أولاً: تاريخ تأسيس التقويم المصرى القديم، والتقويم القبطى كامتداد له

1- المؤسس لهذا التقويم هو العالم المصرى القديم تحوت أو توت.

فى الحادى عشر من سبتمبر يبدأ عامنا القبطى الجديد للشهداء الأطهار، وذلك فى السنوات البسيطة، أما فى السنوات الكبيسة، فيوافق اليوم الثانى عشر من شهر سبتمبر، كما فى هذا العام.

وهو اليوم الأول من شهر توت، نسبة إلى العلامة الفلكى الأول الذى وضع التقويم المصرى القديم، والذى انفرد به القبط فترة طويلة من الزمن قبل أى تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقاً وغرباً، وتقديراً من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلى مصاف الآلهة، وصار (تحوت) أو (توت) هو إله القلم، وإله الحكمة والمعرفة، وخلَّدوا اسمه على أول شهور السنَّة المصرية أو القبطية، بتسمية الشهر الأول بشهر توت.

2- تقسيم التقويم إلى شهور وأيام.

كانت نشأة التقويم المصرى القبطى فى عام 4241 قبل الميلاد، أى فى القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، فالأقباط أو المصريون هم أول شعوب العالم الذين وضعوا تقويماً للسنة، ولكم أن تفخروا كأقباط أن التقويم القبطى هو أقدم تقويم فى العالم وفيه تنقسم السنة إلى 12 شهراً، وكل شهر 30 يوماً.

وهم أول من قسّم السنة إلى 365 يوماً و6 ساعات، وجعلوا كل شهر 30 يوماً، والخمسة أو الستة أيام الأخيرة يسمونها الشهر الصغير أو النسىء، إنما فيما عدا الشهر الصغير كل شهر من السنة القبطية 30 يوماً تماماً، ولكن السنة الغربية شهر 30، وشهر 31، وشهر 28 أو 29 يوماً.

ثانياً: تسمية السنة القبطية بعيد النيروز أو عيد الشهداء

ترجع تسمية عيد رأس السنة القبطية بعيد النيروز، والنيروز هى كلمة فارسية الأصل، ومعناها السنة الجديدة لأن الفرس كان لهم فى وقت ما وجود فى مصر، إنما نحن نسميه رأس السنة القبطية أو المصرية لأن كلمة قبطى بمعنى مصرى.

أما عن تسمية السنة القبطية بعيد الشهداء فذلك نظراً لكثرة الشهداء الذين استشهدوا بسبب الإيمان والتقوى والعقيدة والعفة.

لذلك فى هذه المناسبة المقدسة نتذكر أمجاد كنيستنا وثبات الشهداء على الإيمان وأن كنيستنا القبطية صدَّرت إلى السماء أكبر عدد من الشهداء حتى صار المثل القائل: إن دماء الشهداء بدار الإيمان، فهذه الدماء لم تذهب هدراً وإنما خلقت أناساً آخرين متحمسين وثابتين على الإيمان، وساد الاعتقاد أن تحويل جبل من موضعه أيسر من تحويل قبطى عن معتقده. وآباؤنا تميزوا بالثبات والتمسك بالإيمان وعدم التزعزع إلى الموت، نعم إلى الموت، فى سبيل أمانتهم للمسيح.

ثالثاً: الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية

1- ولذلك أذكر فى هذا الصدد كلمة طيبة قالها الدكتور طه حسين.

الكنيسة القبطية مجد مصرى قديم ولذلك تُعد العلوم القبطية امتداداً للحضارة المصرية، فمثلاً اللغة المصرية القديمة هى القبطية وحتى اللغة العامية المصرية اليوم تشتمل على نحو تسعة آلاف كلمة قبطية، توجد كلمات قبطية كثيرة فى لغتنا اليومية عندما نقول ليلى يا عينى «تعنى افرحى يا عينى» فليلى هذه كلمة ليست عربية إنما هى كلمة قبطية، وكلمة «ادينى» هذه كلمة ليست عربية ولكنها قبطية إنما يستخدمها المصريون سواء المسلمون أو المسيحيون، نحو تسعة آلاف كلمة على الأقل فى اللغة العامية العربية هى كلمات قبطية.

2- وذكر نيافة الأنبا غريغوريوس أمثلة تؤكد أن الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية.

فالحضارة المصرية القديمة ممتدة فى الكنيسة القبطية، فنحن عندما نصلى القداس، نصليه بالقبطى فى الكنيسة، كذلك الموسيقى المصرية القديمة موجودة فى الكنيسة القبطية، فالموسيقى القبطية هى بعينها الموسيقى المصرية القديمة، والفن القبطى أيضاً هو الفن المصرى القديم، أقصد الصور والأيقونات والتماثيل الفرعونية والأبنية وما إلى ذلك، هذا الفن القبطى الذى تجدونه فى الكنائس القديمة خصوصاً وكذلك الأديرة، هذا فن مصرى قديم وأيضاً فن التصوير، ويوجد كثير من الناس والعلماء يهتمون بهذه الدراسة، لكن أردت أن أعطى فكرة بسيطة أن الحضارة المصرية القديمة ممتدة فى الكنيسة القبطية.

والتقى نيافته أستاذ فلسفة جاء من بلاد الهند «من حيدر أباد» وتحدثا سوياً عن أن الكنيسة القبطية امتداد للحضارة المصرية، سواء كان فى اللغة أو فى الموسيقى أو فى الفن أو الدين أو العادات والتقاليد، وما زالت العادات والتقاليد المصرية القديمة التى كانت فى العهود الفرعونية القديمة ما زالت باقية وموجودة فى التراث القبطى المسيحى.

3- نتذكر فى هذه السنة أن مصر هى مصدر لعلوم عديدة أخذها وعرفها العالم عن مصر وعلمائها.

مثال فى الهندسة، التشريح، الطب، العمارة، الكيمياء، التحنيط، وفى كل ناحية، نشكر الله كلما تتقدم بنا الأيام يزداد إيماننا بالعلم المصرى القديم أنه قائم ليس فقط على طبيعة الحياة وإنما أيضاً على الإلهامات الروحية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر القديمة الأعياد المصريين القدماء الأعياد القبطية الکنیسة القبطیة للحضارة المصریة المصریة القدیمة السنة القبطیة المصرى القدیم فى الکنیسة

إقرأ أيضاً:

سكرتير المجمع المقدس: أدعو كل من له رأي في الكنيسة أن يقدمه بروح المحبة

 

أكد نيافة الأنبا دانيال مطران المعادي، سكرتير المجمع المقدس أن بابا الكنيسة في كل زمان هو صمام الأمان للكنيسة، وأن اختلاف الآراء أمر طبيعي، داعيًا كل من له رأي تقديمه لقداسة البابا بروح المحبة والخضوع.

جاء ذلك أثناء اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسة البابا الذي عقد مساء اليوم في كنيسة القديس الأنبا بيشوي بزهراء المعادي، وقال نيافة الأنبا دانيال: "قداسة البابا في كل زمان هو صمام الأمان للكنيسة، لذلك يلتف حوله كل أبناء الكنيسة. أما مقاومة البطريرك يحدث انقسام في الكنيسة ويزيد الخلافات التي لا يستفيد منها إلا المنتفعين من عدو الكنيسة الأول وهو الشيطان."
ولفت: "لا بد أن يحدث اختلاف بين أعضاء الكنيسة في الآراء والأفكار، فنحن بشر، ولنا أفكار متنوعة عديدة، وذلك حدث في الكنيسة الأولى بين الآباء الرسل القديسين، الذين حينما اختلفوا جلسوا ودار حوار في محبة واتضاع وكان البيان الذي صدر لأول مجمع كنسي عنوانه "رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ" (أع ١٥: ٢٨) فكان روح الله يقود المجمع دون نزاعات ولا أغراض شخصية، أو مكاسب أرضية، ولا من محاربات شيطانية عمن هو الأول"
وأضاف: "لذلك كسكرتير للمجمع أدعو كل من له رأي في الكنيسة أن يقدم ذلك بروح المحبة والخضوع لقداسة البابا وأنا متأكد أن قداسته لا يمانع أبدًا أن يسمع آراء المحبين المعتدلين في الكنيسة خاصة الذين لا يبحثون عن منافع شخصية"
واختتم: "حفظ الله كنيسته في سلام وهدوء، وحفظ الله قداسة البابا تواضروس الثاني الذي نصلي معه ولأجله".

مقالات مشابهة

  • ماجد كامل يكتب: العلاقات المسكونية في عهد البابا تواضروس الثاني
  • تقديم تقرير للخدمة .. البابا تواضروس يستقبل نيافة الأنبا أنجيلوس والأنبا بولس
  • الكنيسة القبطية تنظم احتفالا لدعم ذوي الهمم بالإسكندرية الاثنين المقبل
  • ضمن "بداية".. الكنيسة القبطية تقدم خدمات صحية وتثقيفية
  • الكنيسة القبطية تحيي ذكرى رحيل القديس لوقا الإنجيلي
  • ساهرا في الصلاة والنوح .. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة القديس الأنبا رويس
  • سكرتير المجمع المقدس: أدعو كل من له رأي في الكنيسة أن يقدمه بروح المحبة
  • مشاركة نيافة الأنبا أكسيوس في حفل ذكرى نصر أكتوبر بالمنصورة.. صور
  • البابا تواضروس عن أزمة أسقف المقطم: الكنيسة بخير والخدمة مستمرة
  • سكرتير المجمع المقدس: البابا صمام الأمان في الكنيسة على مر العصور