة في السنة القبطية الجديدة - 1741 للشهداء
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
أولاً: تاريخ تأسيس التقويم المصرى القديم، والتقويم القبطى كامتداد له
1- المؤسس لهذا التقويم هو العالم المصرى القديم تحوت أو توت.
فى الحادى عشر من سبتمبر يبدأ عامنا القبطى الجديد للشهداء الأطهار، وذلك فى السنوات البسيطة، أما فى السنوات الكبيسة، فيوافق اليوم الثانى عشر من شهر سبتمبر، كما فى هذا العام.
وهو اليوم الأول من شهر توت، نسبة إلى العلامة الفلكى الأول الذى وضع التقويم المصرى القديم، والذى انفرد به القبط فترة طويلة من الزمن قبل أى تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقاً وغرباً، وتقديراً من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلى مصاف الآلهة، وصار (تحوت) أو (توت) هو إله القلم، وإله الحكمة والمعرفة، وخلَّدوا اسمه على أول شهور السنَّة المصرية أو القبطية، بتسمية الشهر الأول بشهر توت.
2- تقسيم التقويم إلى شهور وأيام.
كانت نشأة التقويم المصرى القبطى فى عام 4241 قبل الميلاد، أى فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، فالأقباط أو المصريون هم أول شعوب العالم الذين وضعوا تقويماً للسنة، ولكم أن تفخروا كأقباط أن التقويم القبطى هو أقدم تقويم فى العالم وفيه تنقسم السنة إلى 12 شهراً، وكل شهر 30 يوماً.
وهم أول من قسّم السنة إلى 365 يوماً و6 ساعات، وجعلوا كل شهر 30 يوماً، والخمسة أو الستة أيام الأخيرة يسمونها الشهر الصغير أو النسىء، إنما فيما عدا الشهر الصغير كل شهر من السنة القبطية 30 يوماً تماماً، ولكن السنة الغربية شهر 30، وشهر 31، وشهر 28 أو 29 يوماً.
ثانياً: تسمية السنة القبطية بعيد النيروز أو عيد الشهداء
ترجع تسمية عيد رأس السنة القبطية بعيد النيروز، والنيروز هى كلمة فارسية الأصل، ومعناها السنة الجديدة لأن الفرس كان لهم فى وقت ما وجود فى مصر، إنما نحن نسميه رأس السنة القبطية أو المصرية لأن كلمة قبطى بمعنى مصرى.
أما عن تسمية السنة القبطية بعيد الشهداء فذلك نظراً لكثرة الشهداء الذين استشهدوا بسبب الإيمان والتقوى والعقيدة والعفة.
لذلك فى هذه المناسبة المقدسة نتذكر أمجاد كنيستنا وثبات الشهداء على الإيمان وأن كنيستنا القبطية صدَّرت إلى السماء أكبر عدد من الشهداء حتى صار المثل القائل: إن دماء الشهداء بدار الإيمان، فهذه الدماء لم تذهب هدراً وإنما خلقت أناساً آخرين متحمسين وثابتين على الإيمان، وساد الاعتقاد أن تحويل جبل من موضعه أيسر من تحويل قبطى عن معتقده. وآباؤنا تميزوا بالثبات والتمسك بالإيمان وعدم التزعزع إلى الموت، نعم إلى الموت، فى سبيل أمانتهم للمسيح.
ثالثاً: الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية
1- ولذلك أذكر فى هذا الصدد كلمة طيبة قالها الدكتور طه حسين.
الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ولذلك تُعد العلوم القبطية امتداداً للحضارة المصرية، فمثلاً اللغة المصرية القديمة هى القبطية وحتى اللغة العامية المصرية اليوم تشتمل على نحو تسعة آلاف كلمة قبطية، توجد كلمات قبطية كثيرة فى لغتنا اليومية عندما نقول ليلى يا عينى «تعنى افرحى يا عينى» فليلى هذه كلمة ليست عربية إنما هى كلمة قبطية، وكلمة «ادينى» هذه كلمة ليست عربية ولكنها قبطية إنما يستخدمها المصريون سواء المسلمون أو المسيحيون، نحو تسعة آلاف كلمة على الأقل فى اللغة العامية العربية هى كلمات قبطية.
2- وذكر نيافة الأنبا غريغوريوس أمثلة تؤكد أن الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية.
فالحضارة المصرية القديمة ممتدة فى الكنيسة القبطية، فنحن عندما نصلى القداس، نصليه بالقبطى فى الكنيسة، كذلك الموسيقى المصرية القديمة موجودة فى الكنيسة القبطية، فالموسيقى القبطية هى بعينها الموسيقى المصرية القديمة، والفن القبطى أيضاً هو الفن المصرى القديم، أقصد الصور والأيقونات والتماثيل الفرعونية والأبنية وما إلى ذلك، هذا الفن القبطى الذى تجدونه فى الكنائس القديمة خصوصاً وكذلك الأديرة، هذا فن مصرى قديم وأيضاً فن التصوير، ويوجد كثير من الناس والعلماء يهتمون بهذه الدراسة، لكن أردت أن أعطى فكرة بسيطة أن الحضارة المصرية القديمة ممتدة فى الكنيسة القبطية.
والتقى نيافته أستاذ فلسفة جاء من بلاد الهند «من حيدر أباد» وتحدثا سوياً عن أن الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية، سواء كان فى اللغة أو فى الموسيقى أو فى الفن أو الدين أو العادات والتقاليد، وما زالت العادات والتقاليد المصرية القديمة التى كانت فى العهود الفرعونية القديمة ما زالت باقية وموجودة فى التراث القبطى المسيحى.
3- نتذكر فى هذه السنة أن مصر هى مصدر لعلوم عديدة أخذها وعرفها العالم عن مصر وعلمائها.
مثال فى الهندسة، التشريح، الطب، العمارة، الكيمياء، التحنيط، وفى كل ناحية، نشكر الله كلما تتقدم بنا الأيام يزداد إيماننا بالعلم المصرى القديم أنه قائم ليس فقط على طبيعة الحياة وإنما أيضاً على الإلهامات الروحية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر القديمة الأعياد المصريين القدماء الأعياد القبطية الکنیسة القبطیة للحضارة المصریة المصریة القدیمة السنة القبطیة المصرى القدیم فى الکنیسة
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش "مكانة الزوجة في السنة المطهرة" غداً
يعقد الجامع الأزهر غداً ملتقى السيرة النبوية الثالث والثلاثون، والذي يناقش على مائدته: "مكانة الزوجة في السنة المطهرة".
برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف
ويستضيف الملتقى كل من: أ.د نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأ.د علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وأمين سر هيئة كبار العلماء، ويدير الحوار: ا/ إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم.
وأوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، بقوله: لقد وضعت السنة النبوية المطهرة الزوجة في مكانة رفيعة، تأكيداً على دورها الحيوي في بناء الأسرة والمجتمع. وتتمثل مكانة الزوجة في كونها شريكة حياة تُعامل بالحب واللين، وأن الزواج مسؤولية تكليفية وليست اختيارية. ويُظهر ذلك من خلال توجيهات النبي ﷺ مثل قوله: "خيركم خيركم لأهله"، وتأكيده على الوصية بالنساء خيرًا، وتأصيله لحقوقها مثل اختيارها وعدم إكراهها، وأن يكون لها صداقها كاملاً.
لفت إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار مساعي الأزهر الشريف في تعميق الفهم بصحيح الدين، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول سيرة النبي ﷺ، داعيًا الجميع للحضور والمشاركة في هذا الحدث المميز، الذي يعكس دور الأزهر الشريف الذي يقوم به فى هذا الصدد.
من جانبه أضاف الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، بقوله: تشكل المرأة نصف المجتمع، ولهذا لها في السُّنة النبوية مكانها البارز، ومنزلتها الرفيعة، ولقد أغنت السنة في الحقيقة والواقع موضوع المرأة، وأسهبت في الرعاية له، والعناية به، ووضعت المرأة المسلمة في رحابها المشرف، ومكانها الصحيح، وصانتها من المزالق والفتن وأخذت بيدها إلى سدة الفضيلة والشرف.
ويأتي هذا الملتقى امتدادا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.