جريمة مقتل طفلة تهز تركيا وأردوغان يعد الجناة بأقسى عقوبة
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
بعد تعرضها لواحد من أبشع الحوادث التي شهدتها تركيا مؤخرًا، شُيع جثمان الطفلة نارين غوران أمس الاثنين التاسع من سبتمبر/أيلول في مدينة ديار بكر (جنوب البلاد)، فيما نالت جريمة مقتلها اهتمامًا خاصًا لدى الرأي العام.
وكانت غوران اختفت منذ 21 أغسطس/آب 2024 بعد خروجها لحضور دورة تحفيظ القرآن الكريم في قريتها، قبل أن يتم العثور على جثتها مغلّفة في كيس بلاستيكي وملقاة في منطقة وعرة بجوار نهر بعد 19 يومًا.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن أحد المشتبه بهم زعم أنّ عم الطفلة -الذي يشغل منصب مختار القرية- تورط في الجريمة، وطلب من أحد الأشخاص التخلص من جثة الفتاة البالغة من العمر 8 أعوام مقابل مبلغ مالي كبير.
وبحسب الصحف، فقد تطابقت عينات الحمض النووي الموجودة على ملابس الطفلة مع تلك الموجودة في سيارة العم، مما دفع السلطات لاعتقاله.
وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أعلن عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، الأحد عن العثور على جثة الطفلة، مشيرًا إلى إن "العناصر الأمنية عثرت على جثة نارين التي فُقدت للأسف في تافشان تيبي بمنطقة باغلر بديار بكر".
Diyarbakır’ın Bağlar ilçesine bağlı Tavşantepe Mahallesi’nde kaybolan Narin kızımızın maalesef cansız bedeni Jandarma ekiplerimiz tarafından bulundu.
Narin kızımıza Allah’tan rahmet diliyorum. Mekanı cennet olsun. Başımız sağolsun.
— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) September 8, 2024
وتواصل السلطات التركية تحقيقاتها المكثفة، إذ تم توقيف 24 شخصًا -بينهم أفراد من عائلتها- حتى الآن، كما أشارت الصحافة المحلية إلى إعادة فتح التحقيق في وفاة أخت نارين الكبرى، التي كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي توفيت عندما كانت في التاسعة من عمرها، وقيل حينها إن سبب موتها هو سقوطها من السلالم.
تفاصيل التحقيقات في الجريمةوبحسب الإعلام المحلي، فقد أدلى أحد المشتبه بهم، بإفادة قال فيها "خرجت من منزلي بسيارتي، ورأيت المختار يقترب مني بسيارة بيضاء. أشار لي بيده إلى شيء ملفوف ببطانية في مقعد الراكب الأمامي في سيارته وقال لي: تخلص من هذا".
وأضاف، "عندما اقتربت وفتحت البطانية، فوجئت برؤية طفلة فاقدة للحياة وترددت. قال لي: فكر في عائلتك، سأعطيك 200 ألف ليرة وتخلص منها. هل لديك كيس في سيارتك؟ فأخرجت كيسا من صندوق سيارتي ووضعنا الطفلة بداخله".
وختم "توقفت بعيدًا بسيارتي عند حافة الوادي وألقيت الكيس في مكان ضحل يحتوي على بعض المياه ووضعت حجرًا كبيرًا فوقه لإخفائه".
وأثارت جريمة مقتل غوران غضبًا في الشارع التركي، حيث انتشرت صور الطفلة على منصات التواصل الاجتماعي مع وسم "نارين" الذي أصبح الأكثر تداولًا على موقع "إكس"، وطالب مواطنون الجهات المختصة بإيقاع أشد العقوبات على مرتكبي الجريمة.
الرئيس أردوغان يتابع القضيةمن جانبه، يتابع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قضية مقتل غوران عن كثب؛ إذ قال عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" الأحد، "أدعو الله أن يرحم ابنتنا نارين التي عثر على جثتها في منطقة باغلار في ديار بكر، الأخبار الحزينة عن نارين، الذي قُتلت بوحشية، أصابتنا جميعا بجرح عميق، لا يوجد وصف لحزننا. منذ تلقينا البلاغ عن فقدان ابنتنا الصغيرة، بذلت قواتنا الأمنية جهودا مكثفة للوصول إليها حية"
وختم قائلا، "فلتعلموا أنني سأتابع شخصيا الإجراءات القضائية للتأكد من أن أولئك الذين أخذوا طفلتنا الرقيقة منا ينالون أقسى عقوبة يستحقونها".
Diyarbakır’ın Bağlar ilçesinde bu sabah na’şına ulaşılan Narin kızımıza Allah’tan rahmet niyaz ediyorum.
Canice, vahşice katledilen Narin’in acı haberi hepimizi derinden yaraladı; üzüntümüzün tarifi yok.
Narin kızımızın kayıp ihbarının alınmasından itibaren güvenlik güçlerimiz…
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) September 8, 2024
ونظمت منظمات نسائية وقفات احتجاجية في عدة ولايات تركية تنديدًا بمقتل غوران، فيما قال المحتجون في بيان، "المدارس مفتوحة غدًا. كان بإمكان نارين الذهاب إلى المدرسة، ولكن بدلًا من ذلك، نناقش وفاتها".
من جانبه، طالب حزب الشعوب الديمقراطي المعارض برفع السرية عن تفاصيل الجريمة، بينما قال رئيس حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان أمس الاثنين، "إننا نشعر بألم كبير. وأعظم أمنياتنا هي ألا تظهر مثل هذه الحوادث إلى الواجهة مرة أخرى".
Bu acıların bir daha yaşanmaması için ‘İdam’ cezasının gündeme getirilmesi gerekiyor. pic.twitter.com/OukS6v8es1
— Dr. Fatih Erbakan (@erbakanfatih) September 9, 2024
يشار إلى أن تركيا ألغت رسميا عقوبة الإعدام عام 2003 في إطار مساعيها الرامية إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر إلغاء هذه العقوبة من أهم الشروط للحصول على العضوية في التكتل الأوروبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
لغز بلا أدلة.. لعنة القصر العريق.. مقتل وريثتى باشا الوفد فى جريمة غامضة
بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التى وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أى دليل يقود إلى الجاني.
سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفى لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة فى الغموض رغم مرور العقود ووتحول إلى لغز بلا أدلة؟.
فى هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التى هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!
الحلقة الثالثة عشر..مقتل وريثتى القصر فى جريمة غامضة
فى مدينة الأقصر، وعلى ضفاف النيل، وقف قصر شامخ تجاوز عمره مئة عام، كان شاهدًا على تاريخ سياسى حافل، ومأوى لأسرتين من أعرق عائلات الصعيد.
داخل هذا القصر، عاشت صوفى ولودى، ابنتا السياسى البارز توفيق باشا أندراوس، أحد أقطاب الوفد، وصديق سعد زغلول، الذى احتضن زعيم الأمة فى هذا القصر خلال ثورة 1919.
رفضت الشقيقتان الزواج، وفضلتا العيش فى عزلة، محتفظتين بذكريات العائلة وأمجاد الماضي.
وعلى مدار عقود، كانتا تعيشان حياة هادئة، لم تخرجا عن نمطها المألوف، ولم يعرف عنهما إلا القليل. لكن تلك العزلة تحولت إلى مشهد دامى فى إحدى ليالى يناير 2013، حين استيقظت مدينة الأقصر على فاجعة.. العثور على الشقيقتين مقتولتين داخل القصر، فى واحدة من أكثر الجرائم غموضًا.
المشهد داخل القصر كان صادمًا..تم العثور على الجثتين داخل إحدى الغرف، وقد تعرضتا لاعتداء وحشى باستخدام آلة حادة.
لم يكن هناك أى أثر لكسر أبواب القصر أو نوافذه، ما يعنى أن القاتل دخل بطريقة طبيعية، ربما بمعرفة الضحيتين أو باستخدام مفتاح.
زاد الغموض أن بعض محتويات القصر كانت مفقودة، فيما تحدثت تقارير عن وجود آثار بحث وتنقيب داخل القصر وكأنه كان هدفا للصوص يبحثون عن كنز مدفون.
لكن ما الذى جعل وريثتى الباشا هدفًا للقتل؟كثرت الأقاويل حول الدوافع وراء الجريمة، فقيل إنهما راحتا ضحية هوس البحث عن كنوز الفراعنة، حيث أشيع أن القصر يخبئ مقتنيات أثرية نادرة.
بينما رأت مصادر أخرى أن القتل كان بدافع السرقة والطمع، حيث تناقلت الأحاديث أن الشقيقتين كانتا تمتلكان كميات من الذهب والمجوهرات، إلى جانب ثروة مالية ضخمة وأراضٍ زراعية تتجاوز 100 فدان.
البعض قال أن وراء الجريمة صراعًا على ميراث العائلة، بينما ذهب آخرون إلى أن الجريمة ربما تكون انتقامًا قديمًا لأسباب غير معروفة.
ورغم التحقيقات المكثفة، لم يُكشف عن القاتل حتى اليوم.
أجهزة البحث الجنائى بمحافظة الأقصر أجرت تحقيقات موسعة، واستجوبت العشرات، لكن القضية بقيت دون حل.
لم يتم التوصل إلى أى دليل حاسم، ولم يتم ضبط أى متهم.
القصر الذى شهد تاريخًا سياسيًا حافلًا أصبح يحمل لغزًا داميًا لم يُحل..
12 عامًا مرت على الجريمة، ولا تزال القصة غارقة فى الغموض..
بقى القاتل مجهولًا، وملف القضية فى طى الكتمان، ليتحول القصر من معلم تاريخى إلى مسرح لجريمة لم يفك طلاسمها أحد وتُقيد القضية ضد مجهول.
مشاركة