إيطاليا.. جدل سياسي حول مقترح جديد لإصلاح قانون الجنسية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
أدى اقتراح منح الجنسية الإيطالية للمواطنين الأجانب الذين يكملون 10 سنوات من التعليم إلى انقسام سياسي داخل الحكومة الائتلافية في روما.
وصف حزب "ليغا" الإيطالي اليميني المتطرف الاقتراح بأنه ”نزوة صيفية“، ولكن يبدو أن طموح حزب "فورزا إيطاليا" اليميني الوسطي لإدخال إصلاح جديد في قانون الجنسية بناءً على سنوات الدراسة في إيطاليا يكتسب زخمًا.
في حديثه على هامش منتدى سيرنوبيو الاقتصادي خلال عطلة نهاية الأسبوع، صرح نائب رئيس الوزراء وزعيم "فورزا إيطاليا" أنطونيو تاجاني مرة أخرى أن ”هناك حاجة إلى إجراء نقاش شامل حول هذه المسألة، لكننا لن نتراجع".
ولطالما كانت قضية منح الجنسية للأطفال المولودين لمهاجرين في قلب السياسة الإيطالية. وقد دعا تاجاني إلى مراجعة القانون الحالي، الذي يعود تاريخه إلى عام 1992، والذي يجعل العملية صعبة. وبموجبه، يجب أن يكون لدى الأفراد الذين لم يولدوا لأبوين إيطاليين 10 سنوات من الإقامة المستمرة في البلاد قبل أن يتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على الجنسية.
وكبديل لذلك، اقترح تاجاني أن تتبنى إيطاليا ما يسمى بمبدأ ”ius scholae“، والذي بموجبه يُمنح المواطنون الأجانب الجنسية إذا أكملوا 10 سنوات من التعليم الإلزامي في إيطاليا.
سيؤثر هذا التغيير على عدد كبير من الإيطاليين المقيمين في إيطاليا. فوفقًا لوزارة التعليم الإيطالية، إن حوالي 65% من حوالي مليون طالب أجنبي من الطلاب الأجانب العائدين إلى المدارس في أيلول/ سبتمبر القادم هم من مواليد إيطاليا.
Relatedإيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المناهضة للسياحةبعد اعتداءات في لوكا.. إيطاليا تطرد مغربيا منفذ هجوم في فرنسا بصرخة "الله أكبر"شمال إيطاليا يواجه فيضانات كارثية والبحث جار عن رجل مفقودأن تكون إيطاليًا أمرٌ يدعو للفخرأحد أبرز المناضلين من أجل الإصلاح هو أمين نور، مؤسس مجموعة ”نيري إيطالي“ (الإيطاليون السود) المناهضة للتمييز، وهي إحدى المنظمات التي تناضل بنشاط من أجل حقوق الرعايا الأجانب. تعكس قصته قصة العديد من الأشخاص الآخرين الذين عاشوا في إيطاليا لسنوات عديدة دون الحصول على الجنسية.
ولد نور في الصومال، وغادر البلاد وهو في الرابعة من عمره عندما فرت عائلته من الحرب الأهلية الصومالية. أكمل تعليمه الإلزامي في إيطاليا وهو الآن في السابعة والثلاثين من عمره، ولكنه لم يحصل على الجنسية. وبدلاً من ذلك، فهو قادر على العيش في البلاد بفضل تصريح خاص قابل للتجديد يُمنح عادةً للأشخاص الذين فروا من الحرب.
يقول ليورونيوز: ”لطالما عملت بشكل قانوني ودفعت الضرائب. أشعر بأنني أجنبي في بلدي الأم. لم يبقَ لي من أفريقيا سوى لون بشرتي لأنني لم أعد إلى الصومال أبداً. الأمر أشبه ببتر أحد أطرافك، فأنت محدود في كل ما تفعله.“
ويُضيف: "كوني إيطالياً هو شيء يدعو للفخر. لقد تدربت على الكاراتيه لسنوات عديدة وكنت بارعًا حقًا، لكنني لم أتمكن من المشاركة في المسابقات الدولية مثل زملائي الرياضيين".
يوافق نور على أن الجنسية يجب أن تُمنح على أساس التعليم وليس على أساس مكان الولادة، مشيراً إلى أن "مبدأ التعليم أمرٌ مختلف، فهو يعكس استثمار الدولة في الفرد، وهو أمر أساسي في كل شيء. لا ينبغي النظر إلى هذا الأمر على أنه قضية سياسية بين اليمين واليسار، بل كمسألة منطقية ينبغي معالجتها.“
وقد نشطت منظمة ”أنقذوا الأطفال“ أيضًا في الدعوة إلى الإصلاح، حيث قامت بأعمال تمهيدية للمساعدة في دمج الأطفال المولودين في إيطاليا لأبوين أجنبيين. وقد أطلقت المنظمة غير الحكومية عريضة تدعو إلى التغيير وحصلت بالفعل على حوالي 100,000 توقيع.
وقالت رافايلا ميلانو، مديرة قسم الأبحاث في المنظمة، ليورونيوز إن القانون الحالي يحتاج إلى تغيير، مضيفةً: "القانون عفا عليه الزمن. عمره أكثر من 30 عامًا، وقد وُضع أساسًا لحماية أبناء هؤلاء الإيطاليين الذين يعملون في الخارج. وفي هذه الأثناء تغيرت البلاد كثيرًا، سواء في المدارس أو داخل المجتمعات المحلية.“
حجر عثرة في الطريقيدعو الحزب السياسي Più Europa ومنظمة "إيطاليون بلا جنسية" إلى إجراء استفتاء لمواءمة قوانين الجنسية الإيطالية مع قوانين دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي لا تشترط فترة إقامة مدتها 10 سنوات.
ومع ذلك، وعلى الرغم من مساعي حزب "فورزا إيطاليا" للإصلاح، يبدو أن التوصل إلى حل وسط مع شركائه في الحكم غير مرجح في الوقت الحالي.
لا يزال تاجاني حليفًا مقربًا من رئيس الوزراء جيورجيا ميلوني، لكن خطوة حزبه لم تلقَ ترحيبًا من شركائه في الائتلاف. فحزب ”إخوان إيطاليا“ اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه ميلوني وحزب ”ليغا“ المتشدد كلاهما معادٍ للهجرة بشدة، وكلاهما يعارض منذ فترة طويلة مراجعة القانون الحالي.
كانت المحاولة الأخيرة للإصلاح في عام 2015، وعلى الرغم من دعوة منظمات مثل مجموعة الناشطين ”إيطاليون بلا جنسية“، لم يتم إحراز تقدم يذكر منذ ذلك الحين.
Relatedإيطاليا تستعد لموجة حر قاسية بعد العواصف: درجات الحرارة قد تصل إلى 39 درجةإيطاليا: إعادة فتح "طريق الحب" في الأراضي الخمس بعد سنوات من الإغلاقمحكمة الاتحاد الأوروبي تنتقد شرط الإقامة في إيطاليا للحصول على الجنسية: "تمييز غير مباشر"وقال النائب عن حزب ليغا روسانو ساسو ليورونيوز: "كما أكد البرنامج السياسي للحكومة وخطة عملها، فإن حزبين من أصل ثلاثة أحزاب يقولون لـ"فورزا إيطاليا" إن هذه ليست قضية مشتركة".
وتابع: ”نحن نناقش المسألة منذ الصيف، لكنني أشك أن تتم مناقشتها في البرلمان. بالتأكيد سيحدث ذلك بين أحزاب المعارضة، ولكن ليس بين تلك الأحزاب التي تشكل الأغلبية في البرلمان. بالعودة إلى العام 2022، لم يصوت الإيطاليون لصالحنا لمناقشة قانون ”ius scholae“.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لماذا تتصدر إيطاليا قائمة الدول الأوروبية في استهلاك المياه البلاستيكية المعبأة؟ الاتحاد الكوري الجنوبي يشتكي فريقا إيطاليا لدى الفيفا وصف لاعبه بـ"جاكي شان" أوكرانيا تستهدف مناطق عدة في روسيا بينها موسكو بأكثر من 140 مسيرة هجومية إيطاليا جورجيا ميلوني مهاجرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الضفة الغربية إسرائيل وفاة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الضفة الغربية إسرائيل وفاة إيطاليا جورجيا ميلوني مهاجرون غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الضفة الغربية إسرائيل وفاة الأمم المتحدة أوكرانيا الألعاب الأولمبية الصيفية خان يونس مخيمات اللاجئين دعوى قضائية السياسة الأوروبية یعرض الآن Next على الجنسیة فی إیطالیا سنوات من
إقرأ أيضاً:
وصيّة مهرة بنت فارس النعمانيّة الساكنة قرية الأفلاج
قد تكون نظرية المركز والأطراف حاضرة فـيما أبقته لنا المدونة التاريخية العُمانية، ونعني بذلك أن مراكز الحكم من الحواضر الكبرى وجوارها هي التي نالت شيئًا من التدوين التاريخي، بينما بقيت القرى والبلدات النائية عن تلك الحواضر طيَّ النسيان، فلا تكاد تجد ذكرًا لبعضها حتى بمجرد الإشارة ولو فـي بيت من الشعر أو فـي نص من غير كتب التاريخ.
يطالعنا كتاب (قاموس الشريعة) - وهو كتاب موسوعي فـي الفقه ألفه أبو محمد جُمَيِّل بن خميس بن لافـي السعدي (ت:1278هـ) - بجواب طويل منقول عن الفقيه العالم سعيد بن بشير الصبحي (ت:1150هـ) أحد أبرز الفقهاء فـي عهد اليعاربة، وصورة الجواب تعليقاتٌ منه على نص وصية لامرأة من بلدة الأفلاج التي تتبع اليوم ولاية المضيبي بالشرقية من عمان. ويظهر أن الوصية عُرِضت عليه فـي صيغتين سابقة ولاحقة، فجاءت بعض تعليقاته على ما فـي الصيغتين أحيانًا إن كان بينهما اختلاف، وأول تعليقاته على اسم الموصية الذي جاء مختلفًا بين «مهرة» و«سلامة» وأول نص جواب الصبحي: «(أوصت مهرة) - وفـي موضع: (سالمة)- وهي امرأة واحدة، فهذا لا يضرّ إذا صحّ أنّها تدعى بهما جميعا، ولا يبين لي فـي هذا الموضع اختلاف، (بنت فارس بن سعيد النعمانيّة، الساكنة الأفلاج)». ولئن كانت وصية مهرة أو سالمة بنت فارس بن سعيد النعمانية معروضة على الفقيه الصبحي الذي عاش فـي آخر القرن الحادي عشر حتى نحو سنة 1150هـ فهذا يؤكد أن بلدة الأفلاج عامرة قبل ذلك الزمان، وأن الموصية وقومها هم سُكّان تلك البلدة حينذاك.
وخلاصة ما جاء فـي الوصية ما يوصى به للجَهاز حتى الدفن، ثم وصية الأقربين الذين لا يرثون، ثم الحقوق والواجبات، والكفارات، والضمانات. والنقد المتداول المذكور فـي الوصية: اللاريّة، والمحمديّة، والشاخة، وقد تقدم فـي مقالة سابقة أن اللاريّة نقد فارسي من الفضة سُمِّي نسبة إلى مملكة لار بسواحل فارس، ولعل المحمدية نقدٌ أصغر وأقلَّ قيمة، والشاخة أصغرها كلها، ومما جاء فـي الوصية: «وبثماني محمديات فضة لربيبيها سالم ومسعود ابني سعيد بن مسعود النعمانيين من ضمان عليها لهما»، «وبمحمدية فضة من مالها لإصلاح فلج بوحمار من قرية الأفلاج، من ضمان لزمها منه»، «وبِسِتِّ شاخات لإصلاح فلج بوحمار، والمسجد الجامع، والمسجد الحدري»، «وبمحمدية فضّة من مالها؛ لإصلاح الفلج الحنظلي من قرية سناو من ضمان لزمها منه». أما الربيبان هنا فهما ابنا زوجها من غيرها، وأما الأفلاج والأماكن المذكورة فهي معروفة، إذ فلج بوحمار بقرية الأفلاج معروفٌ باسمه حتى اليوم، وتنص عليه جملة من صكوك البيع والشراء القديمة، وكذا فلج الحنظلي فـي سناو. ولفظ: «الحدري» المضاف إلى أحد المسجدين معناه عند أهل الشرقية: الجنوبي، أي هو واقع فـي القرية من الجنوب، وممن جاء ذكره فـي آخر الوصية زوجها سيف بن عامر بن عبدالله، ووصيها سعيد بن مسعود، ويُحتمَل أن هذا الأخير أحد ربيبَيْها المذكورَين: سالم ومسعود ابني سعيد بن مسعود النعمانيين.