ترجع لـ300 ألف سنة.. جمجمة قد تكشف فرعا جديدا في شجرة الجنس البشري
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أظهر بحث جديد أن جمجمة قديمة يعود تاريخها إلى 300 ألف عام، تختلف عن أي حفرية بشرية أخرى تم العثور عليها، مما قد يشير إلى اكتشاف فرع جديد في شجرة عائلة الجنس البشري.
وعثر فريق دولي من الباحثين من الصين وإسبانيا والمملكة المتحدة على الجمجمة، وتحديدا فكها السفلي، في منطقة هوالونغدونغ بشرق الصين في عام 2015، إلى جانب 15 عينة أخرى، يُرجح أنها تعود جميعها إلى أواخر العصر الحديث الأقرب (العصر البليستوسيني الأوسط).
ويعتقد العلماء أن أواخر هذا العصر، الذي بدأ منذ حوالي 300 ألف عام، كان فترة محورية لتطور الأنواع البشرية أو التي كانت على صلة وثيقة بها، بما في ذلك الإنسان الحديث، وفقا لما نقلته "سي إن إن".
وكشفت الدراسة المنشورة على مجلة "التطور البشري"، أن الفك السفلي المكتشف لطفل يبلغ من العمر 12 أو 13 سنة، والمعروف باسم "HLD 6"، كان "غير متوقعا"، ولا يتناسب مع أي مجموعات تصنيفية أخرى موجودة.
ووفقا للدراسة، كان من الصعب أيضا تصنيف العديد من حفريات "أشباه البشر" المكتشفة في الصين، والتي تعود إلى نفس العصر، وكان يُنظر إليها سابقا على أنها "حالات استثنائية".
ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف، إلى جانب الأبحاث الحديثة الأخرى، "يغير ببطء ما يعرفه العلماء عن النمط التطوري الخاص بأواخر العصر البليستوسيني الأوسط".
ويفترض الباحثون أن "HLD 6" تنتمي إلى تصنيف لم يتم إعطاؤه اسما بعد، وأن الخصائص البشرية الحديثة كان من الممكن أن تكون موجودة منذ 300 ألف عام، أي قبل ظهور الإنسان الحديث في شرق آسيا.
ونظر الباحثون أيضا في عمر الفرد الذي ينتمي إليه عظم الفك، حيث يمكن أن تختلف أشكال الجمجمة بين الأطفال والبالغين، غير أنهم توصلوا، بناء على مقارنات، إلى أن أنماط شكلهم ظلت متسقة بغض النظر عن العمر.
ووفقا لمديرة المركز الوطني للبحوث حول التطور البشري في إسبانيا، ماريا مارتينون توريس، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لدراسة HLD 6 بشكل صحيح، مضيفة أن "المزيد من الحفريات والدراسات ضرورية، لفهم موقعها الدقيق في شجرة العائلة البشرية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟
==========
د. فراج الشيخ الفزاري
=======
بشهادة التأريخ ..لا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حروب طروادة ولا الحروب الصليبية..كانت هي الأقسي علي البشرية ..بل فترة العصور الوسطي الممتدة ما ببن القرن الخامس والقرن الخامس عشر الميلادي..فترة هيمنة الكنيسة علي كل شيئ في أوروبا بما فيها الدين والفكر وكرامة الانسان
وبعدها احتاجت البشرية الي عقود من الزمان حتي تتعافي وتتطلع نحو المستقبل وهي تدخل بوابة الألفية الثالثة وهي محصنة بالعلم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.. وظن العلماء والخبراء وقراء المستقبل بأن همجية الانسان قد توارت وتم تدجينها نفسيا ووعيا مجتمعيا وعقائديا بتقبل الآخر والعيش في كنف الرعاية الإلهية التي لولاها لابتلع الشر وجودنا البشري منذ حروب اليونان والعرب والفرس والهمج وجحافل التتار وهولاكو وجنكزخان..
لماذا القتل والسحل والتمثيل بالجثث هي اللغة الوحيدة بين المتخاصمين ؟ لماذا دائما أن الآخر هو الجحيم ولابد الخلاص حتي من رماده؟ هل كان سارتر صادقا عندما قال تلك المقولة وهو في لحظة انغلاق فكري..أم كان واعيا ب ( لاوعي) سيجموند فرويد وهو يختصر الوجود في الصراع المحتوم بين الهدم والبناء أو الموت والحياة في مسيرة الانسان الذي اتي الي الدنيا بدون خياره..وسيغادرها ايضا بدون خياره..حتي الانتحار ليس خيارا وجوديا بل عدما منطقيا عندما يصبح هو الخيار الوحيد المتاح.
ما يسود عالمنا العربي، الحديث، بالذات من حروب وتصفيات للخصوم خارج دائرة القانون..وبدم بارد لا يتوافر حتي عند القصاب وهو يذبح الشاة التي حللها الله..و في قلبه كل الرحمة والشفقة... بينما يهلل ويكبر اؤلئك العتاه وهم يفرغون علي رأس وجسد الضحية زخات متتالية من الرصاص المميت دون إكتراث للجسد المنتفض أمامهم وكأن الإيمان قد نزع من قلوبهم المتوحشة،المتعطشة للانتقام.
في العصور الوسطي...كانت الجرائم بشعة..الحرق والسحل ودق المسامير علي الجسد المنهك..ورغم بشاعتها فقد كانت محصورة بين الأديرة والكنائس والرهبان...ومجالس التفتيش رغم طغيانها كانت تمنح الضحية فرصة العودة والرجوع عن أفكارها الدينية أو الفلسفية ..فعلوا ذلك مع جالليلو...ومع اسبنوزا وغيرهما..فنجوا بأنفسهم مع احتفاظهم بالفكر أو العقيدة...
ولكن ما نراه الآن عبر المواقع الأسفورية تقول بأننا نعيش فعلا حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة....وكأنما التأريخ يعيد أحداثه..ولا أقول نفسه..
العصور الوسطي القديمة حدثت تحت ظروف متردية من الجهل وعدم المعرفة...فقد كان النبلاء يتباهون مع بعضهم بأنه لم يستحم أو يغسل جسده، بما فيها الأماكن الحساسة ،لأكثر من شهر..وأنه لم يستاك لأكثر من سنه فقد كانت رائحة فمه وجسده جاذبة للحسان ..
كل ذلك بسبب الجهل..وكما قال سقراط فإن عدم المعرفة والحق والفضيلة والعدل هو جهل بمكانتها..
ولكن أن يصبح ذلك والعالم قد دخل بالفعل بوابة الألفية الثالثة..بكل ما تصطحبه في مسيرتها من علوم وفنون وتكنولوجيا.. فإن تقييم الوضع، يصبح أكثر شراسة وهمجية تعود بنا الي حقبة العصور الوسطي في أسوأ مظاهرها الحياتية.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com