مزارع الموت ومراعيها في اليمن. الآلاف من القتلى والجرحى في 20 محافظة يمنية ومليشا الحوثي تتصدر قائمة الانتهاكات.. تقرير دولي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
كشف تقرير حقوقي حديث صادر عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان ومقرها أمستردام/هولندا عن عدد ضحايا الانتهاكات التي استهدفت المدنيين من الرعاة والمزارعين اليمنيين في أراضيهم الزراعية والمراعي في (٢٠) محافظة يمنية.
وأسفرت الانتهاكات والاستهدافات التي تضمنها التقرير ورصدها فريق راصدي (رايتس رادار)، عن مقتل وإصابة 2099 مدنيا قضوا أثناء رعيهم للمواشي أو تواجدهم داخل مزارعهم أو في الطرق والممرات المؤدية منها أو إليها.
وبحسب التقرير الذي حمل عنوان ( اليمن - مزارع ومراعي الموت) وغطى الفترة من (أبريل/نيسان 2015 إلى سبتمبر/أيلول 2024)، فإن من بين الضحايا (592) طفلاً و(199) امرأة و(205) مسناٍ و(1153) رجلاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين (18- 50 عاما).
وأفادت الأرقام والإحصاءات التي وثقها فريق راصدي رايتس رادار، بأن وقائع الاستهداف التي طالت المراعي والمزارع تنوعت بين القصف الصاروخي والمدفعي والقنص وإطلاق الرصاص وحوادث انفجار ألغام وعبوات ناسفة، نجم عنها سقوط (1021) قتيلا مدنيا بينهم (227) طفلا و(103) امرأة و(93) مسنا، إضافة لإصابة (1087) آخرين بينهم (315) طفلا و(96) امرأة و(112) مسنًا.
وأكد تقرير رايتس رادار ان الإحصاءات المرصودة والموثقة تشير إلى تصدر جماعة الحوثي المسلحة قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، حيث تسببت في مقتل (709) مدنيا بينهم (144) طفلا و(67) امرأة و(61) مسنا وإصابة (802) آخرين بينهم (233) طفلا و(70) امرأة و(75) مسنا.
واوضح التقرير ان تفاصيل الرصد بين أن الألغام والعبوات الناسفة والمقذوفات غير المتفجرة التي زرعتها وخلفتها جماعة الحوثي على نطاق واسع من المراعي ومزارع المواطنين والطرق والممرات المؤدية إليها تسببت وحدها بمقتل (339) مدنيا بينهم (99) طفلا و(43) امرأة و(22) مسنا وإصابة (494) آخرين بينهم (177) طفلا و(49) امرأة و(39) مسنا من رعاة الأغنام والمواشي، وملاك الأراضي الزراعية المستهدفة وذويهم والعاملين فيها بالأجر اليومي.
ولفت الى ان أعمال القصف الصاروخي والمدفعي التي نفذتها الجماعة أودت بحياة (114) مدنيا بينهم (16) طفلا و(11) امرأة و(10) مسنين، بالإضافة إلى إصابة (126) آخرين بينهم (31) طفلا و(11) امرأة و(13) مسنا نتيجة القصف أثناء مزاولتهم نشاطهم اليومي داخل الأراضي والحقول الزراعية.
فيما بين التقرير ان عمليات القنص الحوثية أسفرت عن سقوط (142) قتيلا بينهم (17) طفلا و(12) امرأة و(24) مسناً وإصابة (121) آخرين بينهم (18) طفلا و(10) امرأة و(20) مسنا جميعهم من رعاة المواشي والمزارعين.
وأوضح التقرير الحقوقي ان التحالف العربي ممثلاً بطيرانه الحربي حل ثانياً في قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، بغارات جوية مباشرة أسفرت عن مقتل (222) مدنيا بينهم (70) طفلا و(30) امرأة و(24) مسنا وإصابة عدد (201) آخرين بينهم (66) طفلا و(23) امرأة و(32) مسنا موزعين على (12) محافظة يمنية هي (الحديدة، صعدة، حجة، عمران، الجوف، تعز، المحويت، صنعاء، ذمار، شبوة، الضالع، البيضاء).
وجاء في التقرير:أثناء الرصد ثم البحث وتقصي الحقائق ثبت لفريق رايتس رادار أن ثمة ما يمكن اعتباره (مسؤولية مشتركة) تجاه قسمٍ من الضحايا، بين التحالف العربي من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى وذلك من خلال استخدام الحوثيين للضحايا ومزارعهم دروعاً بشرية عن سبق إصرار وقصد وذلك بتخزين الأسلحة أو التمركز فيها أو الهروب إليها واستخدامها منصات لإطلاق صواريخ باليستية، خصوصاً في محافظات (الحديدة، تعز، صعدة، حجة) ما يستدعي قصفها دون مراعاة للكلفة الإنسانية.
وقد أسفر ذلك عن مقتل (50) مدنيا بينهم (12) طفلا و(6) امرأة و(2) مسنا وإصابة عدد (28) آخرين بينهم (7) طفلا و(1) امرأة و(3) مسنين.
فيما ححلت الحكومة الشرعية في المرتبة الثالثة في قائمة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات بحق الرعاة والمراعي والمزارعين وذويهم وممتلكاتهم، بمسؤوليتها عن استهداف أراضٍ زراعية ومراعٍ للمواشي في (3) محافظات نجم عنها إصابة (13) مدنيا بينهم طفلٌ ومسن.
وفي المرتبة الرابعة جاءت التشكيلات الخارجة عن إطار الشرعية باستهدافها لمزارع ومراعٍ سقط خلالها (7) قتيلا مدنيا بينهم (1) طفلا و(1) مسنا وإصابة عدد (22) آخرين بينهم (7) طفلا و(2) امرأة.
وحلت الحكومة الأمريكية حسب تقرير رايتس رادار خامساً باستهدافها بطائرات الدرونز أراض زراعية وأماكن رعي أثناء حربها ضد من تسميهم عناصر تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في جزيرة العرب، وقد أسفرت هجماتها في محافظات (البيضاء، مأرب، حضرموت، شبوة) عن مقتل (14) مدنيا من المزارعين ورعاة مواشي بينهم (5) مسنين وإصابة عدد (4) آخرين بينهم (1) طفلا و(1) مسن.
وفي المرتبة السادسة حلت الجماعات المتطرفة (تنظيم القاعدة) بالمسؤولية عن بمقتل عدد (19) وإصابة (8) آخرين من رعاة المواشي والمزارعين، جميعهم رجال بالغين تتراوح أعمارهم بين (18- 50 سنة) أصيبوا بتفجير ألغام وعبوات ناسفة زرعها مقاتلو التنظيم في محافظات (أبين، البيضاء، حضرموت).
ومن حيث أدوات ووسائل القتل والاعتداء التي استهدفت الضحايا من المزارعين والرعاة، اوضح التقرير ان الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المتفجرة حلت المرتبة الأولى، حيث تم توثيق عدد (840) قتيلا وجريحا من المدنيين جراء ذلك منهم (346) قتيلا و(494) جريحا في عدد (18) محافظة يمنية، بلغ عدد الأطفال (99) قتيلاً و(177) جريحاً، والنساء بعدد (43) قتيلة وجرح (49) أخرى، والمسنين بعدد (22) قتيل و(39) جريحاً، أما الرجال فقد بلغ عدد الضحايا منهم (182) قتيلاً و(229) جريحاً.
أما بالقصف الصاروخي والمدفعي والغارات الجوية فقد وثق فريق راصدي رايتس رادار سقوط عدد (784) قتيلا وجريحا من المدنيين، منهم (404) قتيلا و(380) جريحا موزعين على عدد (17) محافظة يمنية.
وحمل التقرير جماعة الحوثي المسؤولية عن مقتل (113) مدنيا أثناء عملهم في مزارع أو لحظة رعيهم المواشي أو كانوا في طريقهم من وإلى المزارع والمراعي بينهم (16) طفلا و(12) امرأة و(24) مسنين وكذلك (126) جريحا بينهم (31) طفلا و(11) امرأة و(13) مسنا.
فيما اكد ان الغارات الجوية لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية أسفرت عن مقتل (222) مدنيا بينهم (70) طفلا و(30) امرأة و(24) مسن، وإصابة عدد (201) آخرين بينهم (66) طفلا و(23) امرأة و(32) مسن.
بينما أسفرت غارات الدرون الأمريكية عن مقتل (14) مدنياً بينهم (5) مسنين، وجرح (4) آخرين بينهم طفل ومسن.
ووثق التقرير قتلى عمليات القنص وإطلاق الرصاص حيث اسفر ذلك عن سقوط عدد (257) قتيلا بينهم (24) طفلا و(13) امرأة و(28) مسنا وعدد (198) جريحا بينهم (25) طفلا و(11) امرأة و(22) مسنا بالرصاص وسلاح القناصة.
وأكد ان أكثر الضحايا قتلوا في عدد (17) محافظة برصاص مقاتلي جماعة الحوثي، بعدد بلغ (244) قتيلاً و(176) جريحاً
وطبقا للمعلومات الموثقة فإن جميع هؤلاء الضحايا استهدفوا أثناء عملهم في المزارع أو رعيهم للمواشي أو كانوا في طريقهم من وإلى المزارع والمراعي.
وخلص التقرير في توصياته لدعوة جماعة الحوثي للتوقف الفوري عن استهداف المدنيين عموماً والأطفال خصوصاً بمختلف الوسائل وعدم استهداف الأحياء المأهولة وأماكن التجمعات ومراعي ومزارع المواطنين والطرق والشوارع الرئيسية والفرعي، وبضرورة التوقف فورًا عن زرع الألغام بمختلف أنواعها وتسليم خرائط الألغام والكشف عنها للجهات المختصة محلياً ودولياً.
فيما دعا التحالف العربي بقيادة السعودية للالتزام باجراء تحقيقات جادة وشفافة في كل الغارات التي أودت بحياة مدنيين ومحاسبة المتسببين فيها، والعمل على جبر ضرر جميع الضحايا.
ودعا التقرير الحكومة المعترف بها دولياً القيام بتوفير وسائل الحماية الممكنة للمدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب بكل الوسائل الممكنة، والعمل على توفير آليات مناسبة للمعاقين تحديدًا ليتمكنوا من الاستمرار في حياتهم وبناء مستقبلهم بثقة وقدرة وتفاؤل.
كما دعا الجهات والهيئات الأممية والجهات المانحة الدولية والإقليمية، إلى مضاعفة جهودها وأنشطتها المعنية بنزع الألغام والتي تشكل تهديدًا مميتًا لحياة السكان المدنيين وعائقا أمام ممارسة حياتهم الطبيعية.
ودعا التقرير حكومة الولايات المتحدة الامريكية لإيقاف الهجمات الجوية بالطائرات المسيرة في جميع انحاء الجمهورية اليمنية.
وطالب الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن بموقف صريح وحازم إزاء كل الأعمال العدائية التي ترتكبها كل الأطراف وتسفر عن سقوط ضحايا.
كما طالبها باستخدام الصلاحيات المخولة لها قانونا لإلزام جماعة الحوثي بوقف هجماتها العسكرية ضد المناطق المأهولة وممتلكات المواطنين وفرض اجراءات العقوبات الرادعة لها حال عدم الاستجابة لذلك.
وأكد على ضرورة مساعدة اليمن في التخلص من الألغام ومخلفات الحرب، وبالضغط على أطراف النزاع في اليمن من أجل عدم استخدام الألغام والعبوات الناسفة بطريقة تهدد أو قد تشكل تهديدًا لحياة المدنيين.
وأفرد التقرير توصيات خاصة لمجلس الأمن دعاه فيها بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لحماية المدنيين، واتخاذ كافة الإجراءات التي كفلتها المواثيق الدولية ومن شأنها توفير الحماية الحقيقة للضحايا والحد من ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين أينما كانوا.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
العميد طارق صالح: ''محافظة البيضاء على موعد قريب من التحرير وستكون أول من تلفظ المشروع الحوثي''
قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، أن محافظة البيضاء على موعد مع التحرير، مشيرًا إلى أنها "ستكون أولى المحافظات التي تلفظ المشروع الحوثي عند انطلاق المعركة وأن أبناء البيضاء يقاتلون اليوم بنفس جمهوري على مختلف الجبهات''.
جاء ذلك خلال لقائه مساء اليوم، مشايخ ووجهاء وأعيان محافظة البيضاء، على هامش اللقاء القبلي لأبناء المحافظة الذي تستضيفه مدينة المخا، بحضور محافظ البيضاء اللواء الركن ناصر الخضر السوادي، وفق المركز الإعلامي للقوات المسلحة.
وفي اللقاء، نقل طارق صالح، تحيات رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس إلى الحاضرين وكافة مشايخ ووجهاء وأبناء محافظة البيضاء.. مؤكداً أن البيضاء تحتل مكانة خاصة في قلب كل يمني، لما لها من تاريخ نضالي مشرف في مواجهة الإمامة، التي تحمل حقداً دفيناً تجاه المحافظة عبر التاريخ، سواءً في الماضي أو الحاضر.
ولفت إلى أن أبناء البيضاء خاضوا معارك مستمرة ضد الإمامة على مدى أكثر من مائة عام بوازع جمهوري، وهو ما دفع مليشيات الحوثي، بعد سيطرتها على صنعاء، إلى استهداف البيضاء كوجهة تالية، بدوافع انتقامية وحقد تاريخي.
وتطرق إلى الجرائم الحوثية التي اُرتُكبت في حي الحفرة بمدينة رداع، وفي مناطق خبزة وحنكة آل مسعود بقيفة وآل حميقان وآل عوض والزاهر وغيرها، والتي قال إنها تكشف عن نزعة عدوانية وانتقامية نابعة من حقد المليشيا تجاه محافظة البيضاء.
وقال "إن ما تعرضت له البيضاء على يد الحوثيين لا يختلف عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، حيث يتطابق السلوك العدواني، ساخراً من ادعاءات الحوثيين بنصرة غزة من جرائم إسرائيل بينما يمارسون الجرائم ذاتها في اليمن".
وأشاد عضو مجلس القيادة، بالرموز الوطنية والتاريخية لأبناء البيضاء، الذين قاوموا الإمامة وساهموا في فك حصار السبعين، وعلى رأسهم المناضلون أحمد عبدربه العواضي، وسالم الحميقاني، وأحمد الذهب، وغيرهم من الأبطال.. مؤكداً أن قبائل البيضاء شكلت على الدوام قلعة من قلاع الجمهورية، تقاوم المشروع الإمامي وتدافع عن الجمهورية.
وأضاف "الجمهورية هي أمل كل يمني ومصدر الأمن والاستقرار، ولن يتحقق الاستقرار إلا باستعادتها".. مشدداً على أن الحرب التي يخوصها اليمنيون اليوم ليست طائفية أو انتقامية، بل تهدف إلى استعادة الدولة والحرية والعيش بمساواة تحت سيادة القانون.
وشدد طارق صالح، على ضرورة طمأنة الناس في مناطق سيطرة الحوثي وكل من اغتر بمشروعه أو تورط فيه، بأن الهدف الذي يناضل من أجله اليمنيون ليس تصفية الحسابات، بل استعادة الجمهورية وبناء دولة العدالة.
وأبدى عضو مجلس القيادة الرئاسي، استعداده لدعم أبناء البيضاء لترتيب صفوفهم في مواجهة المليشيا، كما أعلن أن الخلية الإنسانية توجه الجهود لدعم أبناء البيضاء، على غرار بقية المحافظات المستفيدة.
ووجه خلية الأعمال الإنسانية بدعم إضافي لأسر ضحايا جرائم الحوثي في حنكة آل مسعود، كما وجه دائرة الخدمات الطبية بمواصلة متابعة حالات الجرحى وتقديم كل ما يلزم.
من جانبهم، عبر محافظ البيضاء والحاضرون عن تقديرهم للدعم الذي قدمه ويقدمه عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح لأبناء المحافظة.. مشيدين بحرصه على الوقوف إلى جانب البيضاء وتلبية احتياجاتها وتطلعات أبنائها.