مُعد اتفاقات أوسلو يحذر من تداعيات احتلال غزة على إسرائيل ويدعو لانسحاب شامل
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
حذر الخبير القانوني الإسرائيلي ومعد اتفاقات أوسلو جويل سنجر من الاستحقاقات الثقيلة التي يفرضها احتلال قطاع غزة على إسرائيل، ودعا إلى الانسحاب الكامل من غزة لتجنب دفعها.
وقال سنجر، الذي عمل مستشارا قانونيا في حكومات سابقة -في مقال كتبه بصحيفة هآرتس- إن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاحتفاظ بالسيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم في أيدي إسرائيل في "اليوم التالي للحرب" يدل على أنه يسعى للسيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة، بصرف النظر عن التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإخلاء الجيش الإسرائيلي، أو عدمه.
وأضاف أن ذلك يعني أن المنطقة بأكملها ستبقى محتلة من إسرائيل حتى لو سحب الجيش الإسرائيلي معظم قواته منها، معتبرا أن "الاختبار القانوني لاعتبار الأراضي محتلة أم لا هو اختبار واقعي، ويعتمد على سؤال واحد: هل الجيش الأجنبي (الجيش الإسرائيلي في هذه الحالة) لديه سيطرة فعلية على الأراضي أم لا؟".
وأكد أنه من وجهة نظر قانونية فإنه "ليس من الضروري أن يوجد الجيش نفسه طوال الوقت في إقليم معين، لكي يعتبر هذا الإقليم محتلا؛ بل يكفي أن تسيطر القوة العسكرية على عدة أماكن إستراتيجية في الأراضي أو حولها، ومن ثم تمنع أي قوة عسكرية أخرى من الاستيلاء".
وقال "بمجرد اعتبار إقليم ما محتلا، فسينطبق عليه القانون الدولي الذي يتعامل مع الاحتلال العسكري (أو الاحتلال الحربي، كما ينطبق عليه التعبير القانوني الرسمي)".
وأشار في هذا السياق إلى اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب (1949)، التي تركز على التزام المحتل باستعادة النظام العام وضمان الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين في الأراضي المحتلة.
يذكر أن إسرائيل ادعت منذ عام 1967 أنه بسبب مطالبتها بالسيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن الأراضي غير محتلة وإن اتفاقية جنيف لا تنطبق عليها، ومع ذلك، فقد تعهدت للمجتمع الدولي بالعمل فيها وفقا للأحكام الإنسانية للاتفاقية.
وتطرق الخبير الإسرائيلي إلى التناقض بين نية نتنياهو الحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ورفض وزير الدفاع يوآف غالانت إقامة حكومة عسكرية هناك، حينما قال إن "الحكومة العسكرية الإسرائيلية في غزة ستصبح الجهد الأمني الرئيسي لإسرائيل خلال السنوات المقبلة على حساب الساحات الأخرى. سيكلف (هذا الجهد) الدم والضحايا ويجلب ثمنا اقتصاديا باهظا".
إمساك العصا من المنتصف
واعتبر سنجر أن هناك خلافا بين احتلال إسرائيل للبنان عام 1982 واحتمال احتلال غزة، فقال إن جيش الاحتلال لم يقم بتشكيل حكومة عسكرية في الأراضي اللبنانية المحتلة، "لأن الحكومة اللبنانية استمرت طوال هذا الوقت في تقديم الخدمات للسكان في الأراضي المحتلة دون أي تدخل أو حتى تشجيع من الجيش الإسرائيلي"، أما في حالة قطاع غزة، فلا توجد حكومة شرعية في غزة اليوم يمكنها الاستمرار في تقديم الخدمات للسكان، حسب رأيه.
وساق الخبير القانوني مثالا آخر، وهو المنطقة (ب) من الضفة الغربية، حيث استمر الجيش الإسرائيلي، وفقا لاتفاقات أوسلو، في السيطرة على الأمن، لكنه سحب الحكومة العسكرية ونقل المسؤولية عن الشؤون المدنية إلى السلطة الفلسطينية، وقال "لا يوجد قانون في غزة كمنطقة (ب) في الضفة الغربية، بسبب معارضة نتنياهو لدخول السلطة الفلسطينية إلى غزة"، مشيرا إلى تصريحه: "لست على استعداد لاستبدال فتح بحماس".
وانتقل من هذه القاعدة للقول إن إسرائيل أمام استحقاق الانسحاب إذا أرادت إزالة مسؤوليتها القانونية عن رعاية جميع احتياجات سكان غزة، بما في ذلك مسؤولية الدراسة المنتظمة في المدارس، وإعادة تأهيل المستشفيات، وتوفير الغذاء والكهرباء والمياه، وما إلى ذلك.
وقال "يجب على إسرائيل إكمال الانسحاب الكامل من غزة وألا تستمر في السيطرة على القطاع عسكريا، سواء من خلال الحفاظ على السيطرة على محور فيلادلفيا ونتساريم، أو غير ذلك، وأن تؤكد أنها غير ملزمة برعاية السكان المحليين، ما دامت لا تتدخل مع عناصر أخرى للقيام بذلك".
وحذر من أنه إذا أرادت إسرائيل أن تحافظ على سيطرتها العسكرية على قطاع غزة، فسيتعين عليها التعامل مع السكان المدنيين هناك، وفقا لاتفاقية جنيف. ويمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك عن طريق إعادة إنشاء آلية الحكم العسكري، أو عن طريق إيجاد بديل شرعي على استعداد لتحمل المسؤولية عن معاملة السكان المدنيين تحت المسؤولية العسكرية العليا لإسرائيل.
وختم بالقول إن "إسرائيل لا تستطيع أن تمسك العصا من المنتصف، ولن تتمكن الحكومة من دفن رأسها في الرمال، فإما الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على المنطقة، أو الانسحاب والتنصل من مسؤوليتها القانونية للتعامل مع السكان المدنيين، وإذا استمرت بالنهج الحالي فإن هذا الموضوع سيصل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي وسيكون مطروحا على الأجندة الأميركية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی السیطرة على فی الأراضی
إقرأ أيضاً:
وزير المالية الإسرائيلي: البقاء بغزة أكبر ضغط على حماس.. وسنأخذ منهم الأراضي لنتاجر بها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ادعى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش صباح اليوم الأربعاء على خلفية النية تقديم برنامج مساعدات إنسانية لقطاع غزة تحت إشراف إسرائيلي، أن هذه الخطوة يمكن أن تساعد في إطلاق سراح 101 أسيرا تحتجزهم حركة حماس 411 يوما.
وقال سموتريش في حوار مع موقع "يديعوت أحرونوت": "لدينا هدف مهم للغاية، وهو إعادة المختطفين، هذه أكبر وسيلة للضغط على حماس في قطاع غزة، ستخسرون السلطة والأرض، ستخسرون أنفسكم. يجب أن تعيدوا المختطفين بسرعة".
وفي وقت سابق، صرح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمته التي ألقاها يوم الاثنين في الجلسة الكاملة للكنيست، بعد أكثر من 13 شهرًا من الحرب في غزة، والذي ادعى خلالها أن " إسرائيل على بعد خطوة واحدة من النصر الكامل "، وأنه طلب من الجيش الإسرائيلي "خطة منظمة" للقضاء على القدرة الحكومية لحماس، والتي ترتبط أيضًا بحرمانهم من قدرتهم على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة ".
وبحسب الصحيفة فأنه لهذا السبب تزايد التقدير بأن إسرائيل رفعت العتاد فيما يتعلق بتحقيق خطوة الحكم العسكري في قطاع غزة.
ونفى وزير المالية سموتريش أن تكون هذه خطة للحكم العسكري الإسرائيلي في غزة، وقال "لقد حددنا عدة أهداف رئيسية لهذه الحرب، أولا، التدمير الكامل لحكم حماس في غزة، العسكري والمدني على حد سواء، نحن نحرز تقدما جيدا للغاية في في السياق العسكري، أما بالنسبة للشق المدني فأننا لا نفعل ما يكفي، إذا أردنا إسقاط حكم حماس، علينا أن نرى من يوزع المساعدات الإنسانية هناك".
وأضاف: "نعمل الآن على بناء آلية فنية لإدخال المساعدات وتوزيعها على مواطني قطاع غزة، وليس عن طريق حماس. ويجب أن نفهم أنه عندما تتولى حماس هذه المساعدات الإنسانية، فإنها تستخدم سيطرتها على المواطنين، إننا نقوض اعتماد المواطنين عليها، فهي تجمع الضرائب وتجني الأموال. إننا نقوض الحرب التي حددناها، وهي تدمير حماس بالكامل، وستكون هناك سيطرة عملياتية طويلة المدى للجيش الإسرائيلي على مدى سنوات، من الناحية العملياتية، بالترتيب لمنع غزة من تشكيل تهديد لإسرائيل".
وعن تصريحاته بأن احتلال غزة وحده هو الذي سيؤدي إلى عودة الأسرى، قال "أقترح عدم الخوض في المصطلحات. نحن نحتل غزة، وهذا ما يفعله جنودنا وقادتنا منذ عام. احتلال غزة من أيدي حماس هذا ما يريده 99% من مواطني إسرائيل. حماس لديها ذراع عسكري وهناك ذراع مدنية يجب أن تختفي من على وجه الأرض".
وفي إشارة إلى حقيقة أن إسرائيل تعمل الآن فقط على تعزيز الإشراف المستقل على المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، قال سموتريتش: “الجيش يشن حربًا ويدمر حماس والحركات الأخري الموجودة في قطاع غزة. جزء من هذا الجهد أيضًا جهد مدني يسمح لمواطني قطاع غزة بالأكل والشرب والحصول على الحد الأدنى من الرعاية الطبية. هكذا يطلب منا العالم والقانون الدولي أن نحافظ على شرعيتنا لاستمرار الحرب إن هذا الجهد تقوم به حماس ويحافظ فعليا على حكمها، وعلينا حاليا أن نقوم بهذا الجهد”.
وفيما يتعلق بالتقارير التي تفيد بأن مسؤولين أمنيين يشيرون إلى أن الاستمرار في البقاء في غزة قد يعرض حياة المختطفين للخطر، قال سموتريش: “بادئ ذي بدء، أقترح على الشاباك التحقيق في التسريبات إذا كان ما تقوله الآن صحيحا، وأن هذا ما يقوله المسؤولون العسكريون. إذن هناك تسريبات خطيرة للغاية لأسرار الدولة هنا”.
وتابع: “في الواقع، نحن لا ندخر جهدا لإعادة المختطفين لدينا إلى ديارهم. وتمكنا من إخراج عدد غير قليل من المختطفين وإعادتهم سالمين معافين. ونحن نسعى جاهدين لإعادتهم جميعا إلى ديارهم، ولن نفعل ذلك في يوم من الأيام مع صفقة الاستسلام التي ستنهار وتستنزف كل الأثمان الباهظة والجهود الكبيرة التي بذلها شعب إسرائيل بأكمله، والتي دفعت حرفياً بدماء متعددة في هذه الحرب، سيكون الجهد المدني التكميلي بمثابة انقطاع كبير جداً في الوعي من شأنه أن يساعد في جلب المختطفين”.
وأكمل: الالتزام بإعادة المختطفين يمكن للمرء أن يتجادل حول كيفية القيام بذلك، وهو نقاش معقد، وأعتقد، على سبيل المثال، أننا إذا استولينا على شمال قطاع غزة بأكمله، فإننا سنحتله ونقول لحماس: إذا أعدتم المختطفين سننسحب من هناك ونعطيكم هذه المنطقة إذا لم تعيدوهم، فستظل هذه المنطقة ملكنا إلى الأبد.
واختتم: نحن نبحث عن أدوات ضغط على حماس. أعتقد أن الأرض هي واحدة من أكثر الأشياء التي تؤذي حماس وأعدائنا بشكل عام. إذا هددناهم بالاستيلاء على الأراضي، فلنأخذ أصولهم، وسنخلق لأنفسنا أصولاً يمكن المتاجرة بها".