لجريدة عمان:
2024-09-17@10:44:18 GMT

الأمن الغذائي والمائي.. أولوية حاسمة لدول الخليج

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

الأمن الغذائي والمائي.. أولوية حاسمة لدول الخليج

تثبت التحولات السياسية والاقتصادية والمناخية والأزمات الصحية التي يشهدها العالم أهمية تكثيف دول مجلس التعاون الخليجي اهتمامها بالأمن الغذائي والمائي. وأمام تحول التحذيرات القدمية من السياق النظري إلى الواقع العملي الملموس فإن ضمان توفر الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه لم يعد أمرًا ثانويًا، إن الأمر بات يتعلق بالأمن الوطني والبقاء.

اعتمدت دول الخليج العربي، التي تتميز بالطبيعة الجافة والأراضي القاحلة في الكثير من مساحاتها الجغرافية، خلال العقود الستة الماضية على أقل تقدير على الواردات في تلبية احتياجاتها الغذائية. ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أكثر من 85٪ من إمدادات الغذاء في المنطقة مستوردة، مما يجعل هذه الدول عرضة لتقلبات أسواق الغذاء العالمية وانقطاعات سلاسل التوريد وتأثرها بالتحولات السياسية والأزمات الدولية. وسلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على هذا الجانب حيث أدت اضطرابات سلاسل التوريد إلى نقص مؤقت في السلع الأساسية، والأمر نفسه في البدايات الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية حيث شهدت الأسعار ارتفاعات عالية.

وإضافة إلى تحدي الأمن الغذائي فإن الأمن المائي لا تقل أهميته. وتعتبر دول مجلس التعاون من بين أكثر الدول التي تعاني من نقص المياه في العالم، حيث يقل نصيب الفرد من المياه العذبة المتاحة عن المتوسط العالمي، بل إن ثلاث دول خليجية من بين أكثر عشر دول ندرة للمياه في العالم وفقا لمعهد الموارد العالمية. ورغم فعالية محطات تحلية المياه إلا أنها تحتاج إلى طاقة كبيرة في عملية التحلية خاصة مع تزايد عددها وتزايد الطلب على المياه العذبة في المنطقة وهذا الأمر يضيف تحديات أخرى متعلقة بالاستدامة في المنطقة بأكملها.

تحتاج دول الخليج لمعالجة هذه التحديات الماثلة أمامها الآن إلى تبني نهج متعدد الأوجه يشمل الاستثمار في التقنيات الزراعية المتقدمة، ومبادرات الحفاظ على المياه، وتطوير قدرات الإنتاج الغذائي المحلية القوية. وتقدم التطورات الأخيرة في التكنولوجيا الزراعية، مثل الزراعة الرأسية، والزراعة المائية، حلولا واعدة لزيادة الإنتاج الغذائي المحلي. وتساهم الزراعة الرأسية على سبيل المثال في الحد من اعتماد المنطقة على الغذاء المستورد وتساهم في الممارسات الزراعية المستدامة. وأثبتت بعض التجارب في المنطقة نجاعة مثل هذه الابتكارات الزراعية.

الأمر أيضا يتعلق باستراتيجيات إدارة المياه التي نحتاج أن نحولها في حياتنا جميعا لتكون أولوية قصوى. ما زالت عمليات الري في الدول الخليجية التي تكثر فيها الزراعة مثل سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية تعتمد بشكل كبير على أنظمة الري التقليدية جدا، ورغم أنها أثبتت كفاءاتها في مراحل زمنية مختلفة إلا أن التحولات الجديدة تفرض أنظمة ري أكثر حداثة وأكثر كفاءة في الحد من هدر المياه. ووفقاً لدراسة أجرتها الرابطة الدولية للمياه، فإن تحسين كفاءة الري بنسبة 10% فقط من شأنه أن يوفر على دول الخليج مليارات الأمتار المكعبة من المياه سنوياً، وهو ما يكفي لتخفيف الضغوط المائية بشكل كبير.

بالإضافة إلى هذه الحلول التكنولوجية، ينبغي على دول الخليج أن تسعى إلى إنشاء أطر تعاون إقليمية تركز على الأمن الغذائي والمائي. وبما أن دول الخليج تعتمد بشكل كامل تقريبا على تحلية المياه للحصول على مياه عذبة فلا بد من تكثيف ودعم البحوث العلمية للوصول إلى آليات جديدة تساهم في تقليل الطاقة التي تحتاجها عملية تحلية مياه البحر، بمعنى تكثيف البحوث في تكنولوجيا تحلية المياه وتكثيف البحوث في المحاصيل المقاومة للجفاف. وفي سلطنة عمان نحتاج إلى مشروع وطني جديد يعنى ببناء سدود تغذية على جميع الأودية الكبرى في سلطنة عمان، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على عُمان بأعاصير مدارية ومنخفضات جوية متطرفة في كمية سقوط الأمطار ونزول الأودية الجارفة وهذا من شأنه أن يخزن ملايين المكعبات من المياه في باطن الأرض ويعيد تجديد المياه الجوفية بمياه عذبة جديدة.

لم يعد بإمكان دول الخليج أن تتجاهل هذه التحديات وعليها أن توجه استثماراتها في تعزيز الأمن الغذائي حتى عبر مشاريع تقام على أراضٍ عربية آمنة مستقرة، إضافة إلى أهمية دعم البحوث والابتكارات الحديثة التي يمكن أن تساهم في حماية مستقبلنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمن الغذائی دول الخلیج فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

المشاري: «البلدي» جزء من المنظومة العمرانية.. والقضية الإسكانية أولوية

شدد وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري على أهمية القضية الإسكانية باعتبارها تحظى بأولوية خاصة وتهم كل مواطن، مضيفا انها من أهم الأمور لديه كوزير يحمل حقيبة الإسكان، وسيتم الإعلان قريبا على أي تطورات فيما يخص المشاريع الإسكانية.

وقال المشاري خلال اجتماع أمس مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي في أول لقاء تعارفي معهم ان أعمالنا كبيرة، وسعيد بأن أكون في المكان الذي أستطيع من خلاله التباحث في العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى ان هناك العديد من الموضوعات التي طرحت خلال الاجتماع وتهم الدولة والمواطن، أبرزها لوائح البناء والحدائق والمظلات، ومشروع المخطط الهيكلي، والرؤية العمرانية الشاملة للدولة، مؤكدا ان تحقيق ذلك يتم من خلال التعاون مع أعضاء «البلدي».

وفيما يتعلق بأوضاع البلدية، لفت إلى أهمية ان تكون هناك رؤية معمارية واضحة، مضيفا: لا نستطيع الحديث عن أي لوائح دون التطرق إلى السلوك العام للمواطن، وهل ما نقوم به مقبول أم غير مقبول، ويصعب اتخاذ قرار لتغيير اللائحة دون تغيير سلوك الأفراد لارتباطه بالسياقات الاجتماعية.

من جانبه، بارك رئيس المجلس البلدي عبدالله المحري للوزير المشاري على نيله ثقة القيادة السياسية وتوليه الحقيبتين الوزاريتين، سائلا الله ان يوفقه ويعينه، مؤكدا ان اجتماع الوزير مع الأعضاء يدل على الاهتمام بالمجلس البلدي، واحترام القوانين واللوائح من شأنه دفع التعاون بين المجلس والبلدية، حيث تمت مناقشة العديد من الملفات، أبرزها لوائح البناء، إضافة إلى الإسراع بالرد على اقتراحات وأسئلة الأعضاء.

وقال المحري إن التعاون بين الوزير والمجلس لإقرار القوانين له عدة دلالات وستؤتي ثمارها لصالح البلاد والعباد، حيث تلامس الجميع بصفة مباشرة وليست معنية بالمجلس، وذلك لمواكبة التطور الحضري والعمراني، وخاصة لائحة البناء في السكن الخاص والاستثماري والتجاري، إضافة إلى لائحة الأبراج.

وأشار إلى التطرق إلى لائحة المظلات في ظل وجود رؤية لدى الوزير وأخرى لأعضاء المجلس البلدي، مشيدا بحرص الوزير على ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، معربا عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة، خاصة ان المجلس البلدي لديه منذ البداية خارطة طريق للتنفيذ والإسراع بإقرار المشاريع التنموية والقوانين التي تساهم بحل القضية الإسكانية من خلال توفير الأراضي، مدللا على ذلك بمشروع جنوب القيروان.

من جانبها، قالت العضو م.منيرة الأمير ان المواطن متحمس لرؤية المشاريع التنموية منفذة على أرض الواقع ونحن ندفع بهذا الاتجاه، مضيفة: أود أن أبارك للوزير ثقة القيادة السياسية وأسأل الله أن يوفقه لما فيه الخير لمستقبل هذا الوطن ولتحقيق أهدافه.

وتابعت م.منيرة الأمير: لن ندخر جهدا لمساعدة الوزير في تحقيق ذلك عبر الدور المنوط بنا في المجلس البلدي، ولقد كان لنا العديد من اللقاءات مع عدد من الوزراء خلال الفترة القصيرة الماضية وكان لي شخصيا مقترح قد يساعد في تسريع خطوات الإنجاز ويقتضي ترتيب لقاءات دورية مع وزير البلدية لتبادل المعلومات، ما يسمح لنا بالاطلاع على مستجدات وتوجهات القيادة السياسية ورؤيتها لآليات تنفيذ خطط الدولة وتسريعها قدر المستطاع.

وزادت: ستفيد هذه اللقاءات في مناقشة وبحث مقترحات الأعضاء مع الوزير والفريق المساند لتقديم شرح واف والوصول إلى قرارات وتصورات أكثر وضوحا.

من جهته، أشاد عضو المجلس البلدي فهد الخنين باللقاء البناء مع وزير الدولة لشؤون البلدية وأعضاء المجلس البلدي والذي تم خلاله تبادل وجهات النظر والاستماع إلى أفكار ورؤية الوزير لتطوير البلدية ومرافقها بما يتوافق مع رؤية كويت جديدة في ظل توجيهات القيادة السياسية.

وأكد الخنين خلال اللقاء تضافر الجهود ومد يد التعاون مع الوزير لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.

مقالات مشابهة

  • "حلم بلادنا".. السوداني يوجه رسالة "مهمة" لدول الخليج بشان طريق التنمية
  • المشاري: «البلدي» جزء من المنظومة العمرانية.. والقضية الإسكانية أولوية
  • وزير التموين يشدد على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتحقيق الأمن الغذائي
  • مقرر أممي: تلوث المياه في غزة قنبلة تأثيرها أكبر من التي تدمر المباني
  • عُمان والعراق يبحثان العلاقات الثنائية القائمة وجهود استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة
  • اعتقالات وإصابات بين قوات الأمن خلال إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية بالفنيدق
  • «عقار» يلتقي مدير التنمية الزراعية ويشيد بجهود تعزيز الأمن الغذائي
  • محافظ المنيا في جولة تفقدية بمحطة مياه عرب الزينة: جودة المياه أولوية قصوى
  • الغذاء العالمي: 15 مليون شخص في سوريا يعانون الجوع وسوء التغذية
  • السلامة الغذائية تغلق مطعم «شابرا» في المنطقة الصناعية بالمصفح