الثورة نت / أحمد المالكي

. أقامت جامعة المعرفة والعلوم الحديثة اليوم الثلاثاء بصنعاء فعالية احتفالية إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف 1446 هجرية واستقبال الطلاب الجدد وتكريم الأوائل .
وفي الفعالية أوضح حسن الصعدي وزير التربية والتعليم والبحث العلمي ورئيس مجلس أمناء جامعة المعرفة والعلوم الحديثة أن من نعم الله على بلدنا أن تكون فعالياتنا وانشطتنا وبرامجنا مرافقة مع مولد النبي عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم ، حيث اختير شعار مناسبة هذا العام معنوناً بقوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” ، وانه من المهم لأبنائنا وبناتنا وطلابنا جميعا أبناء هذا الجيل أن يتفهموا سياق هذه الآية  في القرآن مع الأحداث الجارية ، لأن من لا يحمل روحية النبي “ص” لن يفهم هذه الآية كما ينبغي بل سينظر إليها كما يريد أعداء الإسلام لها من زاوية مشوهة ونظرة مغلوطة ،  واننا حسب نظرة الغربيين أمة يجب أن تكون متحضرة وتنطلق من حوار الحضارات وغيرها من الشعارات الزائفة وهي شعارات في الحقيقة ليست موجودة لديهم  بل مصطلحات وشعارات مغلوطة ولا تجدهم يتعاملون مع فلسطين واليمن ولبنان والسودان والمستضعفين في العالم وفق هذه الشعارات وحقوق الإنسان وغيرها بل هم لا ينظرون للمسلمين وغيرهم من الشعوب المستضعفة إلا من باب التكبر والوحشية والجبروت والتسلط والطغيان وكل معاني الظلم والطاغوت،  ولذلك هم لا يتحركون من منطلق الصفات الأخلاقية والإنسانية في الواقع ، وقال الصعدي : أن خطاب الله لرسوله الكريم تجاه هؤلاء الذين يحملون هذه النفسيات الظالمة جاء بوجوب جهادهم في كل الميادين العسكرية والثقافية والعلمية والاقتصادية وغيرها من الميادين الحياتية الأخرى ، ولذلك ومن هذا المنبر الأكاديمي والعلمي فنحن نخاطب الجميع بأهمية أن نبني أنفسنا لجهاد هؤلاء الماكرين في كل ميدان نصرةً للمظلومين وأن نقيم الحق والعدل وحتى لا نكون بعيدين عن الرسول والقرآن وأخلاق الإسلام الكريمة .

وأشار الصعدي إلى أهمية الحذر من عمل المنافقين الذين يعملون ليلاً ونهاراً في ظرب الجبهة الداخلية والفت في عضد الناس وتشويه مسيرتهم والتثبيط والإرجاف في اوساطهم.
مشدداً على أهمية أن يتم تربية وبناء أبناءنا على زكاء النفوس والإيمان والتبيين والثقة بالله والتوكل عليه والإعتماد على أنفسنا حتى نواجه أعداء الله وحتى نقدم رسالة الجهاد والإسلام بنجاح واقتدار.

وفي الكلمة الترحيبة بحضور العلامة عبد المجيد الحوثي رئيس الهيئة العامة للأوقاف ووكيلا وزارة الثقافة والسياحة عبد الحكيم الضحياني وعلي ابراهيم المؤيد ، ورؤساء الجامعات الدكتور عبد الحكيم الرميمة رئيس جامعة اقرأ للعلوم والتكنولوجيا والدكتور خالد صلاح رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا ، أوضح الدكتور محمد مهدي رئيس جامعة المعرفة والعلوم الحديثة أن إحياء هذه المناسبة يأتي امتثالاً لتوجيهات الحق تبارك وتعالى ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” حيث كان لليمنيين قصب السبق في الاحتفاء بمولد هذا النبي الكريم والإيمان به ونصرته في مختلف محطات تبليغ هذا الدين القويم منذ فجر الإسلام وحتى هذا العصر ، وأن الشعب اليمني ما يزال  يتصدر الشعوب العربية والإسلامية في الإهتمام والتعظيم والإبتهاج بذكرى المولد النبوي الشريف عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم .
مشيرا إلى أن المحبة والولاء لرسول الله لها أثر بالغ في الحياة العملية حيث يحظى المؤمن الموالي لله ورسوله وأهل بيته بالنصر والتأييد حسب السنن الإلهية ، وهذا ماتجلى بوضوح في معركة الشعب اليمني مع قوى الظلم والإستكبار العالمي بالنصر والتمكين من الله.
وقال الدكتور مهدي أن أهمية إحياء هذه المناسبة تتجلّى بجعلها محطة لاستلهام العبر والدروس من السيرة النبوية العطرة قولاً وعملاً في كل شئون حياتنا ، وعلى رأس ذلك جهاد الكفار والمنافقين امتثالاً لأوامر الله القوي المتعال، وهو ما يجسده شعبنا وقيادته وشعبة في مساند إخواننا في قطاع غزة وفلسطين ، والذين يتعرضون لعدوان ومجازر يندى لها جبين الإنسانية من قبل جيش العدو الصهيوني المدعوم من أمريكيا والقوى الغربية الظالمة .
ولفت الدكتور مهدي إلى أنه وتزامناً مع الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة فإنها فرصة للترحيب بالدفعة الجديدة التي التحقت بالجامعة هذا العام ، مؤكداً أن الجامعة لن تألوا جهداً في توفير المناخ الأكاديمي المناسب للدراسة والتخصص العلمي ، وتذليل كافة العقبات والصعاب التي قد تواجه الطلاب الجدد ، مضيفاً أن هذه المناسبة الكريمة تعد فرصة للإحتفاء بالطلاب والطالبات المتفوقين الأوائل في كافة المستويات الدراسية ، والذين تميزوا في دراستهم وحصدوا أعلى المراتب.

وفي الفعالية ألقى الشيخ شمسان ابو نشطان رئيس الهيئة العامة للزكاة كلمة الضيوف أكد فيها على أهمية أحياء هذه الذكرى النبوية العطرة التي يجسدها شعبنا اليمني حباً وولاءً لرسوله وفقا لتوجيهات الله تعالى ، مهنئا جامعة المعرفة والعلوم الحديثة وقيادتها وطلابها الأحتفاء بمولد الرسول ونصرةً لأهلنا في غزة واستقبالاً لطلاب الجامعة الجدد وتكريما للطلاب المتفوقين ممن اكملوا دراستهم في الجامعة ،  وهي نعمة عظيمة عندما نجد في يمن الإيمان الذي يتصدر المشهد والمواقف في حبه وولاءه لله ولرسوله يقدم المواقف العملية التي تعد شاهداً على عظمة الإسلام وعظمة هذا الشعب وارتباطه برسول الله ، وهو ما يجسد قول الرسول “ص” “اني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن” حيث تتجسد مواقف اليمن واليمنيين قيادة وشعبا في  معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرة لفلسطين وغزة ، بينما ملوك ورؤساء التطبيع والإنبطاح يتفرجون ولا يحركون  ساكناً تجاه المجازر البشعة التي يرتكبها الصهاينة بحق اهلنا وأخوتنا في غزة وفلسطين.
وقال أبو نشطان : ونحن نحتفل بمولد رسول الله يجب أن نكون متأسين برسول الله قولاً وعملاً في العمل والجهاد والبذل والعطاء وكل مجالات الحياة.
تخلل الفعالية أوبريت فني وفقرات شعرية نالت استحسان الحاضرين .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي جوهر الصيام وفحواه، ولُبه ومغزاه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم: لقد شرع الله تعالى الصيام ليجدِّدَ المسلم شِيَمَه التعبدية المحمودة، ويعاود انبعاثته في الخير المعهودة، فَيَتَرَقَّى في درجات الإيمان، وينعم بصفات أهل البِرِّ والإحسان، حيث لم يَقِف الشارعُ الحكيمُ عند مظاهر الصوم وصوره، بل عمد إلى سُمُو الروح ورقي النفس وحفظها وتزكية الجوارح، والصعود بها من الدرك المادي إلى آفاق السُّمُو والعلو الإيماني، لذا اختص الله عز وجل هذه العبادة دون سائر العبادات، كما في الصحيحين: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي به”.

أخبار قد تهمك محاريب المسجد النبوي لمسات معمارية إسلامية ميزتها النقوش والزخارف البديعة 14 مارس 2025 - 11:09 صباحًا بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.. مركز عمليات أمن المسجد الحرام يسهّل رحلة الإيمان 14 مارس 2025 - 12:27 صباحًا

وأوضح أن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس وإصلاح العمل، ونبذ الخلافات والفُرقة، وتحكيم لغة العقل والحوار، والتعاون على البر والتقوى؛ بما يحمله هذا الشهر الكريم من دروسٍ عظيمة في التسابق في الخيرات والأعمال الصالحة، قال تعالى:﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾، قال الإمام ابن القيم: “وكان هديه عليه الصلاة والسلام فيه أكمل هدي، وأعظمه تحصيلًا للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه، في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخصه بالعبادات ما لا يخص غيره”.

وخاطب الدكتور السديس الصائمين القائمين الباذلين: قائلًا ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وكان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، “وكَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ” (متفق عليه)، فأكْثِروا من البذل والجود في الشَّهر المحمود، ألا فجودوا أيها الكرماء النبلاء، مما أفاض الله عليكم، وابسطوا بالنوال والعطاء الأيادي، لِتُبَدِّدُوا بذلك هموم المَدِينين، وعوَزَ المحتاجين، وخصاصة المكروبين، والإفراج عن المساجين الذين ينتظرون عطاءكم، ويتلهفون إلى بذلكم وإحسانكم: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا” ، والناس بين موفق مرحوم، وممسك محروم ، فاجعلوا أيديكم ممدودة بالخير لنفع الغير وليكن عملكم الخيري تحت مظلة مأمونة، وجهات موثوقة، وما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، ومنصة إحسان للعمل الخيري، إلا نماذج مُشْرِقة لمواقف هذه البلاد المباركة، وحِرْصِ ولاة أمرها على دعم الأعمال الإغاثية والإنسانية، وهنا يشاد بالحملة الوطنية للعمل الخيري عبر منصة إحسان، والدعم السخي من ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ ، وهو يجسد اهتمام هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها في دعم العمل الخيري وتعزيزه، مما يُوجِب التأييد والمساندة، في أداء رسالتهما الدينية والتعليمية، والاجتماعية والإغاثية، والصحية والخيرية والإنسانية العالمية والحضارية. كما أن ذلك يَحُدُّ من ظاهرة التسول التي يتأذى منها السائل والمسئول، فهي ظاهرة السُّوء، بَادِيَة الأذَى، بريد الجريمة، وتُنَافِي العمل والسَّعْيَ الدؤوب، كما أنها تخالف الأنظمة المرعية، والآداب العامة، والسلوك الحضاري، وتُشَجع على الكسل والبطالة، وتشوه جماليات القيم في المجتمعات.

ونوه فضيلته أن ِنعْمَة العِبَادة والزُّلْفَى، إخراج الزكاة المفروضة والصَّدَقة، في هذه الأيام المباركات: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾، ويَا حَبَّذَا الإكثار مِن العطاء والنَّفَقَات، والعناية بالأوقاف والوصايا والمحافظ الوقفية في الأعمال الخيرية، لِتَمَيُّزها بالاستدامة والحوكمة، والشفافية والموثوقية، والاهتمام بما يحقق المصالح العامة؛ كالمشافي ومراكز علاج الكُلَى، وشق الطرق، وجود الإسكان، وحفر الآبار، وسقي الماء، ونشر العلم الذي ينتفع به؛ في التوحيد، ودعم حلقات القرآن، وتوريث المصاحف، وكتب السُّنة والأحكام، والصدقات الجارية، مما يحقق النفع العام، ومجالات التنمية، وأن يكون التُّجَّار والموسرين ورجال الأعمال قُدوة في ذلك ، وقد يكون إبداء الصدقة وإعلانها أفضل أحيانًا؛ للاقتداء والائتساء، مما يعظم أجره ويدوم أثره. ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾.

ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الإكثار من صالح الأعمال ورجاء القبول خلال هذه الأيام المباركة وأعقبوها شُكْر المنان الموصول؛ فبالرضا تفوزوا، وللنعمى تحوزوا فرمضان شهر النشاط والجِدِّ والعمل، شهر الانتصارات وتحقيق الإنجازات، ففي رمضان من العام الثاني الهجري انتصر المسلمون في أُولَى غزواتهم الكبرى، غزوة بدر، ثم تتابعت انتصارات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، وكان كثيرٌ منها في هذا الشهر المبارك.

وحث فضيلته باستدراك مافات من الأعمال الجلائل والقِيَام والاعتكاف والابْتِهال والدعاء. فلا تزال الفُرْصَة سَانِحَة، والتّجَارة رَابِحَة، لِمَنْ بَدَّدَ أيَّام رَمضان وَفرَّقَهَا، وسلك بِنفسه طرائق التّفريط فَأَوْبَقَهَا.

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي المسلمين بتقوى الله.

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن كمال الإنسان وعلو درجته لا يكون إلا بعبادة الله تعالى والإحسان إلى خلقه وأن صرف الشرور هو بأداء حق الله عليه ونفعه للعباد وأن مايلحقه من شر ومكروه هو بقدر ما ترك من عبادة الله وبقدر ما قصر في نفع الخلق قال تعالى (( وَٱلْمُؤْمِنُونَ ولمؤمنات بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).

وأشار إلى أن الزكاة هي نفع مخصوص ومفروض على من تجب عليهم لمن تجب لهم قال جل من قائل (( كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ )).
وأوضح فضيلته أن من محاسن الإسلام أن جعل الزكاة ركنًا من أركان الإسلام تؤدى على وجه مخصوص ولطائفة مخصوصة من المسلمين لسد حاجتهم وهي جالبة للمودة والبركة مبعدة للحقد والغل مطهرة للقلب من البخل والشح وهي من أخطر ما تصاب به القلوب ففي الحديث ( اتَّقُوا الظُّلمَ ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ ، واتَّقُوا الشُّحَّ ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم ، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم ، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم ).

وبين الحذيفي أن الزكاة تنفي عن المجتمع وحر الصدور وغلها والحقد وتشيع المودة والرحمة والتسامح بين الناس والتكافل، فالزكاة أوجبها الله على الأغنياء لترد على الفقراء فهي حق لله تعالى أمر أن تصرف للفقراء ولم يترك تحديد مقدارها لأحد ففي الحديث عن أبي هريرة (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالإِبِلُ قالَ: ولا صاحِبُ إبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها -ومِنْ حَقِّها حَلَبُها يَومَ وِرْدِها- إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانَتْ، لا يَفْقِدُ مِنْها فَصِيلًا واحِدًا، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها وتَعَضُّهُ بأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْبَقَرُ والْغَنَمُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ، لا يَفْقِدُ مِنْها شيئًا، ليْسَ فيها عَقْصاءُ، ولا جَلْحاءُ، ولا عَضْباءُ، تَنْطَحُهُ بقُرُونِها وتَطَؤُهُ بأَظْلافِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْخَيْلُ قالَ: الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: هي لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وهي لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهي لِرَجُلٍ أجْرٌ؛ فأمَّا الَّتي هي له وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً علَى أهْلِ الإسْلامِ، فَهي له وِزْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِها ولا رِقابِها، فَهي له سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ لأَهْلِ الإسْلامِ في مَرْجٍ ورَوْضَةٍ، فَما أكَلَتْ مِن ذلكَ المَرْجِ أوِ الرَّوْضَةِ مِن شَيءٍ، إلَّا كُتِبَ له عَدَد ما أكَلَتْ حَسَناتٌ، وكُتِبَ له عَدَدَ أرْواثِها وأَبْوالِها حَسَناتٌ، ولا تَقْطَعُ طِوَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ آثارِها وأَرْواثِها حَسَناتٍ، ولا مَرَّ بها صاحِبُها علَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ منه ولا يُرِيدُ أنْ يَسْقِيَها؛ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ ما شَرِبَتْ حَسَناتٍ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْحُمُرُ؟ قالَ: ما أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ، إلَّا هذِه الآيَةُ.

وفي الخطبة الثانية أوضح الحذيفي أن الإخلاص في العبادة والمداومة أوضح على الدعاء ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدعاء هو العبادة).

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف بالحث على إعطاء القرآن حقه من التلاوة والإكثار من النوافل والإحسان إلى الناس.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: الدنيا دار فناء وما في أيدينا أمانة سنردها
  • 425 جولة تبخير وتعطير بالمسجد النبوي خلال العشر الأوائل من رمضان
  • خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • رئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوب
  • المفتي يؤكد: مصادر المعرفة في الإسلام تقوم على الوحي والعقل والتجربة
  • الإستعانة بالمؤسسات الناشئة لإدماج التكنولوجيا الحديثة في النقل
  • الملك يهنئ البابا فرانسيس بمناسبة ذكرى اعتلائه الكرسي البابوي لحاضرة الفاتيكان
  • ربنا يجمعني بيه..أسماء جلال تحيي ذكرى وفاة والدها بكلمات مؤثرة
  • رئيس جامعة الأزهر: الصيام قائم على اليقين والوضوح لا على الظن والتخمين | فيديو
  • رئيس الوزراء يقدم التهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان