صحيفة صدى:
2025-01-26@09:42:45 GMT

عروس تثير ضجة بتصرفاتها تجاه عريسها في حفل زفافهما .. فيديو

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

عروس تثير ضجة بتصرفاتها تجاه عريسها في حفل زفافهما .. فيديو

‍‍‍‍‍‍

خاص

انتشر مقطع لعروس حزينة ظهر على ملامحها الحزن والرفض وكأنها مجبرة على الزواج وذلك في كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة بمصر

‎وانتشر المقطع المصور كالنار في الهشيم وتصدر “الترند” في مصر، حتى سمي بمقطع “العروس الحزينة”.

‎وأظهر المقطع المتداول على نطاق واسع العريس وهو يدخل إلى صالون التجميل لصحبة عروسه ورؤيتها بفستان الزفاف للمرة الأولى، بينما ظهرت على العروس ملامح الحزن و”الاشمئزاز” تجاهه، وكأن الزواج على غير رغبتها.

 

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/09/ىى.mp4

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: حفل زفاف عرس عروس عروس مصرية

إقرأ أيضاً:

دورس الألبانية.. عروس الأدرياتيكي التي تسحر زوارها بتنوعها الثقافي وجمالها الخلاب

دورس، ألبانيا – دورس، عروس الأدرياتيكي التي تسحر زوارها بتنوعها الثقافي وجمالها الخلاب، تعد إحدى أقدم مدن ألبانيا. تقع على ضفاف البحر الأدرياتيكي، وتجمع بين تاريخها العريق ومعالمها الثقافية المميزة، إضافة إلى جمالها الطبيعي الساحر؛ مما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن تجربة سياحية تجمع بين الاستكشاف والراحة.

تأسست المدينة في القرن السابع قبل الميلاد تحت اسم "إبيدامنوس"، ومنذ ذلك الحين كانت نقطة التقاء لحضارات مختلفة بدأت من العهد الإيليري، مرورًا بالعهد الروماني والبيزنطي، وصولًا إلى العهد البندقي والعثماني؛ مما جعلها نقطة محورية في تاريخ ألبانيا ومنطقة البلقان، وأحد أبرز موانئ البحر الأدرياتيكي.

تُعد مدينة دورس نموذجًا حيًّا للتوازن بين التاريخ العريق والحداثة المبدعة (الجزيرة)

دورس، تلك المدينة العريقة التي لا تزال تكشف أسرارها التاريخية مع كل تنقيب جديد، تتمتع بموقع استراتيجي على طريق "أجناتيا" القديم الذي كان يربط بين روما والقسطنطينية عبر البلقان. هذا الموقع المميز جعلها هدفًا للإمبراطوريات الكبرى التي تنافست للسيطرة على المنطقة؛ مما أكسبها أهمية تاريخية وحضارية استثنائية، وجعلها شاهدًا حيًّا على تلاقي الحضارات وتلاقح الثقافات عبر العصور، الأمر الذي انعكس على هويتها الثقافية الفريدة.

اليوم، تحتضن دورس العديد من المعالم التاريخية التي تعكس تنوع الإرث الحضاري الذي مرت به المدينة عبر العصور المختلفة. من المسارح الرومانية التي تروي قصصًا عن ازدهار المدينة في العهد القديم، إلى الأسوار البيزنطية التي تشهد على تاريخها القوي، وصولًا إلى الآثار العثمانية التي تعكس التأثير العميق للثقافة الإسلامية؛ وهو ما يجعل المدينة وجهة مثالية لعشاق التاريخ والثقافة.

تحتضن دورس ثقافات متنوعة وتنوعًا دينيًّا إنسانيًّا مما يجعلها مركزًا ينبض بالحياة والإبداع (الجزيرة)

إلى جانب تاريخها العريق، تتمتع دورس بجمال طبيعي لا يقل أهمية. شواطئها الممتدة على نحو 64 كيلومترًا على البحر الأدرياتيكي، مثل شاطئ جوليم وخليج لالزلي، تتألق برمالها الذهبية ومياهها الفيروزية؛ مما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن الراحة والهدوء وسط جمال الطبيعة الخلاب.

إعلان

تقع مدينة دورس غرب العاصمة الألبانية تيرانا على بُعد نحو 33 كيلومترًا، وهي ثاني أكبر مدن البلاد من حيث الكثافة السكانية، إذ يقطنها حوالي 113 ألف نسمة وتمتد على مساحة 341.9 كيلومترًا مربعًا. تحتضن المدينة ما يقارب 20 معلمًا تراثيًّا و12 موقعًا ذا أهمية خاصة؛ وهو ما يعكس ثراءها التاريخي والثقافي. بفضل طقسها المعتدل، تتيح دورس لزوارها فرصة استكشاف هذه المعالم على مدار العام، في تجربة فريدة تمزج بين عبق الماضي وسحر الطبيعة، لتكون إحدى أبرز الوجهات السياحية في ألبانيا.

شهدت دورس تطورات سريعة في بنيتها التحتية مما ساهم في تعزيز كونها مركزًا حضاريًّا واقتصاديًّا في ألبانيا (الجزيرة)

تتمتع المدينة التاريخية دورس أيضًا بأهمية سياسية واقتصادية كبيرة، حيث أدّت دورًا محوريًّا في العديد من الأحداث المهمة. بعد إعلان استقلال ألبانيا في عام 1912، أصبحت دورس عاصمة مؤقتة لإمارة ألبانيا، قبل أن يتم نقل العاصمة إلى تيرانا في وقت لاحق.

في الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى، تأثرت المدينة بشكل كبير بالنفوذ الإيطالي بعد توقيع معاهدة لندن عام 1915، مما مهّد الطريق للاحتلال الإيطالي لها عام 1939. وقد أكد هذا الاحتلال مكانة دورس الإستراتيجية بوصفها من أهم الموانئ الرئيسية في البحر الأدرياتيكي؛ مما جعلها نقطة محورية في السياسات الإيطالية بالمنطقة.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، احتلّ النازيون مدينة دورس، وهو ما أظهر مجددًا أهميتها العسكرية والتجارية في تلك الفترة. كانت دورس في تلك السنوات مركزًا حيويًّا للأنشطة العسكرية والتجارية؛ مما جعلها نقطة محورية في الأحداث العالمية التي شكلت مصير المنطقة، وأكدت دورها البارز في الصراعات الدولية آنذاك.

تجذب دورس الزوار من مختلف أنحاء العالم لتاريخها العريق وجمال شواطئها الخلابة ومرافقها الحديثة (الجزيرة)

بين عامي 1946 و1991، شهدت مدينة دورس مرحلة من التحول الاقتصادي الكبير في ظل النظام الشيوعي. فقد أولت الحكومة الشيوعية اهتمامًا بالغًا لتطوير قطاعات التصنيع والبناء، وهو ما أسهم في تحسين البنية التحتية بشكل كبير. وقد كان لهذا التوسع تأثير كبير في المدينة، حيث ازداد عدد السكان بشكل ملحوظ، وتطورت مرافقها العامة والخدمية؛ مما جعلها تتحول إلى مركز اقتصادي حضري نابض بالحياة.

إعلان

أصبحت دورس في تلك الفترة مركزًا اقتصاديًّا وصناعيًّا حيويًّا في ألبانيا، وساهمت بشكل رئيسي في تعزيز الاقتصاد الوطني. كما كانت المدينة بمثابة رمز للحداثة والنمو الذي شهدته البلاد خلال تلك الفترة، إذ صارت إحدى أبرز المدن الصناعية في البلاد، ووجهة مهمة للعمال والمستثمرين على حد سواء.

تسحر دورس عروس الأدرياتيكي زوارها بتنوع معالمها الأثرية والثقافية وجمالها الخلاب (الجزيرة)

اليوم، تشهد مدينة دورس تطورات سريعة ومستمرة في بنيتها التحتية والاقتصادية؛ مما جعلها تتبوأ مكانة متميزة بوصفها عاصمة اقتصادية لألبانيا وإحدى أبرز وجهات السياحة فيها. ففي السنوات الأخيرة، شهدت المدينة تحديثًا ملحوظًا في مجالات النقل والمرافق العامة والخدمات السياحية؛ مما ساهم في تعزيز كونها مركزًا حضاريًّا واقتصاديًّا على مستوى البلاد.

اليوم، تجذب دورس الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بسبب تاريخها العريق والمعالم الأثرية الساحرة التي تضمها، ولكن أيضًا بفضل جمال شواطئها الخلابة ومرافقها الحديثة التي تقدم تجربة سياحية لا تُنسى.

دورس.. المدينة التي تنبض بحكايات الحضارات

كل زاوية في مدينة دورس تحمل بين طياتها قصة تاريخية فريدة، تنسجها معالمها الرومانية، والبيزنطية، والعثمانية، إضافة إلى مساجدها وكنائسها التي تعكس تنوعًا دينيًّا وثقافيًّا جعل منها وجهة سياحية لا تُنسى.

تتناثر هنا وهناك آثار الحضارات التي مرّت على المدينة، وفي كل خطوة نخطوها، يبدو الزمن كأنه ينساب بيننا، ليأخذنا في رحلة عبر القرون إلى قلب مدينة دورس التاريخية، حيث تلتقي الثقافات وتتداخل القصص.

تعد دورس إحدى أقدم مدن ألبانيا وتتميز بكثرة معالمها التاريخية والثقافية (الجزيرة)

نبدأ مغامرتنا في شوارع البلدة القديمة، تحديدًا في بوليفارد "إيبيدامن"، الذي يعد مدخلًا رئيسيًّا للكثير من المواقع التاريخية المهمة؛ مما يجعله نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف المدينة.

إعلان

ومن هنا، ننتقل إلى المدرج الروماني في دورس، وهو الأكبر من نوعه في منطقة البلقان، ليظل شاهدًا حيًّا على ماضي دورس العريق. داخل مساراته التحتية، نكتشف كنيسة المدرج الروماني، التي تجسد تحول هذا المعلم من مركز ترفيهي إلى مركز ديني في العصور المبكرة، ليصبح رمزًا حيويًّا للهوية الثقافية والدينية في المدينة.

بعد ذلك، نتجه إلى قلعة دورس، إحدى أقدم وأهم المعالم التاريخية في ألبانيا، لتقدم لنا لمحة عن تطور الأنظمة الدفاعية عبر العصور. وعلى مقربة منها، جنوب المدينة قرب الميناء، نلتقي "البرج الفينيسي"، الذي يبرز دليلًا على القوة الدفاعية للمدينة على مر العصور. في تلك الفترة، كانت ألبانيا الفينيسية تمثل نقطة التقاء فريدة بين الشرق والغرب، حيث شكلت الأراضي الساحلية على البحر الأدرياتيكي مسارًا لتبادل الثقافات والتجارة بين الإمبراطورية الفينيسية والعالم الإسلامي.

تمثل دورس وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن تجربة سياحية تجمع بين الاستكشاف والراحة (الجزيرة)

ثم ننتقل إلى المنتدى البيزنطي، الذي يعكس تطور المدينة خلال العصر البيزنطي، ونجد بالقرب منه الحمامات الرومانية، التي تشهد على ثقافة الاستجمام والعناية بالجسم في العهد الروماني. وفي قلب المدينة القديمة، نصل إلى الحمام العثماني، الذي يعكس تأثير الثقافة الإسلامية في مجالات النظافة والهندسة المعمارية.

واستمرارًا لاكتشاف المعالم المعمارية المائية، نصل إلى بئر "توب هانا"، التي تعكس تداخل الحضارات وتطور المدينة عبر العصور. وفي جانب آخر من المدينة، يُخلد النصب التذكاري ذكرى البطل الوطني "موجو أولشيناكو"، الذي قاد المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي في 7 أبريل/نيسان 1939. كما تجسد مقبرة الشهداء تضحيات الأبطال الذين ضحوا في الحرب العالمية الثانية ومعسكرات النازية، وتعد أول وأهمّ معلم تذكاري من نوعه في ألبانيا.

إعلان

على شاطئ البحر الأدرياتيكي، يقف متحف دورس الأثري، أكبر متحف أثري في ألبانيا وأحد أبرز معالمها الثقافية. وتحت مياه البحر، تشير الأدلة إلى وجود مدينة غارقة تُعرف بـ"دورس القديمة". كما يُعد المتحف الإثنوغرافي في المدينة وجهة ثقافية بارزة تمزج بين جمال العمارة التقليدية والتراث الثقافي الغني. ولا ننسى منزل عائلة مانوشي وبالي، الذي بُني عام 1884، ليعكس أسلوب البناء في أواخر القرن التاسع عشر.

تتمتع دورس بموقع استراتيجي على طريق "أجناتيا" القديم الذي كان يربط روما بالقسطنطينية عبر البلقان (الجزيرة)

وعلى تلة مرتفعة، حيث يلتقي البحر الأدرياتيكي بأفق السماء الزرقاء، يقف قصر الملك زوغ الأول شامخًا، شاهدًا على تاريخ طويل من التحولات. وفي مركز المدينة، نجد بناية بلدية مدينة دورس التي تجسد الفنون المعمارية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، إلى جانب مبنى بنك الدولة الألباني، الذي شُيد عام 1928 وهو أول معلم معماري من طراز الباروكي في ألبانيا.

من أقدم معالم المدينة الإسلامية جامع الفاتح الأثري، ثالث أقدم مسجد في ألبانيا بعد الفتح العثماني، ويُعد جامع دورس الكبير من أجمل مساجد ألبانيا في القرن العشرين. كاتدرائية "القديسة لوسيا"، التي بُنيت عام 1868 بدعم من الإمبراطورية النمساوية المجرية، تجسد تمازج الإيمان بالنضال الوطني، في حين تمثل كنيسة "الرسول بولس والقديس آستي" جزءًا من نهضة التراث المسيحي بعد انهيار النظام الشيوعي. ومن بين التحف المعمارية البيزنطية، نجد بازيليكا "القديس ميخائيل" في تلال "أراباي"، وهي أكبر بازيليكا مكتشفة في ألبانيا.

مسارك السياحي لاكتشاف كنوز دورس الأثرية والثقافية

دعونا نصحبكم الآن في مسار سياحي مع "الجزيرة نت"، حيث نغوص معًا في رحلة مدهشة عبر الزمن لاكتشاف كنوز دورس التاريخية والأثرية.

في هذه الرحلة، سنتنقل بين الآثار الرومانية، البيزنطية، العثمانية، والفينيسية، وصولًا إلى الفترة المعاصرة، لنتابع تلاقي حضارات العصور المختلفة في لوحة ساحرة، تروي ماضي دورس العريق.

بوليفارد "إيبيدامن" شريان نابض يربط بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر (الجزيرة) بوليفارد "إيبيدامن".. نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المدينة إعلان

في قلب مدينة دورس، يتألق بوليفارد "إيبيدامن" وهو معلم تاريخي ومعماري يعكس مزاحمة الحداثة للتراث. يشكل هذا الشارع مدخلًا رئيسيًّا إلى العديد من المواقع التاريخية المهمة؛ مما يجعله نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المدينة.

خلال الاحتفالات الوطنية، يتحول بوليفارد "إيبيدامن" إلى ممشى يعج بالزوار، حيث تضفي الأجواء الاحتفالية بهجة خاصة على المكان، ليصبح رمزًا للتواصل بين سكان المدينة وضيوفها عبر التاريخ والثقافة. فُتح هذا الشارع بعد زلزال 1926 الذي خلف أضرارًا جسيمة في المدينة، فكان بمثابة بداية لإعادة إعمارها وفق أسس معمارية حديثة مستوحاة من المعايير الأوروبية، مع الحفاظ على هويتها الثقافية التي لا تزال شاهدة على عراقتها.

على جانبي الشارع، شُيدت مبانٍ مميزة يتراوح ارتفاعها بين طابقين وثلاثة طوابق، مزيّنة بزخارف فنية راقية تعكس روح ثلاثينيات القرن الماضي. بينما كانت الطوابق العليا مخصصة للسكن، استحوذت الطوابق السفلية على المحال التجارية التي شكلت قلب النشاط الاقتصادي في المنطقة؛ مما أكسبه لقب "الشارع التجاري" بامتياز.

يشكل شارع "إيبيدامن" مدخلًا رئيسيًّا للعديد من المواقع التاريخية؛ مما يجعله نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف دورس (الجزيرة)

يمثل الشارع اليوم نقطة تلاقٍ بين التاريخ والحياة اليومية، إذ يزخر بالمقاهي والمطاعم التي تعكس التنوع الثقافي الغني لدورس، إلى جانب المحال التجارية التي تحتفظ بأصالة نشاطها منذ عقود. يتمتع الشارع بجاذبية خاصة للسكان المحليين والزوار الذين يقصدونه للاستمتاع بأجوائه الحيوية وعبقه التاريخي.

على الرغم من صمود المباني التاريخية في بوليفارد "إيبيدامن"، فقد واجه الشارع تحديات عديدة تتعلق بتجديدها والحفاظ على رونقها. تبذل السلطات المحلية جهودًا متواصلة للحفاظ على هذا التراث العمراني، من خلال مشاريع ترميم دورية تهدف إلى تعزيز جمال الشارع مع الحفاظ على أصالته.

بوليفارد "إيبيدامن" ليس مجرد معبر حضري؛ بل هو شهادة على قدرة دورس على دمج التاريخ بالتحديث. يمثل الشارع نموذجًا لتخطيط عمراني مستوحى من المعايير الأوروبية، دون أن يتنازل عن طابعه الثقافي. إنه المكان الذي يمكن فيه للزائر أن يعيش رحلة عبر الزمن، مستشعرًا التناغم بين العمارة الكلاسيكية والحياة العصرية.

يكشف المدرج الروماني في دورس عن مهارة الرومان في بناء المنشآت المعمارية الكبرى (الجزيرة) مدرج دورس.. شاهد على عراقة المدينة في العصر الروماني إعلان

تُعد دورس موطنًا للعديد من المعالم الأثرية التي تنطق بتاريخ طويل وحافل بالأحداث والتغييرات. ومن أبرز هذه المعالم التي تروي قصصًا غنية عن العصور الرومانية، المدرج الروماني الذي يتألق ممثلًا أحد الشواهد العريقة التي حملت بين جدرانها أصداء الأمجاد القديمة.

يُعتبر المدرج الروماني في دورس، أحد أبرز المعالم التاريخية والثقافية في ألبانيا وأكبر المعالم الرومانية في منطقة البلقان؛ مما يجعله وجهة سياحية بارزة. يعكس هذا المعلم الفريد عراقة المدينة وأهميتها في العصور الرومانية، ويعد أحد الشواهد الحية على التاريخ الممتد للمدينة التي كانت مركزًا مهمًّا في الإمبراطورية الرومانية. فإذا كنت تبحث عن رحلة في عمق التاريخ، فلا بد أن يكون المدرج الروماني في مقدمة وجهاتك السياحية.

شُيد المدرج في موقع استراتيجي يتيح رؤيته من البحر، وكان يشكل بوابة المدينة الرئيسية إلى العالم الروماني القديم في المدينة، وذلك في بداية القرن الثاني الميلادي، خلال فترة حكم الإمبراطور هادريان، واستمر استخدامه حتى القرن الرابع الميلادي.

في قلب المدرج الروماني في دورس كان يُحتفل بالمهرجانات الشعبية، وتنظم العروض الرومانية المهيبة (الجزيرة)

في قلب هذا المعلم، كان يُحتفل بالمهرجانات الشعبية، وتنظم العروض الرومانية المهيبة، وتُقام الاحتفالات العسكرية المبهرة. لك أن تتخيل مشهد هذا المدرج الذي كان يستوعب ما يصل إلى 20 ألف شخص في ذروة نشاطه، ليصبح شاهدًا حيًّا على الهندسة المعمارية الرومانية المتقدمة؛ مما يعكس تفوق الإمبراطورية الرومانية في هذا المجال.

ولكن المدرج لم يكن مجرد مسرح للعروض والمعارك. فقد كان أيضًا مكانًا لتعبير المواطنين عن آرائهم في القضايا السياسية والاجتماعية المهمة؛ مما جعله مركزًا حيويًّا للنقاشات الشعبية. هذه الأبعاد الثقافية جعلت المدرج الروماني في دورس ليس مجرد موقع سياحي، بل نقطة محورية لفهم كيف كانت الحياة الاجتماعية والسياسية في تلك العصور.

مع بداية القرن الرابع الميلادي، بدأت الديانة المسيحية تنتشر في الإمبراطورية الرومانية، وبذلك بدأت التأثيرات المسيحية تظهر على المعالم القديمة، بما في ذلك المدرج الروماني. ومع تقدم هذه الديانة، اعتُبرت الطقوس العنيفة التي كانت تُقام داخل المدرج غير ملائمة للمعتقدات الجديدة. وفي تلك الفترة، أصيب المدرج بعدة زلازل مدمرة، خاصة في القرنين السادس والعاشر؛ مما أدى إلى تدمير جزء كبير من هيكله.

أصيب المدرج الروماني في دورس بعدة زلازل مدمرة؛ مما أدى إلى تدمير جزء كبير من هيكله (الجزيرة)

لكن التاريخ لا يتوقف هنا، فمع مرور الزمن، تحول المدرج إلى مكان مقدس آخر. ففي العصر المسيحي، تم بناء كنيسة داخل المدرج، مزخرفة بالفريسكو، وبعد ذلك أُضيفت الفسيفساء في القرن السادس؛ مما منح المكان بعدًا دينيًّا جديدًا، ليصبح مزيجًا من التاريخ الروماني والدين المسيحي.

إعلان

لم يكن المدرج الروماني في دورس معروفًا لدى العالم قبل عام 1966، الذي بدأ فيه عالم الآثار فانجيل توتشي أولى الحفريات في الموقع. ومع مرور السنوات، ومع جهود التنقيب التي استمرت حتى الثمانينيات تحت إشراف ليدا ميراي، تم الكشف عن العديد من التفاصيل المدهشة التي كانت مخفية عدة قرون. ومع كل اكتشاف جديد، أصبح المدرج أكثر جذبًا للسياح، حيث قدمت الحفريات لمحة عن عظمة هذا المعلم ورونقه الذي فقده بمرور الزمن.

اليوم، يعد المدرج الروماني في دورس من أبرز المعالم السياحية في ألبانيا، حيث يُستخدم متحفًا مفتوحًا يعرض تاريخ المدينة وتطورها. وعند زيارتك لهذا المكان، ستشعر وكأنك تسافر عبر الزمن، مع كل زاوية وكل حجر يروي قصة مختلفة عن حياة الماضي.

لا يزال المدرج الروماني في دورس يواجه تحديات كبيرة نتيجة البناء الحديث المحيط به، ولكن مع تسجيله في قائمة المواقع الثقافية المهددة من قبل منظمة أوروبا نوسترا في عام 2013، أصبحت هناك جهود أكبر للحفاظ على هذا المعلم التاريخي المهم.

كنيسة المدرج الروماني في دورس تم تزيينها بلوحات فسيفسائية جدارية مذهلة (الجزيرة) كنيسة المدرج.. رمز للتاريخ الديني والفني

تُعد كنيسة المدرج الروماني من أروع المعالم الدينية التي تعكس تطور الفن المسيحي في ألبانيا خلال العصور المبكرة. بعد توقف الألعاب والمهرجانات في المدرج في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، تم تحويل هذا المعلم الروماني إلى مكان للعبادة المسيحية، حيث أُقيمت فيه الطقوس الدينية والجنازية للمجتمعات المسيحية المحلية.

الكنيسة، التي بنيت داخل المدرج، تم تزيينها في البداية بلوحات جدارية مذهلة، وظلت مكانًا للعبادة فترة طويلة؛ مما يشير إلى التعديلات التي أُدخلت عليها خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين. وقد تميزت هذه الفترة بزخرفة الواجهتين الجنوبية والغربية بلوحات فسيفسائية جدارية فريدة، تُعد من أروع الأعمال الفنية المسيحية المبكرة في ألبانيا.

تُظهر فسيفساء كنيسة المدرج الروماني تداخل الفن والدين والتاريخ في هوية دورس عبر العصور (الجزيرة)

تُصور هذه الفسيفساء مشاهد مذهلة للقديس إسطفانوس، الذي يعتبر شهيد مدينة دورس، كما تظهر القديسة مريم وهي تُجسد كإمبراطورة بيزنطية محاطة بملاكَين، أحدهما يحمل كتابًا فوق رأسه، بينما يظهر عند قدمي القديسة مريم مرافقان صغيران. أما الجدار الغربي للكنيسة، فيحتفظ ببقايا تصوير للقديستين إيريني وصوفيا مع أسمائهما؛ مما يضيف بُعدًا دينيًّا وثقافيًّا إضافيًّا إلى هذه الفسيفساء.

إعلان

علاوة على ذلك، كان الرواق الشرقي يُستخدم مأوًى للمجتمعات المسيحية، وقد تم تزيينه أيضًا بلوحات جدارية تضم صورة للقديس جبرائيل؛ مما يعكس تأثير الفن البيزنطي على الزخرفة المسيحية المبكرة في ألبانيا.

كنيسة المدرج الروماني في دورس تعكس التأثير البيزنطي في الفن المسيحي المبكر في ألبانيا، حيث كانت الفسيفساء من أهم عناصر الزخرفة لتمثيل الأيقونات الدينية والشخصيات المقدسة. كما تعد مثالًا بارزًا على تداخل الفن والدين والتاريخ في تشكيل هوية المدينة عبر العصور.

شُيدت أسوار قلعة دورس الحالية في نهاية القرن الخامس الميلادي بأمر من الإمبراطور البيزنطي أنسطاسيوس الأول (الجزيرة) قلعة دورس.. شاهد على حقب تاريخية عديدة

نواصل رحلتنا الاستكشافية، ونشاهد خلف المدرج الروماني مباشرةً أسوار قلعة دورس، التي تُعدّ من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس تطور الأنظمة الدفاعية عبر العصور. منذ تأسيسها، كانت المدينة محمية بأسوار ضخمة بُنيت باستخدام كتل حجرية ضخمة تُعرف بالبناء السيكلوبي. تطورت هذه الأسوار مع الزمن، بدءًا من الحقبة الإيليرية مرورًا بالرومانية وصولًا إلى العصور البيزنطية وانتهاءً بالفترة العثمانية.

شُيدت الأسوار الحالية في نهاية القرن الخامس الميلادي، بأمر من الإمبراطور البيزنطي أنسطاسيوس الأول (491-518م)، الذي ينحدر من دورس. جاء بناء هذه الأسوار بعد الزلزال المدمر الذي وقع عام 345م. استُخدم في البناء حوالي 15 مليون طوبة؛ مما جعل هذه الأسوار من أقوى التحصينات على الساحل الأدرياتيكي. امتدت الأسوار على طول 3.5 كيلومترات، بارتفاع 18 مترًا وعرض 3.5 أمتار، ودُعمت بأبراج خماسية الشكل تفصل بينها مسافة 60 أو65 مترًا.

تعكس أسوار قلعة دورس تطور الأنظمة الدفاعية للحضارات المتعاقبة عبر العصور (الجزيرة)

خلال عهد الإمبراطور جستنيان الأول (527-565م)، أُدخلت تحسينات إضافية لتعزيز الدفاعات. وفي العصور الوسطى، أجرى كارل أنجو وكارل توبيا تعديلات لتعزيز النظام الدفاعي. خلال فترة السيطرة الفينيسية (1392-1501م)، أُضيفت أبراج دائرية لزيادة قوة الدفاع.

في عام 1501م، ومع بداية الحكم العثماني، تقلصت مساحة المدينة المحمية إلى منطقة أصغر تُعرف بحي القلعة، حيث بُني سور جديد طوله 800 متر فقط. شمل هذا السور برج الساعة، وزُوّد ببوابتين رئيسيتين: البوابة الكبرى وبوابة البحر؛ مما أكسب المنطقة طابعًا دفاعيًّا جديدًا.

إعلان

تمثل القلعة رمزًا لتاريخ عريق غني بالتحديات والتحولات، ومرآة لحقب متعددة من الإمبراطوريات والحضارات، كما تعكس أهمية المدينة بوصفها ميناءً استراتيجيًّا. واليوم، تُعد القلعة مقصدًا سياحيًّا شهيرًا وتوفر إطلالات بانورامية رائعة على المدينة والبحر.

أدى "البرج الفينيسي" في دورس دورًا محوريًّا بوصفه نقطة مراقبة استراتيجية لحماية المدينة (الجزيرة) البرج الفينيسي.. معلم تاريخي يصبح أول مركز ألباني لتفسير التراث

نسير بجوار أسوار قلعة دورس، وهي منطقة رائعة غنية بالأشجار والحدائق، لنصل في نهايتها قرب ميناء المدينة إلى أحد أبرز المعالم المعمارية العسكرية التاريخية في مدينة دورس، وهو "البرج الفينيسي" الذي يعد أحد الركائز الأساسية في قلعة دورس الشهيرة. كان البرج يُعتبر من أقوى الهياكل الدفاعية على الساحل الغربي للبحر الأدرياتيكي، حيث أدى دورًا محوريًّا بوصفه نقطة مراقبة استراتيجية لرصد الهجمات البحرية وحماية المدينة.

بُني البرج الذي صُنِّف معلمًا ثقافيًّا من الفئة الأولى، في القرن الخامس عشر على أنقاض برج بيزنطي قديم؛ مما يضفي عليه بعدًا تاريخيًّا عميقًا. يشهد على هذا التحول المعماري بقاء كتل من الجدار البيزنطي السابق، وبعض القطع المعمارية والنقوش التي تعود إلى تلك الحقبة. يبلغ قطر البرج 16 مترًا وارتفاعه 9 أمتار، وقد صُمم ليكون برجًا دفاعيًّا كاملًا، مزودًا بالأسلحة المدفعية لمواجهة أي تهديدات بحرية.

بُني "البرج الفينيسي" في دورس في القرن الخامس عشر على أنقاض برج بيزنطي قديم (الجزيرة)

إلى جانب معماريته العسكرية المدهشة، يحتوي البرج على بوابة مقوسة مبنية بالطوب، ويضم خمس فتحات صغيرة للرماية تطل على البحر، إضافة إلى ثلاث غرف داخلية تُستخدم في أغراض متعددة. الجزء العلوي من البرج محاط بأسوار مسنّنة تتيح للمراقبين الإشراف الكامل على المناطق المحيطة. ويُصعَد إلى الطابق العلوي عن طريق سلالم ضيقة وشديدة الانحدار.

إعلان

في تحول مهم في دور "البرج الفينيسي"، شهد هذا المعلم الأثري نقلة نوعية تهدف إلى توظيف واستثمار المعالم الأثرية في تعريف الزوار بالتراث الثقافي للمنطقة باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية في تفسيره. فقد تم تحويل البرج إلى أول مركز ألباني لتفسير التراث، وذلك بعد أعمال ترميم شاملة جرت بين عامي 2022 و2023.

يوفر المركز للزوار تجربة تفاعلية وغامرة، حيث يمكنهم الاستمتاع باستخدام تقنيات حديثة مثل نظارات الواقع الافتراضي (VR) والمناظير الرقمية. إضافة إلى ذلك، يتم عرض الأحداث التاريخية المهمة عبر عروض متعددة الوسائط، بما في ذلك "projections" سقفية تُظهر اللحظات التاريخية الكبرى التي شكلت هوية المنطقة.

تأتي هذه المبادرة ضمن مشروع ترميم أوسع يهدف إلى دعم الحفاظ على المعالم الثقافية في ألبانيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة عام 2019. تم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال مبادرة **EU4Culture**، التي تتجاوز الترميم المعماري لتشمل تطوير محتوى رقمي يعرض التراث الثقافي بطريقة مبتكرة. يساهم هذا في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

تحوّل "البرج الفينيسي" في دورس إلى أول مركز ألباني لتفسير التراث (الجزيرة) ألبانيا الفينيسية.. نقطة التقاء ثقافي وتجاري بين الشرق والغرب

هنا، وفي هذا المكان الجميل أسفل البرج المواجه للميناء في جهته الجنوبية وللممشى البحري في جهته الغربية؛ نتوقف لنتذكر أن البندقية بدأت في توطيد نفوذها في ألبانيا منذ بداية القرن الخامس عشر، حيث أقامت علاقات تجارية مع المدن الساحلية الألبانية، وأبرزها مدينة دورس، التي تحولت إلى أحد أهم معاقلها في المنطقة. هذا الوجود الفينيسي ترك بصمات واضحة على المدينة، حيث تعكس معالمها التاريخية الثقافة الفينيسية التي أثرت في تطورها وأسلوب حياتها.

وبحلول السبعينيات من نفس القرن، سيطرت البندقية على العديد من المدن الساحلية. ومع ذلك، بدأ نفوذها في التراجع تدريجيًّا مع تقدم الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن السادس عشر.

إعلان

"ألبانيا الفينيسية"، تلك الأراضي الساحلية الممتدة على الشواطئ الشرقية للبحر الأدرياتيكي، كانت تشكل بوابة عبور ونقطة التقاء ثقافي وتجاري بين الشرق والغرب. شهدت المنطقة تبادلًا حضاريًّا غنيًّا، حيث ترك الفينيسيون إرثًا معماريًّا مميزًا، مثل "البرج الفينيسي" الذي كان شاهدًا على استراتيجيات الدفاع المتطورة التي اعتمدها الفينيسيون لحماية هذه الأراضي الحيوية.

واليوم، ومن خلال زيارة البرج الفينيسي والمعالم الأخرى في المنطقة، يمكن للزوار الغوص في تاريخ "ألبانيا الفينيسية" واكتشاف كيف ساهمت البندقية في تشكيل هوية البحر الأدرياتيكي المتنوعة، وأضافت للمنطقة تراثًا ثقافيًّا ومعماريًّا لا يزال محفوظًا حتى اليوم.

المنتدى البيزنطي في دورس يعكس تطور المدينة خلال الفترة البيزنطية (الجزيرة) المنتدى البيزنطي.. معلم أثري يُجسّد دورًا ثقافيًّا وتجاريًّا للمدينة التاريخية

المنتدى البيزنطي في مدينة دورس هو أحد المعالم التاريخية البارزة في ألبانيا، ويعكس تطور المدينة خلال الفترة البيزنطية. يقع المنتدى في وسط المدينة القديمة، بالقرب من معالم أخرى مثل المدرج الروماني وقلعة دورس؛ مما يجعله مركزًا ثقافيًّا وتاريخيًّا مهمًّا. تم إعلان المنتدى البيزنطي في دورس معلمًا ثقافيًّا عام 1964 من قبل وزارة الثقافة الألبانية.

تم بناء المنتدى في نهاية القرن السادس الميلادي، خلال حكم الإمبراطور البيزنطي أنستاسيوس (481-518). كان يمثل ساحة مفتوحة مشابهة للأسواق التقليدية في العهد الروماني، تُعرض فيها السلع وتنظم الأنشطة العامة. كان المنتدى جزءًا من الطريق التجاري التاريخي أجناتيا، الذي ربط روما بالقسطنطينية عبر دورس؛ مما جعله نقطة وصل حيوية بين الشرق والغرب.

المنتدى عبارة عن ساحة دائرية تبلغ مساحتها 40 مترًا، محاطة بأعمدة كورنثية، وهي أعمدة مزخرفة برأس معقد يحتوي على زخارف نباتية، وتعتبر الأكثر فخامة في العمارة الإغريقية والرومانية، وتُستخدم في المباني الكبرى مثل المعابد. في وسط الساحة يوجد منبر وبئر؛ مما يبرز دور المنتدى وكونه مركزًا اجتماعيًّا وتجاريًّا. في الستينيات، كشفت الحفريات عن بقايا الحمامات الرومانية بما في ذلك نظام التدفئة تحت الأرض (هيبوكاوست)، وهو نظام كان يستخدم تمرير الهواء الساخن تحت الأرضيات والجدران لتدفئة الغرف، وكان شائعًا في الحمامات والمباني الرومانية، إلى جانب بعض القطع الأثرية التي تعود إلى تلك الفترة.

المنتدى البيزنطي في دورس عبارة عن ساحة دائرية تبلغ مساحتها 40 مترًا، محاطة بأعمدة كورنثية (الجزيرة)

يُعد المنتدى البيزنطي من أهمّ المعالم المحفوظة في ألبانيا، ويشهد على تاريخ دورس الطويل والمتنوع من العصور الرومانية حتى البيزنطية. كان المنتدى مركزًا تجاريًّا وثقافيًّا، إضافة إلى دوره في الأنشطة الدينية. تصميمه المعماري يعكس تطور فنون البناء في البحر الأدرياتيكي خلال العصر البيزنطي.

إعلان

اليوم، يُعد المنتدى البيزنطي أحد أبرز المواقع السياحية في دورس. الزوار يمكنهم استكشاف الموقع والتمتع بالأعمدة المهيبة والأرضيات المزخرفة، إضافة إلى التعرف على تاريخ دورس الغني. يُعتبر المنتدى وجهة أساسية للمهتمين بتاريخ المدينة والمعمار البيزنطي.

المنتدى البيزنطي في دورس هو معلم تاريخي يجسد الدور الحيوي لهذه المدينة بوصفها مركزًا تجاريًّا وثقافيًّا في البحر الأدرياتيكي. مع معماريته المميزة وحفاظه على ملامحه التاريخية، يبقى المنتدى وجهة سياحية رئيسية تتيح للزوار فرصة اكتشاف عمق تاريخ المدينة من خلال آثارها القديمة.

الحمامات الرومانية في دورس أُدرجت ضمن قائمة التراث الثقافي المحمي في ألبانيا منذ عام 1973 لأهميتها التاريخية (الجزيرة) الحمامات الرومانية.. إرث معماري يعكس براعة التصميم ورفاهية العناية بالجسم

تقع الحمامات الرومانية في قلب الحي القديم بمدينة دورس، تحديدًا أسفل مركز "ألكسندر موسيو" الثقافي، وهي من أبرز المعالم الأثرية التي تكشف تفاصيل الحياة اليومية في الحقبة الرومانية القديمة. تحمل هذه الحمامات في طياتها إرثًا معماريًّا مذهلًا يعكس براعة التصميم ورفاهية العناية بالجسم التي كانت سائدة في ذلك العصر؛ مما يجعلها مقصدًا مهمًّا يجذب المهتمين بالتاريخ والثقافة، ومحطة لا غنى عنها في استكشاف تراث المدينة العريق.

تم اكتشاف الحمامات بشكل شبه كامل عام 1960، وهي تُظهر تصميمًا معماريًّا متقدمًا يعكس الثقافة الرومانية في استخدام الفضاءات العامة للاسترخاء والنظافة. وكانت تُعتبر مركزًا اجتماعيًّا وثقافيًّا في العصر الروماني، حيث كان السكان يتجمعون للاستجمام والتفاعل الاجتماعي.

عند دخول الزوار، تبدأ رحلتهم بغرفة تغيير الملابس، وهي مساحة توفر الخصوصية والراحة لتهيئتهم قبل الانتقال إلى المراحل التالية.

تعد الحمامات الرومانية في دورس شهادة حية على البراعة الهندسية في العصر الروماني (الجزيرة)

في قلب الحمامات، تقع غرفة التعرق، التي تعتمد على نظام تدفئة مبتكر يُعرف باسم "Hypocaust"، وهو اختراع روماني يمرر البخار الساخن عبر أرضية من الطوب لتدفئة الغرفة بشكل فعال. هذه التقنية الفريدة تضفي أجواء مريحة تساعد على الاسترخاء وتجديد النشاط.

إعلان

إلى الجنوب من مجمع الحمامات، توجد غرفة المياه الباردة التي توفر تجربة منعشة بعد التعرق؛ مما يعيد للجسم حيويته ويمنحه إحساسًا بالنشاط. في نهاية الرحلة، يصل الزوار إلى مسبح واسع بأرضية مصممة من الرخام الأبيض والأسود على هيئة رقعة الشطرنج، يضفي طابعًا فنيًّا وجماليًّا فريدًا يعكس ذوقًا رفيعًا وإبداعًا معماريًّا خلابًا.

تجمع هذه الحمامات بين الوظيفة والجمال، لتبقى شاهدًا على عبقرية الهندسة الرومانية وإرثها الباقي حتى يومنا هذا.

إلى الجنوب الغربي من الحمامات الرومانية، تمتد شبكة معقدة من قنوات تصريف المياه التي كانت تتصل بالطريق الرئيسي للمدينة في العصر الروماني، وهو الطريق المعروف اليوم بشارع "ألكسندر غوغا". كان هذا الطريق شريانًا حيويًّا للحركة والتنقل في تلك الحقبة؛ مما يعكس مدى تطور البنية التحتية حينذاك.

شهد الموقع عملية ترميم شاملة عام 2015 بإشراف وزارة الثقافة الألبانية، وأُعيد افتتاحه لاستقبال الزوار، وهو ما أضاف قيمة تراثية وسياحية إلى مدينة دورس. جدير بالذكر أن الموقع أُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي المحمي في ألبانيا منذ عام 1973 لأهميته التاريخية.

تعد الحمامات الأثرية شهادة حية على البراعة الهندسية والثقافة الاجتماعية في العصر الروماني، وهي الآن مقصد جذاب للسياح والمختصين في علم الآثار الذين يأتون لاستكشاف هذا الإرث الفريد والوقوف على جمالياته.

الحمام العثماني بدورس يحتوي على تصميم معماري فريد يعكس براعة العثمانيين في الهندسة (الجزيرة) الحمام العثماني.. معلم أثري يعكس التنوع الثقافي والسياحي

يعد الحمام العثماني في دورس مَعلمًا ثقافيًّا بارزًا يعكس التراث العثماني في ألبانيا وتأثيراته العميقة في الحياة الاجتماعية والمعمارية في المنطقة. تم بناؤه في القرن الثامن عشر، ويقع بالقرب من برج البندقية، وقد صُنِّف مَعلمًا تراثيًّا من الفئة الأولى.

إعلان

يتميز الحمام بتصميم معماري فريد، تتوسطه غرفة غسيل تُغطيها قبة كروية تحتوي على نوافذ صغيرة موزعة بشكل متوازن؛ مما يسمح بدخول الضوء الطبيعي بشكل تدريجي. تم تصميم الأرضيات لتدفأ بالبخار عبر أنابيب متصلة بفرن خارجي؛ مما يعكس مستوى الإبداع الهندسي في تلك الفترة.

الحمام العثماني بدورس يحتوي على قبة كروية فريدة تسمح بدخول الضوء الطبيعي بشكل متوازن (الجزيرة)

أصيب الحمام بأضرار كبيرة جراء الزلزال الذي ضرب ألبانيا عام 2019، لكنه خضع لبرنامج ترميم شامل بتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع "EU4Culture". شملت أعمال الترميم تجديد الهياكل المعمارية إضافة إلى دمج تقنيات التفسير الرقمية التي تهدف إلى تحسين تجربة الزوار. ثم أعيد افتتاحه في أكتوبر/تشرين الأول 2024 ليصبح أحد المعالم الثقافية المهمة التي تساهم في تعزيز السياحة وإظهار التاريخ العريق لمدينة دورس.

يمثل الحمام العثماني حلقة وصل بين تطور الحمامات العامة من العصور الرومانية والبيزنطية وصولًا إلى العهد العثماني. ففي حين اعتمدت الحمامات القديمة على البرك والمياه الساكنة، ركز العثمانيون على استخدام المياه الجارية وتدفئة الأرضيات بالبخار؛ مما يعكس التغيرات التي جلبتها الثقافة الإسلامية في مجال النظافة والهندسة المعمارية.

تخدم بئر "توب هانا" سكان دورس مصدرًا رئيسيًّا للمياه منذ القرن السادس عشر حتى عام 1970 (الجزيرة) بئر "توب هانا".. معلم أثري يعكس تداخل الحضارات في دورس

تُعدّ بئر "توب هانا" من أبرز معالم التراث الثقافي في دورس، وتُشكل جزءًا أساسيًّا من الهوية التاريخية والمعمارية للمدينة. يعكس هذا المَعلم مراحل متعددة من التطور العمراني والتاريخي لدورس، ويقع على بُعد 200 متر فقط من مركز المدينة. وقد صُنِّفت هذه البئر مَعلمًا ثقافيًّا معماريًّا عام 1970.

إعلان

تاريخ البئر يعود إلى القرن السادس عشر، وقد خدمت سكان المدينة لقرون طويلة إذ كانت مصدرًا رئيسيًّا للمياه آنذاك. واستمر استخدامها لهذا الغرض حتى عام 1970. إلى جانب دورها الحيوي، استُخدمت البئر فترة جزءًا من ورشة لإنتاج البارود، وهو ما يفسر اسمها "توب هاني"، الذي يعني "بيت البارود".

تم بناء البئر على قاعدة مربعة الشكل من الحجر، وتحيط بها أربعة أعمدة جرانيتية أُعيد استخدامها من معالم أقدم تعود إلى الفترة البيزنطية. كان من الشائع في تلك الفترة إعادة تدوير المواد من الهياكل القديمة؛ مما يضفي على البئر طابعًا معماريًّا مميزًا يبرز استمرارية التاريخ في المدينة.

تم بناء بئر "توب هانا" بدورس على قاعدة مربعة الشكل من الحجر تحيط بها أربعة أعمدة جرانيتية (الجزيرة)

خلال فترة الحكم الفينيسي، خضعت البئر لتعديلات كبيرة أثرت في تصميمها، شملت إضافة الأعمدة الجرانيتية الكبيرة وترتيب الحجارة المستطيلة الضخمة حول فوهة البئر، مما شكّل أرضية مرصوفة أنيقة ومتينة. تعكس هذه العناصر الهندسية الطابع الفينيسي، الذي يُبرز التداخل الثقافي في تلك الحقبة.

في عام 2005، خضعت بئر توب هاني لعملية ترميم واسعة قادتها ورشة الآثار. تضمنت الأعمال إعادة تثبيت الأعمدة والأجزاء المختلفة في أماكنها الأصلية وتنظيف المساحة المحيطة بالبئر، التي تبلغ حوالي 25 مترًا مربعًا. ساهمت هذه الجهود في استعادة الشكل التاريخي للبئر وتسليط الضوء على أهميته الثقافية.

تُعدّ بئر توب هانا شاهدًا حيًّا على التطور المعماري والهندسي لمدينة دورس، حيث تجسّد التفاعل بين العصور القديمة والوسطى والفترات اللاحقة، وتعكس التداخل الثقافي الذي شكل ملامح المدينة عبر العصور.

اليوم، تُعتبر البئر وجهة سياحية مميزة، إذ تُوفِّر للزوار فرصة لاكتشاف إرث ثقافي غني يعكس تاريخ دورس وتطور الحضارات. فهي تجمع بين الوظيفة التاريخية والجمال المعماري لتظل شاهدة على تاريخ المدينة العريق.

يُخلد النصب التذكاري في دورس ذكرى البطل الوطني "موجو أولشيناكو" المعروف بلقب "بطل الشعب". (الجزيرة) النصب التذكاري لموجو أولشيناكو.. ذكرى لبطل الشعب وشاهد على المقاومة إعلان

يُخلد النصب التذكاري في مدينة دورس ذكرى البطل الوطني "موجو أولشيناكو" (1896-1939)، المعروف بلقب "بطل الشعب"، الذي كان من أوائل المقاومين المسلحين الذين تصدوا للاحتلال الفاشي الإيطالي في 7 أبريل/نيسان 1939. أنجز هذا النصب المميز على يد "نحات الشعب" كريستاق راما ليكون شاهدًا خالدًا على بطولته.

وُلد موجو أولشيناكو في مدينة أولشتين، الواقعة حاليًّا ضمن جمهورية الجبل الأسود، لعائلة تعمل في الملاحة البحرية، واختار خدمة وطنه بوظيفة ضابط صف في وحدة البحرية بمدينة دورس. مع بداية الاجتياح الإيطالي، اتجه إلى الخطوط الأمامية، حيث قاد المقاومة بشجاعة لا تُضاهى، مُظهرًا مع رفاقه روحًا وطنية استثنائية وصمودًا يُحتذى به.

يُعد هذا النصب أكثر من مجرد عمل فني، فهو يُجسد تضحيات أولشيناكو ورفاقه الذين فضلوا الكفاح على الاستسلام. يمثل النصب اليوم رمزًا للمقاومة والشجاعة في وجه الاحتلال، وموقعًا يستحضر فيه الألبان والعالم ذكرى رجل ترك بصمة خالدة في تاريخ ألبانيا.

تشير شهادات إلى احتمال وجود مدينة غارقة تُعرف بـ"دورس القديمة" بنحو 27 ميلًا بحريًّا شمال غرب المدينة (الجزيرة) دورس القديمة تحت الماء: أساطير واكتشافات حديثة

وهنا أمام شاطئ دورس على البحر الأدرياتيكي، أحب أن ألفت الانتباه إلى أن العديد من الشهادات والصور الحديثة تشير إلى احتمال وجود مدينة غارقة تُعرف بـ"دورس القديمة"، تقع على بعد حوالي 27 ميلًا بحريًّا شمال غرب المدينة. تظهر الأنقاض المكتشفة تحت الماء بقايا مستوطنة قديمة بقطر يصل إلى نحو 6 أميال، ويُعزز هذا الافتراض اكتشافات البحارة مثل كابتن الصيد كابيلان راما، الذي عثر في شباكه على فخار وأعمدة رخامية، إضافة إلى صور تُظهر جدرانًا مبنية من أحجار ضخمة في قاع البحر.

تتداخل الأساطير مع الواقع في هذه المنطقة، ويعود الاهتمام العلمي بهذه الاكتشافات إلى محاولات سابقة قادها المهندس توما بيربيري في سبعينيات القرن الماضي. فقد استخدم بيربيري أول غواصة ألبانية لتوثيق هذه المواقع الأثرية المغمورة. وعلى الرغم من أن الدراسات الحالية ما زالت محدودة بسبب القيود التقنية والمالية، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن المدينة الغارقة قد تكون جزءًا من دورس القديمة، تلك المدينة التي شهدت العديد من الزلازل المدمرة عبر العصور.

على ساحل البحر الأدرياتيكي يقع متحف دورس الأثري أكبر متحف أثري في ألبانيا (الجزيرة) متحف دورس الأثري.. نافذة على تاريخ ألبانيا العريق إعلان

على ساحل البحر الأدرياتيكي في المدينة العتيقة، حيث تتمازج أمواج البحر مع تاريخ طويل وعريق، يقع متحف دورس الأثري، أكبر متحف أثري في ألبانيا وأحد أبرز المعالم الثقافية في البلاد. يُعد المتحف نافذة حقيقية على حضارة مدينة دورس القديمة، التي كانت تعرف في العصور القديمة باسم "دورا"، ويعرض تاريخها الممتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني.

تأسس المتحف عام 1951 على يد فانجيل توتشي، الذي يُعتبر من رواد علم الآثار في ألبانيا. ومع مرور السنين، شهد المتحف تطورًا كبيرًا، حيث تم افتتاح مبناه الجديد عام 2002، وتبعت ذلك تجديدات عام 2015، أضيف خلالها أكثر من 2000 قطعة أثرية نادرة تمثل مختلف العصور التاريخية التي مرت بها المدينة. هذه التجديدات جعلت من المتحف وجهة ثقافية فريدة تجمع بين الماضي والحاضر.

حاليًّا يخضع متحف دورس الأثري لعملية ترميم كبيرة ضمن برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي (الجزيرة)

ـ ينقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام رئيسية، تمثل مراحل تاريخية مهمة في تاريخ المدينة:

قسم ما قبل التاريخ: يعرض هذا القسم مجموعة من القطع الأثرية التي تعود إلى أكثر من 3000 عام، من فترة المدينة القديمة دورا، ويشمل أدوات حجرية وبرونزية مثل الفؤوس الحجرية ورؤوس المطارق؛ مما يسلط الضوء على تطور الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية في تلك الحقبة. القسم الهيليني: يعكس هذا القسم الفترة الهيلينية التي تلت فتوحات الإسكندر الأكبر، ويعرض قطعًا فخارية مزخرفة وأجزاء من تماثيل، بما في ذلك تماثيل آلهة أرتميس التي كانت تُعتبر الحامية للمدينة وتؤمن لها السلام. القسم الروماني: يتناول هذا القسم الفترة الرومانية، ويعرض قطعًا أثرية رائعة مثل العملات التي تم سكها في المدينة القديمة. ومن أبرز المعروضات الكنز الشهير لدورس الذي اكتُشف عام 1941، والذي يعود تاريخه إلى عام 170م.

من أبرز القطع الأثرية التي يحتويها المتحف تمثال "غيا"، إلهة الأرض والخصوبة، الذي عُثر عليه عام 2005 بالقرب من تمثال الإمبراطور الروماني، ويُعتبر من أجمل التماثيل التي يضمها المتحف.

إعلان

حاليًّا، يخضع المتحف لعملية ترميم كبيرة ضمن برنامج "EU4Culture" الممول من الاتحاد الأوروبي. الهدف من هذه التجديدات هو تحديث المتحف وتحويله إلى مركز تعليمي حديث يتضمن تقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي وأدوات الوسائط المتعددة، مما سيسهم في جعل المتحف أكثر جذبًا للزوار ويعزز مكانة دورس بوصفها وجهة ثقافية وسياحية دولية بارزة.

يُعد متحف دورس الأثري بمثابة رحلة ثقافية تأخذ الزوار في جولة عبر الزمن لاستكشاف تاريخ مدينة عريقة؛ مما يجعله وجهة لا غنى عنها لمحبي الثقافة والتاريخ. الزوار سيكتشفون أسرار الماضي عبر جدران المتحف، حيث تلتقي الحضارة الإغريقية والرومانية في تناغم رائع، ويعكس هذا المتحف فخر المدينة بتاريخها الطويل وأهميتها الثقافية في البحر الأبيض المتوسط.

يخضع متحف دورس الإثنوغرافي لعملية ترميم كبيرة ضمن برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي (الجزيرة) المتحف الإثنوغرافي.. تحفة معمارية وذاكرة ثقافية

يقع المتحف الإثنوغرافي في بيت أثري يتسم بتصميم معماري مبهر يلفت أنظار زائريه؛ إذ مزج بين الطراز المعماري الشرقي والطراز المعماري الألباني الحديث في القرن الماضي، وبرزت فيه التناغمات بين الحجر والخشب.

المبنى مكوّن من طابقين، مع سلالم خشبية مرتفعة فوق أقواس متينة وشرفة خشبية واسعة مغطاة بنقوش دقيقة تمتد فوق الأعمدة الداعمة، ويحيط به فناء مرصوف بالحجارة تتخلله أعشاب خضراء؛ مما يضفي على الموقع طابعًا تاريخيًّا خاصًّا.
بُني هذا البيت العتيق الذي يجاور جدار قلعة دورس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وكان في ثلاثينيات القرن العشرين مقرًّا للقنصلية البريطانية. ونظرًا إلى قيمته المعمارية، صُنِّف مَعلمًا ثقافيًّا وتم ترميمه عام 1982 ليصبح متحفًا إثنوغرافيًّا يعرض التراث الثقافي والحرف اليدوية لسكان دورس والمناطق المجاورة.

سُمِّي المتحف باسم الممثل العالمي ألكسندر مويسيو، الذي أمضى جزءًا من طفولته في هذا البيت. وُلد مويسيو لأب ألباني وأم إيطالية، وأكمل دراسته الابتدائية في دورس قبل أن تنتقل عائلته إلى ترييستي. ترك مويسيو بصمته في المسرح الأوروبي، حيث كان له تأثير كبير في الساحة الفنية الأوروبية. في عام 1928، كتب ذكرياته في شكل قصة قصيرة بعنوان "حلم الطفولة". بناءً على ذلك، تم تخصيص غرفتين داخل المتحف لتوثيق حياته ومسيرته الفنية؛ مما يساهم في إبراز إرثه الثقافي.

يعرض متحف دورس الإثنوغرافي التراث الثقافي والحرف اليدوية لسكان دورس والمناطق المجاورة (الجزيرة)

يضم البيت غرفًا واسعة تدخلها أشعة الشمس معظم اليوم؛ مما يضفي على المكان جوًّا من الإشراق والراحة. النوافذ في المبنى تحافظ على خصائصها الأصلية التي تعود إلى حوالي مئة عام؛ فتساهم في الحفاظ على الطابع التاريخي للمكان. الأسقف مغطاة بأخشاب منقوشة بدقة، تُظهر الحرفية العالية والتصميم الفني الذي يميز المبنى.

إعلان

الغرف الداخلية للمتحف تعرض تقاليد المنطقة وتراثها الإثنوغرافي بشكل رائع. يتم عرض الأدوات المنزلية التقليدية، مثل أدوات نسج الملابس القطنية وأقمشة الحرير، إضافة إلى التطريز اليدوي بالخيوط الذهبية، وهو ما يعكس التنوع الثقافي والفني الذي تتمتع به المدينة والمنطقة المحيطة بها.

يمثل البيت وجهة سياحية بارزة، ليس فقط بسبب قيمته التاريخية والمعمارية، بل أيضًا لقربه من معالم أثرية أخرى مثل المدرج الروماني، وهو ما يجعله محطة مهمة لاستكشاف تراث مدينة دورس العريق. حاليًّا، يخضع المتحف لعملية ترميم كبيرة ضمن برنامج "EU4Culture" الممول من الاتحاد الأوروبي.

أسلوب البناء في دورس في أوائل القرن العشرين يعد تجسيدًا للتطور المعماري في المدينة (الجزيرة) منزل عائلة مانوشي وبالي 115.. معلم ثقافي يجسد تاريخ دورس الحديث

منزل عائلة مانوشي وبالي، الذي شُيد عام 1884، يُعد رمزًا ثقافيًّا مهمًّا في دورس، حيث يعكس أسلوب البناء المميز في أواخر القرن التاسع عشر. في عام 2006، تم إدراجه مَعلمًا ثقافيًّا محميًّا ضمن فئة التراث المعماري.

يقع المنزل بالقرب من برج البندقية والميناء البحري، وهو ما يمنحه موقعًا استراتيجيًّا في قلب المدينة القديمة. استخدم المبنى عام 1914 مقرًّا للقنصلية النمساوية المجرية؛ مما يضفي عليه بعدًا دبلوماسيًّا يعكس حقبة مهمة من تاريخ المدينة.

أسلوب البناء في دورس في أوائل القرن العشرين يعد مثالًا على التحول من الأنماط الكلاسيكية إلى الأسلوب الحديث (الجزيرة)

في عام 2015، خضع منزل عائلة مانوشي وبالي لعملية ترميم شاملة بإشراف معهد الآثار الوطني وبالشراكة مع القطاع الخاص. شملت عملية الترميم إعادة إحياء التفاصيل الأصلية للمبنى، مثل الأقواس المعمارية الفريدة والسقف المزود بنوافذ تطل على الجهات الأربع، مما أتاح للمبنى العودة إلى مكانته ليظل أحد الرموز الثقافية المهمة في دورس.

إعلان

هذا المنزل، الذي صمد أمام قصف عام 1918، يُعد جزءًا من المشهد الثقافي والتاريخي للمدينة التي تجمع بين الآثار القديمة والعصور الوسطى والحداثة. ويمثل معلمًا سياحيًّا يجذب الزوار الذين يتطلعون لاستكشاف تاريخ دورس الممتد أكثر من 3000 عام، وهو ما يجعله وجهة لا غنى عنها لعشاق الثقافة والمعمار في المنطقة.

شُيد قصر الملك زوغ الأول المعروف أيضًا باسم "قصر الألوية"، عام 1937 (الجزيرة) قصر الملك زوغ الأول.. تحفة معمارية تطل على البحر الأدرياتيكي

يقع قصر الملك زوغ الأول في موقع مميز بمدينة دورس، حيث يعلو تلة ترتفع 98 مترًا فوق سطح البحر؛ ليمنح الزوار إطلالات خلابة وساحرة على البحر الأدرياتيكي بألوانه الزرقاء الصافية التي تمتد أمام القصر في الجهة الأمامية الغربية. أما في الجهة الخلفية الشرقية، فتتوفر إطلالات على معالم المدينة التاريخية التي تحمل بين شوارعها وأبنيتها العتيقة العديد من الأسرار والقصص التي تروي تاريخًا طويلًا من التحولات والأحداث.

شُيد القصر، المعروف أيضًا باسم "قصر الألوية"، عام 1937 بناءً على طلب الملك أحمد زوغ، الذي حكم ألبانيا من عام 1928 حتى عام 1939. صممه المهندس الإيطالي جوليو بيرتي، ويُعتبر مثالًا بارزًا للطراز النيوكلاسيكي الذي كان سائدًا في أوائل القرن العشرين.

يتميز القصر باستخدام الرخام والزخارف الفنية الفاخرة التي تعكس الذوق الملكي الرفيع. ويزين واجهته الأمامية نقش للبطل القومي الألباني جورج كاستريوت إسكندر بك، يظهر فيه وهو يمتطي حصانه ببسالة، ممسكًا بسيفه في يده اليمنى، في تعبير رمزي عن الشجاعة والكرامة الوطنية. وتُحيط بالقصر حدائق واسعة تضم تماثيل فنية بارزة، من بينها تمثال "دافينا"، للفنان أنطونيو مارايني؛ مما يُضفي على المكان جمالية خاصة.

قصر الملك زوغ الأول يعد معلمًا سياحيًّا يعكس التحولات السياسية والاجتماعية لألبانيا (الجزيرة)

خلال فترة الاحتلال الإيطالي (1939-1943)، تحول القصر إلى مقر للحاكم العسكري الإيطالي. وفي فترة النظام الشيوعي (1946-1991)، أصبح رمزًا للنظام الجديد، وسُمي بـ"قصر الألوية"، ليصبح مقرًّا للمناسبات الرسمية.

في السنوات الأخيرة، سعت الحكومة الألبانية إلى تحويل القصر إلى معلم سياحي مفتوح للجمهور، مستلهمةً نماذج عالمية مثل قصر فرساي في فرنسا وقصر بيتي في إيطاليا. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز حماية القصر، وإبراز قيمته التاريخية والثقافية، وتطوير بنيته التحتية من خلال أعمال ترميم دقيقة.

إعلان

يمثل قصر الملك زوغ الأول رمزًا تاريخيًّا يجسد مرحلة مهمة من تاريخ ألبانيا. وبينما يظل شاهدًا على الأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد، فإن الجهود المبذولة حاليًّا لتحويله إلى متحف ومعلم سياحي تعكس التزام ألبانيا بالحفاظ على إرثها الثقافي والتاريخي للأجيال القادمة.

تم تشييد مبنى بلدية مدينة دورس في قلب المدينة عام 1929، ليصبح رمزًا ثقافيًّا ومعماريًّا (الجزيرة) بلدية مدينة دورس.. معلم أثري يعكس الفنون المعمارية الحديثة

تُعد بلدية مدينة دورس أحد المعالم المعمارية البارزة التي تجسد الفنون المعمارية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي. تم تشييد هذا المبنى في قلب المدينة عام 1929، ليصبح رمزًا ثقافيًّا ومعماريًّا يعكس تاريخ دورس العريق. يجمع تصميمه بين الطراز الكلاسيكي الفاخر والزخارف المحلية المميزة؛ مما يجعله أكثر من مجرد مقر إداري بل معلمًا أثريًّا يروي قصة المدينة وعراقتها عبر الأجيال.

يتألف المبنى من ثلاثة طوابق وقبو، ويمتاز بتصميمه المتقن الذي يجمع بين البساطة والرقي. تزين الطابق الأول واجهة رائعة بثلاثة أقواس أنيقة تعلو المدخل، تضفي عليه لمسة من الفخامة الكلاسيكية. أما الطابق الثاني، فيتميز بشرفة داخلية محاطة بأعمدة مزخرفة، تضفي طابعًا راقيًّا وجماليًّا يعكس ذوقًا فنيًّا مميزًا.

ما يلفت النظر في هذا المبنى هو البرج المربع الذي يتربع في الجهة اليسرى ويحمل ساعة المدينة الشهيرة، التي أصبحت رمزًا للمكان يشهد على تاريخ المدينة وتتابع الزمن في مسيرتها العريقة. كما تزين الواجهة من الجانبين زخارف بارزة على شكل ميداليات تجسد رموز السفن الشراعية، في إشارة إلى كون المدينة ميناءً بحريًّا تاريخيًّا. إضافة إلى ذلك، تتكامل الزخارف مع باقة من سنابل القمح ترمز إلى ارتباط دورس بالأرض والإنتاج الزراعي.

إعلان

هذا الصرح، الذي يمزج ببراعة بين التراث المعماري الكلاسيكي والفن الزخرفي المحلي، لا يُعد مجرد مقر إداري، بل هو رمز حي يعكس تاريخ مدينة دورس وثقافتها العريقة، ليظل شاهدًا على جمالها وروعتها التي تأسر الزوار.

بنك الدولة الألباني.. أول معلم معماري من طراز الباروكي في ألبانيا

يعد بنك الدولة الألباني في مدينة دورس، الذي شُيد عام 1928، أول معلم معماري من طراز الباروكي في ألبانيا، ويتميز بتصميمه الإيطالي الفريد وتنفيذه على يد الحرفيين المحليين؛ وما زال واقفًا شامخًا يمثّل تحفة معمارية باروكية في قلب دورس تعكس جمال الفن وتاريخ المدينة العريق.

بُني مبنى بنك الدولة الألباني على أسس البرج الجنوبي الشرقي للسور البيزنطي لقلعة دورس (الجزيرة)

بُني هذا الصرح على أسس البرج الجنوبي الشرقي للسور البيزنطي لقلعة المدينة، ليظل شاهدًا حيًّا على تعاقب الحضارات التي مرت على هذه المدينة العريقة. تميز تصميم البنك بلمسة إيطالية أبدعها مهندسون معماريون، في حين حمل التنفيذ توقيع حرفيين مهرة من دورس. ويُعتبر هذا المبنى أول عمل بطراز الباروكي يُعتمد في ألبانيا؛ مما يضفي عليه طابعًا معماريًّا فريدًا غير مسبوق.

ما يلفت الأنظار في هذا المعلم هو المنحوتة التي تعلوه، والتي تجسد امرأة ترمز إلى الكفاح، والمقاومة، والنصر عبر العصور، مُعبرة عن روح ألبانيا الصامدة وازدهارها المتجدد.

مقبرة الشهداء في دورس.. أول نصب تذكاري من نوعه في ألبانيا

في قلب مدينة دورس، تبرز مقبرة الشهداء كنصب تذكاري خالد للأبطال الذين ضحوا بحياتهم خلال الحرب العالمية الثانية في معسكرات النازية. وتُعد هذه المقبرة المعلم التذكاري الأول والأوحد من نوعه في ألبانيا، وتجمع بين الفن المعماري والتاريخ الوطني العريق.

صمم المهندس المعماري كريستو سوتيري المقبرة بتنسيق معماري فريد على شكل قوس، وبدأت أعمال البناء فيها عام 1947. يتألف المجمع من ثلاثة أجزاء رئيسية: المبنى الذي يحتوي على رفات الشهداء، السلالم المؤدية إلى المقبرة، والحديقة المحيطة التي تضفي على المكان أجواء من الهدوء والتأمل.

تمثل مقبرة الشهداء في دورس رحلة ثقافية وروحية للتأمل في تضحيات الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل بلدهم ألبانيا (الجزيرة)

يتم تكريم الشهداء بوضع رفاتهم في غرف خاصة، وتُبنى قبور تذكارية لأولئك الذين سقطوا في معسكرات النازية ولا توجد رفاتهم في ألبانيا. وتُظهر لوحتان من الرخام منقوشتان بأحرف برونزية أسماء المعتقلين الذين عانوا في تلك المعسكرات، لتظل أسماؤهم خالدة في ذاكرة الأجيال القادمة.

إعلان

مقبرة الشهداء في دورس ليست مجرد موقع تاريخي، بل هي رحلة ثقافية وروحية تتيح للزوار التأمل في تضحيات الأبطال الذين أسهموا في تشكيل هوية ألبانيا الوطنية.

جامع الفاتح في دورس.. شاهد على تاريخ المدينة الإسلامي

يُعد جامع الفاتح في دورس من أقدم المعالم الإسلامية في المدينة، وهو ثالث أقدم مسجد في ألبانيا بعد الفتح العثماني. وهو يحمل اسم السلطان محمد الفاتح، الذي ارتبطت فترة حكمه بتوسع الإمبراطورية العثمانية في أوروبا.

بُني جامع الفاتح بين عامي 1502 و1503 على أنقاض كنيسة تعود إلى القرن الحادي عشر، ولا تزال بعض بقايا الكنيسة مرئية. يتميز الجامع بتصميم معماري فريد يجمع بين الطراز العثماني والتقنيات المحلية، حيث يغطي سقفه القرميد الأحمر بدلًا من القباب المعتادة؛ مما يمنحه طابعًا مميزًا يعكس التنوع المعماري في المنطقة.

في عام 1967، أغلق النظام الشيوعي في ألبانيا هذا المسجد، وهدم مئذنته وحوّله إلى مستودع. ومع ذلك، صمد المسجد وبقي رمزًا للهوية الإسلامية في المنطقة. في عام 1973، تم تصنيفه "معلم تراث ثقافي"، ليظل شاهدًا على صمود الهوية أمام التحديات التي مرّت بها البلاد.

عام 1973، تم تصنيف جامع الفاتح في دورس "معلم تراث ثقافي"، ليظل شاهدًا على صمود الهوية الإسلامية (الجزيرة)

بعد سقوط النظام الشيوعي في أوائل التسعينيات، بدأت أعمال الترميم لإعادة المسجد إلى رونقه، وأُعيد فتحه للمصلين. وفي السنوات الأخيرة، جُدد المسجد بدعم من تركيا، ليعود شامخًا ويظلّ رمزًا للتاريخ والصمود.

يتميز المسجد بموقعه الاستراتيجي في منطقة تجمع بين الهدوء والطابع التاريخي، قرب أشهر المعالم الأثرية في دورس، مثل المدرج الروماني الأكبر في البلقان، وجدار قلعة دورس، والمتحف الإثنوغرافي. هذه المواقع تجعل من جامع الفاتح جزءًا أساسيًّا من أي برنامج سياحي في المدينة.

إعلان

جامع الفاتح، يعد اليوم مركزًا حيويًّا للمجتمع المحلي، حيث تتحول أروقته إلى مساحات من الفرح والسكينة خلال أيام الجمعة وشهر رمضان، معبرة عن ارتباط أهل دورس بموروثهم الديني والثقافي.

الجامع الكبير.. أجمل مساجد ألبانيا في القرن العشرين

في قلب مدينة دورس، وتحديدًا في ساحة الحرية التي تنبض بالحياة، يتربع الجامع الكبير، الذي شُيّد عام 1938. بُني هذا المعلم في موقع استراتيجي اختير بعناية فائقة، حيث تواجه واجهته الشرقية شمس الصباح، ليضفي توازنًا معماريًّا رائعًا يُكمل جمال المباني العامة المحيطة بالساحة، في مشهد يمزج بين روحانية الماضي وأناقة الحاضر.

قبل عام 1926، حمل الجامع الكبير اسم "جامع فاروش"، وشكّل معلمًا فريدًا في دورس، حيث كان المبنى الديني الوحيد الذي يقع خارج أسوار المدينة العثمانية. ورغم موقعه الخارجي، فإنه كان جزءًا لا يتجزأ من النواة الحضرية، يشهد على تمازج التخطيط العمراني مع البعد الروحي، ليبقى شاهدًا على ارتباط المدينة بجذورها الثقافية والدينية.

الجامع الكبير في دورس شُيّد عام 1938 في موقع استراتيجي اختير بعناية فائقة (الجزيرة)

كان جامع فاروش بموقعه الفريد خارج أسوار التحصينات العثمانية، أول ما يلفت أنظار الزائرين عند مغادرة المدينة. وكغيره من الجوامع التي حملت اسم "فاروش"، احتل موقعًا في منطقة نابضة بالحياة، حيث ازدهرت الأنشطة التجارية والحرفية. قبل عشرينيات القرن العشرين، كانت هذه المنطقة تُعرف باسم "البازار الخارجي"، مركزًا حيويًّا يجمع بين التجارة والروحانية. وتميز الجامع بخدماته المتنوعة التي شملت مقبرة في فنائه المحاط بسور؛ مما أضفى عليه دورًا اجتماعيًّا وروحيًّا عميقًا.

كان زلزال ديسمبر 1926 نقطة تحول في تاريخ مدينة دورس، حيث أعاد تشكيل ملامحها العمرانية بشكل جذري. وفي إطار خطة تنظيمية جديدة أعدتها بلدية المدينة بالتعاون مع المهندس المعماري جوليو بيرتي عام 1928، واستكملها فرديناندو بوجي عام 1937، توسعت ساحة "الحرية" باتجاه الشمال، لتُجسد رؤية حضرية حديثة تمزج بين التراث العريق ومتطلبات المستقبل.

إعلان

في عام 1928، تم هدم جامع فاروش ضمن إعادة تصميم المشهد الحضري. وتم تعويض ملاك الأراضي لإقامة جامع جديد على تلة قريبة، وذلك بموافقة مفتي المدينة والإدارة المحلية في ذلك الوقت، لتفسح المجال لبناء جامع جديد يواكب تطورات المدينة الحديثة. كان من المخطط أن يحتوي الجامع الجديد على مئذنتين، لكن توقف العمل في عام 1938 حال دون إتمام بناء إحداهما.

يقع الجامع الكبير على مساحة 1319 مترًا مربعًا، مع أرضية تبلغ 1776 مترًا مربعًا. ويُعد المفتي إسماعيل ندروقي، الشخصية البارزة التي تولت قيادة بناء هذا المعلم الديني الرائع في وسط دورس، ليصبح أحد أجمل مساجد ألبانيا التي بُنِيت خلال القرن العشرين.

الجامع الكبير في دورس يعد أحد أجمل مساجد ألبانيا التي بُنِيت خلال القرن العشرين (الجزيرة)

في السادس من فبراير عام 1967، عصفت تغييرات اجتماعية وثقافية كبرى بألبانيا خلال العهد الشيوعي، فيما عُرف بـ"الحركة ضد الدين والتحيزات الدينية والعادات الرجعية". كان الجامع الكبير في دورس شاهدًا على تلك التحولات، إذ دُمِّرت قُبته ومئذنته، وحُوِّل إلى مؤسسة ثقافية تحمل اسم "قصر الشباب"، لتُطوى صفحة من تاريخه الروحي، وتُفتح أخرى تعكس التوجهات السياسية والثقافية لتلك الحقبة الشيوعية المناهضة للأديان.

مع انطلاق التسعينيات وسقوط الشيوعية وعودة الحريات الدينية، استعاد الجامع الكبير في دورس روحه ووظيفته الأساسية ليكون دارًا للعبادة، بعد عقود من التحول الثقافي. ورغم التحديات، ظل المبنى محافظًا على هندسته المعمارية الأصلية التي تُبرز أصالته. شهد الجامع أعمال ترميم دقيقة على مرحلتين؛ الأولى بين عامي 1992 و1994، أعادت إليه هيبته، والثانية بين عامي 2004 و2006، لتُكمل مسيرة الحفاظ عليه بوصفه مَعلمًا تاريخيًّا وروحانيًّا ينبض في قلب المدينة.

إعلان

 

كاتدرائية "القديسة لوسيا".. تمازج الإيمان بالنضال الوطني

تعد كاتدرائية "القديسة لوسيا" في مدينة دورس من أبرز المعالم الدينية والتاريخية التي تجسد التمازج بين الإيمان والنضال الوطني الألباني. تأسست الكاتدرائية عام 1868 بدعم من الإمبراطورية النمساوية المجرية، واحتفظت بمكانة مهمة في التاريخ الوطني، لكونها تضم قبور العديد من الشخصيات البارزة مثل المطران بطرس جورا ودوم نيكول كاتشوري، اللذين أدّيا دورًا محوريًّا في الحركة الوطنية الألبانية.

تعتبر هذه الكاتدرائية، التي تقع في أحد أقدم أحياء دورس، أقدم كنيسة كاثوليكية في المدينة، وهي تحت إشراف رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في تيرانا-دورس. جدرانها تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من العبادة والنضال من أجل الاستقلال. الكاتدرائية تضم إضافة إلى نيكول كاتشوري والمطران بطرس جورا، قبور شخصيات مؤثرة مثل المباركين فنسينت برينوشي وجول بوناتي.

منذ تأسيسها، كانت الكاتدرائية شاهدة على العديد من الأحداث المهمة في تاريخ ألبانيا. ففي عام 1912، شهدت رفع العلم الوطني الألباني في مدينة دورس، في لحظة فارقة في النضال من أجل الاستقلال؛ مما جعلها رمزًا مهمًّا للإيمان والحرية في البلاد.

مقالات مشابهة

  • ديفيد بيكهام يكشف عن نقطة ضعفة تجاه ابنته.. فيديو
  • دورس الألبانية.. عروس الأدرياتيكي التي تسحر زوارها بتنوعها الثقافي وجمالها الخلاب
  • بعد اتهامهما بالجوسسة في لبنان ..الإفراج عن صانع المحتوى الجزائري بلقاسم بن عروس وزوجته
  • فيديو: موقف ملفت لشرطة باكستان تجاه عروس يشعل الإنترنت
  • امرأة تُصدر أنشودة تُشعل الجدل حول تعدد الزوجات: تزوج باثنتين ولا تبالي .. فيديو
  • أحزن كل من سمع خبر وفاته .. رحيل مشرّف لأخصائي جراحة القلب أحمد ماهر
  • ترامب يهنئ ميلانيا بذكرى زواجهما الـ20 وينشر صورة زفافهما
  • شاهد.. فيديو لعروسين يثير ضجة واسعة على مواقع التواصل
  • شاهد.. صورة تجمع كواكب المجموعة الشمسية بسماء أبوظبي
  • مروج الرحيلي تثير الجدل بطريقتها في تحضير الغداء.. فيديو