تعتبر مشكلة تلوث الهواء من أبرز التحديات البيئية والصحية في عصرنا الحديث، فقد أثبتت العديد من الدراسات التأثيرات السلبية لهذا التلوث على صحة الإنسان، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الربو، وأمراض القلب، وحتى السرطان. لكن مؤخرًا، بدأ التركيز يتزايد على العلاقة بين تلوث الهواء والإصابة بأمراض الجلد المزمنة، مثل الصدفية.

هذه العلاقة التي لم تكن معروفة بشكل واسع حتى الآن، تشير إلى أن تلوث الهواء قد يساهم بشكل كبير في تفاقم هذا المرض الجلدي الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.


 

الصدفيةتلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية

تلوث الهواء يشمل مجموعة واسعة من الملوثات، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10)، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت، وكلها ملوثات تنبعث من السيارات، المصانع، والأنشطة الصناعية المختلفة. هذه الجسيمات والملوثات تنتقل عبر الهواء وتصل إلى الجسم عبر الجلد والرئتين.

 

تشير دراسات حديثة إلى أن التعرض المستمر لهذه الملوثات يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الجهاز المناعي وزيادة الالتهابات في الجسم، وهو ما يُعتبر أحد الأسباب الرئيسية لظهور الصدفية. الصدفية هي حالة جلدية مزمنة تتسم بظهور بقع حمراء ومتقشرة على الجلد نتيجة لنشاط غير طبيعي في الجهاز المناعي. وتعد الملوثات الهوائية عاملاً محفزًا للالتهابات المناعية، ما يزيد من حدة أعراض الصدفية ويؤدي إلى تفاقم المرض.


 

كيفية تأثير تلوث الهواء على الجلد

الجسيمات الدقيقة والملوثات الكيميائية في الهواء يمكنها اختراق الطبقات الخارجية للجلد، مسببة ضررًا للخلايا الجلدية والبروتينات الأساسية. هذا الضرر يعزز من التهابات الجلد ويؤدي إلى تحفيز استجابة مناعية مفرطة. وعند الأشخاص الذين يعانون من الاستعداد الوراثي للإصابة بالصدفية، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لهذه الملوثات إلى زيادة حدة المرض.


 

تدابير الوقاية

للحد من تأثير تلوث الهواء على الجلد وتقليل خطر الإصابة بالصدفية، من المهم اتباع بعض التدابير الوقائية مثل:


 

1. الابتعاد عن المناطق الملوثة: قدر الإمكان، يُفضل تجنب التعرض المباشر للهواء الملوث، خاصة في أوقات الذروة المرورية أو أثناء الظروف الجوية غير المستقرة.

   

2. استخدام مستحضرات وقائية: يمكن استخدام كريمات الحماية التي تعمل كحاجز ضد الملوثات البيئية، بالإضافة إلى تطبيق كريمات الترطيب التي تحافظ على صحة الجلد.


 

3. تنقية الهواء الداخلي: تركيب أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل والمكاتب للمساعدة في إزالة الجسيمات الضارة من الهواء.

 الخلاصة


 

العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة خطر الإصابة بالصدفية تشكل تحديًا جديدًا في مجال الصحة العامة. يتعين على الأفراد والمؤسسات الصحية بذل جهود أكبر لزيادة الوعي حول هذه العلاقة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجلد وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الجلدية المرتبطة بتلوث الهواء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تلوث الهواء تلوث الهواء

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل

قال الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه إن التحديات التي نواجهها اليوم في مجال المياه هائلة، ولكنها ليست مستعصيةعلى الحل مؤكدا أنه بالتصميم والإبداع والالتزام والتعاون، يمكننا التغلب على هذه التحديات.


 

جاء ذلك خلال مشاركته الجلسة الافتتاحية المشتركة من المؤتمر العالمي للمرافق، والمنتدى العربي السادس للمياه، تحت رعاية تحت رعايةجامعة الدول العربية، بمشاركة  ضخمة من كبار المسئولين والخبراء وممثلي الحكومات والهيئات العربية  والدولية أبرز الموضوعات الإقليميةالهامة المتصلة بالمياه، بما في ذلك الاستعراض المتعمق للإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها لاستدامة المياه والحفاظ على أمن العربالمائي، ووضع "خارطة طريق" نحو مستقبل مستدام.


 

وأكد رئيس المجلس العربي للمياه، في كلمته بالجلسة الإفتتاحية، أن الإرادة السياسية والقيادة أمران لا غنى عنهما في هذا المسعى، مطالباالحكومات أن تعطي الأولوية لأمن المياه ضمن أجنداتها الوطنية، بدعم من سياسات قوية وتمويل كاف، مشيرا إلي أن القيادة على جميعالمستويات ــ المحلية والإقليمية والعالمية ــ تشكل أهمية بالغة في قيادة الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا التحدي العالمي بفعالية.


 

وأشار إلى أهمية الافتتاح المشترك للمنتدى العربي السادس للمياه، والذي يقام بالتزامن مع مؤتمر المرافق العالمية المرموق 2024. هذاالعام، حيث نجتمع في نقطة حاسمة من الزمن في قلب أبو ظبي، اجتمع بها حدثان محوريان معًا لإنشاء منصة مشتركة بين الصناعات، موضحا إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز أفضل الممارسات لتحسين إدارة المياه والمرافق على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه معالجةالتحديات المشتركة وتعزيز الحلول التعاونية لتحقيق الاستدامة والطاقة والأمن المائي في العالم العربي وخارجه، مضيفا أننا  نجتمع ليسفقط لمناقشة مستقبل المياه والمرافق، بل ولتشكيله أيضًا.


 

فعاليات مشتركة من أجل رؤية موحدة

وقال إن المنتدى العربي للمياه والمؤتمر العالمي للمرافق العامة ليسا مجرد حدثين تقليديين؛ بل إنهما حجر الزاوية للحوارات الحاسمة التيتجري داخل صناعات المياه والمرافق العامة، ومن المتوقع أن تعزز النتائج الناتجة التعاون والرؤى المشتركة، وتربط بين قطاعين لا غنى عنهماوهما عنصران أساسيان في تشكيل مستقبل مستدام ومزده، مشيرا إلى أنه من خلال توحيد هذه الصناعات، فإننا ندفعها نحو رؤية جماعية- رؤية حيث تلعب المياه والمرافق العامة دورًا أساسيًا في تعزيز المرونة والازدهار العالميين.


 

ولفت إلي أنه سيتم تنظيم معرض يضم أكثر من 60 عارضًا من أكثر من 24 دولة في جميع أنحاء النظام البيئي للمياه يجتمعون معًالعرض التقنيات والحلول التي تدفع التقدم وتشكل مستقبل قطاع المياه. ويوفر المعرض الوصول المباشر إلى الممولين والشركاء التجاريين،وبالتالي تسهيل فرص النمو الجديدة.


 

وأضاف أنه من الواضح أن المياه والمرافق العامة مترابطة بشكل عميق، حيث تعتبر المياه ضرورية للأداء الفعال لخدمات المرافق العامةالمتنوعة، بالإضافة إلى ذلك، تعد المياه ضرورية لمرافق الطاقة في توليد الطاقة الكهرومائية، موضحا أننا اليوم، نجتمع لمعالجة التحدياتالمعقدة المتمثلة في إدارة موارد المياه في مشهد المرافق العامة الديناميكي، وتقديم رؤى عملية واستراتيجيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى تعزيزاستدامة ومرونة خدمات المرافق العامة المرتبطة بالمياه.

وأوضح أنه في ظل الأزمة العالمية غير المسبوقة التي تواجهنا في مجال المياه، أصبحت الحاجة إلى تنفيذ مهمتنا ملحة بشكل متزايد،  فقدتحولت مشكلة ندرة المياه من مجرد مصدر قلق بعيد إلى واقع يومي يؤثر على النظم البيئية والاقتصادات والمجتمعات في مختلف أنحاءالعالم، حيث في منطقتنا، التي تتسم بالمناظر الطبيعية القاحلة والنمو السكاني السريع، تستمر الفجوة بين الطلب على المياه والعرض فيالاتساع بشكل كبير.

معالجة تحديات المياه الإقليمية


 

وأشار إلى أن فعاليتنا المشتركة تهدف إلى تسليط الضوء - كمجال تركيز رئيسي - على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة للتحديات المتعلقةباستدامة قطاعي المياه والكهرباء، والتي من شأنها دعم الجهود الوطنية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصةالهدف السادس بشأن "المياه النظيفة والصرف الصحي".


 

ونوه إلى أن معالجة هذه التحديات تتطلب أجندات ذات أولوية، وعملًا مشتركًا، ونهجًا مبتكرًا، بما في ذلك نماذج تمويل جديدة تشرك كلًا منالحكومة والقطاع الخاص، لافتا أنه من الضروري أيضًا أن نعالج هذا الخلل من خلال حلول مبتكرة وفعّالة في مجالات رئيسية مثل إدارةالمياه، والبنية الأساسية الذكية، وتوليد الطاقة وتوزيعها وتخزينها، فضلًا عن تحسين ممارسات الصحة والسلامة والبيئة، مؤكدا أن التركيزالقوي على التميز التشغيلي والتعاون الملتزم من جميع الأطراف أمر ضروري للمساهمة بشكل فعال وتحقيق التقدم المستدام.


 

وأكد أبو زيد، أنه يجب علينا أن نتحد لمشاركة المعرفة وتبادل الأفكار والعمل نحو حلول تساعدنا في التعامل مع تعقيدات مشهد المياه لدينا،حيث هذه اللحظة هي فرصة لرسم مسار إلى الأمام  لمعالجة هذه القضايا الحرجة بحلول مبتكرة ومستدامة.


 

حلول مبتكرة للتكيف والمرونة

وقال إن المحور الثاني لاجتماعنا اليوم سيركز على "الابتكار كحجر الزاوية للتكيف والمرونة".. ففي عالمنا المتغير باستمرار، من الواضح أنالأساليب التقليدية وحدها لن تكون كافية، ويجب أن نتبنى استراتيجيات غير تقليدية، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والحلول القائمة علىالطبيعة، ونهج العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي (WEFE) لضمان مرونتنا في مواجهة الظروف المناخية المتغيرة، موضحا أن "التكيف" لا يتعلق بالبقاء على قيد الحياة فحسب ؛ بل يتعلق بالازدهار في مواجهة الشدائد.

 

نحو مستقبل مائي مستدام

وأوضح أن المحور الثالث – والذي لا يقل أهمية – هو "خارطة الطريق" "نحو مستقبل مائي مستدام"، حيث بينما نتطلع إلى المستقبل، فإنطريقنا واضح: يتعين علينا أن نوفق بين جهودنا الإقليمية وأجندات المياه العالمية مع معالجة التحديات الفريدة التي تواجه مجتمعاتنا، لافتاإلى أن الرحلة نحو مستقبل مائي مستدام ومرن تتطلب الوحدة والرؤية والعمل.

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر التغيرات المناخية على الصحة العامة؟.. انتشار أمراض قاتلة
  • تامر أمين يوجه التحية على الهواء للنائب العام بعد هذا القرار
  • مقرر أممي: تلوث المياه في غزة قنبلة تأثيرها أكبر من التي تدمر المباني
  • عادات قبل النوم قد تزيد من خطر الإصابة بالزهايمر!
  • مختص: الشوكولاتة من بين العناصر الغذائية التي تحفز على الإصابة بالصداع النصفي
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • عادات قبل النوم يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالزهايمر!
  • شاي الصحراء الجزائرية في خطر بسبب الملوثات.. والعلماء ينصحون بالاعتدال
  • الصحة العالمية تحسم الجدل بشأن العلاقة بين الإصابة بسرطان المخ واستخدام الهاتف
  • بسبب جذري القردة.. تأجيل تنظيم النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة العامة بإفريقيا بالمغرب