بوابة الوفد:
2024-09-17@11:01:18 GMT

الخيميائى وطاقة الشر «٢»

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

حديثى يتواصل عن هؤلاء الأعداء الذين تلقى بهم الحياة أمامنا، وكلمة أمامنا أعنى بها العموم وليس «الذاتية»، منهم غرباء يكرهون لنا الخير ويتمنون أن يصيبنا كل شر، يحاربون نجاحنا، يحاولون سرقة راحتنا وسعادتنا، ولو طالت أيديهم سلاحا لقتلونا وسفكوا دماءنا لأن مجرد وجودنا فى الحياة يؤرقهم، وهؤلاء يرون أنفسهم فوق خلق الله، وأنهم الأحق بأى نجاح حتى لو لم تكن لديهم القدرات وملكات هذا النجاح، ويرون أنهم الأحق بأى منصب أو كرسى قيادة، ويحاربون كل ناجح بأقذر الوسائل حتى يصلوا لأهدافهم، وهؤلاء أعداء حقيقيون ولديهم طاقة شر غير عادية، ولديهم أسبابهم ودوافعهم لهذه العداوة من تنافس ومحاولة الوصول للقمة أو تحقيق مآربهم بأى وسيلة، وهم يرون أن وجود هذا الأخر فى طريقهم يحول دون ذلك، والحرب مع هؤلاء تطول أو تقصر حسب قدرتك على الصمود فى حربهم، ومدى ذكاءك وقدرتك فى مواجهتهم، ومن المؤسف أن هؤلاء لا يدركون أبدا أن أسبابهم فى العداوة ورؤيتهم خاطئة بكل المقاييس الإنسانية والقدرية والفطرية، لأن لكل إنسان قدره الخاص به، رزقه، ولا ينتقص أحد منه، وإذا اقتنع كل إنسان وأمن بأن الرزق من الله وأن عليه السعى الشريف فقط فى الحياة والتوفيق من الله، وأن ما أصابه ما كان ليخسره لو وقف كل العالم ضده، وما خسره ما كان ليكسبه لو وقف العالم معه، لأن مقسم الارزاق هو الله وحده سبحانه وتعالى، فلو آمن قلب وعقل كل إنسان بذلك، لكفى نفسه شر الحروب والصراعات مع غيره ممن حوله بالمجتمع الكبير أو فى محيط مجتمعه الصغير من عائلة وأسرة، ولساد السلام والمحبة الوفاق مجتمعاتنا وأصبحنا نساند بعضنا البعض لا نحارب بعضنا البعض فى الأرزاق ومسببات النجاح، وقد يكون هؤلاء الأعداء لنا ليس لديهم حتى المبررات لمحاربتنا، فقط هم يعانون من أمراض نفسية وعقد التربية فى طفولتهم، فأصبحت أنفسهم مريضة بالشر ورغبة الإنتقام من كل ممن حولهم، يكرهون رؤية إنسان سعيد و ناجح ومستقر فى حياته، فيكرسون كل جهودهم وطاقاتهم لإفساد تلك السعادة والإطاحة بهذا الهدوء وتحويل حياة الأخرين إلى جحيم مستعر، ومن هؤلاء من نجدهم حولنا فى مجتمعنا الكبير أو حتى داخل العائلة، إنهم يكرهون أنفسهم ووجودهم لما أصابهم فى صغرهم من قهر وسوء معاملة، فأصبحوا كبراميل البارود المتحركة التى تنفجر وتنشر شرها وشرارها فى أى مكان تتواجد به، ولا أعتقد أن أحدنا لم يبتلى بمثل هذا الشخص فى حياته، حتى إنك مجرد أن تراه تشعر وكأن الكراهية والحقد تتفجر من عينيه وملامح وجهه الكئيب ولسانه الذى لا ينطق إلا بالسوء والشكوى من كل شىء وفقدان الشعور بالنعم التى بين يديه، وستشعر أن طاقة سلبية احتلت المكان الذى هو به، وأن الهواء النقى بالأكسجين تم سحبه صدرك وحل محله اختناق وانقباض، وهذا النوع من الأعداء المرضى النفسيين يمكن التغلب عليهم ببذل الكثير من الحب والإحتواء لهم، ومحاولة تغذية ثقتهم فى أنفسهم، و تذكيرهم بالنعم التى وهبها الله لهم، وحال الفشل فى دفع عداوتهم بالتى هى أحسن، علينا فورا تجنبهم ونصحهم باللجوء لطبيب نفسى، وهناك عدو ثالث هو الأخطر فى تصورى للإنسان على الإطلاق لأنه نابع من نفسه وملازم له كقرين السوء، ألا وهو الخوف.

. وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد

إقرأ أيضاً:

(الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!)

بمناسبة انتهاء موسم الصيف، وقرب إغلاق أبواب قرى الساحل الشمالى أقدم لك هذا الموضوع..

وقد تتعجب من عنوانى بل يمكنك أيضاً أن تتهمنى بالمبالغة عندما أصف المشكلة بأنها لا مثيل لها فى العالم!!

ويمكن أن تتهمنى كمان أن ورائى دوافع سياسية من وراء هذه المبالغة!!

وأرد على حضرتك..

بالتأكيد أن عنوانى فى محله والدولة على امتداد سنوات وسنوات بذلت جهودًا كبيرة فى تنمية هذا الساحل فشكرًا لها!

ومن حقك أن تسألنى وأين المشكلة إذن التى ليس لها مثيل؟

والإجابة أنها ظاهرة واضحة مثل الشمس.. فالساحل الشمالى يمتد على مسافة ٥٠٠ كيلو متر، ويعد من أطول سواحل البحر الأبيض المتوسط على مستوى شمال إفريقيا بل والشواطئ الأوروبية كمان.. وعدد القرى الموجودة بها ما يقرب من مائتى قرية.

وأسألك: هل يرضيك أن تظل هذه المنطقة عامرة بالناس ومختلف الأنشطة شهرين فقط فى السنة أو ثلاثة على الأكثر هى شهور الصيف ثم تخلو من سكانها والحياة كلها وأبواب الغالبية الساحقة من القرى السياحية مغلقة وحتى السنة القادمة وعليك خير!! وهذا الوضع لا يوجد له مثيل أبدا فى كل شواطئ البحر الأبيض المتوسط سوى عندنا فقط!!

المؤكد أن فيه حاجة غلط!!

وإذا أردت أن تبحث عن الخلل الموجود فانظر إلى ما قاله المهندس "حسب الله الكفراوي" رحمه الله فى حديث تليفزيونى قبل وفاته مع الصديق العزيز "سيد علي".

وهذا الرجل للعلم كان وزيرًا سابقًا للإسكان لسنوات طويلة ويسمى بالأب الروحى للمدن الجديدة.. فهو الذى وضع اللبنات الأولى للساحل الشمالى وبدأ فى إقامة القرى السياحية به، وكذلك بصماته واضحة فى مدن أكتوبر والعاشر من رمضان ومدينة السادات وغير ذلك.

سأله صديقى هل أنت راض عن أوضاع الساحل الشمالى حاليًا وأنت أول من قمت بتعميره؟

أجاب دون تردد: لأ طبعًا.. الدولة عندما فكرت فى تعمير هذه المنطقة كانت تتطلع إلى إقامة مجتمع متكامل.. زراعة وصناعة وجامعات وسياحة عالمية وغير ذلك من أوجه النشاط.. وليس فقط قرى سياحية.

ومؤسس الساحل الشمالى مات قبل أن يشهد التطورات المذهلة التى جرت.. والوحدات السكنية هناك أسعارها بالملايين.. والغريب أنك تجد من يشتريها من المصريين مع أنه لا يمكث فيها سوى أشهر قليلة من العام!!

والأخوة العرب زحفوا إلى هناك فأرتفعت الأسعار بطريقة فلكية فى الخدمات التى تقدم خاصة فى المناطق التى يطلق عليها الساحل الشرير!!

ولا يتمتع بخيراته وحفلاته ومهرجاناته إلا فئة ضئيلة جدًا من المصريين.

والمطلوب أمران تحديدًا ولا ثالث لهما.. وأعتقد أن حضرتك ستوافقنى عليهما..

أولهما تعمير الساحل الشمالى بإقامة مجتمع متكامل وليس فقط قرى سياحية.. وهذا ما أكده من وضع الأسس الأولى لهذا الساحل المهندس "حسب الله الكفراوي" رحمه الله.

والأمر الثانى بذل كل جهد ممكن ليكون الساحل الشمالى مكان جذاب للسياحة العالمية.. فهى منطقة حلوة قوى وعيب فى حق مصر أن تظل شبه مهجورة شهور طويلة حتى يحل علينا الصيف.

وهذه الأحلام لن تتحقق إلا بحوار مجتمعى حول أفضل الطرق لتحقيق ذلك.. يشارك فيه الناس بحيث تكون محل اهتمامك أنت شخصيًا مادمت تحلم مثلى لتعمير الساحل الشمالى.. والتنفيذ يتولاه أفضل الشركات من القطاع الخاص المصرية والعالمية!!

وهكذا يكون تقدم الأمم.. عمل جماعى ومناقشات حرة وليس مجرد قرارات حكومية تصدر من فوق بدون أى حوار وكأنها أوامر!!

 

مقالات مشابهة

  • (الساحل الشمالى.. مشكلة مصرية لا مثيل لها فى العالم!!)
  • الأسوة الحسنة
  • حدث رهيب ومشهدُ مهيب
  • شاهد بالصور: نعجة تلد مخلوق على شكل إنسان في هذه المحافظة اليمنية
  • الحشود اليمنية غير مسبوقة بيوم المولد النبوي تستنهض الأمة لمواجهة الأعداء
  • كيف نحتفل بالرسول؟
  • وزير الدفاع اللواء العاطفي يتوعد الأعداء بمفاجآت مؤثرة ومزلزلة
  • عدد من أعضاء مجلس الشورى لـ”الثورة”: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعكس تمسك الأمة بنبيها رغم مؤامرات الأعداء
  • وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان الرئيس المشاط بذكرى المولد النبوي
  • بابا الفاتيكان عن مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية: «كلاهما ضد الحياة»