توقفت مشاريعنا في الكتابة خلال هذا العام. صديقتي التي أنهت كتابة عمل روائي لم تعد تستطيع التفكير في نشره، وعندما أصدر أحد فنانينا المفضلين ألبومًا غنائيًا جديدًا قررنا مقاطعته. فما الذي يعنيه حقًا أن نقول أي شيء في ظل الكارثة؟ ولمن نقوله؟ إذا كانت الفنون والآداب تحتفي بالحياة ففي ظل الموت ما الذي يمكن أن يقال إذن؟ طال الخزي كل شيء، لا مشاريعنا الخاصة فحسب، بل حتى الكتب التي نقرأ، وأهمية أن نقرأ كطقس هذه المرة لا كممارسة سياسية، وحتى هذه الأخيرة هل تعني أي شيء؟
هيثم الورداني يقول أنه في وقت الكارثة، يتوقع منا أن نكتب من داخلها، أعمالاً كارثية بالضرورة، ويعني ذلك أن تكون الكارثة هي شرط كتابتها.
هل يمكن الإحساس بأي شيء فعلًا عدا أننا في حلقة توقفت عن الدوران، وهي مكتنزة وفائضة بالخسارة والألم. كلما قررنا المراوحة قليلًا لكي نجد فسحة، أو ثقبًا نخرج فيه أنفسنا من تلك الحلقة، وجدنا بأنها لا تتحرك، ولا نفعل نحن أيضًا. أعرف كم يبدو صعبًا تخيل ذلك. أدرك أن الاستسلام لهذه الخسارة يتطلب طاقة كبيرة لا يستطيع إليها الناس سبيلًا، لذلك تتحرك أجسادنا وتأكل وتشرب وتذهب للعمل، على الرغم من أن دواخلنا عالقة في وغرقت بالفعل.
مع ذلك حتى الخسارة ليست شعورًا نقيًا بالكامل. وهي في هذه الحالة تحديدًا تخزُ بلا توقف، إنها لا تتيح لنا الحداد، إذ أن السهام مازالت مصوبة على الضحايا، وفي كل لحظة قادمة هنالك ضحية قادمة، لا يوجد وقت لالتقاط النفس، ولا يوجد أمل أي أمل بأن هذا يمكن أن ينتهي الآن. وإذا كنا نؤمن ونعرف جيدًا أن المستقبل هو الحاضر، وهذا هو حاضرنا الذي سيكمل عامًا من كثافته، إذ لم يكن منقطعًا قبل ذلك، فأي مستقبل ننتظر؟ أليس هذا مخيفًا بما يكفي ؟
قبل مدة بسيطة كنت في مقهى يتجمع فيه العرب داخل برلين، تعرفتُ على شاب هندي هناك، يتحدث العربية بلغة أهل الشام، ويعمل لصالح مركز أبحاث يهتم بقضايا الشرق الأوسط، وكان قد جال معظم المدن العربية، آخرها شمال العراق، وسيذهب لبيروت خلال أيام. سألته عن خطورة السفر إلى هناك في ظل كل ما يحدث؟ ربما عليه أن ينتظر قليلًا حتى تتوقف الحرب. كنتُ أنطق هذه الكلمة وأنا أسمع صوتي في رأسي يقول لي «إخرسي». قال لي الحرب لن تتوقف أمل. ربما عندما قيلت هذه الجملة صراحة في هذا الموقف مُنحت شرعية ما، وربما كنت أربي أملًا أدعي عدم وجوده عبر ارتداء مشاعر الرثاء والخسارة كأقنعة لي، لكن رده في تلك اللحظة مزقني تمامًا. سألته لماذا عساه يقول شيئًا كهذا الآن؟ لم يكن يفكر في الحاضر فقط، قال لي هل تتخيلي أن ننسى ما يحدث الآن؟ هل تتخيلي أن ينسى الأطفال الفلسطينيون ما يحدث؟ الأطفال في جنوب لبنان ما يحدث؟ صنعاء؟ بغداد؟ لن تتوقف الحرب أبدًا.
تقترح إسلام الخطيب كاتبة ومفكرة نسوية فلسطينية أن نفكر في الرثاء كممارسة سياسية، عندما كتبت مقالتها هذه، كانت هلعة بسبب كورونا وانفجار ميناء بيروت، كتبتها من وحي هذه المرحلة، بماذا تفكر الخطيب الآن؟ أتابعها على منصة اكس، يبدو أنها قد خرست أمام هذه الكارثة، وأنا ينبغي أن أفعل.
أمل السعيدي كاتبة وقاصة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما یحدث
إقرأ أيضاً:
لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عند تناول المخلل على فطور رمضان؟
مخلل منزلي (مواقع)
تعد المخللات واحدة من أكثر الأطعمة شعبية على موائد الإفطار في شهر رمضان، حيث يفضل العديد من الأشخاص تناولها كفاتح للشهية مع أول وجبة بعد الصيام.
ولكن، رغم طعمها اللذيذ والمغري، إلا أن هناك مخاطر صحية قد تنتج عن تناولها بكثرة خلال هذا الشهر الفضيل، خاصة إذا كانت تحتوي على نسب عالية من الملح والمواد الحافظة.
اقرأ أيضاً السر الغامض لإعادة نمو الشعر في المناطق الصلعاء: مكون طبيعي مدهش ورخيص 15 مارس، 2025 تعرف على المخاطر الصحية الجسيمة التي يتعرض لها من ينامون أقل من 8 ساعات يوميا 15 مارس، 2025فما الذي يحدث لجسمك عندما تتناول المخللات على الإفطار؟ دعنا نستعرض التأثيرات السلبية المحتملة وكيفية التوازن في تناولها.
الجفاف والعطش الشديد:
من المعروف أن المخللات تحتوي على كمية كبيرة من الملح، وهو العنصر المسؤول عن تعزيز الشعور بالعطش. عند تناولها على الإفطار مباشرة بعد الصيام، قد يتسبب الملح الزائد في الجسم في فقدان الماء مما يعزز الشعور بالجفاف والعطش في ساعات الصيام.
هذا قد يجعل من الصعب تحمل العطش خاصة مع حر الصيف الطويل.
اضطرابات الهضم والمعدة:
عند تناول المخللات على معدة فارغة، قد تؤدي الحموضة الزائدة والمواد الحافظة إلى تهيج المعدة وظهور أعراض مثل الانتفاخ والتقلصات المعوية.
هذا الأمر يصبح أكثر وضوحًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أو التهابات في المعدة مثل التهاب المعدة أو القولون العصبي، حيث يسبب تناول المخللات تفاقم هذه الحالات.
ارتفاع ضغط الدم:
المخللات، بفضل محتواها العالي من الصوديوم (الملح)، قد ترفع ضغط الدم بشكل ملحوظ، مما يشكل خطرًا خاصة على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو أولئك الذين لديهم مشاكل قلبية.
زيادة الصوديوم في الجسم تؤدي إلى احتباس السوائل، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية، ما قد يتسبب في مضاعفات صحية.
احتباس السوائل والتورم:
من الآثار الجانبية الأخرى لتناول المخللات هي احتباس السوائل في الجسم. الملح الزائد يؤدي إلى توازن غير طبيعي للسوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا في بعض المناطق، وخاصة في الأطراف.
كما أن هذا قد يتسبب في شعور مزعج بالانتفاخ بعد الإفطار.
اضطراب توازن المعادن:
كثرة تناول المخللات قد تؤدي إلى خلل في توازن المعادن في الجسم، خصوصًا البوتاسيوم و المغنيسيوم، مما يؤثر على وظائف العضلات والأعصاب.
نقص هذه المعادن قد يتسبب في الشعور بالإرهاق أو الأوجاع العضلية، بل وقد يؤدي إلى مشاكل في الضغط العصبي.
نصائح لتناول المخللات في رمضان بشكل صحي:
إذا كنت من محبي المخللات في رمضان، يمكنك الاستمتاع بها دون الإضرار بصحتك باتباع بعض النصائح البسيطة:
الاعتدال هو المفتاح: يفضل تناول المخللات بكميات صغيرة وليس كأول طعام على الإفطار، بل يمكن تناولها بعد وجبة الطعام الرئيسية.
شرب الماء بكثرة: لتعويض السوائل المفقودة في الجسم خلال ساعات الصيام، تأكد من شرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور.
اختيار المخللات قليلة الملح: حاول اختيار المخللات المصنوعة منزليًا أو التي تحتوي على كمية أقل من الملح، أو تلك التي لا تحتوي على مواد حافظة ضارة.
تجنبها إذا كنت تعاني من مشاكل صحية: إذا كنت تعاني من مشكلة في المعدة أو ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الكلى، يفضل تجنب تناول المخللات أو استشارة الطبيب قبل تناولها.