بوابة الوفد:
2025-01-28@02:09:37 GMT

الخيميائى وطاقة الشر «٢»

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

حديثى يتواصل عن هؤلاء الأعداء الذين تلقى بهم الحياة أمامنا، وكلمة أمامنا أعنى بها العموم وليس «الذاتية»، منهم غرباء يكرهون لنا الخير ويتمنون أن يصيبنا كل شر، يحاربون نجاحنا، يحاولون سرقة راحتنا وسعادتنا، ولو طالت أيديهم سلاحا لقتلونا وسفكوا دماءنا لأن مجرد وجودنا فى الحياة يؤرقهم، وهؤلاء يرون أنفسهم فوق خلق الله، وأنهم الأحق بأى نجاح حتى لو لم تكن لديهم القدرات وملكات هذا النجاح، ويرون أنهم الأحق بأى منصب أو كرسى قيادة، ويحاربون كل ناجح بأقذر الوسائل حتى يصلوا لأهدافهم، وهؤلاء أعداء حقيقيون ولديهم طاقة شر غير عادية، ولديهم أسبابهم ودوافعهم لهذه العداوة من تنافس ومحاولة الوصول للقمة أو تحقيق مآربهم بأى وسيلة، وهم يرون أن وجود هذا الأخر فى طريقهم يحول دون ذلك، والحرب مع هؤلاء تطول أو تقصر حسب قدرتك على الصمود فى حربهم، ومدى ذكاءك وقدرتك فى مواجهتهم، ومن المؤسف أن هؤلاء لا يدركون أبدا أن أسبابهم فى العداوة ورؤيتهم خاطئة بكل المقاييس الإنسانية والقدرية والفطرية، لأن لكل إنسان قدره الخاص به، رزقه، ولا ينتقص أحد منه، وإذا اقتنع كل إنسان وأمن بأن الرزق من الله وأن عليه السعى الشريف فقط فى الحياة والتوفيق من الله، وأن ما أصابه ما كان ليخسره لو وقف كل العالم ضده، وما خسره ما كان ليكسبه لو وقف العالم معه، لأن مقسم الارزاق هو الله وحده سبحانه وتعالى، فلو آمن قلب وعقل كل إنسان بذلك، لكفى نفسه شر الحروب والصراعات مع غيره ممن حوله بالمجتمع الكبير أو فى محيط مجتمعه الصغير من عائلة وأسرة، ولساد السلام والمحبة الوفاق مجتمعاتنا وأصبحنا نساند بعضنا البعض لا نحارب بعضنا البعض فى الأرزاق ومسببات النجاح، وقد يكون هؤلاء الأعداء لنا ليس لديهم حتى المبررات لمحاربتنا، فقط هم يعانون من أمراض نفسية وعقد التربية فى طفولتهم، فأصبحت أنفسهم مريضة بالشر ورغبة الإنتقام من كل ممن حولهم، يكرهون رؤية إنسان سعيد و ناجح ومستقر فى حياته، فيكرسون كل جهودهم وطاقاتهم لإفساد تلك السعادة والإطاحة بهذا الهدوء وتحويل حياة الأخرين إلى جحيم مستعر، ومن هؤلاء من نجدهم حولنا فى مجتمعنا الكبير أو حتى داخل العائلة، إنهم يكرهون أنفسهم ووجودهم لما أصابهم فى صغرهم من قهر وسوء معاملة، فأصبحوا كبراميل البارود المتحركة التى تنفجر وتنشر شرها وشرارها فى أى مكان تتواجد به، ولا أعتقد أن أحدنا لم يبتلى بمثل هذا الشخص فى حياته، حتى إنك مجرد أن تراه تشعر وكأن الكراهية والحقد تتفجر من عينيه وملامح وجهه الكئيب ولسانه الذى لا ينطق إلا بالسوء والشكوى من كل شىء وفقدان الشعور بالنعم التى بين يديه، وستشعر أن طاقة سلبية احتلت المكان الذى هو به، وأن الهواء النقى بالأكسجين تم سحبه صدرك وحل محله اختناق وانقباض، وهذا النوع من الأعداء المرضى النفسيين يمكن التغلب عليهم ببذل الكثير من الحب والإحتواء لهم، ومحاولة تغذية ثقتهم فى أنفسهم، و تذكيرهم بالنعم التى وهبها الله لهم، وحال الفشل فى دفع عداوتهم بالتى هى أحسن، علينا فورا تجنبهم ونصحهم باللجوء لطبيب نفسى، وهناك عدو ثالث هو الأخطر فى تصورى للإنسان على الإطلاق لأنه نابع من نفسه وملازم له كقرين السوء، ألا وهو الخوف.

. وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد

إقرأ أيضاً:

الفاشر عصية ومحروسة بحول الله ودماء الشهداء واشلاء البواسل ودعوة الصالحين

للمشفقين من ابناء السودان الذين يسالون على راس كل ساعة عن ابوزكريا اداب العاصي نطمئن ونقول ان دعوات المهجرين وحدها كافية لانتصار الفاشر بعد حول الله وتوفيقه
تخيلوا مساجد الفاشر ( السلطان .. الختمية .. العتيق .. عوض الله .. بريمة .. الفكي سليمان .. خاتم الانبياء .. بروش .. الكرانك خاتم الانبياء .. بلال .. ومئات المساجد ) التى كانت تقام فيها حلقات التلاوة ويذكر فيها اسم الله وتصلي فيها الفرائض وتلهج الناس فيها بالدعاء الان خاوية تنتظر من يعمرها واسواق الفاشر ( حجر قدو .. ام دفسو .. المواسي .. نيفاشا .. الخميس … الخ ) التى كانت تعج بالحركة والنشاط وتسهم في اطعام الفقراء والمساكين والمتصدق لهم المؤسسات التى تحوى عشرات الالاف ممن قسم الله رزقهم فيها الاحياء من الذاكرين وابوجا شمالا وحتى المنارة جنوبا ومن حى الجامعة غربا وحتى الشاكرين شرقا التى كانت مزارات وساحات للنشاط الانساني والاجتماعي والتكافلي والتراحمي بين سكان المدينة المعروفين بتغبير ارجلهم من اجل خدمة المحتاجين والفقراء والمساكين ووصل الارحام والمعارف ساحات الفاشر التى كانت تستقبل من يفشون السلام بينهم حبا واخاء وتراحم حتى اوقات متاخرة من الليل المنزهات التى تستقبل ملائكة الرحمن صغار الفاشر فراشات السلام عبدالرحمن الرشيد ومروج المدينة والمثلث والعرين والمدارس التى تستقبل عشرات الالاف من الطلبة وتودعهم بكل حب كل مساء والجامعات الفاشر وام درمان الاسلامية الفرع والعلوم الصحية والتقنية وجنوب الصحراء والسودان المفتوحة التى كانت تستقبل سنويا عشرات الالاف من ولايات السودان المختلفة ودول الجوار وكل تفاصيل الفاشر التى تعرف ونعرف مدينة الخير والاحسان هل كل هذه المؤسسات ودور العبادة والسوح التى بكل تاكيد تدعو في كل حين مع المستضعفين والمهجرين ستتيحها الله للغزاة والبغاة الذين اهلكوا الحرث والنسل في الفاشر ؟؟
فى تقديري ويقينا ان الله قد امتحن اهل الفاشر بما يكفي والله اعلم ولكن ما قدمه الفاشر من ارواح ودماء وعرق وجهد في سبيل الله من بواسل قواتها المسلحة ومشتركتها ومقاومتها الشعبية ومستنفريها نساءها ورجالها شيبها وشبابها لن يكون بحول الله وقوته ساحة يعوث فيها هذه المليشيا مزيكا من الفساد والافساد واملنا في الله كبير ان تظل مدينتنا راكزة عصية ثابتة بفضل تضافر جهود ابناءها وسند السودانيين لها وعلى الدولة وقيادة القوات المسلحة التى لكم فيها يد طولى اسنادها لانها رمانة وحدة السودان وطليعة الدفاع المتقدم للحفاظ على ارض الوطن والانقضاض لتحرير ما تم تدنيسه
وارجو ان اختتم هذه السطور بطلب الدعاء منكم جميعا فهو السلاح الامضي ولعل في يوم الجمعة تصادف دعواتنا ساعة استجابة
تحياتي وموداتي
اخوكم / احمد جدو

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • الانطباع الأول خادع
  • كلها حديد وطاقة .. طريقة عمل مكعبات السبانخ الصحية بمذاق شهي
  • في ذكراه.. قصة إصابة فؤاد أحمد بالعمى بسبب شخصية هامان
  • حسام القماطي يحذر عناصر الميليشيات: “سيتم بيعكم بثمن بخس”
  • يوم الخروج من أرض مصر
  • ركز في مشروعاتك.. حظك اليوم برج السرطان الأحد 26 يناير 2025
  • الفاشر عصية ومحروسة بحول الله ودماء الشهداء واشلاء البواسل ودعوة الصالحين
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: صورة القادة في سلاح الإشارة
  • تحرير مصفاة الجيلي ضربة موجعة لعصابات الشر وكلاب صيدها داخل وخارج البلاد