كاسبرسكي تكشف عن عمليات خداع تستهدف جمهور iphone 16
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
مع استعداد شركة Apple لإطلاق هاتف iPhone 16، بدأ مجرمو الإنترنت في استغلال الحماس المحيط به من خلال عمليات خداع تستهدف الجمهور. ويُعد هذا الحدث أحد أكثر أحداث التكنولوجيا ترقباً لهذا العام، حيث يستعد الجمهور لاقتناء أحدث الأجهزة. ومع ذلك، اكتشف باحثو كاسبرسكي أن مصادر التهديد تغري المستخدمين بتزييف الطلبات المسبقة، وعروض المشترين الأوائل، والدعم الفني، وكل ذلك عبر مواقع إلكترونية مقنعة لا تسبب سوى الخسائر المالية.
ومن المقرر أن يتم الكشف عن هاتف iPhone 16 الجديد خلال حدث Glowtime اليوم الاثنين 9 سبتمبر 2024، وفق مواعيد إطلاق هواتف iPhone السابقة، فمن المتوقع توفر هاتف iPhone 16 للبيع في المتاجر يوم الجمعة 20 سبتمبر. وتشمل التحسينات المُتوقعة إمكانيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وشاشات أكبر، وإطارات أكثر أناقةً، ومجموعة جديدة من الألوان. بدأت الشائعات حول الهاتف بالانتشار خلال الصيف، مما أعطى المجرمين السيبرانيين تحذيراً مبكراً.
ومع اقتراب الحدث، اكتشف باحثو كاسبرسكي نشاطاً احتيالياً متعلقاً بالإطلاق. إحدى عمليات الاحتيال الشائعة التي يستخدمها الجناة هي تقديم فرصة لأول المستخدمين لطلب أحدث إصدار من هواتف iPhone مسبقاً بخصم يبلغ 40% تقريباً. ويتم توجيه الضحايا لموقع إلكتروني أنيق يعرض هواتف iPhone جديدة ويغريهم بأن «يكونوا ضمن أوائل من يستمتعون بالتكنولوجيا المتطورة». لكن وبمجرد النقر فوق الرابط، يُطلب من الضحايا إدخال معلومات الفوترة والشحن الخاصة بهم، مع خيار للدفع بواسطة تطبيق PayPal. يتم إنشاء فاتورة مزيفة عند النقر فوق «إضافة لسلة التسوق» أو «شراء»، مع الأخذ في الاعتبار الضريبة والشحن، بل وتقديم «شحن مجاني» للطلبات التي تزيد قيمتها عن 1,000 دولار.
بمجرد تأكيد الدفع، يدرك الضحايا سريعاً أن أموالهم قد اختفت من حساباتهم بدون استلام هاتف iPhone 16. والأسوأ هو وقوع المعلومات الشخصية للضحايا في أيدي المحتالين، والذين قد يبيعونها على الإنترنت المظلم.
بجانب ما سبق، اكتشف خبراء كاسبرسكي عرضاً مزيفاً للحصول على الدعم الفني لهاتف iPhone من أجل تحديثه. كما يزعم الموقع الإلكتروني المزيف أنه يوجّه المستخدمين لصفحة يمكنهم من خلالها الإبلاغ عن فقدان الهاتف أو سرقته، وصفحة أخرى لمساعدتهم في العثور على أجهزتهم. وأخيراً، ثمة خيار يمكّن الضحايا من الوصول لخدمة الصيانة. في المقابل، كل ما تطلبه الصفحة من الضحايا هو تسجيل الدخول بواسطة حساب Apple ID الخاص بهم.
قد لا يبدو ملء خانة واحدة فقط لبيانات الاعتماد أمراً خطيراً، إلا أن مستخدمي منتجات Apple يدركون أنه إذا قام شخص ما بسرقة حساب Apple ID الخاص بهم، فهو يتملك بذلك مقاليد التحكم بأجهزتهم. إذ يمكن للمحتالين الوصول للتفاصيل الشخصية مثل الاسم، وعنوان البريد الإلكتروني، والمزيد، وبيعها على الإنترنت المظلم. ويمكنهم التسلل لحساب iCloud الخاص بهم، والوصول لصورهم، ومستنداتهم، والنسخ الاحتياطية لأجهزتهم. ليس هذا فحسب، بل يمكنهم إجراء عمليات شراء غير مصرح بها بواسطة حسابات Apple ID، وعرض رصيد حسابات الضحايا، وسرقة الأموال من محفظة Apple Wallet الخاصة بهم. والأسوأ أنهم يستطعيون إغلاق أجهزة الضحايا والمطالبة بفدية.
قالت أولجا سفيستونوفا، الخبيرة الأمنية لدى كاسبرسكي: «كما هو الحال مع معظم الإصدارات التكنولوجية الجديدة، فقد أثار إطلاق هاتف iPhone 16 حماسةً هائلةً. ويسارع المجرمون السيبرانيون لاستغلال هذه الضجة، ولذلك يجب أن يكون المستهلكون أكثر يقظةً وحذراً في أوقات كهذه بالتحديد. عند إجراء عمليات شراء جديدة، يجب الالتزام بالقنوات الرسمية، والتشكك بشأن الصفقات التي تبدو أفضل من أن يتم تصديقها، والتحقق دائماً من الروابط قبل مشاركة أي معلومات شخصية. ويعتمد المخادعون على قلة حذر المعجبين المتحمسين، ولذلك تُعد اليقظة ضرورية للغاية.»
لتجنب الوقوع ضحية لمثل هذه الخدع، يوصي خبراء كاسبرسكي بما يلي:
التزم بالقنوات الرسمية: قم بشراء أو طلب هاتف iPhone 16 مسبقاً من خلال تجار التجزئة الرسميين مثل الموقع الإلكتروني لشركة Apple أو شركائها الموثوقين حصراً. تجنب النقر على الروابط من مواقع إلكترونية غير مألوفة أو رسائل البريد الإلكتروني الترويجية، بغض النظر عن مدى إغراء الصفقات.
حافظ على الشك دائماً حيال الصفقات التي تبدو أفضل من أن تكون حقيقية: غالباً ما يغري المجرمون السيبرانيون الأشخاص بعروض خصومات كبيرة أو وصول مبكر. إذا كان العرض جيداً لدرجة يصعب تصديقها، مثل خصم بنسبة 40% أو وصول حصري للطلب المسبق، فمن الأرجح أنه خدعة.
تحقق جيداً من الروابط وعناوين البريد الإلكتروني: غالباً ما يصمم المخادعون مواقع إلكترونية مزيفة تبدو مطابقة للمواقع الشرعية. تأكد دائماً من أن الروابط تبدأ بعنوان https:// وتطابق نطاق شركة Apple الرسمي. وبالمثل، كن حذراً من رسائل البريد الإلكتروني ذات العناوين التي تبدو غير رسمية.
لا تشارك معلوماتك الشخصية: كن حذراً من أي موقع إلكتروني أو بريد إلكتروني يطلب معلومات حساسة مثل تفاصيل البطاقة الائتمانية، أو أرقام التعريف الشخصية، أو كلمة مرور حساب Apple ID. لن تطلب منك شركة Apple مطلقاً هذا النوع من المعلومات عبر رسائل البريد الإلكتروني أو الروابط غير المرغوب فيها.
فعل المصادقة الثنائية (2FA): قم بحماية حساباتك عبر الإنترنت، وخاصة تلك المرتبطة بطرق الدفع، باستخدام المصادقة الثنائية. حيث تزيد هذه الطبقة الإضافية من الأمان صعوبة وصول المحتالين للمعلومات الشخصية.
تحقق من أخبار الطلب المسبق: إذا سمعت عن عرض خاص أو صفقة طلب مسبق، تأكد من ذلك على الموقع الرسمي لشركة Apple أو قنوات الأخبار الموثوقة.
راقب نشاط جهازك وأبلغ عن المعاملات المشبوهة: إذا تلقيت بريداً إلكترونياً مشكوكاً فيه، أبلغ شركة Apple أو السلطات المختصة.
أبلغ عن العروض المشبوهة: إذا صادفت موقعاً إلكترونياً مشبوهاً أو بريداً إلكترونياً تصيدياً، أبلغ شركة Apple. يمكن أن يساعد ذلك في حماية المستخدمين الآخرين من الوقوع ضحيةً للخداع.
استخدم حلاً أمنياً موثوقاً: ستحميك الحلول الأمنية المؤتمتة مثل Kaspersky Premium، الحائز على جوائز، من جميع عمليات الخداع المعروفة وغير المعروفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البرید الإلکترونی هاتف iPhone 16 شرکة Apple
إقرأ أيضاً:
كييف عادت مستباحة.. كيف تعلم الروس خداع باتريوت الأميركي؟
كييف- بعد يوم صاخب بصافرات الإنذار وأصوات الضربات الصاروخية الروسية، ثم سيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة والدفاع المدني وغيرها، دخل سكان العاصمة كييف في صمت وحداد لم يشهدوه منذ بداية الحرب، حزنا على 12 قتيلا و87 مصابا، هم سكان مبنى سكني، استهدف -أول أمس الخميس- داخل حي سفياتوشينسكي بالمدينة، فدُمر بالكامل.
لاحقا، كشف الأوكرانيون عن أن الصاروخ الذي استخدم لضرب المبنى "باليستي كوري شمالي من طراز كي إن-23″، قامت روسيا بتطويره ليصبح عالي الدقة، وفشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.
وجدد وصول الصاروخ إلى هدفه تساؤل الأوكرانيين عامة، وسكان كييف خاصة، عن حقيقة قوة ونجاعة دفاعاتهم الجوية، التي يتصدرها نظام "باتريوت" الأميركي، بعد سنوات من "أمان نسبي" عززته تلك الدفاعات.
وتعرضت العاصمة كييف لعدة ضربات خلال الأسابيع الماضية، من الصواريخ والمسيّرات الهجومية، رغم أنها تمت بأعداد قليلة نسبيا، إذا ما قورنت بضربات العامين 2023 و2024.
تكتيك التركيز
أول إجابة عن هذه التساؤلات قدمتها القوات الجوية الأوكرانية، بالإشارة إلى أن الروس اتبعوا تكتيكا جديدا منذ نحو 40 يوما، يركزون من خلاله على ضرب أهداف في مقاطعة أو مدينة معينة أكثر من غيرها يوميا، ومن عدة جهات في آن واحد، ثم ينتقلون في اليوم التالي إلى أهداف في مقاطعة أو مدينة أخرى.
إعلانبهذا، تُكثف الضربات على منطقة معينة، الأمر الذي يصعّب على دفاعاتها تدمير كل الصواريخ والمسيرات، ومن ثم يحقق نجاحا أكبر للروس، زادت نسبته من نحو 30% في بداية 2024 إلى ما يتجاوز 60% مؤخرا.
وبسبب التكلفة العالية لمنظومات باتريوت الأميركية و"إريس" الألمانية وغيرها، أحجمت أوكرانيا عن استخدام هذه النظم المتطورة لإسقاط المسيّرات المنخفضة التكلفة والمحدودة الأثر، وخصصتها لاعتراض الصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية حصرا.
لكن هذه النظم أخفقت مؤخرا في اعتراض كثير من تلك الصواريخ -كما حدث في كييف- والسبب يكمن في قدرة الروس على "خداع باتريوت"، حسبما يرى الخبير فاليري رومانينكو، الباحث في جامعة "ناو" للطيران.
وقال رومانينكو للجزيرة نت إن نظام الدفاع الجوي باتريوت هو الوحيد القادر على تدمير الصواريخ الباليستية، لكن الروس طوروا صواريخهم على النحو التالي:
عززوا قدرتها على المناورة وسلوك مسارات ملتوية ومعقدة، تصعب اعتراضها، خاصة أن نظام "باتريوت" يحدد قبل إطلاق صواريخه نقطة التقاء مع الهدف الجوي. اعتمدوا "الفخاخ" في صواريخ "إسكندر" الباليستية، وهي أجسام مدمجة مع الصاروخ، يصل عددها إلى 6، وعندما تنفصل في لحظة معينة، تشتت قدرة نظام الدفاع الجوي، وقد تخدعه بنجاح.ويتطرق الخبير كذلك إلى "عيوب" تكشفت في نظام باتريوت، حدّت من قدرته على مواجهة الصواريخ المطورة بالتكتيكات الروسية الجديدة.
يوضح ذلك للجزيرة نت بقوله إن "الروس يأخذون بالاعتبار حقيقة أن رادار باتريوت يعمل بشكل مقطعي مقداره 90 درجة قبل أن يغير الزاوية إلى أخرى، وليس بطريقة الدوران 360 درجة التقليدية".
ويضيف أن "صواريخ باتريوت المضادة تنطلق على مسافة تتراوح بين 25 و35 كيلومترا من اقتراب الهدف الجوي، فإذا كانت الصواريخ قادمة من اتجاهات مختلفة نحو هدف واحد، وتبتعد عنه مسافة متقاربة، فلن يكون لدى باتريوت ببساطة الوقت لإعادة التصويب على جميعها. لقد استفاد الروس من هذا العيب استفادة كاملة".
إعلانهذا بالإضافة إلى عجز باتريوت عن اعتراض الصواريخ الباليستية التي تسلك مسارات غير تقليدية، ملتوية ومعقدة، وفق ما ذكره الخبير أعلاه.
مطالب بمزيدومع ذلك، يبقى باتريوت أفضل نظام دفاع جوية تستخدمه أوكرانيا منذ أواخر عام 2022، لأنه "فعال للغاية"، كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أسابيع.
وجدد زيلينسكي، أمس الجمعة، مطالبة "الشركاء" في الدول الغربية بمزيد من "باتريوت" وغيره من نظم الدفاعات الجوية، وكذلك فعلت وزارة الخارجية.
لكن الأمر لا يسير كما تشتهي أوكرانيا بسبب إحجام الإدارة الأميركية عن تخصيص أي دعم عسكري جديد لكييف، أو مباركة أي مبادرة غربية في هذا الصدد.
بدوره، كشف المحلل العسكري إيفان ستوباك -وهو خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، ومستشار سابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني- عن أنه "بوصول الرئيس ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، تعثرت محاولات أوكرانيا لشراء أنظمة باتريوت اعتمادا على أموال الأصول الروسية المجمدة في الغرب".
ولفت في حديث للجزيرة نت إلى أن "سعر النظام الواحد ارتفع من 1.5 مليار دولار في أولى سنوات الحرب إلى 1.8 مليار حتى فبراير/شباط الماضي، وهذا يصعب الأمر على ميزانية البلاد، التي تعتمد بنسبة كبيرة على دعم الحلفاء".
حلم البدائلويبدو كأن أوكرانيا في طريق مسدود مخرجه الوحيد ما يتكرم به "الحلفاء"، إن صح التعبير، والمحاولات المحلية لتطوير أنظمة بديلة. ولمّح الرئيس زيلينسكي فعلا إلى ذلك في 23 فبراير/شباط الماضي، في أثناء مؤتمر صحفي عقد بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبداية الحرب (في 24 فبراير/شباط 2022)، إذ قال إن بلاده تعمل على تطوير نظام محلي على غرار باتريوت.
وهذا الحلم قد يكون تحقيقه صعبا وبعيدا، لكنه ممكن، حسب الخبير رومانينكو، الذي يرى أن "أوكرانيا طورت كثيرا من أنظمتها الصاروخية الهجومية منذ بداية الحرب، وتحولت للاعتماد بنسبة 96% على المسيّرات الفعالة محلية الصنع بدءا من الصفر".
إعلانومن ثم، يضيف رومانينكو، "لا نستبعد قدرتها على إحداث نقلة نوعية في مجال الدفاع الجوي، لاعتراض الصواريخ أو المسيرات بكفاءة وتكلفة أقل".