يشهد السودان تدهورًا كبيرًا في القطاع الصحي، تفاقم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت البلاد، في وقت يعاني فيه السودان من صراع مستمر منذ 16 شهرًا. هذه الكوارث الطبيعية والإنسانية المتداخلة تسببت في تزايد معاناة النازحين والمجتمعات المضيفة التي تواجه تحديات هائلة.

وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، فقد شهد السودان منذ بداية يونيو وحتى 12 أغسطس 2024 نحو 60 حادثة من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وتدمير البنية التحتية الحيوية.

ومن المتوقع أن يستمر موسم الأمطار حتى أكتوبر، مع تحذيرات من احتمال حدوث فيضانات مفاجئة إضافية.

الولاية الشمالية وولاية نهر النيل: أضرار جسيمة وخسائر بشرية

تشير تقارير التقييم إلى أن الولاية الشمالية ونهر النيل هما الأكثر تضررًا، حيث تم تدمير عشرات الآلاف من المنازل والمرافق العامة. في الولاية الشمالية، تضرر أكثر من 50 ألف شخص جراء الفيضانات، بينما تعرضت آلاف المنازل للانهيار، مما ترك سكانها بلا مأوى. أما في ولاية نهر النيل، فقد توفي 34 شخصًا وأصيب 588 آخرين، فيما دمرت الفيضانات أكثر من 32 ألف مرحاض، مما يفاقم خطر انتشار الأوبئة.

انهيار سد أربعات: كارثة إنسانية جديدة

في ولاية البحر الأحمر، أعلنت السلطات السودانية عن انهيار سد أربعات، مما أدى إلى وفاة 30 شخصًا وفقدان 64 آخرين. الكارثة أثرت على أكثر من 50 ألف شخص، وتسببت في انهيار البنية التحتية المحلية ونفوق آلاف رؤوس الماشية. كما دمرت السيول والفيضانات الطرق الرئيسية التي تربط بورتسودان ببقية الولايات، مما يزيد من عزلة المناطق المتضررة.

تفشي الأوبئة: الكوليرا تتصدر المشهد

إلى جانب الفيضانات، يشهد السودان تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، خصوصًا في ولايات كسلا، القضارف، ونهر النيل. وزارة الصحة السودانية أعلنت عن تسجيل 2895 حالة إصابة بالكوليرا و112 حالة وفاة، وسط تحذيرات من أن انتشار الوباء ناجم عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الفيضانات.

تحديات القطاع الصحي والاستجابة الإنسانية

الانهيار الذي يشهده القطاع الصحي في السودان زاد من تفاقم الأزمة. تدمير المرافق الصحية وشبكات المياه في العديد من المناطق المتضررة أعاق قدرة الحكومة والمنظمات الإنسانية على تقديم الدعم الفوري للمحتاجين. الاحتياجات الأساسية تشمل المياه النظيفة، المأوى، والرعاية الصحية، إلا أن القدرة على تلبية هذه الاحتياجات تظل محدودة بسبب الظروف الأمنية واللوجستية.

في ظل هذه الأوضاع الحرجة، يبقى التدخل الدولي والإنساني السريع ضروريًا لتجنب كارثة إنسانية أكبر في السودان، حيث يهدد سوء التغذية والأمراض بتفاقم معاناة الملايين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القطاع الصحي في السودان السودان الدعم السريع الجيش السوداني البرهان حميدتي القطاع الصحی

إقرأ أيضاً:

القطاع الصحي بالسويداء… تحديات كبيرة لمعالجة الصعوبات والاحتياجات للارتقاء بخدماته

السويداء-سانا‏

يعاني القطاع الصحي في محافظة السويداء كغيره من المحافظات صعوبات تراكمت خلال السنوات الماضية جراء سياسات النظام البائد دون إيجاد حلول لها، وهو ما يتطلب بذل جهود مضاعفة ودعماً لتذليل تلك الصعوبات وتوفير احتياجاته للارتقاء به.

دعم البنية التحتية في المؤسسات الصحية وتحديث الأجهزة، وتحسين خدمات الطوارئ ورفدها ‏بسيارات ‏إسعاف مجهزة، وفرق طبية مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة ‏بشكل سريع ‏وفعّال، احتياجات تتطلع إليها محافظة السويداء بما يضمن تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وفق مدير صحة السويداء الدكتور أسامة قندلفت.

الدكتور قندلفت أشار أيضاً الى أهمية زيادة الميزانيات المخصصة لمديرية ‏الصحة، وتحسين جودة الخدمات الصحية، من خلال برامج التدريب المستمر للكوادر الطبية، وتعزيز الوقاية والتوعية الصحية.‏

ويتطلب القطاع الصحي بالمحافظة الذي يقدم خدماته للمرضى رغم ما يواجهه من تحديات، وفقاً للدكتور قندلفت، تفعيل عمل ‏المشافي العامة التابعة للمديرية في شهبا، وصلخد، وسالة، بشكل أكبر من ‏خلال رفدها بالكوادر البشرية من أطباء، وممرضين وفنيين ومستخدمين، ‏وافتتاح أقسام بكل الاختصاصات، وتزويدها بأجهزة رنين مغناطيسي لتخفيف الضغط الكبير عن مشفى السويداء الوطني، إضافة إلى تحسين إدارة ‏النظام الصحي، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، لتحسين كفاءة التشخيص ‏والعلاج. ‏

وحسب الدكتور سلام اتمت مدير المشفى الوطني بمدينة السويداء الذي يحمل العبء الأكبر بتقديم الخدمات بالمحافظة، يضم ‏المشفى 22 قسماً، ويقدم وسطياً نحو 80 ألف خدمة شهرياً، من بينها إجراء ‏نحو 800 عملية جراحية، مشيراً إلى ضرورة تزويد المشفى بأجهزة حديثة، بدلاً من الأجهزة القديمة أو المعطلة التي تحتاج تكاليف عالية لإصلاحها، وكذلك استبدال ‏أجهزة (فاكو) لعمليات الساد، والتنظير الهضمي العلوي والسفلي، وغسيل ‏الكلية، وزيادة عدد الحواضن و المنافس، وتأمين أجهزة قوسي، وتخدير ‏لزيادة عدد غرف العمليات، منوهاً بأهمية معالجة موضوع التفرغ الطبي ‏للأطباء بالمشافي، ومنها مشفى السويداء.‏

فيما طالب مدير مشفى شهبا الدكتور عماد حمد نوفل بتزويد المشفى بأجهزة ‏طبقي محوري، وإيكو نسائي، وقارئ لجهاز الأشعة، وتأمين سيارات ‏خدمة، معتبراً أن تطوير القطاع الصحي بالمحافظة، يحتاج إلى توفير الدعم ‏المادي، والمعنوي للعاملين، والحفاظ على الكوادر الطبية، وتطبيق مبدأ ‏المكافآت.‏

مقالات مشابهة

  • حوادث السرقة مازالت متواصلة في احياء شرق النيل.!
  • الأمم المتحدة: حصار «زمزم» يفاقم المجاعة وسوء التغذية يتفشى في الخرطوم
  • وزيرا "الصحة" و"الخارجية" يعقدان اجتماعَا حول إعادة تأهيل القطاع الصحي في غزة
  • بحضور خالد عبد الغفار.. اجتماع وزاري حول إعادة تأهيل القطاع الصحي بـ غزة
  • آخر لقطة لحميدتي وسط آلاف الجنجا يستعد لدخول القصر الجمهوري واذاعة البيان
  • الحوثي: الوضع في غزة كارثي والتخاذل يفاقم المعاناة
  • القطاع الصحي بالسويداء… تحديات كبيرة لمعالجة الصعوبات والاحتياجات للارتقاء بخدماته
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • عبد الغفار يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • السودان: حملات مكثفة لإزالة الجثث ومخلفات الحرب في شرق النيل