21 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان 57 وقتا في الإبراهيمي الشهر الماضي
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
سرايا - قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدّينية الفلسطينية، إن الاحتلال والمستوطنين المتطرفين صعَّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى المبارك، سواءً بعدد الاقتحامات الّتي تجاوزت 21 اقتحامًا، أو بأعداد المقتحمين، حيث كان من ضمن المقتحمين لهذا الشهر أعضاء من الكنيست وحاخامات ما يسمى "مدرسة جبل الهيكل الدينية".
وقالت الوزارة في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن اقتحامات المستوطنين أصبحت بشكل جماعي وعلني (رقص وغناء وانبطاح) في الأقصى، خاصة في المنطقة الشرقية "على بعد أمتار من مصلى باب الرحمة وبحراسة قوات الاحتلال.
كما أدانت الوزارة تصريحات الوزير المتطرف "بن غفير" حول بناء كنيس في الأقصى لأداء الطّقوس التلموديّة، وكذلك مصادقة حكومة الاحتلال على تمويل اقتحامات المستعمرين للأقصى بميزانية تصل إلى مليوني شيقل.
وبيّنت، أنَّ عدد المستوطنين الّذين اقتحموا الأقصى الشّهر الماضي بلغ 7692 مقتحماً، وهو الرّقم الأعلى منذ بداية العام الجاري، منهم (2958) مستعمرا اقتحموه في "ذكرى خراب الهيكل" في 13 آب، حيث أدّوا خلالها شعائر دينية ورفعوا علم الاحتلال، وأدّوا لأول مرّة طقوسهم مقابل قبّة الصّخرة من الجهة الغربيّة من الأقصى.
وأشارت الوزارة الى أن الاحتلال منع رفع الأذان 57 وقتا في الحرم الإبراهيمي الشّريف بالخليل في محاولةٍ لفرض التّقسيم الزّماني والمكاني عليه.
وفيما يتعلّق بالمقدّسات والأماكن الدّينية الإسلاميّة والمسيحيّة الأخرى، رصد التّقرير اعتداءات لقوات الاحتلال على مسجد الإيمان في قلقيلية، وخلع بابه والدّخول اليه وتفتيشه والعبث بممتلكاته.
كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على المصلّين في مسجد عمر بن الخطّاب في بلدة كفر قدُّوم أثناء صلاة الجمعة، وحاصرت جزءا من المصلّين داخل المسجد، ومنعت عدداً آخر من حضور صلاة الجمعة.
وفي جنين وطوباس، اقتحمت قوات الاحتلال خلال حملتها على المحافظة مسجد خالد بن الوليد بالمنطقة الشرقية، والشّروع بأعمال هدم وتجريف أجزاء من المسجد، وحرق مسجد أبو بكر الصديق في بلدة الفارعة، وفي مخيم طولكرم اعتدت قوات الاحتلال على مسجد الشّهداء.إقرأ أيضاً : حصيلة شهداء غزة تتجاوز 41 ألفاإقرأ أيضاً : “حكومة غزة” عن مجزرة المواصي: إسرائيل تضلل العالم عبر ترويج أكاذيب وروايات ملفقة عن المجزرة .. إقرأ أيضاً : حمدان: نتطلع لأن يحقق اجتماع وزراء الخارجية العرب قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال جبل اليوم المنطقة باب الاحتلال دينية الاحتلال الاحتلال الاحتلال جنين الاحتلال الاحتلال العالم المنطقة دينية اليوم غزة الاحتلال باب جبل جنين قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الإسراء والمعراج
#الإسراء_والمعراج
بقلم: د. #هاشم_غرايبه
الإسراء والمعراج حدثان فارقان في تاريخ البشرية، وما جمعا معا إلا لأنهما حدثا في ليلة واحدة، ولشخص واحد أكرمه الله من بني البشر جميعا، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد أجرى الله تعالى كثيرا من الخوارق للسنن الكونية الناظمة لحياة البشر والكائنات، على أيدي من اصطفاهم رسلا وأنبياء، فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما، ومنهم من كلمه مباشرة، وجعل له في البحر طريقا يبسا، ومنهم أحيى على يديه الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص، وما الى ذلك من معجزات، جميعها أراد بها قهر عقول البشر المكذبين بدعواتهم.
معجزتا الإسراء والمعراج أمران مختلفان عن كل ما سبقهما، ففيها نقل الله تعالى رسوله الكريم من الأرض بكامل أدراكه ووعيه الى السموات العلا، ليريه من آياته الكبرى التي جعلها من علم الغيب الخفي على البشر، فلا يرونها الا يوم القيامة، لذلك فالنبي الكريم هو الوحيد من بني البشر الذي رأى ما أراد الله أن يريه إياه في حياته وقبل بعثه.
وميزة هاتين المعجزتين أنهما لم تكونا بهدف إقناع المكذبين بدعوته، بل هما لحِكم أخرى سأبينها لاحقا، لذلك لم يشهدهما الله تعالى أحد من البشر، واقتصرت معرفتهم بها مما جاء ذكره في القرآن، عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، وما حدّث به رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما.
بالطبع وكما مع القرآن، فقد كذب الكافرون بالحادثتين، سواء من عاصروا الدعوة، أو من جاءوا بعدها والى اليوم، لكن العقل المحايد الذي يعرف أن كتاب الله لا يورد إلا الحق، وأن رسول الله لا ينطق الا بالصدق، سيسلم بحصولهما ويصدق بحدوثهما، باستخدام التفكير المنطقي الاستدلالي، مثلما توصل الى الإيمان بوجود الله وبعلم الغيب الذي أخبرنا به، من غير الحاجة الى أدلة مادية.
ورغم ذلك ولقطع الطريق على المكذبين، فقد أجرى الله تعالى لنبيه الكريم دليلين ماديين أخرس ألسنتهم، فسكتوا مغلوبين على أمرهم: الأول وصفه عليه الصلاة والسلام للمسجد الأقصى في بيت المقدس بدقة، رغم أنه لم يزره قبلا، والثاني ما أخبرهم به عن قصة البعير الذي شرد من القافلة، ولما وصلت بعد يومين أكدت صحة ذلك.
ورغم أن العاقل عندما يتيقن من صدق الراوي في الأولى يتوجب عليه أن يصدقه في الثانية، إلا أن المكذبين لأنهم مكابرون، لا يخضعون لسلطان العقل كما يدّعون، بل هم فعليا يستحمرون العقل، فيركبونه ويسوقونه وراء أهوائهم، فهم والى اليوم ما زالوا يكذبون بقصة المعراج، ويريدون دليلا ماديا.
في زمن التنزيل، كانت حكم كثيرة من وراء هاتين الحادثتين الفريدتين خافية على الفقهاء من السلف الصالح، فاعتقدوا أنهما كانتا فقط للتسرية عن نبيه الكريم ولتطمينه أنه على الصراط المستقيم، إثر الشدائد التي تعرض لها خاصة بعد رحلته للطائف، وأنها ليست لعتب من الله عليه، بل هي من ابتلاءات الله لرسله، فكلما كانت مهمة الرسول أشق، والمسؤولية الملقاة على عاتقه أكبر، كانت ابتلاءاته أعظم.
ولما لم يكونوا آنذاك يعلمون أن المسجد الأقصى أراده الله ليكون قطبا ثانيا لخير أمة أخرجها للناس بعد المسجد الحرام، فلم يتعمقوا في البحث في الحكمة التي أرادها الله في المعراج أن يكون من المسجد الأقصى، مع أنه قادر أن يعرج بنبيه الكريم من مكة.
ولم يدرك المفسرون الأوائل الحكمة من إيراد الله تعالى إفساد الظالمين من بني اسرائيل، تاليا لذكره الإسراء بعبده الى المسجد الأقصى، والإخبار عن علوهم مرتين وقصم الله لهم، ولا عرفوا معنى الدخول الأول والثاني لعباد الله المؤمنين له، فلم يكن يدور بخلد أحد أن يتمكن اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة، وشتتهم في الأرض أن يتمكنوا من احتلاله.
الآن نعلم الحكمة من الإسراء من المسجد الحرام الى الأقصى، وبالمعراج منه، فقد أراد الله أن يعلمنا بأن واجبنا الحفاظ عليهما، فأعداء منهجه سيستهدفونهما كليهما.
حاليا غرّهم ترك قادة العرب لمنهج الله وتخليهم عن الأقصى بالتطبيع مع العدو بديلا عن استرجاعه، فيطمحون للاستيلاء على المسجد الحرام بالوسيلة الأقل كلفة وهي التطبيع.
هذه هي الحكمة من الربط بين المكانين، والله أعلم.