شدد تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، على أن "التحالف" التركي المصري الذي نشأ مع استئناف العلاقات بين البلدين وتبادل القادة للزيارة خلال الأشهر الأخيرة "سيواجه امتحانه الأول في ليبيا".

وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تداعيات  عزل حاكم المصرف المركزي الليبي يمثل تحد مباشر لكل من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان.



وأضاف أن التحالف الجديد بين مصر وتركيا والذي قصد منه حل الخلافات الطويلة بشأن الأحداث في الشرق الأوسط، يواجه أول امتحان له في الوضع السياسي المتأزم في ليبيا. 

وتدهورت العلاقات بين مصر وتركيا بعد ثورات الربيع العربي في عام 2011، وانقلاب رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي.


وتوجت محاولات التقارب التي مضى عليها ثلاث سنوات بزيارة قام بها السيسي إلى أنقرة والتقى مع أردوغان. ووقع الاثنان 30 مذكرة تفاهم تهدف لزيادة التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة. وتقارب الطرفان بسبب الأوضاع الاقتصادية وحاجة البلدين لحل المشاكل الاقتصادية والمخاوف النابعة من حرب غزة، وفقا للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن محللين يرون أنه في ظل أنه لو ظل البلدان على خلاف بشأن كيفية إنهاء الانقسامات السياسية في ليبيا، فإن الوعد بعهد جديد أوسع من التعاون من المرجح أن يكون فجرا كاذبا. فقد انقسمت المؤسسات السياسية في ليبيا بين الشرق والغرب منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011.

ودعمت تركيا حكومة الغرب في ليبيا وأرسلت لها المعدات العسكرية والجنود عام 2019 عندما طلبت طرابلس منها الدعم ومنع حملة عسكرية نفذها أمير الحرب خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة، فيما حظي حفتر الذي تهيمن عائلته على السياسة في الشرق الليبي بدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا، حسب التقرير.

واتفق أردوغان والسيسي في لقاء يوم الأربعاء على طي صفحة الخلاف في ليبيا، لكن التداعيات العملية لتحقيق هذا الهدف الواضح ظلت غامضة. وتعتبر أزمة المصرف المركزي هي التحدي المباشر لهذا التحالف الجديد، حسب الصحيفة البريطانية.

ولفت التقرير إلى أن الأزمة في ليبيا، بدأت قبل 3 أسابيع بعزل محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير. وقد فر الكبير إلى منفاه الاختياري في تركيا، قائلا إنه يخشى على حياته بعد إقالته من قبل هيئات سياسية مرتبطة بأنصار الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
  
ويشرف المصرف المركزي على توزيع أكبر ثروة نفطية في أفريقيا، ولديه احتياطيات من النقد الأجنبي تبلغ 80 مليار دولار.  


ويعتقد الدبيبة أن "الكبير أصبح ناقدا للإنفاق الحكومي المدفوع بالفساد وتحول إلى الجانب الآخر من خلال توجيه الأموال إلى الشرق". لكن الكبير أشار إلى أن "الإنفاق الحكومي لعام 2024 من المقرر أن يكون أعلى بنسبة 37.5٪ من الإيرادات"، حسب التقرير. 

و"مع مطالبة حكومة الشرق بإلغاء عزل الكبير وشجبها إقالته غير الدستورية، فقد قاد  هذا المأزق إلى إغلاق العديد من حقول النفط وتجميد العديد من معاملات النقد الأجنبي للمصرف المركزي من قبل البنوك العالمية التي لم تدعم تحت الضغط الأمريكي، إقالة الكبير"، حسب ما أورده التقرير.

وظل المصرف المركزي واحدا من المؤسسات الفاعلة في ليبيا، وقد اعترضت الدول الغربية على إقالة الكبير، فرغم المأخذ عليه إلا أنه يظل مصدرا نادرا للاستقرار. 

وأوضحت الصحيفة أنه في إشارة إلى أهمية ليبيا بالنسبة للعلاقات التركية المصرية في المستقبل، سافر رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالين إلى طرابلس مباشرة بعد قمة أردوغان والسيسي.

ويبدو، حسب التقرير، أن قالين يحاول إقناع الدبيبة بالسماح للكبير بالعودة إلى منصبه بشكل مؤقت، أو إيجاد مجلس إدارة جديد متفق عليه لرئاسة المصرف.  

وفي مقال سينشره موقع المجلس الأطلنطي للباحثة المختصة في سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علياء الإبراهيمي، قالت فيه إن "الخلافات في ليبيا هي بين نخب عائلة للسيطرة على الموارد الاقتصادية، وهو ما يغير المعادلة بالنسبة لتركيا أو يجعل الحسابات مختلفة عن 2019".


وأشارت إلى "الشراكة المالية المتنامية بين الشركات التركية ورجال الأعمال الليبيين في الشرق، مثل بناء أكبر مصنع للحديد والصلب في العالم بمدينة بنغازي".

التقرير، لفت إلى أن ذلك يعني أنه ليس من المحتمل تقديم تركيا مرة أخرى الدعم العسكري المطلق للحكومة في طرابلس. ومن ناحية أخرى أعطى الغرب الليبي القوات التركية حصانة شبه كاملة في مذكرة التفاهم، وهو يجعل تخلي أنقرة عن  محاولة الدبيبة السيطرة على المصرف المركزي  تضحية كبيرة.

 وطالبت الأمم المتحدة والسفراء الغربيين بحل أزمة الكبير من خلال الإجماع، أو عودة مؤقتة له مثلا.

ونقلت الصحيفة عن أحد المراقبين، قوله "لقد عاد المجتمع الدولي إلى وضع الأزمة الكاملة في ليبيا، ولأنه يدرك أن مشاكلها الاقتصادية قد تؤدي إلى انهيارها بسرعة كبيرة، وتتحول إلى دولة فاشلة على البحر الأبيض المتوسط. كما أن العواقب الأمنية من حيث الهجرة وعدم الاستقرار مهمة. ولكن لا توجد حتى الآن خطة طويلة الأجل لحل الانقسامات في البلاد والمشكلة هي أن المصالح المالية الفاسدة للنخبة قد أفرغت ليبيا لسنوات". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المصري ليبيا السيسي أردوغان تركيا ليبيا مصر السيسي تركيا أردوغان صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی فی لیبیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مساهمو «الشارقة الإسلامي» يوافقون على توزيع 15% أرباحاً نقدية

الشارقة (الاتحاد)
وافق مساهمو مصرف الشارقة الإسلامي على توزيع أرباح نقدية بنسبة 15% من رأسمال الشركة عن نتائج العام المالي 2024 وبما يعادل 458.7 مليون درهم.
جاء ذلك ضمن أعمال اجتماع الجمعية العمومية السنوية للمصرف صباح اليوم، والذي ترأسه معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، رئيس مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي، حضورياً في مبنى غرفة تجارة وصناعة الشارقة في منطقة الخان بالشارقة، وإلكترونياً بتقنية الاتصال عن بعد.
ووجّه معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، في كلمته إلى المساهمين، الشكر والامتنان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله ورعاه، وإلى سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، على دعمهما المتواصل للحركة الاقتصادية في الإمارة، واهتمامهما بتمكين الأهداف الاقتصادية والمالية للمصرف وتعزيز نجاحاته في مختلف المحافل.
شارك في حضور الاجتماع أعضاء مجلس إدارة مصرف الشارقة الإسلامي، والإدارة التنفيذية، ورؤساء وأعضاء اللجان الداخلية، وممثلون عن شركة التدقيق الداخلي، وهيئة الأوراق المالية والسلع، ودائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، إضافة إلى مساهمي المصرف.
وقد أقرت الجمعية عدداً من الموضوعات التي تضمنتها أجندة الاجتماع، تتعلق بتقارير مجلس الإدارة ومدققي الحسابات ولجنة الرقابة الشرعية الداخلية عن السنة المالية المنتهية في 31/12/2024 والتصديق عليها، فضلاً عن الموافقة على تجديد الثقة بمجلس الإدارة لمواصلة مهامه في قيادة المصرف بتميز ونجاح، واعتماد توصية مجلس الإدارة بتعيين عضوين جديدين في مجلس الإدارة، إلى جانب مجموعة من الموضوعات والمقترحات الأخرى.
كما تضمنت الكلمة استعراض معاليه للتقرير السنوي للمصرف لعام 2024، مؤكداً أن النتائج المالية القياسية وغير المسبوقة خلال العام المنصرم، بتحقيق أرباح تتخطى لأول مرة حاجز المليار درهم، تمثل علامة فارقة في مسيرة المصرف، مما يرسخ من مكانته كمؤسسة مالية إسلامية رائدة، تواكب التطورات الاقتصادية وتستفيد من الفرص المتاحة لتحقيق نمو مستدام، وهو ثمرة الاستراتيجية المدروسة التي ينتهجها المصرف، ويعكس نجاح إدارته الحكيمة وسياسته المالية القوية وكفاءة عملياته التشغيلية، رغم التحديات الاقتصادية العالمية التي يواجهها القطاع المصرفي، فضلاً عن تزايد المنافسة وارتفاع أسعار الفائدة.
كما أوضح معاليه أن المصرف يسعى إلى الاستثمار في التكنولوجيا المالية وتطوير الحلول الرقمية، مع تعزيز الشراكات الاستراتيجية ودعم المشاريع المستدامة، إلى جانب تبني نهج يركز على العملاء من خلال تقديم خدمات مالية متطورة تلبي احتياجاتهم وتعزز تجربتهم المصرفية، بما يسهم في تحقيق نمو مستدام يرسخ مكانة المصرف، ويعزز حضوره كمؤسسة مالية ملتزمة برؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، ورائدة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولة الإمارات.
وقدم رئيس مجلس إدارة المصرف تفصيلاً حول النتائج المالية المحققة التي تعكس الأداء القوي للمصرف في مختلف قطاعات المصرف، حيث ارتفع صافي الربح قبل احتساب الضريبة إلى 1.15 مليار درهم، بزيادة قدرها 36.5%، في حين بلغ صافي الربح بعد الضريبة 1.05 مليار درهم، بزيادة قدرها 24.5% مقارنة بـ 851.5 مليون درهم في عام 2023.
وأوضح أن المصرف نجح في توسيع أنشطته التمويلية ومواصلة نمو محفظته التمويلية، حيث ارتفع إجمالي الدخل التشغيلي بنسبة 10.4% ليصل إلى 2.2 مليار درهم، مقارنة بـ 2.0 مليار درهم في العام السابق. وعلى صعيد تنويع مصادر الإيرادات، أشار إلى أن إجمالي الأرباح من تمويلات العملاء والمؤسسات المالية سجل زيادة بنسبة 20.6% ليصل إلى 3.7 مليار درهم، مما يعكس اتساع أنشطة المصرف التمويلية واستمرار نمو محفظة التمويلات.

مقالات مشابهة

  • شاهد.. لاعب فيورنتينا ينهار في أرض الملعب
  • المركزي يواصل عمله لتوفير السيولة النقدية والتوسُّع بخدمات «الدفع الالكتروني»
  • مساهمو «الشارقة الإسلامي» يوافقون على توزيع 15% أرباحاً نقدية
  • مصرف أبو ظبي الإسلامي مصر يفتتح الفرع 73 في «مول أكتوبر بلازا»
  • أزمة بيض في أمريكا وتركيا تتدخل للمساعدة بتصدير 15 ألف طن
  • متى رمضان 2025 في ليبيا؟.. الحسابات الفلكية تكشف أول أيامه
  • تحذيرات إسرائيلية من مواجهة محتملة بين الاحتلال وتركيا.. ما علاقة سوريا؟
  • إعلام إسرائيلي: اتفاق غزة لن ينهار رغم عدم إعادة جثة شيري بيباس
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • تفاصيل التقرير النهائي لفحص جثة السنوار