بوابة الوفد:
2024-11-23@18:01:24 GMT

«الجازى» يربك حسابات إسرائيل

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

دلالات حادث معبر اللنبى الأردنى «جسر الملك عبدالله» الذى يطلق عليه الفلسطينيون معبر الكرامة، والذى قتل خلاله ثلاثة جنود صهاينة واضحة، وتكشف مدى الاختناقات الكبيرة التى تجيش بصدور الأشقاء فى الأردن تجاه إسرائيل، خاصة بعد ما ترتكبه من مجازر بشرية فى غزة، وهذه العملية تعد الأولى من نوعها منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى.


العملية التى نفذها ماهر الجازى مواطن أردنى ينتمى إلى عائلة الحويطات التى تعد من أكبر العائلات فى المملكة الهاشمية، وأكثرها قوة ونفوذًا ويعمل معظم أبنائها فى مناصب أمنية كبرى وأخرى قيادية، بل إن اثنين من أبنائها توليا قيادة الجيش فى فترات سابقة، قد اشعلت الأجواء توترًا بين الأردن وإسرائيل لدرجة غير مسبوقة.
المواطن الأردنى الذى نفذ العملية منفردًا دفع ثمنها حياته بعد اكتشاف جنود الصهاينة أثناء هروبهم من المعبر الحدودى أن منفذ العملية وحيدًا فانقضوا عليه ليرتقى إلى السماء شهيدًا.
إثر الحادث تم إغلاق المعابر الثلاثة بين الأردن وإسرائيل، ومنها معبر الكرامة الذى يعد الشريان الرئيسى لأهالى الضفة الغربية ومنفذهم الوحيد إلى الأردن، لتشتعل الحرب الكلامية بين الجانبين على المستويات الشعبية والإعلامية والدبلوماسية.
الحادث أربك حسابات إسرائيل التى كانت تخطط خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد فشلها فى تهجير الغزيين إلى مصر بسبب صلابة موقف القاهرة الرافض للتهجير، فى تكرار سيناريو غزة بالضفة الغربية وتهجير أهلها إلى الأردن بأى صورة كانت.
المملكة الأردنية كانت يقظة منذ البداية للحدث وبذلت جهودًا مضنية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين وجاء رد الدبلوماسية الأردنية واضحًا على لسان أيمن الصفدى وزير الخارجية، مؤكدًا أن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن بمثابة إعلان حرب وسيتم التعامل معه وفق ذلك.
علاقات الأردن وإسرائيل ليست على المستوى الجيد وتشهد توترًا متصاعدًا رغم استمرار التفاهمات الإستراتيجية بين البلدين، إلا أن هناك تراجعًا فى بعض المجالات السياسية والأمنية واحتقن التوتر بين الجانبين بسبب حرب غزة وبناء المستوطنات فى الضفة الغربية، بالإضافة إلى رفض الأردن للتصرفات الاستفزازية الإسرائيلية فى الأماكن المقدسة، وخاصة الحرم القدسى، حيث تحتفظ المملكة بالوصاية الهاشمية عليها.
إسرائيل التى تعتمد سياسة الأرض المحروقة، والحدود الملتهبة، تركت الزمام فى أيدى السفاح نتنياهو الذى فقد عقله، وأصبحت حدود الكيان المحتل على يديه مشتعلة فى كافة الاتجاهات مع مصر والأردن ولبنان وسوريا، بخلاف ما يحدث فى فلسطين، فى آن واحد وقابلة للانفجار الشامل فى أى لحظة، وهذا للأسف ما يسعى إليه رئيس وزراء الكيان الذى يجتهد لاندلاع حرب شاملة فى الشرق الأوسط لا يعلم مداها إلا الله.
تباينت ردود الأفعال حول حادثة معبر الكرامة، فقد أكدت الفصائل الفلسطينية أن ما حدث عمل بطولى، وقالت حماس إن الحادث رد فعل طبيعى لجرائم الحرب التى يرتكبها الاحتلال فى غزة، واعتبرته شكلًا جديدًا لانخراط الأمة فى المواجهة مع العدو المحتل، ووصفت حركة الجهاد العملية بالبطولية وأنها تعبر عن نبض الشعب الأردنى والشعوب العربية والإسلامية تجاه الأوضاع الراهنة.
وفى الجانب الآخر وجهت إسرائيل أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى إيران وأن هناك محور شر يعمل تجاه تل أبيب.
إسرائيل عضو غريب غير متوائم زرع بالقوة فى الجسد العربى الذى يرفضه كل يوم عن سابقه، وسوف تتزايد مشاعر الكراهية داخل الشارع العربى بقوة تجاه الاحتلال بصرف النظر عن المواءمات السياسية التى تنتهجها بعض الدول فى علاقاتها مع الكيان.
جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية التى ترتكبها دولة الاحتلال ضد الأشقاء الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم، وتحويل أراضيهم إلى أرض لا يمكن العيش فيها، لإنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد، كلها أعمال إجرامية تؤجج مشاعر الكراهية لدى العرب والمسلمين تجاه الصهاينة، وسوف تؤدى إلى انفجار الغضب المكتوم فى الصدور فى كل مكان.
الاحتلال عصابة متمردة يقودها صهيونى دموى لا يعرف لغة السلام ولا حسن الجوار ولا احترام القوانين والمواثيق الدولية ولا اتفاقيات حقوق الإنسان.. لكنه لا يدرك أنه كلما زادت جرائمه قربت نهايته وأن أشد لحظات الليل ظلمة تلك التى تسبق ضوء الفجر، وأن نصر الله آت لا محالة، وإن غدًا لناظره قريب.


[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار معبر الكرامة غزة إسرائيل الفصائل الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

الحرس الجديد vs الحرس القديم.. وزير التربية والتعليم يظهر «العين الحمراء» للقيادات داخل الوزارة

حرب باردة تدور رحاها داخل أروقة وزارة التربية والتعليم بين الحرس الجديد الذى يسعى لإثبات جدارته واستحقاقه للاستعانة به، والحرس القديم الذى يريد التأكيد أن وجوده يكفى لأداء الوزارة لرسالتها.

عقب تولى محمد عبد اللطيف ملف وزارة التربية والتعليم والجدل الذى أثير وقتها كان الجميع ينتظر ما سوف يحدث داخل الوزارة، خاصة مع حالات التخبط التى صاحبت الوزراء السابقين، والشكوى المتلاحقة من المواطنين حول تخبطها وعدم قدرتهم على ضبط الأمور والأداء، وهذا ما يدركه الوزير الجديد، ويسعى جاهدا لتغييره وتغيير صورة الوزارة، فكان لا بد من نهج جديد، وطريقة مختلفة لإدارة الأمور.

وبعد أقل من شهرين من عمل الوزير الجديد داخل الوزارة، وبعد تفكير قرر وضع ثقته فى مجموعة من القيادات أبرزهم الدكتور النشيط والدؤوب أحمد المحمدى مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجى والمتابعة فيمكن وصفه بأنه الرجل الثانى فى الوزارة بعد عبد اللطيف فهو المرافق له فى كل الجولات الخارجية سواء فى الزيارات للمدارس أو اللقاءات مع المديريات التعليمية أو غيرها من الاجتماعات، كما أنه يستشيره فى القرارات التى يتخذها الوزير ويبقى المحمدى لساعات كثيرة فى الوزارة لإنجاز الملفات المسئول عنها مما جعلها من أهم القيادات مؤخرا.

أما ثانى القيادات التى تحظى بعلاقة قوية وقريبة جدا فهو محمد عطية وهو صديق الوزير قبل توليه ملف الوزارة، فحينما كان يتولى عطية مسئولية مديرية التربية والتعليم بالقاهرة كان عبد اللطيف هو المسئول عن مدارس نيرمين إسماعيل، وكانت هناك لقاءات متعددة سواء داخل المديرية أو خارجها، ويحظى عطية الآن بثقة الوزير فهو الشخص الذى لا يغيب عن أى اجتماع للوزير وهو المسئول عن الإدارة المركزية التعليمية بالمصروفات.

أما خالد عبد الحكيم مدير مديريات التربية والتعليم بالوزارة فتمكن من كسب ثقة الوزير، خاصة أنه من أقدم القيادات داخل الوزارة وتولى مسئوليات امتحانات الثانوية العامة فى السنوات الأخيرة، واستطاع الوزير بعد تعيين عدد من القيادات من تحجيم دورهم، من خلال الاستعانة بفريق عمل من خارج الديوان.

وطبقا للمعلومات، فإن عبد اللطيف يقوم حاليا بدراسة لإجراء تغييرات هيكلية داخل ديوان عام الوزارة ولكن ينتظر الآن حتى يقوم بالانتهاء من الملفات الهامة التى على رأسها سد عجز المعلمين وكثافة الفصول التى تم حلها بشكل جزئى وليس كليا كما يتردد فالأمر بالفعل تم حله فى عدد من المديريات التعليمية ولكن مازالت هناك فصول تحتوى على ٧٠ و٨٠ طالبًا وهو الأمر الذى يعد عائقًا كبيرًا وإن كانت الوزارة لأول مرة تنجح بالفعل فى تقديم حل جزئى ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشكلة خلال السنوات المقبلة.

كما قام الوزير باستبعاد محسن عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية لتكنولوجيا التعليم بشكل مفاجئ وقرر تصعيد وليد الفخرانى وهو أحد المسئولين داخل الإدارة منذ سنوات ويمكن وصفه بأنه تلميذ محسن لتعيينه بدلا منه رئيسًا للإدارة، فبحسب المعلومات، فإن الوزير استعان بـ٤ قيادات داخل الوزارة، البداية كانت بالاستعانة باثنتين وهما رشا الجيوشى المنسق الأكاديمى للمدارس الدولية ومى الحداد منسق المدارس البريطانية، و«الغريب» استعان باثنين لإدارة المدارس الدولية والبريطانية رغم قيامه بتجديد الثقة فى إيمان صبرى مساعد الوزير للتعليم الخاص والدولى وهو الأمر الذى أثار تساؤلات حول تداخل العمل بينهن ومن المسئول عن إدارة تلك الملفات هل المنسق العام الجديد أم إيمان صبري؟!

والعائدة مرة أخرى لديوان الوزارة الدكتورة نرمين النعمانى مستشار الفريق التعليمى فى وحدة المدارس المصرية اليابانية، وكانت أول مرة جاءت فيها النعمانى لمنصب وحدة التعاون الدولى خلال فترة تولى الدكتور محمود أبو النصر منصب وزير التعليم وكان والدها محافظا لسوهاج وقتها ولكنها غادرت بعد ذلك إلا أن قام طارق شوقى بانتدابها مرة أخرى لوحدة التعاون الدولى ولكن بعد فترة قام بإنهاء التعاقد واستبعادها من الوزارة. بالإضافة للمستشار القانونى الذى يلجأ إليه وزير التربية والتعليم فى كل القرارات.

فهناك صراع خفى بين عدد من القيادات الوزارة، استطاعت من خلاله شيرين مساعد الوزير والتى تلقب بالمرأة الحديدية داخل الوزارة كسب ثقة الوزير وتكريس ونفوذها بالديوان.

مقالات مشابهة

  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • الحرس الجديد vs الحرس القديم.. وزير التربية والتعليم يظهر «العين الحمراء» للقيادات داخل الوزارة
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • رفعت عينى للسما
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • خبير: لائحة الانضباط المدرسي تنظم سير العملية التعليمية في المدارس
  • أهداف لائحة الانضباط وتأثيرها على سير العملية التعليمية بالمدارس