أرامكو السعودية تكشف عن مبادرات جديدة لتعزيز التطور الرقمي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
الرياض : البلاد
كشفت أرامكو السعودية، إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات، اليوم، عن مبادرات جديدة تهدف إلى دفع تطوير وتطبيق الحلول الرقمية المتقدمة في جميع أعمالها.
وتم الكشف عن تفاصيل هذه المبادرات خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي بدأت أعمالها اليوم في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وتعليقًا على ذلك، قال النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر: “من المتوقع ألا تعمل التقنيات الرقمية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وإنترنت الأشياء للقطاع الصناعي على تغيير طريقة عملنا فحسب، بل أيضًا بيئة أعمالنا التجارية”, مشيراً إلى ريادة أرامكو في استخدام هذه التقنيات في نطاق صناعي يُسهم بإضافة قيمة كبيرة لمختلف أعمالها, ودافع لمواصلة الاستفادة من التقنيات الناشئة والمساعدة في تحقيق طموحات المملكة لتصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووقّعت أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع شركتي “سيريبراس سيستمز” و”فيوريوسا إي آي” لاستكشاف التعاون في مجالات الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
وتركز مذكرة تفاهم أخرى تم توقيعها مع شركة “ريبليونز” على الاستخدام المحتمل لشرائح وحدة المعالجة العصبية في مراكز بيانات أرامكو السعودية، وذلك بهدف تعزيز البنية التحتية الرقمية، ودفع ابتكارات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
كما وقّعت أرامكو السعودية مذكرة تفاهم مع شركة “سامبانوفا سيستمز” لاستكشاف طرق تسريع قدرات الذكاء الاصطناعي والابتكار ونظم الاعتماد على مستوى المملكة.
وأعلنت أرامكو أيضًا عن استخدام حاسوب الذكاء الاصطناعي العملاق الذي يُعد أحد الأنظمة الأولى من نوعها في المنطقة. وقد تم تصميم هذا الحاسوب باستخدام بعض وحدات المعالجة الرسومية (GPUs) الأكثر قوة من شركة “إنفيديا” وذلك لتسريع مهام الحوسبة المعقدة، مثل تحليل خطط الحفر، والبيانات الجيولوجية من أجل التوصية بخيارات خفض كثافة الكربون بالنسبة لمواقع الآبار.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت أرامكو السعودية تعاونًا مع شركة “كوالكوم لتقنيات الاتصال” للاستخدام الأولي لأحدث حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصناعي التي تهدف إلى تعزيز مراقبة مرافق أرامكو السعودية، وأنشطة الصيانة الوقائية، واستخدام الطائرات بدون طيار ذاتية القيادة.
وتشكّل المبادرات الجديدة التي أُعلن عنها خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي جزءًا من إستراتيجية أرامكو السعودية لتبنّي الحلول الرقمية المتطورة على نطاق واسع في جميع أعمالها، ويأتي ذلك انطلاقًا من تدشينها للمختبر السعودي للابتكار المتسارع (سيل)، وهو منظومة وطنية لتحويل الأفكار المتطورة إلى منتجات رقمية بالكامل، ومنصة الممر العالمي للذكاء الاصطناعي. وقد أسفر هذا النهج حتى الآن عن إنشاء أرامكو السعودية لأول نموذج لغوي كبير يخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي.
كما أطلقت الشركة برنامج (Eye on AI) الذي يهدف إلى إرساء حوكمة وأنظمة قوية للأمن السيبراني في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تزويد المستخدمين بالمهارات اللازمة للأمن السيبراني في ظل مشهد سريع التطور.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: القمة العالمية للذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی أرامکو السعودیة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عبد المجيد: الفلسفة والفنون غذاء الكاتب في عصر الذكاء الصناعي وهيمنة الصورة
يحمل الأديب المصري إبراهيم عبد المجيد على عاتقه تقديم مدينته الإسكندرية للقارئ العربي، وعبر أعماله التي تمتد لعقود، استطاع عبد المجيد أن يخلق عالما أدبيا متفردا، يجمع بين الحس الإنساني العميق والتحليل الواقعي لقضايا المجتمع.
بدأ رحلته مع الأدب في سبعينيات القرن الماضي، وأصبح أحد أبرز الأصوات التي عكست التحولات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي. عبد المجيد، صاحب الرواية الشهيرة "في الصيف السابع والستين" التي جاءت إحدى أوائل الإبداعات التي وثقت تداعيات هزيمة 1967، ظل منذ بداياته ملتزما بالقضايا الكبرى التي تشغل الإنسان العربي، مع احتفاظه بمرونة فنية سمحت له بالتحليق في فضاءات السرد بأشكالها المتنوعة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية "لعبة منقلة" ولهذا جاءت "الخربة" في 49 فصلاlist 2 of 2أدب السجون السورية.. شهادات على جحيم معتقلات نظام الأسدend of listفي هذا الحوار، يفتح إبراهيم عبد المجيد نوافذ رؤيته على المشهد الثقافي الراهن، مناقشا أسباب كثرة الإنتاج الروائي وضعف الصدى الملموس له، ودور النشر الإلكتروني في طغيان الكم على الكيف، وتأثير الثورة المعلوماتية على الإبداع الأدبي. كما يشاركنا تجربته الشخصية مع الكتابة، وتحديات النشر، ونصائحه لجيل الروائيين الشباب، فإلى الحوار:
الحديث عن رؤيتك للمشهد الثقافي لا سيما عالم الرواية، من زوايا عدة.. منها كثرة الإنتاج الروائي دون إحداث صدى ملموس.. ما أسباب ذلك من واقع خبرتك؟ إعلانالمشهد الثقافي عامر بالإنتاج في كل مجلات الكتابة. الرواية والشعر وسائر الفنون. كذلك الدراسات الفكرية والترجمة من اللغات الأخرى للغة العربية. الوقوف عند الرواية فقط فيه ظلم لسائر الفنون، لكن هذا ما جرى منذ منتصف السبعينيات. قفز العالم كله إلى الرواية باعتبار أن ما يحدث فيه يحتاج إلى الحكي أكثر من الإيجاز. مشى الكثيرون وراء مقولة زمن الرواية فأهملوا إنتاجا رائعا في المجالات الأخرى. فجأة في العقدين الأخيرين صارت الرواية هدفا للكثيرين. تحول إليها شعراء ونقاد وفنانون. لا يضايقني هذا فللإبداع تجلياته المختلفة. لكن بعيدا عن هؤلاء دخل حقل الرواية الكثيرون ممن يحكون فقط دون فهم لبناء الرواية وتطوره عبر التاريخ. وكما أقول دائما فالكتابة ليس ماذا تكتب لكن كيف تكتب. الأمر يحتاج إلى متابعة من النقاد، لكن الإنتاج كثير جدا فمن الصعب على النقاد المتابعة. كذلك غلبت النزعة الاستهلاكية في التسويق، فهناك من يشتري الإعجابات بصفحات مدفوعة على الإنترنت، ويتصور أن هذا دليل على قيمة روايته. لكن في النهاية لا يبقى غير الجيد من الأعمال، لذلك لا أتوقف عند هذه الظاهرة.
مع النشر الإلكتروني وكثرة دور النشر الورقية.. كيف يسهم ذلك في طغيان الكم على الكيف؟ حبذا لو تتحفنا هنا بالمقارنة مع أول إنتاجك الروائي والصعوبات التي واجهتها.مؤكد يساعد النشر الإلكتروني وكثرة دور النشر في طغيان الكم على الكيف. بعض دور النشر تنشر 200 نسخة من كل طبعة للرواية وتعلن أنها الطبعة العاشرة. حين بدأت أنشر كانت الطبعة الواحدة 3 آلاف نسخة وتتكرر مع المبيعات. اختلف الزمن. لا تزال بعض دور النشر محتفظة بالروح القديمة لكنها قليلة.
أما أول إنتاج لي فكان رواية "في الصيف السابع والستين" التي انتهيت منها عام 1974 لكن كانت هناك رقابة علي الكتب قبل النشر. تقدمت بها للرقابة أكثر من عام وكان الرقيب يرفض نشرها لأسباب سياسية، فالرواية تسجيلية عن هزيمة 1967 وأيام الحرب. في عام 1979 ألغى الرئيس السادات الرقابة على الكتب قبل النشر، فنشرتها في دار الثقافة الجديدة في سلسلة كان يشرف عليها صنع الله إبراهيم. الآن بعض دور النشر رغم عدم وجود رقابة مبدئية على الكتب، تتوجس من بعض العبارات أو الأفكار لأن هناك رقابة أخرى على السوشيال ميديا من جهات وأشخاص لا يعرفون أن الفن خيال، فيتعاملون مع ما تقوله الشخصيات باعتباره رأي المؤلف، ومن ثم صرت أنشر ما يعتذر عنه الناشرون خارج مصر في "دار المتوسط" التي يديرها الفنان والشاعر خالد الناصري في ميلانو بإيطاليا. والحمد لله تدخل إلى مصر.
إعلان دور أهل الخبرة والريادة في الإنتاج الروائي.. كيف ينقلون خبرتهم للجيل الجديد؟ هل ورش الكتابة تسهم في ذلك؟مؤكد تساعد ورش الكتابة في فهم الفن الروائي، لكن الأهم هو أن يقرأ الكاتب تاريخ الأدب تاريخ المذاهب الأدبية، من كلاسيكية ورومانتيكية وواقعية وعجائبية وغيرها. هذا متوفر في الكتب النقدية وفي مذكرات بعض الكتاب. مهم أن يعرف الكاتب ذلك ليقرر أين يقف ومن أين يبدأ فلا يكون حديثه مكررا لا قيمة له.
مع الثورة المعلوماتية والذكاء الاصطناعي المتنامي.. كيف يحافظ الأديب على تفرده؟أنا من جيل قديم وأرى الذكاء الاصطناعي في الأدب والإبداع فاقدا للروح، ومهما غذيته من معلومات سيكون رده ميكانيكيا لا روح فيه. يمكن استخدامه في العلوم أو حتى الترجمة، لكن في الإبداع يظل الأمر قاصرا.
على فرض أنه أتيحت لك فرصة الإفادة من منصات التواصل في تسويق أعمالك.. ما الاختلاف الذي كنت تتوقعه؟– أنا أترك ذلك للناشر ولا أشغل نفسي به. فقط أنشر مقالاتي علي منصات التواصل بعد نشرها في مواقع ومجلات. كذلك أنشر أخباري وأخبار رواياتي وما يكتبه النقاد عنها. أفعل ذلك من باب الاحتفاظ بها. يسعدني الاهتمام من المتابعين طبعا لكن أنا متعتي فيما أكتب. ما بعد ذلك متروك للقراء وهم أحرار.
ما الأحلام التي تراودك اليوم؟ هل يمكن أن تترجم في عمل ما؟انا مشغول بكتابة رواية جديدة وأنتظر رواية ستنشر في دار المتوسط في يناير القادم. حين أكتب رواية لا انشغل بشيء آخر.
لو قدمت جملة من النصائح لشباب الروائيين.. ما أبرزها؟كما قلت من قبل أن يقرأ في تاريخ الأدب وتطوره، وأن المهم هو كيف يكتب لا ماذا يكتب. الكتابة فن وللرواية أو الشعر أو المسرح أو الرسم مدارس فنية علي الكاتب الشاب أن يدركها. كذلك الاهتمام بالفنون الأخرى مثل السينما والفن التشكيلي تساعده على التصوير الفني والإيجاز في الحكي، وحبذا لو قرأ شيئا من الفلسفة ليعرف قضايا الوجود، وكيف تنعكس في مواقف شخصياته. الفلسفة مهمة جدا للكاتب لا تقل أهميتها عن القراءة في تاريخ الأدب أو علم النفس أو التاريخ أو غيرها.
إعلان