لجريدة عمان:
2025-04-22@21:50:45 GMT

الخرس والكارثة

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

توقفت مشاريعنا في الكتابة خلال هذا العام. صديقتي التي أنهت كتابة عمل روائي لم تعد تستطيع التفكير في نشره، وعندما أصدر أحد فنانينا المفضلين ألبومًا غنائيًا جديدًا قررنا مقاطعته. فما الذي يعنيه حقًا أن نقول أي شيء في ظل الكارثة؟ ولمن نقوله؟ إذا كانت الفنون والآداب تحتفي بالحياة ففي ظل الموت ما الذي يمكن أن يقال إذن؟ طال الخزي كل شيء، لا مشاريعنا الخاصة فحسب، بل حتى الكتب التي نقرأ، وأهمية أن نقرأ كطقس هذه المرة لا كممارسة سياسية، وحتى هذه الأخيرة هل تعني أي شيء؟

هيثم الورداني يقول أنه في وقت الكارثة، يتوقع منا أن نكتب من داخلها، أعمالاً كارثية بالضرورة، ويعني ذلك أن تكون الكارثة هي شرط كتابتها.

وهو يرى أن الكتابة الكارثية هي كتابة لم تنجُ هي نفسها من الكارثة، فلا تراقب من مكان آمن، بل تخاطر بنفسها وتصبح شريدة ومعرضة لخطر الخرس إلى الأبد. ربما كنتُ أحبُ التفكير بهذه الطريقة، لكنني لم أتخيل أن الكارثة ستكون بهذا الحجم، لم تسعفني مخيلتي مرة أخرى لأتخيل منطقة صغيرة يعيش فيها مليونين ونصف إنسان، تباد أمام الأعين بأسلحة فتاكة وبعضها لم يختبر قبل ذلك، وأنني سأشاهد الأطفال مكومة أحشائهم في أكياس بلاستيكية بعدما تفتت وربما اختلط بنكرياس طفل بأخيه، إلا أنه ذلك البنكرياس صار ينتمي لآخر في كيس رخيص يُربط كما لو أننا اشترينا شيئاً من سوبرماركت.

هل يمكن الإحساس بأي شيء فعلًا عدا أننا في حلقة توقفت عن الدوران، وهي مكتنزة وفائضة بالخسارة والألم. كلما قررنا المراوحة قليلًا لكي نجد فسحة، أو ثقبًا نخرج فيه أنفسنا من تلك الحلقة، وجدنا بأنها لا تتحرك، ولا نفعل نحن أيضًا. أعرف كم يبدو صعبًا تخيل ذلك. أدرك أن الاستسلام لهذه الخسارة يتطلب طاقة كبيرة لا يستطيع إليها الناس سبيلًا، لذلك تتحرك أجسادنا وتأكل وتشرب وتذهب للعمل، على الرغم من أن دواخلنا عالقة في وغرقت بالفعل.

مع ذلك حتى الخسارة ليست شعورًا نقيًا بالكامل. وهي في هذه الحالة تحديدًا تخزُ بلا توقف، إنها لا تتيح لنا الحداد، إذ أن السهام مازالت مصوبة على الضحايا، وفي كل لحظة قادمة هنالك ضحية قادمة، لا يوجد وقت لالتقاط النفس، ولا يوجد أمل أي أمل بأن هذا يمكن أن ينتهي الآن. وإذا كنا نؤمن ونعرف جيدًا أن المستقبل هو الحاضر، وهذا هو حاضرنا الذي سيكمل عامًا من كثافته، إذ لم يكن منقطعًا قبل ذلك، فأي مستقبل ننتظر؟ أليس هذا مخيفًا بما يكفي ؟

قبل مدة بسيطة كنت في مقهى يتجمع فيه العرب داخل برلين، تعرفتُ على شاب هندي هناك، يتحدث العربية بلغة أهل الشام، ويعمل لصالح مركز أبحاث يهتم بقضايا الشرق الأوسط، وكان قد جال معظم المدن العربية، آخرها شمال العراق، وسيذهب لبيروت خلال أيام. سألته عن خطورة السفر إلى هناك في ظل كل ما يحدث؟ ربما عليه أن ينتظر قليلًا حتى تتوقف الحرب. كنتُ أنطق هذه الكلمة وأنا أسمع صوتي في رأسي يقول لي «إخرسي». قال لي الحرب لن تتوقف أمل. ربما عندما قيلت هذه الجملة صراحة في هذا الموقف مُنحت شرعية ما، وربما كنت أربي أملًا أدعي عدم وجوده عبر ارتداء مشاعر الرثاء والخسارة كأقنعة لي، لكن رده في تلك اللحظة مزقني تمامًا. سألته لماذا عساه يقول شيئًا كهذا الآن؟ لم يكن يفكر في الحاضر فقط، قال لي هل تتخيلي أن ننسى ما يحدث الآن؟ هل تتخيلي أن ينسى الأطفال الفلسطينيون ما يحدث؟ الأطفال في جنوب لبنان ما يحدث؟ صنعاء؟ بغداد؟ لن تتوقف الحرب أبدًا.

تقترح إسلام الخطيب كاتبة ومفكرة نسوية فلسطينية أن نفكر في الرثاء كممارسة سياسية، عندما كتبت مقالتها هذه، كانت هلعة بسبب كورونا وانفجار ميناء بيروت، كتبتها من وحي هذه المرحلة، بماذا تفكر الخطيب الآن؟ أتابعها على منصة اكس، يبدو أنها قد خرست أمام هذه الكارثة، وأنا ينبغي أن أفعل.

أمل السعيدي كاتبة وقاصة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما یحدث

إقرأ أيضاً:

هذا ما يحدث في كل مباراة يغيب فيها ليفاندوفسكي عن برشلونة

يشعر مسؤولو برشلونة بالهدوء رغم الإصابة التي تعرّض لها البولندي روبرت ليفاندوفسكي والتي ستبعده عن الملاعب في مباريات هامة ومصيرية في مرحلة حساسة من الموسم الكروي.

وتعرّض ليفاندوفسكي يوم السبت الماضي لإصابة في العضلة "شبه الوترية" خلال مباراة برشلونة وسيلتا فيغو التي جرت على ملعب مونتجويك الأولمبي وانتهت بفوز مثير للبارسا بنتيجة 4-3.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هدف ملغي وركلة جزاء غير محتسبة.. جدل تحكيمي في مباراة ريال مدريد وبيلباوlist 2 of 2ضربة مؤلمة أخرى لمبابي لاعب ريال مدريدend of list

وبعد ساعات من تلك الإصابة أصدر برشلونة بيانا رسميا لتوضيح إصابة المهاجم البولندي قال فيه "الفحوصات الطبية تُؤكد إصابة ليفاندوفسكي في الفخذ الأيسر. مدة الغياب تتوقف على وتيرة تعافيه من الإصابة".

ولم يحدد برشلونة مدة غياب اللاعب، إلا أن تقارير إسبانية عديدة توقعت ابتعاد ليفاندوفسكي عن الملاعب لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة ما يعني غيابه عن عدة مباريات في الليغا وكذلك نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد ومباراة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر، فيما يتوقع عودته في الإياب أمام الفريق الإيطالي.

ليفاندوفسكي سجل 40 هدفا مع برشلونة هذا الموسم (غيتي إيميجز) المباريات المتوقع غياب ليفاندوفسكي عنها: برشلونة x ريال مايوركا (الجولة الـ33 من الليغا). برشلونة x ريال مدريد (نهائي كأس ملك إسبانيا). برشلونة x إنتر ميلان (نصف نهائي دوري أبطال أوروبا). بلد الوليد x برشلونة (الجولة الـ34 من الليغا). إعلان

ورغم هذه الأخبار السيئة إلا أن الألماني هانسي فليك مدرب برشلونة ومساعديه يشعرون بالهدوء والثقة في اللاعبين الآخرين، حيث يمتلك الفريق ما يكفي من الجودة لتقديم أداء قوي حتى في غياب ليفاندوفسكي الذي سجل 40 هدفا هذا الموسم منها 25 في الليغا.

وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن برشلونة نجح في تحقيق الفوز وبنتائج كبيرة في كل المباريات التي لم يشارك فيها ليفا هذا الموسم، بل وسجّل 5 أهداف في كل منها.

وغاب ليفاندوفسكي عن برشلونة في 3 مباريات بموسم 2024-2025، اثنتان منها بكأس ملك إسبانيا والثالثة في الليغا.

وتاليا المباريات التي غاب فيها ليفاندوفسكي عن برشلونة منذ بداية الموسم الحالي: ريال مايوركا 1-5 برشلونة (الجولة الـ19 من الليغا). برشلونة 5-1 ريال بيتيس (ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا). فالنسيا 0-5 برشلونة (ربع نهائي كأس ملك إسبانيا).

وبإمكان فليك تعويض غياب ليفاندوفسكي في مركز رأس الحربة بالاعتماد على فيران توريس أو داني أولمو، اللاعبان الأكثر استخداما في هذا الدور.

Dani Olmo de 9 ou Ferran Torres.

Na ausência de Robert Lewandowski, será isso. pic.twitter.com/ynTGzg9UEf

— ???????????? ???????????????????????????????????? ???????????? (@dna_blaugrana) April 19, 2025

واعتمد فليك على توريس كمهاجم صريح ضد ريال مايوركا وفالنسيا بينما تكفّل أولمو بهذا الدور أمام ريال بيتيس.

ويتمتع توريس بمرونة كبيرة في اللعب، حيث شارك هذا الموسم في 16 مباراة كمهاجم صريح، ومثلها كجناح أيسر و9 في مركز الجناح الأيمن.

ويمر توريس وأولمو بفترة رائعة فقد سجّل كلاهما في المباراة الأخيرة لبرشلونة ضد سيلتا فيغو.

وساهم داني أولمو في 15 هدفا (سجل 9 وصنع 6) في 30 مباراة هذا الموسم بمختلف المسابقات، بينما هز توريس الشباك 17 مرة وقدّم لزملائه 4 تمريرات حاسمة في 40 مباراة.

مقالات مشابهة

  • بالإنفوغراف.. شُحّ المياه يدفع غزة إلى حافة الكارثة
  • ماذا يحدث في البنتاجون الآن؟.. تسريب جديد قد يطيح بـ وزير الدفاع الأمريكي
  • سموتريتش: ما يحدث الآن في غزة جهد عسكري مهم لكنه ليس حربًا
  • جريمة غامضة في باليك اسير التركية: إجابة ابنها على سؤال “أين والدتك؟” كشفت الكارثة!
  • باجعالة: مستمرون في إسناد المتضررين من العدوان الأمريكي.. والتنسيق الإغاثي يتصاعد لمواجهة الكارثة
  • هذا ما يحدث في مأرب والسعودية تسارع برفع الإقامة الجبرية عن العرادة
  • هذا ما يحدث في كل مباراة يغيب فيها ليفاندوفسكي عن برشلونة
  • 6 حكايات يروي أصحابها ما يحدث داخل المعتقلات الإسرائيلية
  • ما يحدث في أمريكا غير طبيعي ويلـزمـه انتفاضـة غيـر طبيعيـة
  • محافظ بورسعيد: باتحادنا سوف نتجاوز أي شيء يحدث في مصر