قرية أبو ديس.. احتلتها إسرائيل عام 1967 وقسمها جدار الفصل
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
قرية أبو ديس بلدة فلسطينية تقع شرق مدينة القدس، وكانت مركزا لجيش صلاح الدين الأيوبي. تأثرت بجدار الفصل الإسرائيلي الذي أدى إلى مصادرة أراضٍ منها وفصل أجزائها والتفرقة بين سكانها.
تضم القرية معالم كثيرة أبرزها جامعة القدس، وفيها كذلك العديد من الآبار والمغارات التاريخية.
الموقعتقع قرية أبو ديس في ظاهر القدس الشرقي، وتبعد حدودها الغربية عن المسجد الأقصى نحو 3 كيلومترات، بارتفاع يصل إلى 630 مترا عن مستوى سطح البحر.
تبلغ مساحة مجمل أراضيها 28232 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، تشغل منها بنايات ومنازل البلدة 1411 دونما.
يحول جدار الفصل بينها وبين مركز مدينة القدس؛ لذلك تقع في نطاق الضفة الغربية وتتبع محافظة القدس.
وتحيط بالقرية أراضي قرى الخان الأحمر والنبي موسى وعرب السواحرة وصور باهر وسلوان والطور والعيزرية.
احتلتها إسرائيل عام 1967 في حرب يونيو/حزيران، وعند توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وسلطات الاحتلال، كانت أبو ديس من ضمن الأراضي التابعة لسلطة المنظمة، وأسست فيها السلطة الوطنية الفلسطينية مجلسا بلديا.
التاريخبلدة أبو ديس من القرى التي حررها صلاح الدين الأيوبي قبل تحريره مدينة القدس عام 1187م، وكانت هي والبلدات المجاورة مقرا لجيشه وقاعدة متقدمة لشن الهجمات على الصليبيين في مدينة القدس بغرض تحريرها.
وعلى الرغم من قربها من مدينة القدس، فقد فصلها عنها الاحتلال الإسرائيلي وألحقها بلواء بيت لحم.
وقد تكرس هذا الفصل بعد عام 1993 مع بدء الاحتلال بعزل القدس عن محيطها الحيوي وعن البلدات والقرى التابعة لها عبر إقامة الحواجز على مداخلها.
وفصل الاحتلال بلدة أبو ديس عن بقية مدن الضفة الغربية من أجل خلق واقع جديد، على الرغم من أن جزءا كبيرا من مساحة البلدة (الجهة الغربية والجنوبية الغربية) تابع لما يسمى بلدية القدس.
وبسياسة استيطانية سعت إسرائيل بعد 1967م إلى ضم أكبر مساحة ممكنة من الأرض بأقل عدد ممكن من السكان إلى بلدية القدس التي تديرها سلطة الاحتلال.
وثلث أراضي بلدة أبو ديس خاضعة لبلدية الاحتلال، ونسبة قليلة فقط من سكانها هم من يحملون الهوية الإسرائيلية، ولا يتجاوزون 2% من سكان البلدة.
وبعد بدء بناء الجدار الإسرائيلي تم فصل سكان البلدة عن بعضهم، وأدى ذلك إلى تشتيت شمل العائلات ومصادرة مزيد من الأراضي لصالح بلدية الاحتلال، قدرت مساحتها بستين دونما، إضافة إلى الاستيلاء على منزلين وفندق.
التسميةيعتقد أن أصل تسمية أبو ديس مستلهم من اللغة التركية، فكلمة "ديس" كلمة تركية تعني "القش"، وقد كان سكان القرية قديما يلتقطون القش من شواطئ البحر الميت ومن وادي الأردن، ويصنعون منه الحصائر، لأنها كانت أجود من تلك التي كانت تصنع من سعف النخيل.
ويعتقد البعض أن اسم أبو ديس مشتق من الكلمة اليونانية "ديكا" التي تعني الرقم عشرة، وقد سميت أبو ديس بـ"أم العشر خرب"، ويقصد بها التجمعات القروية التي تتشكل منها، وبعضها يعود إلى قرون قبل الميلاد:
خربة أبو أسعد. خربة أم جمال. خربة الرغباني. خربة الخرايب. خربة أبو الثيران. خربة أبو حويلان. خربة أم عبيد. خربة أبو الصوان. خربة المرصص. خربة صوانة صلاح. السكانبلغ عدد سكان قرية أبوديس أكثر من 14 ألف نسمة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2024، وتعد حمولة "الخنافسة" أكثر حمولات القرية عددا وحمولة الحلبية التي تعود بأصولها إلى حلب شمال سوريا، وأما حمولة "آل جابر" أو "العريقات" فتعود أصولهما إلى قبيلة "الحويطات" في الأردن.
أبرز الأعلام أحمد قريعيلقب بأبي علاء، وهو شخصية بارزة في السياسة الفلسطينية، شغل منصب رئيس المجلس التشريعي منذ 1996 وكان مهندسا رئيسيا لاتفاقات أوسلو.
عمل أحمد قريع في القطاع المصرفي حتى عام 1968 قبل أن يتفرغ للعمل السياسي، ولعب دورا فعالا في إنشاء مؤسسات وطنية عديدة.
تولى منصب رئيس الوزراء الفلسطيني خلفا لمحمود عباس عام 2003، وقاد مفاوضات مهمة مع إسرائيل، بما في ذلك مفاوضات اتفاقية واي ريفر. وحصل على عدة جوائز، وكتب دراسات اقتصادية منها كتاب "السلام المعلق".
كامل عريقاتسياسي وبرلماني أردني من أصل فلسطيني، كان رئيسا لمجلس النواب الأردني، ورئيسا لنقابة تجار أريحا عام 1942. توفي عام 1984.
شارك في حركة المقاومة الفلسطينية بقيادة عبد القادر الحسيني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، وانضم إلى جيش الجهاد المقدس بين عامي 1947-1949، ثم أصبح قائدا للفتوة الفلسطينية عام 1945 وحتى عام 1947.
انتخب نائبا في مجلس النواب الأردني في خمسينات القرن العشرين. وحصل على عدد من الأوسمة، منها: وسام نجمة فلسطين عام 1949، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الثانية عام 1958، ووسام من اليونان برتبة كومودور عام 1959، ووسام من بطريرك الروم الأرثوذكس برتبة فارس عام 1960.
أهم المعالمتضم أبو ديس عددا من المغارات التي تعود لعصور مختلفة وتُستخدم لإيواء المواشي. إضافة إلى عدد كبير من الآبار معظمها من العهد الروماني منها: بئر صلاح وبئر الرغابنة وبئر زريق وبئر العقبة "بير أبو صفاه".
وكذا آبار خربة المرصص السبعة، وبئر أبو الوحش وبئر بدر وبئر الرحبة وبئر الطاحونة، وخربة عطا وخربة وادي أبو هندي وخربة ساري وخربة أم خيار وبئر الحية.
ومن أبرز معالمها مسجد صلاح الدين الأيوبي، أحد أقدم مساجد القرية ويقع على حافة الشارع الرئيسي وسط البلدة. أنشئ عام 1351هـ، وفيه منبر وبقايا شواهد تيجان وأعمدة تعود للفترة الأيوبية.
تُعَدّ أبو ديس مركزا هاما لصنع القرار الفلسطيني، إذ تضم فروعا ومكاتب لعدد من المؤسسات الحكومية، بما فيها مقر محافظة القدس ووزارات مختلفة وأجهزة أمنية. إضافة إلى مؤسسات أهلية وشركات خاصة مثل شركة جيكا الفرنسية للمياه و مدرسة المعهد العربي الأردني النموذجية.
وتعد جامعة القدس إحدى أهم مؤسساتها التي تؤثر بشكل كبير في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية فيها، وتُقدّم تخصصات فريدة ودرجات علمية متنوعة.
جدار الفصل الإسرائيليأثر بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي على البلدة، فحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيليّة في نيسان/أبريل 2007 يمتد الجدار على أراضي أبو ديس بطول 8 كيلومترات.
وفصل الجدار من الجهة الغربية البلدة عن مدينة القدس، وصادر من الجهة الشرقية 11095 دونما من أراضيها وعزل عنها مناطق سكنيّة وأراض زراعيّة ومراعي ومناطق مفتوحة، وغيرها.
والجدار المبني شرق البلدة، جزء من الجدار المخطط له حول تجمع "معاليه أدوميم" الاستيطاني، الّذي تسعى سلطات الاحتلال إلى ضمه ليصبح الحدود الجديدة لبلديّة القدس، ضمن إطار مشروع "القدس الكبرى" الذي تنفذه سلطات الاحتلال على الأراضي الفلسطينيّة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مدینة القدس جدار الفصل قریة أبو ة القدس أبو دیس
إقرأ أيضاً:
القائمة السوداء تحاصر إسرائيل
تستدعي الوقائع الحادثة اليوم فى الأراضى الفلسطينية على ضوء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، تستدعى لنا اليوم الذي بادرت فيه الأمم المتحدة وقررت إدراج الكيان الصهيونى فى القائمة السوداء بسبب جرائم الحرب التى ترتكبها فى الأراضي الفلسطينية. كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم الإسرائيلى على المدارس التابعة للأونروا، أما مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، فدعا إلى إجراء تحقيق حول هذه الوقائع. فى المقابل بادر مجلس الحرب فى إسرائيل كما اعتاد دوما وطلب ضمانات أمريكية تسمح للجيش الإسرائيلى بمواصلة القتال ضد حماس فى قطاع غزة.
يحمد لمصر الجهد الكبير الذي تضطلع به دعما للفلسطينيين، فلقد كثف الوفد الأمنى المصرى اتصالاته من أجل دفع المسار التفاوضى فى اتجاه وقف إطلاق النار. بيد أن إسرائيل ماضية فى غلوائها، وفى تكثيف عملياتها وفى حرب الإبادة التي تشنها على القطاع، وتستمر فى ارتكاب المجازر ضد العائلات الفلسطينية ليرتفع عدد ضحايا الحرب إلى ما يزيد على خمسين ألف شهيد، وآلاف المصابين. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة قد أطلقت تحذيرا ونداء استغاثة عاجلا للمجتمع الدولي لإنقاذ المنظومة الصحية ووقف حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل عمدا ومع سبق الإصرار حيث أبادت فى حربها البشر والحجر. وقالت "كارين هوستر" من منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة: "رائحة الدم فى غزة لا تطاق. هناك أشخاص ممددون فى كل مكان على الأرض، وفى الخارج نقلت الجثامين فى أكياس بلاستيك. الوضع لا يُحتمل".
فى الوقت نفسه حولت شرطة الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية، إذ تم نشر أكثر من ثلاثة آلاف عنصر أمني فى البلدة القديمة ومحيطها بذريعة تأمين مسيرة الأعلام الخاصة بالمستوطنين لا سيما عند بوابات الأقصى والبلدة القديمة فى القدس المحتلة. وقام مئات المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة بحماية شرطة الاحتلال، وذلك بالتزامن مع توافد الآلاف منهم للمدينة مع مسيرة الأعلام الاستفزازية التي انطلقت من القدس الغربية مرورا بباب العامود حتى حائط " البراق" بمشاركة آلاف المستوطنين. وقالت مصادر محلية إن نحو 800 مستعمر دخلوا ضمن مجموعات من جهة باب المغاربة ونفذت جولات استفزازية، وأدت طقوسا تلمودية في باحاته. وقام أحد حاخامات المستعمرين باقتحام المسجد الأقصى. ولهذا بادر مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل فى عمليات قصف إسرائيل مدارس تابعة للمنظمة ( الأونروا) مجددا التأكيد على أن العنف والمعاناة لا يزال هو الواقع الوحيد لمئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. كما ندد ( جوتيريش) أمين عام الأمم المتحدة بالقصف الإسرائيلي معتبرا أنه يعد مثالا مرعبا جديدا على الثمن الذي يدفعه المدنيون.
وفى واشنطن وقع الرئيس الأمريكي وقادة 16 دولة فى أوروبا وأمريكا اللاتينية على بيان يطالب حركة حماس بقبول اتفاق الهدنة مع إسرائيل. وقد دعت الولايات المتحدة قادة إسرائيل وحماس إلى تقديم أى تنازلات ضرورية من أجل إبرام هذا الاتفاق وتوفير الراحة بالنسبة لأسر الرهائن. وكان الرئيس الأمريكي قد اقترح اتفاقا لوقف إطلاق النار فى غزة، بيد أنه بدا وكأنه اقتراح صورى لا قبل له بالتنفيذ. إذ لا بد من الحصول على التزامات مكتوبة تتعلق بالهدنة. وقد بادر زعيم حماس فى غزة وأبلغ الوسطاء بأنه لن يقبل اتفاقا مع إسرائيل إلا بوقف دائم لإطلاق النار. كما شدد على أن الحركة لن تلقى السلاح ولن توقع على أى مقترح لا يتضمن ذلك.