اضغاث ذروة الامتداد ..
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
هكذا غاص باعماق التاريخ يقلب صفحاته التي وان تعددت محطاتها لكنها ما زالت تذكره مسيرة الحبو والمشي ومحاولة القفز والحط عند جميع خطوط الانطلاق وعتب التغيير التي لم يتغير منها شيء على ارض الواقع .. راوده سؤال او بالأحرى استحضر او استخرج صوت يعتصره الريح وحشرجة الألم لا يخرج من اطار مكنون التفكير .
-: ( الى متى يبقى هذا الضجيج ضارب الاطناب مؤثر بضبابية مقصودة على ادراك الحقيقة ) . لم يكمل جملته الأخيرة الا وجاؤه التحذير من اقرب حبل الوريد اليه ..
-: ( اياك ان تطرق الأبواب .. فثمة عفاريت تنام خلفه منذ سالف العصور لا تسمح بايقاضها او مجرد الاطلاع على ما يدور بمملكتها التي تتغذى على طوابير طاعتنا الفكرية والاعتقادية والتأملية .. يا صديقي لا تحاول فك شفر العفاريت فان تحت زعافها سم لا يرحم وليس هناك في مملكتها من يحمي المغفلين .. آن لك ان تصمت بجواري وتدس انفك تحت ابطي كي لا يشموا شذى سؤالك المزكوم .. بعد ان ملات الأرض من ديدانهم كما غطت الافاق جيوش ذبابهم ). : ( صحيح ما ذهبت اليه .. انه نعيق لغربان حزني ودليل على توقي للخلاص مما نحن فيه .. الا يجدر ان نكسر بوابات القبور تحت وطئت حب الاطلاع كجزء من التفكر وديدين الخلق الذي تربينا عليه – باقل تقدير – سيما وان شذرات المسير ومخدشاتها اثبتت نهاية خرائطنا ودروبنا بهذه البقع المندسة تحت وابل ما يهال علينا لاحقا من التراب الذي نحن فيه ). : ( كفاك ثرثرة .. لقد اخفتني حد الارتعاش حتى لم يتبق حرف واحد بخازنة مدادي .. كانك تجبرني او تعلمني على الامتثال وفروض الطاعة العمياء مع اني أتطلع لاخذ بيدك نحو سموات لعلها تكون جديدة بعدما سئمنا تلك المظلة والخيام غير المتوائمة حتى مع سبل النفس والروح ) . : ( لا تتعب نفسك .. فقد جاهد قبلك الاف بل الملايين ممن هم اقدر وابلغ .. فلم يخترقوا جدار الصمت برغم حكمتهم وافعام حوارهم .. الاجدر بك وبي ان نلزم الحيطة والحذر وان نعود انفسنا الصمت والمرور منحنين قرب الملادغ العامة والخاصة فثمة رقيب ذاتي قد يشي بنا ويطيح براسينا ..) . : ( راسينا .. اطاحة .. وشاية .. وهل هناك من ينقذنا ممن ورطة القطيع يا شيطان منامي ..) ؟
-: ( اف لك كم مبتذل التعبير .. الم اقلك اني ملاك صاحي ).
: ( عذرا عذرا يا صديقي .. اعلم اعلم .. انك متطوع بجيش الانقياد .. وما كان لي ان ابوح بامنيات سخيفة بحضرتك فان خطرك ادهى من جميع شياطين الأرض بل وحتى ما يدعون من ملائكة السماء .. !) . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هكذا يستقبلون العيد في غزة!!
أليس من المرهق لأي شخص أن يحمل أعباء الماضي وهموم الحاضر، فضلا عن القلق بشأن المستقبل؟ فكأنّه بذلك لم يكفه ما يواجهه من صعوبات في واقعه المؤلم، جراء أحداث يسترجع مرارتها مع كل مناسبة عيد، ليجد نفسه غارقا في مزيج من الألم والعذاب والحنين إلى أيام وبيوت وأماكن كانت تجمع شمل العائلة والأهل والأقارب والأصحاب والجيران، وكأن لسانه يقول: لم يبقَ ما يستحق الاحتفال به، كلّ الذين أعرفهم لم أعد أراهم، وكلّ الذين أحبّهم استشهدوا، أو تحت الأنقاض، لم يبق سوى ذكريات تضيف ملحا على الجراح، لا سيما في أيام العيد التي تمرّ على قطاع غزّة، كتابوتِ حزنٍ لا تتسع بقاع الأرض لدفنه.
في هذا العام، غابت بهجة العيد عن غزة وأهلها المنهكين المحاصرين، من قِبل عدو محتل بغيض، ومن قريبون وجيران يرون الظلم ويسمعونه دون أن يحركوا ساكنا.
انطفأت الألوان الزاهية، والأضواء البراقة، وضجيج الناس، والخطوات المتسارعة التي تملأ الأرصفة والشوارع والحارات، لتحل محلها أصوات القصف والصراخ والفقد والدمار، فلا ملابس جديدة، ولا بحث عن متنزه، بل لا يوجد سوى مكان يجلس فيه الغزي ليجمع ما تناثر من ذكريات، إلا الركام، ويبكي بحرقة على فراق الأحبة، يذرف دموعا يرجو أن تطفئ نيران الحزن في قلبه.
غابت بهجة العيد عن غزة وأهلها المنهكين المحاصرين، من قِبل عدو محتل بغيض، ومن قريبون وجيران يرون الظلم ويسمعونه دون أن يحركوا ساكنا
القلوب مُثقلة بالحزن والوجع، والحياة شاحبة في أعين أصحابها. تغصُّ حناجرنا ألما، وترتجفُ الأصوات رهبة وتفيضُ العيون دمعا، يكاد المرء يتوقف عن التنفس اختناقا، وتتوقف عجلة الحياة للحظات من هولِ المُصاب الجلل الذي يعجز عن استيعابه، حتى أنّ الأرض لم تعد تتسع للحزن والخذلان والخيبات.. أحزانٌ تتوزع على مساحةِ أرضٍ تكثر فيها الآلام، ويتجرّع أهلها مُرّ الفراق وألم الفقد، وتعتصرهم العبرات الموشومة، حسرة في القلوب، وجراحا لا تَبرأ.
رغم الدمار الهائل والمجازر المتواصلة، استقبل أهالي قطاع غزة فجر الأحد عيد الفطر بالتكبيرات وأداء صلاة العيد، متحدّين الموت والركام، في مشهد يجسّد معاني الصمود والتشبث بالحياة. شاهدنا كيف يصطف المئات في الساحات العامة وعلى أنقاض المساجد المدمرة لأداء صلاة العيد، مرددين "الله أكبر" بأصوات تخترق الحطام، حاملة رسالة تحدٍ للاحتلال، ورسالة أمل إلى العالم. لم تكن مشاهد الصلاة وسط الدمار مجرد طقس ديني، بل تعبيرا صامتا وصارخا في آنٍ واحد، عن تمسك الفلسطينيين بكرامتهم وهويتهم وحقهم في الحياة، رغم كل محاولات الإبادة والاقتلاع التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية منذ شهور.
هذا هو حال أهل غزّة في هذا العيد، فكل عائلة تستذكر فقيدها وجريحها، سواء كان أبا أو أما أو أخا أو أختا، ابنا أو بنتا أو حتى جارا. هذا ما يشعر به الفلسطيني في قطاع غزّة عندما يستعيد ذاكرة الأحداث التي مرّت به ولا تزال ماثلة أمامه، أحداث أشدّ وقعا من أي وصف، قيّدته وحرمته بهجة العيد وفرحته المسلوبة، مستحضرا كل مآسيه وآلامه، وكأنه يفتح خزائن أحزانه وتابوت أوجاع لا تتسع له الأرض.