#الحقيقة_عارية
د. #هاشم_غرايبه
تمكن أحد البخلاء من صرف أبنائه عن طلب المصروف منه بحيلة خبيثة كان يمارسها مع طفله في بداية وعيه، إذ كان يلجأ الى إحماء (الشلن) على النار ثم يعرضه على ابنه، وعندما يلتقطه ويلسع يده يرميه صارخا من الألم، فيقول له أبوه: هذاهو الشلن ان أردته خذه، فكان الطفل يرفض أخذه ولا يطلبه، طبعا كان ذلك ينفع الى حين، فبعد أن يكبر يدرك اللعبة.
لا زال البعض يجادل أن “داعش” هي دولة إسلامية جهادية، بالرغم من نشر اعترافات لضباط الإستخبارات الغربية بعد انتهاء الحرب على (الإرهاب)، يبين حقيقة اختراقها من قبل الغرب وأعوانه المحليين، منهم “جان كلود” الذي عاد الى فرنسا بعد انتهاء مهمته كشيخ إسلامي في داعش، وآخرين غربيين كثر غيره.
ظهرت “داعش” أصلا في ظروف مريبة، حيث كانت المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق مكلفة للمحتل، رغم كل وسائل التفوق التقني، ومعونة النظام الطائفي الذي أقامه على أنقاض النظام اللاديني، الذي ظل قائما منذ سقوط الدولة العثمانية.
لم يكن ممكنا للأمريكان اختراق الحاضنة الرئيسة للمقاومة (المثلث السُنّي) بغير هذه الوسيلة، حيث تم الإيقاع بين المقاومين وحاضنتهم، لتتشكل قوات “الصحوة”، وبالتالي اصبحوا هدفا مكشوفاً، فتم القضاء عليهم.
بعد اشتعال الثورات العربية، كانت مطالب الشعوب في كل الأقطار متوحدة على ضرورة اسقاط انظمة سايكس بيكو العلمانية، التي خذلت آمال شعوبها رغم أنها صبرت عليها قرنا كاملا، ومن الطبيعي أن تختار الشعوب نقيض المنهج الفاشل السابق، لذا كان طابع كل الثورات إسلاميا.
الغرب يعرف ماذا يعني أن يكون المنهاج إسلاميا، وجربه فعلا، فكتيبة واحدة تحت قيادة المجاهد الحلبي “عزالدين القسام” أقضت مضاجع الإنتداب الإنجليزي، وآذته بأضعاف ما قامت به جحافل جيش الإنقاذ العربي، وفي القطاع الأبي، ورغم الحصارالمحكم من العرب والغرب واليهود، فلم تستطع كل القوى العسكرية والتقنية المتطورة من كسر شوكة المقاومة، لا شك أن صمودها معجزة بالمعايير المادية، لكن تفسيره الوحيد هو ..التمسك بالمنهاج الإسلامي.
وهذه تركيا وماليزيا عندما تسلم الحكم فيها مسلمون، تمكنتا وبفترة وجيزة من التحرر من قبضة البنك الدولي وبناء إقتصادها المستقل، فخسر الغرب فيها اتباعا تربوا على الفساد والتبعية.
فهل يجازف الغرب باحتمال حدوث مثل ذلك في هذه المنطقة التي ظل يحلم بالسيطرة عليها منذ القدم، وفشلت كل حملاته العسكرية، وما وجد خيرا من منظومة سايكس بيكو حفظا لمصالحه ومن غير احتلالها عسكريا؟.
كان واضحا له من تسارع الأحداث منذ انطلاقة أول ثورة في تونس، وعندما وصلت الشرارة مصر تبين له أنه لا توجد أي قوة قادرة على وقف الغضب المتقد منذ عقود، فلجأ الغرب الى مكر الثعالب، واستخدم عملاءه من العسكر الذين كان ادخرهم لمثل هذه الأيام، وبدعم من الأنظمة العميلة له والمرتعبة من الطوفان القادم، استطاع القضاء على أول خيار إسلامي عربي.
في سوريا كان النظام علمانيا مريحا للغرب، لكنه كان يفضل أن لا تتكون فيها قوة تشكل أية خطورة على الكيان اللقيط، ففرح بالثورة على النظام واعتقد أنه بمساعدة الأنظمة العميلة له قادرون على ركوب الثورة وتحويلها، لاستبدال نظام فاسد بأفسد منه، على غرار استبدال نظام مبارك بالسيسي، لكنهم وجدوا أن الثوار متمسكون بعقيدتهم الإسلامية ولم يتمكن عملاؤه العرب من فرض العلمانيين على قيادتهم.
عندها جاءوا بالتنظيم الذي اخترقوا به المقاومة العراقية عن طريق “الزرقاوي” الذي كانوا سموه بداية الدولة الإسلامية في العراق، وبعد أن قاموا بتصفية الزرقاوي، أخلوا الجو لضباط المخابرات الغربية بأسماء عربية لقيادة التنظيم، ووسعوا صلاحياته لتشمل الشام فصار مسماها “داعش”.
كانت المهمة المباشرة تبرير شن (الحرب على الإرهاب)، لاستئصال شأفة المطالبين بإقامة حكم إسلامي، وبالتالي تثبيت الأنظمة القائمة.
أما الهدف الأكبر فكان إثارة كراهية الناس لمسمى الدولة الإسلامية من أجل فضّهم عن حلمهم في إقامة هكذا دولة، ووصم كل من يطالب بها بالإرهاب لأجل هدر دمه.
كانت الدولة الإسلامية المزعومة، بمثابة إحماء الشلن عل النار، لكي يلسع من يحمله.
لقد مرت هذه الحيلة الساذجة على االبسطاء بداية، فانفضوا عن الثورات خوفا من اللسعة..لكن الواعين يعرفون أنها حيلة، ولن ينخدعوا، وسيعودون من جديد للمطالبة بحقهم. مقالات ذات صلة اضطرابات جوية واسعة النطاق (أمطار رعدية وتساقط للبَرَد) تشمل دولاً عدة من إقليم البحر المتوسط 2024/09/03
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحقيقة عارية هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
إغلاق ملف المقابر الجماعية لضحايا داعش في أكبر حوض بالعراق
بغداد اليوم - ديالى
كشف مسؤول حكومي، اليوم السبت (18 كانون الثاني 2025)، عن إغلاق ملف المقابر الجماعية لضحايا تنظيم داعش في أكبر حوض جغرافي في العراق.
وقال مدير ناحية السعدية، أقصى شمال ديالى، أحمد الزركوشي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "حوض حمرين يعد من أكبر الأحواض الجغرافية على مستوى العراق، ويمتد عبر مناطق مترامية في ديالى والمحافظات المجاورة".
وأضاف، أنه "بعد عام 2014 تم العثور على خمس مقابر جماعية تضم رفات العشرات من ضحايا داعش، بينهم منتسبون في القوى الأمنية الذين وقعوا في قبضة خلايا التنظيم النائمة وتم إعدامهم ودفنهم في عدة مقابر ضمن مدن حوض حمرين، ومنها محيط ناحية السعدية".
وأوضح الزركوشي، أن "جميع المعلومات التي وردت للأجهزة الأمنية وفرق التحقيق حول أماكن وجود المقابر الجماعية تم فحصها وتأكدت من احتوائها على رفات"، مشيراً إلى أنه "حتى هذه اللحظة لا توجد أي معلومات جديدة حول وجود مقابر جماعية أخرى".
وأشار، إلى أنه "بذلك يمكن القول إن ملف المقابر الجماعية تم إغلاقه، إلا إذا طرأت مفاجآت في المستقبل، خاصة أن العشرات من المفقودين في تلك الحقبة لا يزال مصيرهم مجهولاً، ما قد يؤدي إلى العثور على مزيد من المقابر خلال عمليات الحفر أو شق الأنهر".
وأكد أن "ملف المقابر الجماعية كان من الملفات التي أثارت الرأي العام، خاصة أن عشرات العوائل كانت تنتظر معرفة مصير أبنائها، لكن بعد انتشال الرفات، تم حسم مصير العديد منهم"، مضيفا، أنه "ومع ذلك، يظل هذا الملف من الذكريات المؤلمة التي رافقت مرحلة سيطرة تنظيم داعش على مدن حوض حمرين، ومنها السعدية والمناطق الأخرى".