العراق – أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الأربعاء، إن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق الذي كان يزوره، يشيران إلى أن “حقبة الغليان العالمي” قد حلت.

وجاءت تعليقات تورك في ختام زيارة للعراق استغرقت أربعة أيام، حيث التقى خلالها بعدد من القادة وزار أنحاء في البلاد، فيما بلغت درجات الحرارة أحيانا 50 درجة مئوية.

وتناول تورك خلال زيارته ملف حقوق الإنسان مع التركيز على تغير المناخ.

وفي مؤتمر صحفي ببغداد، علق تورك على زيارته للبصرة المنتجة للنفط في جنوب العراق قائلا: “عند وقوفي في هذه الحرارة الحارقة.. ومع استنشاق الهواء الملوث بسبب الكثير من مشاعل الغاز المنتشرة في المنطقة، اتضح لي أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل”، حيث تقول الأمم المتحدة إن العراق من أكثر الدول عرضة لتغير المناخ في العالم.

وأضاف تورك: “ما يحدث هنا هو نافذة على مستقبل قادم الآن لأجزاء أخرى من العالم، إذا واصلنا الفشل في الاضطلاع بمسؤوليتنا في اتخاذ إجراءات وقائية ومخففة لحدة تغير المناخ”.

وتجدر الإشارة إلى أن تراجع هطول الأمطار إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية، أدى إلى جفاف مستمر منذ سنوات، إذ ذكرت وزارة الموارد المائية أن مستويات المياه هذا العام وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة.

وتراجع منسوب المياه في نهري العراق الرئيسيين، دجلة والفرات، حيث أصبح أقل من أن يحافظ على الزراعة التي ازدهرت على ضفافهما سابقا.

 

المصدر: “رويترز”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق

يؤثر التغير المناخي والجفاف بشكل كبير على الثروة الحيوانية في العراق، إذ انخفضت أعداد الجواميس في البلاد إلى أقل من النصف خلال 10 سنوات بسبب تراجع تدفق الماء في نهري البلاد الرئيسيين، دجلة والفرات، ما يعرض سبل عيش العديد من المزارعين ومربي الماشية للخطر.

ويعاني العراق من سنوات من الجفاف المستمر، إضافة إلى أزمة المياه التي تعود إلى عدة أسباب، أهمها أنه يحصل على أكثر من 70% من إيرادات المياه من خارج حدوده.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تفاقم أزمة المياه بالعراق وجفاف نصف أراضيه الزراعيةlist 2 of 4المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفافlist 3 of 4بين التفاؤل والتشكيك.. العراق يعلن الاكتفاء الذاتي للحنطة ومحاصيل زراعيةlist 4 of 4التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفافend of list

ومع تنفيذ دول الجوار، خصوصا تركيا وإيران مشاريع إستراتيجية كبرى كالسدود، بات لا يتلقى أقل من 50% من إيراداته المائية.

وتصنف الأمم المتحدة العراق من البلدان الخمسة الأكثر تأثرا بالتغيير المناخي في العالم، ويؤكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الآثار الاقتصادية خصوصا في قطاع الزراعة، والبيئية والصحية الناجمة عن تحولات المناخ، تمثل التهديدات الأخطر التي يواجهها العراق.

الثروة الحيوانية مهددة بالجفاف والتغير المناخي بالعراق (رويترز) الثروة الحيوانية في خطر

ويقول خبير الأهوار العراقي جاسم الأسدي لوكالة رويترز إن عدد الجواميس في العراق انخفض منذ عام 2015 من 150 ألف رأس إلى أقل من 65 ألفا.

ويشير إلى أن هذا التراجع يعود في معظمه إلى أسباب طبيعية، مثل غياب المراعي الخضراء، والتلوث، والأمراض، إضافة إلى عزوف المزارعين عن تربية الجاموس بسبب قلة العائد المادي في ظل التغير المناخي. كما أدى الانخفاض الحاد في إنتاج المحاصيل وارتفاع أسعار الأعلاف إلى صعوبةٍ في إطعام المزارعين لحيواناتهم.

وتؤثر حالة الجفاف المستفحلة وندرة المياه على المزارعين ومربي الماشية، ويقول المزارع صباح إسماعيل (38 عاما)، الذي يربي الجاموس في محافظة ذي قار في جنوب العراق لرويترز إن معظم الناس غادروا وبقينا نحن في عدد قليل من البيوت".

وأضاف أن "الوضع بات صعبا…كان لدي من 120 إلى 130 جاموسة، والآن لا أملك سوى 60 جاموسا والباقي نصفه مات ونصفه تم بيعه بسبب الجفاف".

إعلان

من جهته، أعرب عبد الحسين صبيح (39 عاما)، وهو أحد مربي الجاموس، عن مخاوفه من فقدان مزيد من الجواميس بسبب شُح المياه وملوحتها.

صورة تظهر منازل في مستنقعات الجبايش بمحافظة ذي قار في العراق. 19 أبريل/نيسان 2025 (رويترز) محنة الجفاف

ويقول خبراء الأهوار العراقيون إن الأسباب الجذرية لأزمة المياه التي تدفع المزارعين إلى مغادرة الريف هي تغير المناخ وبناء السدود في تركيا وإيران وتقنيات الري القديمة وغياب خطط الإدارة طويلة الأجل.

وتقع الأراضي العراقية الصالحة للزراعة في منطقة الهلال الخصيب التي تقوم على الزراعة وتربية الماشية منذ آلاف السنين. وعانت المنطقة في العقود الأخيرة من بناء السدود على نهري دجلة والفرات، وانخفاض معدل هطول الأمطار ما هدد أسلوب حياة المزارعين، مثل إسماعيل، ودفع العديد منهم إلى الانتقال إلى المدن.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن ملايين العراقيين باتوا أيضا يواجهون صعوبة في الحصول على مياه الشرب جراء الجفاف والتغيرات المناخية التي تتفاقم في البلاد.

وتشير السلطات العراقية إلى تراجع المخزون المائي الإستراتيجي إلى 7.5 مليارات متر مكعب، فضلا عن تراجع إيرادات المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما لكثرة السدود المقامة على منابعهما في تركيا وإيران، وانخفاض معدل سقوط الأمطار على عموم العراق إلى أدنى مستوياتها، الأمر الذي تسبب في وجود تداعيات كارثية للأزمة على كافة الأصعدة.

وتسعى الحكومة العراقية إلى تنفيذ مشاريع لمواجهة أزمة النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب والري، تعتمد على اتفاقيات مع دول الجوار وصيانة السدود والخزانات القائمة، وأخرى تتعلق بحملات توعية المواطنين والمزارعين من أجل ترشيد استهلاك المياه، ومحاولة تلافي الخسائر في القطاع الزراعي.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي: إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين في غزة
  • تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
  • مسؤول أممي يطالب “إسرائيل” برفع الحصار عن المساعدات لقطاع غزة
  • أبو الغيط يبحث مع مسؤول أممي الجهود لوقف النزاع المسلح في السودان
  • مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
  • مساهمة مجموعة “بريكس” في الاقتصاد العالمي تصل إلى مستوى قياسي
  • واشنطن تبلغ العراق رفضها الشديد في استيراد الغاز من إيران
  • مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي
  • أول 100 يوم من حكم ترامب.. رئيس “أمريكا أولا” يقلب النظام العالمي
  • مسؤول أممي يدعو العالم لمنع كارثة إنسانية شاملة في غزة