الجزائر تضغط على فرنسا بملف الهجرة لتغيير موقفها من الصحراء الغربية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
كشفت مصادر فرنسية رسمية، أنّ الجزائر ترفض إصدار تصاريح لاستعادة مواطنيها المُقيمين بشكل غير شرعي على الأراضي الفرنسية، بمن فيهم المُتهمّين بارتكاب جرائم الذين صدرت بحقّهم قرارات إبعاد، مما تسبب باكتظاظ مراكز احتجاز المهاجرين.
ويصل عدد الجزائريين المُتّهمين بارتكاب جنح وجرائم إلى 4 آلاف من أصل 18 ألف مواطن أجنبي مُحتجزين في السجون الفرنسية، والذين من المُفترض حسب قانون الهجرة الفرنسية إبعادهم عن البلاد.
???????? Les centres de rétention administrative saturés par des Algériens qui ne partent pas, y compris ceux qui ont commis des crimes et des délitshttps://t.co/QcdZgpJRyG
— Police & Réalités (@PoliceRealites) September 9, 2024ويقول محافظ إحدى الأقاليم الفرنسية إنّ "مراكز الاحتجاز الإداري مُكتظّة دائماً بالجزائريين الذين لا يُغادرون.. إنّها مُشبعة". ويُوضح مسؤول فرنسي آخر "نحن نُصدر دائماً تصاريح الطرد من بلادنا، ولكن في حالة عدم وجود تصريح قُنصلي من بلادهم، نضطر لإطلاق سراحهم".
ومن جهته، كشف السفير الفرنسي السابق في الجزائر غزافييه درييونكور، لصحيفة "فيغارو"، أنّه لم يتم ترحيل أي جزائري منذ فترة طويلة. وقال: "إنّ رفض إصدار تصاريح قنصلية تسمح بعودة المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزائر، هو السلاح الوحيد المُتاح للحكومة الجزائرية، بهدف محاولة إخافة باريس، وذلك منذ أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخراً الاعتراف بمشروع المغرب، فيما يتعلّق بالحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية، كأساس وحيد للتوصل إلى حلّ سياسي".
Les centres de rétention sont saturés par les algériens qui ne partent pas.
Et si on essayait les solutions de #Reconquête ? Gel des avoirs des dirigeants, blocage des transferts western union, fin de la dispense de visa pour les passeports diplomatiques, et surtout dénonciation… https://t.co/Pcd0mGXA9M
وفي ذات الصدد، رأى درييونكور في حوار آخر مع مجلة "لو بوان"، أنّه بعد اتخاذ باريس موقفاً مؤيداً للمغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، كان من المتوقع اتخاذ إجراءات انتقامية قوية من قبل الجزائر، لكنّ فتح جبهة مع فرنسا هو أمر محفوف بالمخاطر للغاية، لذلك ففي الوقت الحالي فإنّ الجزائر تكتفي برفض إصدار تصاريح قنصلية لاستعادة مواطنيها المُبعدين عن الأراضي الفرنسية إلا بشكل محدود جداً يكاد لا يُذكر. كما أنّ الجزائر باتت تزيد من المتاعب الإدارية تجاه الدبلوماسيين الفرنسيين الجدد. لكن في الوقت الحالي، لم يذهب الأمر إلى أبعد من ذلك.
Sahara-Occidental : entre la France et l’Algérie, le début d’une ère glaciaire. @lea_masseguin @libe https://t.co/6esEDIHZcE
— Victor Boiteau (@v_boiteau) August 1, 2024وحسب الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإنّه منذ الخلاف السياسي الجديد مع فرنسا حول الصحراء الغربية، لم يعد القناصل الجزائريون في فرنسا يُصدرون تصاريح قنصلية ضرورية للسماح باستعادة مواطنيهم غير الشرعيين أو المُدانين. بل إنّ الجزائر قامت كذلك بإلغاء التصاريح التي كان قد تمّ إصدارها بالفعل، والتي يحتاجها الجزائريون لمُغادرة السجون ومراكز الاحتجاز الفرنسية.
ومع ذلك، يستفيد الجزائريون من عدد كبير جداً من تأشيرات الدخول الفرنسية، حيث صدر لهم في عام 2023 أكثر من 200 ألف تأشيرة.
وفي كل عام، يُمنح العديد منهم تصريح إقامة أول: نحو 31 ألف في عام 2023 مُقارنة بـ 27 ألف تصريح إقامة في عام 2019.
Sahara occidental : l'immigration, ce levier de l'Algérie pour faire pression sur la France https://t.co/NNL6MfePeo
— Marianne (@MarianneleMag) September 7, 2024 الهجرة غير الشرعيةولكن، وبالإضافة إلى قنوات الهجرة القانونية هذه (لأغراض عائلية ولم شمل الأسرة، أو للعمل)، هناك مُعضلة الهجرة غير النظامية. وقد زادت عمليات عبور المُهاجرين إلى إسبانيا وجزر الكناري بنسبة 52% منذ بداية العام 2024. ويُمثّل الجزائريون 46% من المُهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى القارة الأوروبية عن طريق البحر. ويعبر معظم هؤلاء إسبانيا للوصول إلى فرنسا التي يُقيم فيها 90% من المهاجرين الجزائريين في أوروبا.
وللقضاء على هذه الظاهرة، تحتاج فرنسا إلى تعاون ضروري من السلطات الجزائرية. وهذه هي المشكلة المعروفة لإصدار التصاريح القنصلية الضرورية للسماح بالعودة إلى البلاد، لكنّ الجزائر ترفض غالباً إصدار هذه التصاريح.
Paris se heurte au refus d'Alger, qui ne souhaite pas délivrer des laissez-passer consulaires pour reprendre ses ressortissants en situation illégale en France.
→ https://t.co/39FcekSv3J pic.twitter.com/fWPfBUBwE5
وكان الإليزيه، قد انتهز فرصة الذكرى الـ 25 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش في 30 يوليو (تموز) الماضي، لينشر بشكل علني رسالة موجهة إلى ملك المغرب من الرئيس ماكرون، تؤكد أنّ مشروع الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية هو "الأساس الوحيد للتوصل إلى حلّ سياسي عادل ودائم ومُتفاوض عليه".
وحتّى ذلك الوقت، كانت باريس تعتبر أنّ الخطة المغربية ليست سوى "أساس للنقاش"، وهو ما أثار تحوّلاً تاريخياً في السياسية الفرنسية تجاه الملف الشائك، وصدمة للجزائر التي سحبت سفيرها على الفور، مُجددة دعمها جبهة البوليساريو التي تُطلب باستقلال الصحراء الغربية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الجزائريين الفرنسية المغرب فرنسا الجزائر المغرب الصحراء الغربیة من الم
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفرنسية: تهجير الفلسطينيين خارج غزة غير مقبول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن وزير خارجية فرنسا جان نويل بار، اليوم، أن أي تهجير قسري للفلسطينيين من قطاع غزة سيكون "غير مقبول".
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، أن فكرة توطين الغزيين في دول أخرى لا تتوافق مع القرارات الدولية.
وفي نفس السياق، دعا وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، نظيره الأمريكي ماركو روبيرو، إلى "التنسيق" بشأن سوريا ولبنان.
وأشار إلى أن بلاده ستسهم في تثبيت وقف النار بين إسرائيل ولبنان.