بروكسل "العُمانية": فاز المؤلّف - رسام الرسوم المتحركة الفرنسي /آتيان دافودو/ بجائزة "الأولى للرواية المصورة" في بلجيكا للعام 2024 ضمن فئة "آتوميوم" من خلال ألبومه "لوار". وتفوق الألبوم الفائز على تسع روايات مصورة أخرى تم انتقاؤها للمرحلة النهائية.

وقد اختارت لجنة التحكيم مكافأة حكاية "حب وحرية" دارت أحداثها على ضفاف نهر خلاب وآسر.

وعدّت اللجنة في مسوغات اختياراتها أن /آتيان دافودو/ من خلال هذه الرواية المصورة التي تذكرنا بمدى قدرة الطبيعة على المواساة، يتساءل عن قوة الروابط التي تجمع بين البشر بعد الموت. وأوضحت أن النهر، وسط الضوضاء التي تخلقها الذكريات والأسرار، يمثل قوة مهدئة تمنع مأساة الترسيخ المفرط وتمنح الحب فرصة للانتصار.

وأضافت لجنة التحكيم أنها تكافئ، هذه السنة، حكاية تتجنب فخ العاطفة لتدعونا إلى الوداعة، مشيرة إلى أن هذا التوازن ليس بالأمر السهل في العصر الحالي. وقالت إن المؤلف يذكرنا بمدى قدرة الطبيعة على مواساتنا إذ لم تتعرض للتدمير.

و/آتيان دافودو/ هو مؤلف ورسّام فرنسي حائز على عديد الجوائز مثل "بوم الكبير 2013". وقد تم تحويل كتابيه "مات رجل" و"لولو سيدة عارية" إلى السينما. كما ترجمت أعماله إلى لغات أخرى، بما في ذلك في آسيا، وخاصة كتاب "الجهلاء وقانون الأرض".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ساكو الأخير.. حكاية الذهب اليدوي في عنجر اللبنانية

 بيروت- "الأرمن ذهب لبنان"، هكذا يختصر ساكو شانكيان، أحد آخر الحرفيين الأرمن، علاقته بحرفة صياغة الذهب اليدوي، التي تحتضر ببطء في لبنان، كما هي الحال في العالم أجمع.

هذه المهنة التي كانت ركيزة اقتصادية وثقافية لجالية أرمنية عريقة، تنزوي اليوم تحت وطأة آلات المصانع الحديثة، التي تنتج آلاف القطع في ساعات، لكنها تفتقر إلى "الروح"، على حدّ تعبيره.

من حلب إلى عنجر

وترتبط علاقة الأرمن بحرفة صياغة الذهب يدويا بتاريخ نزوحهم الكبير من تركيا إلى لبنان عام 1920. يومها، حملوا معهم أدواتهم ومهاراتهم وأسّسوا نواة لقطاع اقتصادي مهم في بيروت، بلغ ذروته في ستينيات القرن الماضي بسوق الذهب الملاصق لساحة الشهداء، الذي تحوّل إلى مقصد للسياح العرب والأجانب، حتى في أوج الحرب اللبنانية.

عقد يرجع تصميمه لـ300 سنة صنعه يدويا الصائغ ساكو  (الجزيرة)

يستعيد ساكو ذكرياته قائلا إنّه تتلمذ على يد دانكستو هانكسيان وريج دارنبايان في أربعينات القرن الماضي، وكانا أول من أنشأ ورشا لصياغة الذهب يدويا في الأشرفية والدورة، قبل أن تنتقل لاحقا إلى برج حمود.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت: "توسّعت المهنة مع قدوم آل بوغوصيان من حلب، وازدهرت بسرعة في عنجر ضمن التجمعات الأرمنية".

إعلان بين التكنولوجيا والشغف.. الحرفة في مهبّ الريح

لكن ذلك العصر الذهبي بات من الماضي. "لم يبقَ من الحرفيين اليدويين إلا قلة قليلة"، يقول ساكو بأسى. ويشرح أن السوق اللبناني بات يعجّ بذهب مستورد من تايوان والصين، في حين تنتج نحو 400 ورشة حديثة آلاف القطع يوميا، مما دفع بحرفته نحو التراجع الكبير: "كنت أُصنّع أو أرمم 20 كيلو سنويا، أما اليوم فلا أُنجز أكثر من كيلوين".

ويمتد الوجود الأرمني في لبنان لأكثر من 3 قرون، لكن الموجة الأكبر من النزوح كانت بين عامي 1916 و1939. واليوم، يتراوح عدد الأرمن اللبنانيين بين 150 و160 ألفا، يشغل بعضهم مناصب سياسية، ويتمسكون بلغتهم وهويتهم وحرفهم، وعلى رأسها صياغة الذهب. فهل هناك جيل جديد يحمل الشعلة؟

العثور على حرفيين يدويين لتصميم الذهب أصبح أمرا نادرا بحسب خبراء (الجزيرة)

يؤكّد ميكيل شانكيان (نجل ساكو) أنّه يتعلّم أسرار المهنة من والده، ويعمل على تطوير مهاراته لإحياء هذا التراث: "أؤمن بوجود زبائن يقدّرون الخاتم أو العقد المصنوع يدويا، لأنه يحمل فنا راقيا وجودة عالية، ويُكمل شخصية من يرتديه".

رغم اعترافه بصعوبة مواجهة التكنولوجيا الحديثة، يشير شانكيان إلى أنّ ارتفاع سعر كيلو الذهب إلى 100 ألف دولار يمثل عائقا كبيرا، يُضاف إلى اكتساح المعامل الكبرى للسوق. لكنه يصرّ على الاستمرار: "أنا مُصر على المواجهة كي أرضي ضميري، وأحافظ على ريادة أهالي عنجر في هذا المجال".

 ماذا يقول خبراء السوق؟

يشير هادي جبارة، خبير تصنيع الذهب وتقييم الألماس، إلى أن العثور على حرفيين يدويين أصبح أمرا نادرا: "نواجه صعوبة في تلبية طلبات بعض الزبائن، خاصة المغتربين وهواة القطع الفريدة".

ويضيف للجزيرة نت "نحن في زمن التكنولوجيا الحديثة، يجب أن نكون واقعيين. السوق اللبناني يعتمد كليا تقريبا على إنتاج المعامل الحديثة، التي يديرها محترفون معظمهم من الأرمن".

إعلان

ويلفت جبارة إلى أن القطاع يشهد نموا كبيرا داخليا، بسبب لجوء اللبنانيين إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمة الاقتصادية، ويضيف: "لامس حجم التصدير إلى الخارج 90% من الكميات المصنعة محليا أو المعاد تصديرها".

لكن رغم هذا النمو، فإن جبارة يعترف بأن المنتج الآلي لا يضاهي في قيمته الفنية القطع المصنوعة يدويا: "الآلات تنتج ألف خاتم مرصع بالألماس خلال ساعات، لكن السوق لا ينتظر أحدا".

ويبقى السؤال مطروحا: هل تُنقذ الدولة اللبنانية، أو حتى مؤسسات المجتمع الأرمني، هذه الحرفة قبل أن تندثر؟ وهل يجد الجيل الجديد ما يكفي من الشغف والدعم ليواصل طريق ساكو، آخر الحرفيين في عنجر؟

مقالات مشابهة

  • ليلة ماطرة الأفضل.. مهرجان SITFY-Georgia يعلن عن جوائز دورته الأولى
  • اتحاد الكرة المصرية يعلن ختام المرحلة الأولى لمعسكر الحكام
  • محافظ طرطوس يلتقي فريق من لجنة تقصي الحقائق بالأحداث التي شهدتها المحافظة مؤخراً
  • إعادة الأمل.. حكاية سيدة عراقية تنذر حياتها لإزالة الألغام
  • لجنة بيل البريطانية.. اللبنة الأولى في مشروع تقسيم فلسطين
  • ساكو الأخير.. حكاية الذهب اليدوي في عنجر اللبنانية
  • سفيرا بلجيكا وهولندا يزوران منطقة حفريات دير البرشا بملوي في المنيا.. صور
  • بلجيكا تستبعد توقيف نتانياهو إذا تواجد على أراضيها
  • جائزة اليابان.. بياستري يتصدر التجربة الحرة الثانية
  • نوريس يتصدر «التجربة الأولى» في «جائزة اليابان»