سواء احتيال أو حظ.. هذه أشهر الإخفاقات التقنية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
يضم قطاع الشركات الناشئة في عالم التقنية العديد من الشركات التي كان ينظر لها المستخدمون على كونها أفكارا مجنونة وشركات مقدرا لها الفشل، وفي حين تتنوع الأمثلة التي نجحت فيها هذه الشركات وأصبحت رائدة في مجالات عديدة، هناك وجه آخر من القصة يضم شركات تحولت إلى إخفاقات يشار لها بالبنان.
تختلف الأسباب التي جعلت هذه الشركات تندثر، بدءا من شركات كانت احتيالية منذ تأسيسها وحتى شركات فشلت في تنفيذ وعودها، وفيما يلي عدة أمثلة على هذه الشركات التي أخفقت في تنفيذ ما وعدت به.
لمع اسم "إف تي إكس" في سماء العملات الرقمية كإحدى شركتين رائدتين في هذا القطاع دون منافس صريح يستطيع تقديم المزايا نفسها، وتشاركت الأضواء مع شركة "باينانس" (Binance) الصينية في جميع العمليات المتعلقة بالعملات الرقمية، بدءا من شرائها وتخزينها وحتى التجارة والتداول فيها.
اتخذت شركة "إف تي إكس" من الأراضي الأميركية مقرا لها بعد أن تأسست عام 2019، وهذا يسّر وصولها إلى قلوب وأموال العديد من المستخدمين المقيمين في الولايات المتحدة، وتحديدا من يخشى التعامل مع التطبيقات الصينية مثل "باينانس" وغيرها من التطبيقات الأخرى.
وفي نهاية عام 2021 ومطلع 2022 بدأت أزمة "بيتكوين" في الحدوث، ومعها تدهورت قيمة العملات الرقمية بشكل كبير ولأن "إف تي إكس" وضعت أغلب رأس مالها وأموال المستثمرين والمستخدمين في عملتها الرقمية "إف تي تي" (FTT)، فقد عانت الشركة من خسائر مالية كبيرة.
وكأن هذه الخسائر لم تكن كافية، فقد ظهرت مجموعة من المستندات التي تظهر سوء إدارة أصول الشركة مع اختلاس مؤسس الشركة سام بينكمان فرايد مبالغ وصلت إلى 8 مليارات دولار، لذا تحركت الحكومة الأميركية للقبض عليه.
لاحقا تمت إدانة فرايد والحكم عليه بقضاء 25 عاما في السجن بعد هذه الفضيحة، ورغم أن الشركة تحاول الآن إزاحة السمعة السيئة التي لحقت بها، إلا أنها لم تستطع اكتساب ثقة المستثمرين والمستخدمين بعد انتشار الفضيحة مما أدى لإعلان إفلاس الشركة، وربما إغلاقها تماما في المستقبل.
في عام 2020، وصل إلى المؤثرين التقنيين حول العالم هاتف جديد قابل للطي من شركة ناشئة في كولومبيا تطلق على نفسها "شركة اسكوبار" (Escobar Inc)، وفور وصول الهاتف تمكن من الاستحواذ على انتباه الملايين حول العالم بفضل اسمه المميز، فضلا عن كونه مطليا بالذهب كما قالت الشركة.
بالطبع أثبتت اختبارات الخبراء لهذا الهاتف أنه ليس هاتفا مطليا بالذهب أو حتى هاتفا من ابتكار الشركة، بل هو مجرد هاتف "سامسونغ غالاكسي زي فولد 2" مغطى بطبقة لامعة تشبه الذهب، وأن الأمر بأكمله كان حيلة من مؤسس الشركة أولوف جوستافسون لسرقة الأموال.
ادعى جوستافسون في أكثر من مناسبة أن صلة قرابة تجمعه بملك عصابات المخدرات في العالم بابلو اسكوبار، لكنه بالطبع لم يثبت هذه القرابة على الإطلاق، واكتفى بنشر صورة تظهر روبرتو شقيق بابلو اسكوبار، وهو الدليل ذاته الذي اعتمد عليه جوستافسون أثناء تأسيس شركته التي تعمل على إدارة اسم وعلامة "اسكوبار"، وذلك بعد المسلسل النجاح الذي قدمته "نيتفلكس" سابقا.
في وقت لاحق تم القبض على جوستافسون في إسبانيا وإدانته بالاحتيال، لأنه فشل في تزويد المستخدمين بالهواتف التي دفعوا ثمنها كاملا، وبينما يقضي جوستافسون عقوبته في زنانة مركز السجون بمورسيا يحاول ضحاياه استرجاع أموالهم من الشركة الوسيطة.
دبوس الذكاء الاصطناعي "هيومين إيه آي" (Humane AI)في وسط ثورة الذكاء الاصطناعي ظهرت شركة "هيومين" (Humane) مدعية ابتكارها تقنية جديدة تستبدل الهواتف الذكية في المستقبل، وهي أجهزة صغيرة مزودة بشاشات صغيرة قادرة على تنفيذ كل ما يستطيع الهاتف الذكي القيام به ولكن عبر الأموال الصوتية.
وبعد حملة دعاية شرسة جعلت شركات الهواتف تقلق حقا، خرجت هذه الأجهزة للنور محطمة آمال الشركة التي وصلت قيمتها إلى 850 مليون دولار في وقت قياسي، وانهيار الشركة والأجهزة الخاصة بها جاء بعد أن أرسلت مجموعة من النماذج للمراجعين.
اكتشف المراجعون وخبراء التقنية أن أجهزة الشركة لا تؤدي نصف الوظائف التي أعلنت عنها مسبقا، كما أنها تفشل في تأدية الوظائف الأساسية لها، وعندما وصلت الأجهزة للمستخدمين أيضا، تفاجأ الجميع بالنتيجة ذاتها.
تأسست الشركة عام 2017 على يد اثنين من مديري "آبل" السابقين وهم عمران شودري وبيثاني بونجورنو، وقد كان وجود هذه الخبرات كفيلا لإقناع المستثمرين بتمويل المشروع بقيمة تجاوزت 230 مليون دولار.
وفي الوقت الحالي، تحاول إدارة "هيومين" إيجاد مستثمر راغب في شراء الشركة دون جدوى رغم العديد من المداولات مع العديد من الشركات العاملة في قطاع التقنية مثل "إتش بي" وغيرها.
انفجار "غالاكسي نوت 7"في عام 2016، تمكنت "سامسونغ" من أسر انتباه العالم عبر الإعلان عن هاتفها الأقوى في ذاك العام، وهو "غالاسكي نوت 7" مع بطارية كبيرة الحجم وشاشة أكبر ومعيار مقاوم للمياه ومزايا عديدة جعلته الهاتف الذكي الأفضل وقتها.
ولكن لسوء الحظ لم تستمر هذه القصة في النجاح لفترة طويلة، إذ بدأت هواتف "نوت 7" في الانفجار بشكل عشوائي ومستمر مع العديد من المستخدمين لدرجة أن شركات الطيران والسيارات حذرت من اقتناء الهاتف وحظرت صعوده على متن الطائرات.
ورغم محاولات "سامسونغ" المستميتة للنجاة من هذه الفضيحة، فإنها لم تتمكن من حل مشاكل الهاتف والتغلب عليها، إذ استمر الهاتف في الانفجار حتى بعد إصدار العديد من الإصلاحات، لينتهي به الأمر بالإلغاء تماما.
خسائر "سامسونغ" في هذا الهاتف لم تكن قليلة، إذ خسرت الشركة أكثر من 14 مليار دولار من أسهمها في ذاك العام، ورغم أنها تمكنت من العودة إلى مقدمة الشركات المطورة لهواتف "أندرويد"، فإن هذه الرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق.
في عام 2015، تسببت سيارات "فولكس فاغن" الألمانية في فضيحة كبيرة بالولايات المتحدة، وذلك بعد أن قامت بالغش في اختبارات التلوث المطبقة على العوادم، التي تعد جزءا ضروريا من إجراءات ترخيص أي سيارة تسير داخل الولايات المتحدة.
التهمة التي واجهتها الشركة كانت تثبيت نظام يستشعر حدوث الاختبارات على محرك السيارة ليبدأ في تغيير أدائه واستهلاك الوقود وانبعاثاته، ليصبح مناسبا لهذه الاختبارات، وتقدر هيئة الطرق والمواصلات الفدرالية بأن أكثر من 11 مليون سيارة عالميا تأثرت بهذا النظام.
بالطبع اعترفت الشركة بهذا الأمر وأطلقت حملة استدعاء واسعة قامت خلالها بتعديل السيارات وإصلاح محركاتها لتتناسب مع متطلبات التلوث في مختلف دول العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العدید من إف تی إکس
إقرأ أيضاً:
الرسوم الجمركية تجبر العديد من شركات صناعة السيارات على إيقاف شحناتها لأمريكا
مع بداية تطبيق الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة في الأسبوع الأول من أبريل، يدخل قطاع السيارات في حالة من عدم اليقين، خاصة بالنسبة للشركات المصنعة التي لا تمتلك مصانع في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن بين أبرز التأثيرات، تراجع واردات السيارات العابرة للحدود بنسبة 25%، وهو ما دفع العديد من الشركات لإيقاف شحناتها مؤقتًا.
أودي توقف شحناتها إلى أمريكافي مقدمة الشركات التي تأثرت بهذا القرار، أوقفت شركة أودي جميع شحناتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أُرسلت مذكرة إلى وكلاء الشركة تُعلمهم بتعليق إرسال السيارات إلى الموانئ الأمريكية بعد تاريخ 2 أبريل.
ووفقًا للمذكرة، سيتم الاحتفاظ بالسيارات التي تصل إلى الموانئ بعد هذا التاريخ، بينما ستُرسل السيارات التي وصلت قبل هذا التاريخ إلى الوكلاء مع وضع ملصق يوضح أن هذه السيارات غير خاضعة للرسوم الجمركية.
حتى الآن، لم يتم تحديد موعد استئناف الشحنات، ومن المتوقع أن تشهد بعض الطرازات رسومًا جمركية تصل إلى 50% بمجرد استئناف الشحنات.
قد تؤثر هذه التغييرات بشكل كبير على سيارات مثل أودي Q5، التي تُصنع في المكسيك ولا تخضع لاتفاقيات التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
أثر الرسوم الجمركية على شركات أخرى مثل فولكس فاجن وبورش.
من المرجح أن تكون مجموعة فولكس فاجن بأكملها قد تأثرت بهذا التوقف، حيث أفادت التقارير أن فولكس فاجن أوقفت شحناتها إلى أمريكا مؤقتًا، وانضمت إليها بورشه في هذا القرار.
رغم التواصل مع كلتا الشركتين، لم يتم الإعلان عن مواعيد محددة لاستئناف الشحنات، مما يعكس حالة من الغموض والانتظار بشأن التطورات المقبلة.
شركة لوتس أيضًا لم تكن بعيدة عن التأثيرات الناجمة عن الرسوم الجمركية، حيث أفادت تقارير من مجلة "كار آند درايفر" بأن الشركة أوقفت جميع شحناتها إلى الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من القرارات التي اتخذتها شركات السيارات الأوروبية لمواجهة القلق الناتج عن الرسوم الجمركية.
التحديات الاقتصادية وراء الرسوم الجمركيةكانت تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الرسوم الجمركية قد شهدت تقلبات عدة منذ توليه منصبه.
فقد تم الإعلان عن فرض رسوم جمركية أولية بنسبة 25%، ثم تم إلغاؤها بسرعة، قبل أن تعود الرسوم الجمركية الأخيرة إلى حيز التنفيذ في 3 أبريل.
ومع ذلك، فإن صياغة الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب تترك مجالًا للتأويل، ما يعزز حالة عدم اليقين حول المستقبل.
في هذه الأوقات، يمكن لشركات صناعة السيارات الانتظار لترى ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستتغير أو تُلغى في المستقبل القريب.
جعل هذا التذبذب في السياسات الشركات تتريث وتستعد لأي تغييرات قد تطرأ في هيكل التعريفات الجمركية، خصوصًا في ظل الأثر الذي يمكن أن تتركه هذه الرسوم على الأسواق المالية العالمية.
لذا، من المحتمل أن يشهد قطاع السيارات مزيدًا من التعديلات والتغييرات في الأسابيع القادمة.
تُعد حالة الجمود هذه مؤشرًا على الاضطراب الذي تسببه الرسوم الجمركية في قطاع صناعة السيارات، وتبقى الشركات الكبرى في حالة ترقب لتطورات سياسية قد تؤثر على استراتيجياتها التجارية في المستقبل.
في ظل هذا الغموض، يصبح من الصعب التنبؤ بمستقبل السوق الأمريكي للسيارات في الأشهر القادمة.