"عندما أرغب في استبدال بناية جديدة ببناية قديمة فعليّ هدم القديمة" (تيودور هيرتزل)

عشرات العائلات الفلسطينية دفنها القصف الإسرائيلي فجر العاشر من أيلول/ سبتمبر، مع خيامها التي أوت إليها في منطقة المواصي بخانيونس في قطاع غزّة. سيدور السؤال عن الرسائل والأهداف الإسرائيلية من هذه المجزرة التي استهدفت بنحو مفضوح مكانا لإيواء النازحين؛ سبق لـ"إسرائيل" وأن صنفته مكانا إنسانيّا آمنا.

وكالعادة أصدر جيش الاحتلال بيانه مضمنا كليشيهاته التي يبصق بها على العالم عادة، بالزعم أنّه استهدف مقرّات عسكرية لحركة حماس بين خيام النازحين، وزادها سخرية هذه المرّة، بادعائه "اتخاذ العديد من الخطوات للتخفيف من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة، والمراقبة الجوية، ووسائل إضافية".

ليس ثمّة حاجة لمناقشة الأكاذيب الإسرائيلية، بما في ذلك هذا الاستخفاف المريع بالعالم بادعاء استخدام الذخائر الدقيقة والحرص على تجنيب المدنيين القصف، لكننا بحاجة لمناقشة السؤال المتكرّر عند كل مجزرة إسرائيلية عن رسائل الاحتلال المرادة منها، وبالرغم من الخطأ في هذا السؤال، فإنّه ينطوي على معنى مهمّ من حيث استخفاف الإسرائيلي بالدم الفلسطيني، بجعله المجازر بريدا لرسائله. فالمدنيون الفلسطينيون، وأماكن إيواء النازحين، وعموم معالم الحياة الحضرية والعمرانية، وجميع أشكال التشبث بالحياة وإرادة تجاوز التدمير الممنهج؛ كالإدارات المحلية والمرافق الصحية والدفاع المدني ونقاط توزيع المساعدات، ذلك كلّه يحوّله الإسرائيلي إلى صندوق بريد من الدم والنار، إلا أنّ الخطأ في السؤال في عزله الضمنيّ للمجازر الإسرائيلية عن بعضها وعن سياقها التأسيسيّ الواسع.

بالتأكيد لا ننفي وجود أغراض آنية من كلّ مجزرة قد تندرج في سياق سياسيّ جار، ولكنّ ذلك كلّه جزء مما هو أوسع، وقائم على أساس سابق، فمجزرة المواصي هذه تنضمّ إلى مجزرة المواصي السابقة في تموز/ يوليو الماضي، وهما بعض من المجازر الناجمة عن الاستهداف المتعمّد لأماكن إيواء النازحين، وهذه المجازر كلّها صور أخرى من حرب الإبادة الشاملة، التي استهدفت بنحو شديد الوضوح، لا يقبل الالتباس أو التساؤل، إزاحة الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة عن فلسطين. وقد بلغ ضحايا الإزاحة هذه حتى اللحظة 41 ألف شهيد، وأكثر من 94 ألف مصاب، في غمرة النزوح المفتوح الشامل، حرب الإبادة هذه، استمرار صهيونيّ بديهيّ لحرب الإبادة في العام 1948، إذا كان المقصود من ذلك إبادة الوجود الفلسطيني في الأرض الفلسطينية، فبقطع النظر عن النقاش المفاهيمي، حول الاختلاف بين الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فإنّه من الممكن وضعهما في إطار أوسع، وهو "المحو"وفي قبضة حصار التجويع، وبين ركام الحياة المدمّرة بالكامل، وفي تجسيد عمليّ لعدّ الغزّيين مذنبين كلّهم، وتصويرهم بالحيوانات البشرية، والدعوة لتجويعهم حتى الموت أو الاستسلام، والإعلان الصريح عن مخطّط تهجيرهم، وقد بلغ الاختلال العقلي والانحطاط الأخلاقي، عند بعض رؤوس الاحتلال، حدّ الدعوة إلى ضرب الفلسطينيين في غزّة بالقنابل النووية، وقتل عشرات الآلاف منهم في ضربة واحدة لا على دفعات!

حرب الإبادة هذه، استمرار صهيونيّ بديهيّ لحرب الإبادة في العام 1948، إذا كان المقصود من ذلك إبادة الوجود الفلسطيني في الأرض الفلسطينية، فبقطع النظر عن النقاش المفاهيمي، حول الاختلاف بين الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فإنّه من الممكن وضعهما في إطار أوسع، وهو "المحو"، وهو التعبير الذي استخدمه وزير مالية الكيان الإسرائيلي، زعيم حزب الصهيونية، بتسلئيل سموتريتش، حينما دعا مرّة إلى "محو" بلدة حوّارة جنوبيّ نابلس. فالوجود الإسرائيلي تأسّس على عملية محو شاملة، محو الذاكرة التاريخية للأرض الفلسطينية، وإحلال ذاكرة أخرى أسطورية مصطنعة لتسويغ الاستعمار الصهيوني لفلسطين، ومحو الهوية القومية والكيانية السياسية للسكان الأصليين، وقد استمرّ هذا المحو مطّردا بنزع إنسانية الفلسطينيين وإهدار كرامتهم الآدمية، وليس فقط بنفي حقهم السياسي وهويتهم القومية الخاصة، ثمّ كانت أشكال المحو الأكثر عنفا وماديّة، بإزاحة الوجود الفلسطيني عن فلسطين، سواء بالترحيل (الذي يسميه البعض التطهير العرقي)، أو بالقتل الواسع كما في حرب الإبادة الجماعية الجارية الآن، وبهذا يتبين تراكب عمليات المحو هذه على بعضها، لانطلاقها من عقيدة واحدة، وقصدها الغرض ذاته، بحيث لا تختلف جوهريّا الإبادة الجماعية عن التطهير العرقي، ولا الإبادة المادية عن المعنوية، فنفي المعنى نفي وجود في حقيقة الأمر.

تتأسس عقيدة نفي الفلسطيني عن فلسطين على الطبيعة الكولونيالية الخاصّة للاستعمار الصهيوني الاستيطاني في فلسطين، المحاكي لنماذج الاستعمار الأوروبية التي أبادت أمما وشعوبا كاملة في قارات العالم الجديد، ولأجل تحقيق الغرض الغربي من تأسيس الكيان الاستيطاني اليهودي في فلسطين، لا بدّ من فرض أكثرية يهودية لا يمكن لها التحقّق إلا بمحو الفلسطينيين، وقد تطلّب ذلك كلّه صياغة سردية تقوم عليها الأيديولوجيا الصهيونية وتتكفل بمهمة الاستقطاب الاستيطاني، بخلق ذاكرة قومية تاريخية متخيلة لمجتمع المستوطنين، تنفي بدورها الحقيقة الماثلة للسكان الأصليين وما تتصل بها من ذاكرة تاريخية لهم. وهذه الذاكرة المتخيلة لمجتمع المستوطنين، تنهض على خطاب إبادة صريح، كما يقول بن غوريون، عن التواصل التاريخي من يشوع بن نون الذي أباد البلدات التي دخلها في أرض كنعان إلى "جيش الدفاع الإسرائيلي"، فلا فرق هنا بين بن غوريون ومائير كاهانا، ولا بين الصهيونية العلمانية والصهيونية الدينية؛ من حيث الموقف من سكان الأرض الأصليين.

يتضح بذلك خطأ الفصل، أيْ فصل المجازر الإسرائيلية عن بعضها، وفصل عمليات المحو الإسرائيلية عن بعضها، وفصل راهن السياسات الإسرائيلية عن ماضيها، وفصل تيارات الاحتلال ومؤسساته عن بعضها، من حيث الموقف من الفلسطيني، فمثلا جرى، من بعض المعقّبين، تفسير الحملة الإسرائيلية الأخيرة على مخيمات شماليّ الضفّة الغربية بسياسات حكومة نتنياهو المعززة بالتيار الديني القومي، واستُخدِمت الخلافات الإسرائيلية الداخلية في تأكيد هذا التفسير الغريب، وكأنّ تاريخ العنف الإسرائيلي بدأ للتوّ مع سموتريتش وبن غفير! وكأنّ الأخيرين هما من كان يقتل الفلسطينيين في الضفّة الغربية طوال العقود الماضية لا الجيش ولا "الشاباك"!

إذا كان من الخطأ أخذ حوادث المحو الإسرائيلي للوجود الفلسطيني معزولة عن بعضها، وكأنها حوادث عابرة أو طارئة أو متحوّلة عن التحوّلات الإسرائيلية الداخلية، فمن الخطأ الأكبر تفسيرها بالفعل الفلسطيني المقاوم
لا يُجمع الإسرائيليون على شيء إجماعهم على ضرورة اجتثاث أيّ ظاهرة مقاومة للفلسطينيين في الضفّة الغربية قبل تناميها واتساعها وتطوّرها، ويتولّى مسؤولية ذلك تخطيطا وتنفيذا الجيش و"الشاباك"؛ ولكنّهم قد يختلفون على أدوات الاحتواء الناعم، وعلى مستويات الاستيطان و"الاستفزاز" وأشكالهما.

هنا لا ينبغي كذلك فصل سياسات المحو عن بعضها كالتفريق بين المحو العنيف، كما في القتل والتهجير المدفوع بالقتل كذلك، والمحو الناعم الهادف إلى تجريد الفلسطينيين من تصوّرهم عن أنفسهم بنفي تاريخهم وهويتهم السياسة وتجريف وعيهم بجعل الاقتصاد بديلا عن حقوقهم القومية وعن هويتهم السياسية، مع تحفّز سياسات المحو العنيف دائما، المتفطّن دائما لاحتمالات مقاومة الشعب الحيّ، والمتصل، أي تحفّز المحو العنيف، بالوعي الصهيوني الأيديولوجي التأسيسي بضيق هذه الأرض على قوميتين اثنتين، من التاريخ المتخيل المكوّن لذاكرة مجتمع المستوطنين، وصولا لمقولات هرتسل، ومقولات الصهيونيين المسيحيين واليهود عن الأرض التي زعموها "بلا شعب لشعب بلا أرض".

وإذا كان من الخطأ أخذ حوادث المحو الإسرائيلي للوجود الفلسطيني معزولة عن بعضها، وكأنها حوادث عابرة أو طارئة أو متحوّلة عن التحوّلات الإسرائيلية الداخلية، فمن الخطأ الأكبر تفسيرها بالفعل الفلسطيني المقاوم، كما يفعل عدد من المثقفين اليوم، الذين يفسّرون أفعال الإبادة والمحو الإسرائيلية بتمرّد الفلسطيني على محاولات محوه متعددة الأدوات والأوجه، وكأنّه لولا فعل الضحية ما كانت الإبادة. وفي مثل هذه التصورّات من التناقض الفكري والاختلال الأخلاقي ما فيها، ممّا بيّنا بعضه سابقا، وسنبيّن بعضه لاحقا؛ إن شاء الله.

x.com/sariorabi

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال المجازر الإبادة الصهيونية غزة الاحتلال مجازر الصهيونية الإبادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الإسرائیلیة عن حرب الإبادة عن بعضها من الخطأ

إقرأ أيضاً:

في يومهم الوطني.. أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية

غزة – في يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل/ نيسان من كل عام، تواصل إسرائيل منذ 18 شهرا حرمان الأطفال في قطاع غزة من أبسط حقوقهم جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها، ما تسبب في مآس إنسانية جسيمة من قتل وتهجير وتيتيم وتجويع.

ففي الوقت الذي يجهز فيه أطفال العالم حقائبهم صباح كل يوم استعدادا ليوم دراسي حافل، يستيقظ أطفال غزة على دوي انفجارات ضخمة ومشاهد للموت والدمار بينما عاد عشرات الآلاف منهم لتجهيز حقائبهم استعدادا لإنذارات الإخلاء الإسرائيلية.

وبينما يداوي أطفال العالم جراحاتهم بتقربهم من والديهم خلال فتراتهم الحرجة، فإن عشرات الآلاف من أطفال غزة باتوا أيتاما، وفق ما تؤكده تقارير إحصائية وحقوقية.

ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60 بالمئة من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاماً 43 بالمئة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

هذه الإبادة لاحقت الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن التي حددتها اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز “18 عاما”.

وخلال أشهر الإبادة، قتلت إسرائيل بغزة نحو 17 ألفا و954 طفلا بحسب بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان، عشية يوم الطفل الفلسطيني.

فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، في 1 أبريل الجاري، إن 322 طفلا قتلوا وأصيب 609 آخرون منذ استئناف إسرائيل الإبادة الجماعية وخرقها وقف إطلاق النار في 18 مارس/ آذار الماضي.

وأضافت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، أن الأطفال بغزة أُجبروا على العودة إلى دائرة مميتة من العنف عقب انهيار وقف إطلاق النار، ودعت جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم في إطار القانون الإنساني الدولي.

وفي 18 مارس الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

** قتل أطفال خدج

في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى “النصر” للأطفال غرب مدينة غزة، وأجبر الطواقم الطبية على المغادرة تحت ترهيب النيران، فيما رفض إجلاء الأطفال الخدج، ما تسبب بوفاة 5 منهم، وفق ما أوردته وزارة الصحة بالقطاع آنذاك.

بعد الانسحاب من حي النصر بغزة، تم العثور على جثث هؤلاء الخدج الخمسة متحللة داخل الحضانات وعلى أسرة المستشفى بعدما فرض عليهم الجيش الإسرائيلي الانقطاع عن العلاج اللازم لبقائهم على قيد الحياة.

** قتل أطفال دون عام

وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيان، بأن الجيش الإسرائيلي قتل من بين إجمالي الضحايا الأطفال نحو 274 رضيعا.

وقال إن هؤلاء الرضع “ولدوا واستشهدوا تحت القصف الإسرائيلي”.

فيما أوضح أن 876 طفلا دون عام واحد قتلتهم إسرائيل على مدى أشهر الإبادة الجماعية.

** الاستهداف بالحرمان من الحقوق

ومنذ بدء الإبادة، قتلت إسرائيل فلسطينيين بينهم أطفال وذلك بحرمانهم من حقوقهم الأساسية بالسكن والمأكل والمشرب ومنع الإمدادات الرئيسية والمساعدات عنهم.

ورغم التحذيرات الدولية من خطورة هذه الإجراءات التي تسببت بوفاة العشرات بينهم أطفال، تواصل إسرائيل هذه السياسة وتستخدمها سلاحا ضد الفلسطينيين.

الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قال إن 52 طفلا قضوا بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية وسوء التغذية الممنهج.

فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عبر بيان في 23 مارس الماضي، إن 3 آلاف و500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والجوع.

إلى جانب ذلك، فإن حرمان الأطفال من السكن بعدما دمرت إسرائيل معظم منازل القطاع بنسبة بلغت 88 بالمئة من البنى التحتية، ومنعها لاحقا إدخال خيام النزوح والبيوت المتنقلة “الكرفانات”، أدى إلى مقتل 17 طفلا جراء البرد القارس داخل الخيام المهترئة.

ورغم التحذيرات الدولية من خطورة تعرض الأطفال للبرد القارس والشتاء والمطالبات بإدخال الخيام والكرفانات لتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين، تعنتت إسرائيل وأصرت على مواصلة ممارسات الإبادة.

كما يحرم الأطفال من حقهم في التعليم، الذي ما لبثوا أن استعادوه لأقل من شهر خلال فترة وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل سرعان ما فتكت به.

** أطفال مبتورون

قال ملك الأردن عبد الله الثاني، في 2 مارس الماضي، إن في قطاع غزة أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم مقارنة بعدد السكان.

هذا ما أكده المفوض العام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، حينما أعلن في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وجود “جائحة إعاقة” بقطاع غزة.

وقال في منشور على منصة إكس آنذاك، إن “غزة تضم الآن أعلى معدل في العالم من مبتوري الأطراف من الأطفال نسبة لعدد السكان، كثير منهم فقدوا أطرافهم وخضعوا لعمليات جراحية دون تخدير”.

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عبر بيانه في 23 مارس، إن 4 آلاف و700 فلسطيني تعرضوا لحالات بتر جراء الإبادة الإسرائيلية، بينهم 18 بالمئة من الأطفال.

** أطفال أيتام

قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيانه السابق، إن 39 ألفا و384 طفلا بغزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما خلال الإبادة.

وأفاد بأن حوالي 17 ألف طفل من بين هؤلاء حرموا من كلا الوالدين، ليجدوا أنفسهم في مواجهة قاسية مع الحياة دون سند أو رعاية.

وأضاف: “يعيش هؤلاء الأطفال في ظروف مأساوية، حيث اضطر الكثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي”.

وبحسب تقارير حقوقية سابقة، فإن سبب ابتعاد الأطفال عن ذويهم هو القتل أو الاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي.

وفي فبراير/ شباط 2024، قال مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس بالخصوص، “إن لكل طفل من هؤلاء قصة مفجعة”.

كما تسبب انفصال الأطفال عن ذويهم بتحملهم أعباء ومسؤوليات أكبر من أعمارهم فباتوا مسؤولين عن توفير الطعام والشراب لعائلاتهم ومقومات الحياة الأخرى، حيث انخرط مئات منهم في العمالة.

** ضغط نفسي

في 16 مارس الماضي، حذرت منظمة اليونيسف من أن الأطفال في فلسطين يواجهون أوضاعا “مقلقة للغاية”، حيث يعيشون في “خوف وقلق شديدين”، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.

فيما قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في 24 يناير الماضي، إن “مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار” الناجمة عن الإبادة.

وأضاف فليتشر في جلسة لمجلس الأمن الدولي: “على مدى 15 شهرا في غزة (خلال الإبادة وقبل استئنافها)، قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد”.

وأوضح أن الأطفال في غزة يفقدون مدارسهم وتعليمهم، وأن المصابين منهم بأمراض مزمنة يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها.

وأردف: “وفقا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، يحتاج مليون طفل إلى الدعم النفسي والاجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق وأفكار الانتحار. تعرض جيل كامل لصدمة نفسية”.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 50 ألفا و752 شهيدا
  • مراسل سانا: مظاهرة شعبية في دمشق دعماً لغزة ووقف حرب الإبادة الجماعية فيها، ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، واعتزازاً بشهداء درعا الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي غرب المحافظة
  • إضراب عالمي تنديداً بحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • النائبة أمل سلامة تستنكر الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني
  • مظاهرات عربية وعالمية تطالب بوقف المجازر الإسرائيلية في غزة
  • برلمانية تستنكر الصمت الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني
  • حرائر جحانة ينددن باستمرار الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • مسيرة في رام الله تندد بالحرب الإسرائيلية وتدعو لتوحيد الصف الفلسطيني
  • في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
  • في يومهم الوطني.. أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية