أرسل المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، عقب وصوله إلى القاهرة، الثلاثاء، إشارات يؤكد فيها حرص واشنطن على إعادة إحياء المشاورات مع قادة القوات المسلحة السودانية، فيما يتعلق بمسار الحل السلمي لوقف الحرب في البلاد.

والتقى بيرييلو ليل الاثنين - الثلاثاء نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، في العاصمة الرياض، في إطار جولة للبحث في فرص إنهاء الحرب في السودان، ومن المقرر أن يتوجه لاحقاً إلى أنقرة.



المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)
ووفق الخارجية السعودية، فقد بحث اللقاء مستجدات الأوضاع في السودان، كما ناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك في الملف نفسه.

وقال بيرييلو في تدوينة على حسابة بمنصة «إكس» إن اللقاء جاء «من منطلق الالتزام المشترك بحل الأزمة في السودان وتنفيذ إعلان جدة».

وأضاف: «مع الإلحاح المتجدد لإنهاء الحرب، فإننا ملتزمون بالعمل من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان، وبينما نخطط للجمعية العامة للأمم المتحدة والجهود الأخرى، فنحن ملتزمون مع المملكة العربية السعودية».

وقالت الخارجية الأميركية، إن بيرييلو، يواصل «الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان والمجاعة الناتجة منها». وأضافت في بيان صدر قبل ساعات من توجه بيرييلو إلى محطته الأولى الرياض «إن هذه الجولة تهدف للبناء على النجاح الأخير الذي حققته مبادرة مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان».

وذكر البيان، «أن الأولويات الدبلوماسية مستمرة لحث القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع)، على توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين، التزاماً بإعلان جدة، والسعي إلى إنهاء الأعمال العدائية». وأكدت التزام واشنطن، بالعمل مع الشركاء الدوليين «للتخفيف من معاناة السودانيين، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال العدائية بين الطرفين المتحاربين».

وتأتي جولة المبعوث الأميركي وهي الثالثة له في المنطقة، في أعقاب محادثات جنيف في أغسطس (آب) الماضي، التي شاركت فيها «قوات«الدعم السريع»، وقاطعها وفد القوات المسلحة السودانية.

وقال دبلوماسي سوداني سابق شغل منصباً رفيع المستوى، إن تحركات المبعوث الأميركي بزيارة الدول الثلاث في الوقت الحالي تركز على مسألة معالجة الأوضاع الإنسانية، لكن في الوقت نفسه، يأمل في أن تمارس تلك الدول المزيد من التأثير على الجيش السوداني. وألمح، إلى أن «هنالك تنافساً إقليمياً ودولياً على السودان بعد تعثر منبر جدة، الذي دفع بعض الدول للتدخل للعب دور أكبر».

ووفقاً للدبلوماسي الذي فضّل حجب اسمه، فإن المبعوث الأميركي سيلتقى الخميس وفداً من تحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش السوداني لتأثيرها الكبير عليهم.

من جهة ثانية، قالت مصادر إن المبعوث الأميركي، أكد بعد وصوله إلى القاهرة الثلاثاء، «حرص الإدارة الأميركية على التواصل مع قادة الجيش السوداني، لاستئناف المشاورات التي أُلغيت في وقت سابق».

وقال بيرييلو: «إن الجيش السوداني لا يملك الإرادة في اتخاذ قرار المضي قدماً في عملية التفاوض للحل السلمي، وإنه أضاع فرصة بعدم المشاركة في محادثات جنيف، لكن السعي سيستمر في تلك المحادثات لإنهاء الحرب».

بدوره، قال المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن المبعوث الأميركي اختار زيارة العواصم الثلاث الرياض والقاهرة وأنقرة؛ لما يمكن أن تلعبه من تأثير على طرفَي النزاع في السودان بأشكال مختلفة لدفعهما إلى طاولة المفاوضات... لمصر وتركيا تأثير أكبر على الجيش السوداني، والإدارة الأميركية قصدت من هذه الجولة الاستفادة من علاقاتها الوطيدة بالبلدين؛ من أجل تقريب المسافات وتليين موقف الجيش المتشدد من عملية التفاوض.

لكنه عاد وقال إنه «ربما يكون الهدف من جولة المبعوث الأميركي هو استخدام سياسية العصا لإيصال رسائل إلى قادة الجيش السوداني في بورتسودان، مفادها أن الخطوات المقبلة لن تكون في صالحهم».

ورأى المحلل السياسي في حديث لـ«الشرق الأوسط» الجولة الجديدة لمبعوث الرئيس الأميركي، جو بايدن في هذا التوقيت قبل فترة قليلة من الانتخابات الرئاسية، «توضح مدى الأهمية الكبيرة للتعامل بجدية لحسم ملف إنهاء الحرب في السودان».

وقال إن الإدارة الأميركية «تسابق الزمن لإحراز نجاح في وقف الحرب بالسودان، وهذا ما ظل يشير إليه المبعوث الأميركي، من أن الملف السوداني يحظى باهتمام كبير من الرئيس بايدن، ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كامالا هاريس، وأن الإدارة الحالية تسعى لإحداث اختراق قبل أن تتوجه إلى خطوات أخرى قد لا تكون في صالح الجيش السوداني».

الشرق الاوسط:  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المبعوث الأمیرکی الجیش السودانی فی السودان

إقرأ أيضاً:

بعد توقف الدعم الأميركي.. نائب أوكراني يتقدم رسميا لعزل زيلينسكي

قال النائب الأوكراني المعارض أليكسندر دوبينسكي إنه تقدم بطلب رسمي لرئيس البرلمان لبدء إجراءات عزل الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وذلك بعد قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا.

وأضاف دوبينسكي أنه يطالب بعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب للنظر في إمكانية إنشاء لجنة خاصة للتحقيق مع الرئيس.

وبرر النائب المعارض طلب العزل بما اعتبره فشلا دبلوماسيا لزيلينسكي في البيت الأبيض، مما أدى إلى خسارة البلاد الدعم الأميركي غير المشروط.

وحذر دوبينسكي من أن قيادة البرلمان ستبذل كل ما في وسعها لتجاهل طلبه خشية طرح القضية للتصويت.

تهديد أميركي

ومساء الاثنين، قال مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي والحليف المخلص لترامب إن "أولويات الرئيس الأوكراني كانت في غير محلها، حيث تصرف بطريقة تنم عن عدم امتنان في المكتب البيضاوي".

وأضاف جونسون "آمل وأدعو، بصراحة، أن يعود الرئيس زيلينسكي إلى رشده، وأن يعتذر عن سلوكه ويعود إلى طاولة المفاوضات بامتنان، أو أن يتولى شخص آخر قيادة البلاد للقيام بذلك، وأعني بذلك أن الأمر متروك للأوكرانيين ليقرروا بشأنه".

وأردف قائلا "الوقت ليس في صالح زيلينسكي كما أن صبر الشعب الأميركي ليس بلا حدود".

إعلان

كما انتقد الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني بعد تصريحاته بأن نهاية الحرب مع روسيا لا تزال بعيدة للغاية.

وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به "هذا هو أسوأ تصريح كان يمكن أن يدلي به زيلينسكي، وأميركا لن تتحمله لفترة أطول".

وتابع "هذا ما كنت أقوله، هذا الرجل لا يريد أن يكون هناك سلام طالما يحظى بدعم أميركا وأوروبا".

ومن جانبه قال زيلينسكي في وقت متأخر من مساء الأحد "أعتقد أن الحرب ستستمر لبعض الوقت، كما أعتقد أن علاقتنا مع الولايات المتحدة ستستمر، لأنها أكثر من علاقة عرضية" في إشارة لدعم واشنطن لبلاده خلال السنوات الثلاث الماضية من الحرب.

وبدوره، قال جي دي فانس نائب ترامب إن إدارة الرئيس ستتحدث إلى الرئيس الأوكراني إذا قدم اقتراحا جادا حول كيفية مشاركته في عملية السلام الهادفة لإنهاء الحرب في بلاده.

وأضاف -في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز- أن منح ميزة اقتصادية للولايات المتحدة في أوكرانيا يعتبر أفضل طريقة لحصول كييف على ضمان أمني، وفق تعبيره.

تجميد المساعدات

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس قررت وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لأوكرانيا.

وأوضح المسؤولون الأميركيون للصحيفة أن قرار إدارة ترامب يهدد قدرة كييف على القتال في لحظة حاسمة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول في الكونغرس قوله إن البيت الأبيض يعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا للنظر في تعليق الشحنات لأوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن أوكرانيا ستعاني في تنفيذ ضربات بعيدة المدى وحماية مواقعها الخلفية بمجرد نفاد الإمدادات الأميركية.

ونقلت رويترز عن البيت الأبيض أن واشنطن ستوقف الدعم لأوكرانيا وستراجعه لضمان إسهامها في حل للصراع.

وكان موقع بلومبيرغ الأميركي نقل عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع (البنتاغون) أن الولايات المتحدة توقف كل المساعدات العسكرية الحالية لكييف بما فيها الأسلحة التي في طريقها إلى أوكرانيا أو تلك الموجودة في مناطق العبور في بولندا.

إعلان

وقال المسؤول بالبنتاغون -لبلومبيرغ- إنه تم وقف المساعدات لأوكرانيا حتى يقرر ترامب أن قادة أوكرانيا يظهرون حسن نية بالسلام.

مقالات مشابهة

  • جنوب السودان..اعتقال وزير النفط وضباط موالين لنائب الرئيس
  • اعتقال وزير النفط وقادة عسكريين في جنوب السودان.. هل هي نذر حرب أهلية؟
  • جنوب السودان.. الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه
  • ترمب: أميركا عادت والحلم الأميركي لايمكن إيقافه .. وسنضم غرينلاند وتستعيد قناة بنما
  • هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
  • بعد توقف الدعم الأميركي.. نائب أوكراني يتقدم رسميا لعزل زيلينسكي
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟